تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: كيف نُخلِص النيَّة في طلَبِ العلم؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    750

    افتراضي كيف نُخلِص النيَّة في طلَبِ العلم؟

    كنتُ أقرأ في إجابة الشيخ ـ حفظه الله ـ على هذا السّائل لسؤالٍ مُشاهد مُتكرر ؛ فأحببتُ نقلها تعميمًا للفائدة ، وإيقاظًا للهمم ، وتذكيرًا للمؤمين رجاء النّفع ، لاسيما ما يتعلّق بالإخلاص وأخباره ، فما أندره مطلبًا وأعسره تطبيقًا إلا على من يسّره الله عليه!..

    السؤال/
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله, وبعدُ:

    لا بأس إنِ اجتهد تلميذ كلية العلوم لاجتياز الاختبار، والحصول على الشهادة، لكننا - نحن طلابَ العلوم الشرعية - لا يصح لنا بحالٍ منَ الأحوال أن نجتهدَ في طلَب العلْم الشريف للدُّنيا.

    ولكن المشكلة أننا اليوم - طلاَّبَ العُلُوم الشرعيَّة - نَسير وفْق برنامج أكاديمي يتطلَّب منَّا الحضور والمراجعة لاجتياز الاختبارات، فأخشى أن تكونَ نيتُنا لهذه الأمور، فمَن منَّا لا يُريد النجاح، لكن النجاح الأكبر في الآخرة.
    فكيف نُوَفِّق بين ما يتطلبه النظام، وبين ما يتطلبه الإخلاص لله ربِّ العالَمين؟
    وجزاكم الله خيرًا


    الجواب :

    الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رَسُول الله، وعلى آلِه وصَحْبه ومَن والاه، أمَّا بعْدُ:

    فما ذكره الأخ الكريم يُمكن أن يندرجَ تحت قاعدة "الأمور بمقاصدها"؛ بمعنى: أنه إن أحْسَنَ النِّيَّة في طلَب العلم، فقَصَد به وجْه الله - عزَّ وجل - والعمل به، وإحياء الشريعة، وتنوير قلْبه، وتحْلية باطنه، والقُرب من الