بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد ورضي الله عن الصحب والآل والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
حديثنا عن كلمة التوحيد الذي أرسل بتحقيقها جميع الأنبياء والمرسلين وعني بها الدعاة الموفقين المخلصين
أولا رب العالمين نأخذ منها توحيد الربوبية وهو الاعتقاد الجازم بأن الله وحده الخالق المدبر المنعم المحيي المميت
فتوحيد الربوبية بإيجاز شديد ووضوح بيّن هو توحيد الله بأفعاله والمتضمنه أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى وتبارك مربي جميع الخلق بالنعم
وقال تعالى:
( ومابكم من نعمة فمن الله)
فهو واحد في الخلق والرزق والإحياء والإماته لاشرك له في ربوبيته
ولاشريك له في الوهيته وتوحيد الألوهية هو توحيد الله بأفعال العباد
فهو المنعم يستحق كل الحمد والشكر
الحمد اعتقاد بالجنان وحمد باللسان
والشكر يكون بان تصرف جميع انواع العباده للحي القيوم
وقال تعالى:
(اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور) قال الله عز وجل:
(وماخلقت الجن والإنس لا ليعبدون)
أما توحديد الاسماء والصفات فهو في الحقيقه داخل تحت توحيد الربوبية
واسماء الله عز وجل كلها مشتقة تدل على معان هي الصفات
قال الله تعالى:
(الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزّل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما)
فعلم بذلك أن الحكمة في إيجاد الخليقه: أن يُعرف الله سبحانه باسمائه وصفاته وأنه على كل شئ قدير، وأنه العالِم بكل شئ جل وعلا، كما أن الحكمه في خلقهم ويجادهم أن يعبدوه ويعظموه ويقدسوه ويخضعوا لعظمته . أ .هـ
وسميت الوظائف التي أمر الله بها المكلفين- من أوامر وترك نواهي- عبادة؛ لأنها تؤدى بالخضوع والتذلل لله عز وجل . أ. هـ
إن أعظم آية في كتاب الله هي آية الكرسي
لما تضمنته من الصفات العظيمه والمعاني الجليله
فإسم (الحي) مستلزم لجميع الصفات وهو أصلها
ولهذا كانت اعظم آية. أ .هـ
وقد اقتبست هذه المقدمه من كتب لأهل العلم المعاصرين وقد ارجع الى كتب الاقدمين لما في الفاظهم من الخير والبركه واخص بذلك شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى
إن توضيح العقيدة الصحيحه والدعوة اليها هو أهم الأمور وآكد الواجبات؛ لأنها الأساس
الذي تنبني عليه صحة الأعمال وقبولها.أ.هـ
والعقيدة معناه: مايصدقه العبد ويدين به.أ .هـ
فإن كانت العقيدة موافقة لما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه؛ فهي عقيدة
صحيحة سليمة، تحصل بها النجاة من عذاب الله والسعادة في الدنيا والآخره،وإذا
كانت هذه العقيده مخالفه لما أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه فهي عقيدة
توجب لأصحابها العذاب والشقاء في الدنيا والآخره.أ. هـ
أيها المسلم
إنك حينما تتأمل القرآن الكريم؛ تجد فيه كثيرا من الآيات والسور تهتم بأمر العقيدة، بل إن السور المكية تكاد تكون مختصه ببيان العقيدة الإسلامية ورد الشبهات الموجهة إليها.أ.هـ
ومع إهتمام القرآن بشأن العقيدة الإسلامية ، فإن أكثر الذي يقرؤنه لايفهمون العقيدة فهما صحيحاً
فصاروا يخلطون ويغلطون فيها.أ.هـ
الدعوة الى الله هي فاتحة دعوة الرسل جميعاً؛فلم يكونوا يبدؤن بشئ قبلها.أ.هـ
وإن الدعوة إلى هذه العقيدة هو الأساس والمنطلق؛ فلا يدعى إلى شئ قبلها
من فعل الواجبات وترك المحرمات حتى تقوم هذه العقيدة وتتحقق؛لأنها
هي الأساس المصحح لجميع الأعمال.أ.هـ