بسم الله الرحمن الرحيــــم ..


أما بعــــــــــد ..



قال تعالى ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا )

إن الأمة الإسلامية وبلاشك أنها تمرّ وستمرّ في المرحلة القادمة القريبة حالة مخاض يتولد منه مستقبلا مُشرقا بإذن الله تعالى ..

لا أقول هذا تكهنا ولا تخرصا إنما رؤيا تفاؤل ممزوجة برؤيا صلاح كفلق الصبح بإذنه تعالى والواقع يُدّلل ذلك ..

ومن تربية الله تعالى لعبده وصفيه محمد صلى الله عليه وسلم أن هيأه لرسالة عظيمة أبدية خالدة ودولة إسلامية راشدة .. وكان
أهم أمور التربية هو ( تزكية النفس ) بالطاعة واستغلال ظلام
الليل في مناجاة ( النور ) تبارك وتعالى ..

ولذلك كانت حكمة الله تعالى في فرض قيام الليل على الصحابة في مكة تهيأة وتمهيدا لحمل ( المشعل النوراني ) لكافة البشرية ولهذا
أسند صلى الله عليه وسلم البعث إليهم فقال ( إنما بُعثتم مبشرين ) ..

فكانت أستار الليل وهدوئه فيتامينا فعالا في رسوخ العلاقة وثباتها مع الله تعالى .. فكان صلى الله عليه وسلم يكره السمر بعد العشاء
إلا لحاجة إيذانا بتوظيف هذا الوقت للذة المناجاة وترسيخ الصلة ..

فالله الله في هذا الوقت ولا تُهدره إلا في سجود يُقربّك .. أو علم ينفعك .. أو ذكرك يرفعك .. أو تلاوة تُزكيك وتُطهرك ..

فالأيام القوادم وبدء الملاحم لا يجوزها إلا من تربّت نفسه على الطاعة وتوطّنت على العمل .. وبدوّ قيام الخلافة الراشدة قد لاحت ولا تقوم إلا سواعد المؤمنين أشباه الأوائل من الصالحين ..



.