قصيدة من نظمي بعنوان :
اعتذار إلى المختار صلوات ربي وسلامه عليه
أَسْرَفْتَ فِي البَيْنِ فَاعْتَاضَ الكَرَى سَهَرَا مِنْ بَعْدِ مَا كُنْتَ إِلْفًا يَمْلأُ النَّظَرَا
وَقَاسَمَتْنَا لَيَالِي الوُدِّ مَلْحَمَةً أَخْنَى لَهَا الدَّهْرُ حَتَّى فَنَّدَ الخَبَرَا
قَدُ يُنْكِرُ الدَّهْرُ صَفْوَ العَيْشِ مِنْ رَغَدٍ وَقَدْ يَكُونُ عَلَى التَّفْنِيدِ مُقْتَدِرَا
لَكِنَّ بَارِقَةَ الإِنْذَارِ مِنْ مُضَرٍ أَغْنَتْ بَشَائِرُهَا عَنْ كُلِّ مَا ذُكِرَا
أَبْشِرْ بِمَنْ حَفِظَ التَّارِيخُ سِيرَتَهُ بِأَحْرُفٍ تَدْحَضُ التَّمْثِيلَ وَالصُّوَرَا
وَارْكَنْ إِلَى سَاحَةِ المُخْتَارِ مُمْتَطِيًا بِكْرَ القَوَافِي إِذَا مَا جِئْتَ مُعْتَذِرَا
طَرْفُ العُيُونِ كَلِيلٌ دُونَ رُؤْيَتِهِ وَالقَلْبُ مُضْنًى إِلَى لُقْيَاهُ إِذْ حَسِرَا
أَكَادُ أَحْجُبُ نُورَ الصُّبْحِ إِذْ سَطَعَتْ فِي الغَيْبِ شَمْسُهُ أَوْ أَسْتَعْذِبَ السَّهَرَا
مَدْحًا لِذَاتِهِ فِي أَحْضَانِ قَافِيَةٍ عَصْمَاءَ عَرَّفَهَا إِذْ تُنْكِرُ النُّكَرَا
فَلَيْسَ لِلشِّعْرِ مِنْ فَضْلٍ عَلَى بَشَرٍ أَتَى الحَيَاةَ فَعَمَّ الفَضْلُ وَانْتَشَرَا
كَمْ أَثْقَلَتْ كَاهِلَ الأَقْوَامِ دَعْوَتُهُ وَفَجَّرَتْ خَامِدَ البُرْكَانِ فَانْفَجَرَا
حِمْلُ الرِّسَالَةِ نَاءَتْ أَنْ تَحَمَّلُهُ دُنْيَا المُلُوكِ بِعَزْمٍ يَفْلِقُ الحَجَرَا
وَالدِّينُ تَحْمِلُهُ فِي بَطْنِهَا حِقَبًا حَتَّى أَهَلَّتْ بِهِ فِي وَسْطِ غَارِ حِرَا
وَحَمَّلَتْهُ زِمَامَ الدِّينِ حِينَ رَأَتْ أَنَّ العَظِيمَ عَلَى فِعْلِ العَظِيمِ يُرَى
فَأُخْرِجَتْ لِلدُّنَا مِنْ صُلْبِهِ أُمَمٌ اسْتَوْحَشَ الكُفْرُ مِنْ إِسْلامِهَا البَشَرَا
كَأَنَّمَا الدِّينُ بِالمُخْتَارِ فِي جَسَدٍ لِنَفْسِهِ شَقَّ مِنْهُ السَّمْعَ وَالبَصَرَا
وَاسْتَوْقَفَتْ عُلَمَاءَ الغَرْبِ دَعْوَتُهُ لِعِلْمِ مَا بُلِّغُوا تَسْتَنْطِقُ السُّوَرَا
أَهْدَى لَنَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَاتِحَةً وَالكَهْفَ وَالنُّورَ وَالإِخْلاصَ وَالبَقَرَا
إِنْ عُدَّ فِي البِرِّ قَوْمٌ حِينَ نَذْكُرُهُمْ لَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بِالبِرِّ قَدْ ظَفِرَا
تَغْدُو السَّمَاحَةُ حُبْلَى بَعْدَ مَوْلِدِهِ وَقَبْلُ أَثْكَلَهَا بِالثَّأْرِ مَنْ وُتِرَا
أَيَّانَ يَمَّمَ هَذَا الغَيْثَ رَاحَتُهُ اسْتَمْطَرَ النَّاسُ رَبَّ الغَيْثِ فَامْتَطَرَا
مَا سَاوَمَتْهُ جَمِيعُ الرُّسْلِ مَرْتَبَةً مِثْلَ الشَّفَاعَةِ بَعْدَ البَيْعِ حِينَ شَرَا
هَذِي مَنَاقِبُهُ كَالشَّمْسِ سَاطِعَةً فَلَيْسَ يُنْكِرُهَا الأَعْمَى إِذَا نَظَرَا
يَا رَبِّ هَبْ لِي نَصِيبًا مِنْ شَفَاعَتِهِ فَالذَّنْبُ أَثْقَلَنِي بَلْ طَوَّقَ العُمُرَا