الموضوع: رابع الزوجات

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته,

رابع الزوجات..

لعل أول ما يتبادر إلى الأذهان أني سأتحدث عن التعدد, ولكن ليس الأمر كذلك..

شدني كثيرًا حديث عروة عن عائشة – رضي الله عنها – عن رهط من النساء اجتمعن في الجاهلية وأخذت كل واحدة تتحدث عن خصال زوجها وتشرح ببلاغة وفصاحة النقائص والمحامد, ورغم تميز أم رزع وإبداعها في وصف حالها مع زوجها, إلا أنها قد هدمت كل ما قالت بإخبار الطلاق والتخلي عنها في لحظة!!


كلما أعدتُ قراءة خبر النسوة يجذبي وصف دقيق بليغ بديع لرابع الزوجات وأكثر ما يجذبني إليها صفة كم رأيتها في أحلام الفتيات وسمعتها في أمنيات الزوجات.. فالكرم معلوم ولعله يظهر قبل بدء الحياة الزوجية, وكذلك نقيضه الشح.. والدين, والخلق, والعلم, وغيرها من الصفات التي تحبها الفتيات أو تتمناها في زوج المستقبل والتي ليس من العسير الإحاطة بها قبل الزواج.. تبقى تلك الصفات الخفية.. الدقيقة, التي لا تظهر ولا تتجلى إلا بعد إتمام الزواج واستحالة التراجع..
حينها فقط تعلم الفتاة هل وُفقت بحق أم أنه قد كُتب عليها الابتلاء بزوج به كذا وكذا..
دعونا الآن مع رابع الزوجات..

تقول المرأة: "زوجي كليل تهامة"
سبحان الله!

وما تهامة؟؟

قال بعض المفسرين: "تهامة: ما نزل عن نجد من بلاد الحجاز", وقال آخرون: "تهامة هو اسم من أسماء مكة".

وبم يمتاز ليلها؟!

توضح بأوجز وأجمل وألطف العبارات: "لا حرّ ولا قرّ ولا مخافة ولا سآمة"
الحر الشديد معلوم الأذى؛ يود المرء لو يهدأ قليلا, والبرد القارص لا يخفى ضرره على أحد فيرجو الإنسان لو يكتسي ببعض الحرارة التي تثير برودته وتزيل ضرره, فهذا الزوج قد خلَى من أذى الحر الشديد الغليظ, وأذى البرد الذي لا تطيقه النفوس..


ثم تكمل وصفها بتوضيح أكثر فتقول: ولا مخافة ولا سآمة
ومن أكثر ما تتمناه المرأة في زوجها الشعور بالأمن معه, وقد دلت الكثير من الإحصاءات على ذلك, ولا أنسى صوت إحدى الأخوات وهي تشكو لي الرذيلة الوحيدة التي عانتها مع زوجها السابق قائلة: لم أذق معه طعم الأمان.. على كرمه معها!!
ولعل في حكاية أم زرع خير دليل على أن كل تلك الخصال الحميدة لا تنفع دون الشعور بالأمن!


فتلك المرأة لا تخاف زوجها ولا تشعر معه بملل ولا هو يمل حديثها فيضجر أو يتأفف, بل هو معتدل, حنون, كريم الشمائل, تعتمد عليه زوجه ولا تخشى على حياتها معه..

والمعنى باختصار: أمن واعتدال ولذاذة عيش!

علمت الآن سر توقفي عندها دون غيرها ممن مدحن أزواجهن في هذا الحديث, وأسأل الله أن يرزق أخواتي المسلمات بأزواج صالحين أتقياء طيبين كــــ(ليل تهامة).

عليكِ السّلام ورحمة الله وبركاته ..
- بديعٌ جدًّا ما سطّرته يداكِ ، وانتقاه فكركِ وقلبكِ ، فأتحفتنا به هاهنا ! ، وليس ذلك بغريب عنكِ ولا بعيد ..
- أحسنتِ أحسنتِ ـ أعدتها عمدًّا للتأكيد : ) ـ في قولك :

ومن أكثر ما تتمناه المرأة في زوجها الشعور بالأمن معه,

نعم ، فقدان الشعور بالأمن = يهدم الحياة الزوجية ، ويهدّ كيانها ، ويزعزع أركانها ..

وأسأل الله أن يرزق أخواتي المسمات بأزواج صالحين أتقياء طيبين كــــ(ليل تهامة).

اللهم ربنا آمين ..

يا الله على ليل تهامة !!! أمن واعتدال ولذاذة عيش ... جزاك الله خيرا يا كريمة الشمائل .

جزاكِ الله خيرًا و بارك فيك ونفع بك , آمين .
استمتعت لما كنت أقرأ , فلما وصلت للنقطة في آخر المقال تأسفت لنهايته و تمنيت لو أنَّ النقطة كانت فاصلة , سبحان الله .

أسعدك ربي في الدارين , انتقاء رائع ماتع ,

وأسأل الله أن يرزق أخواتي المسمات بأزواج صالحين أتقياء طيبين كــــ(ليل تهامة).

اللهم آمين .

ماشاء الله


موضوعك رائع


كليل تهامة

رائعة هي البلاغة وممتعة


ورائع انتقائك يا أخيتي


حفظك الباري

ربوع الإسلام: ما أحسن خُلقكِ, مروركِ يعطر المكان بشذى عبير قولك..
أمة الوهاب: أسأل الله أن يجزيكِ عنّا وعن مجلس طالبات العلم خير الجزاء وأن يزيدكِ همّة.
محبة الفضيلة: أسأل الله أن يمتعكِ في الدارين وألا يحرمكِ شيئًا مما تريدين, يسعد قلبي برؤية اسمك, وتمني الفاصلة وهي نقطة خير من تمني النقطة وهي فاصلة : )
عبق الياسمين: أحمد الله أن جئت لتنيري المجلس من جديد وشكر الله لكِ دعواتكِ الطيبة وجعل لكِ منها أوفر النصيب.
الدرة بنت عبد العزيز: مشاركتكِ الرائعة, وأحمد الله أن حازت كلماتي المتواضعة رضاكِ, ومرحبًا بكِ في مجلسنا..

الأمان يـبدأ من حسن الاختيار
الأمان ولذة العيش لا يــوجدان إلا مع قلب وجد فيه مخافة الله

جميل ماسطرت يداك أختاه جعله الله في ميزان حسناتك
ورزقك ربي سعادة وراحة الداريين

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحافظة

الأمان يـبدأ من حسن الاختيار
الأمان ولذة العيش لا يــوجدان إلا مع قلب وجد فيه مخافة الله

جميل ماسطرت يداك أختاه جعله الله في ميزان حسناتك
ورزقك ربي سعادة وراحة الداريين

آمين وإياكِ أختي الفاضلة وشكر لكِ..

ورد في (عمدة القاري):

"وزاد في رواية الهيثم بن عدي ولا وخامة بالخاء المعجمة أي لا ثقل عنده تصف زوجها بذلك أنه لين الجانب خفيف الوطأة على الصاحب وفي رواية الزبير بن بكار والغيث غيث غمامة وقال ابن الأنباري أرادت بقولها: ولا مخافة أن أهل تهامة لا يخافون لتحصنهم بجبالها أو أرادت أن زوجها حامي الذمار مانع لداره وجاره ولا مخافة عند من يأوي إليه ثم وصفته بالجود".

والسؤال الآن.. من تدلنا على اسم تلك المرأة؟؟

(البحث مسموح)؛ فأنا علمته للتو..

ماشاء الله فعلا اطلاله رائعه على بلاغة هذه المرأه,
وبالفعل انا ممن تمنين لو طال المقال وكانت النقطه فاصله ,
لاتحرمينا من مثل هذه الوقفات الجميله اختي التوحيد.

تلك التصريحات والاعترافات كانت من الروائع .. تبارك الرحمن

والسؤال الآن.. من تدلنا على اسم تلك المرأة؟؟

بالنسبة لاسم المرأة الرابعة
فقد قمنا بالبحث بارك الله فيكِ كما أشرتي علينا : )
وكانت النتيجة ؛ وباختلاف الرواية فهناك من لم يذكر اسمها ومنهم من قال أنها :
مهدد بنت أبي هزومة
وعند التوحيد الخبر اليقين
حياها الله وبارك الله فيها..

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلوتي كلام ربي

ماشاء الله فعلا اطلاله رائعه على بلاغة هذه المرأه,
وبالفعل انا ممن تمنين لو طال المقال وكانت النقطه فاصله ,
لاتحرمينا من مثل هذه الوقفات الجميله اختي التوحيد.

أحسن الله إليكِ وشكر لكِ كلماتكِ الرقيقة ومروركِ العطر.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكمة

تلك التصريحات والاعترافات كانت من الروائع .. تبارك الرحمن


بالنسبة لاسم المرأة الرابعة
فقد قمنا بالبحث بارك الله فيكِ كما أشرتي علينا : )
وكانت النتيجة ؛ وباختلاف الرواية فهناك من لم يذكر اسمها ومنهم من قال أنها :
مهدد بنت أبي هزومة
وعند التوحيد الخبر اليقين
حياها الله وبارك الله فيها..

هو ما ذكرتِ أيتها الفاضلة

وما وجدتُ أكثر مما وجدتِ, أحسن الله إليكِ.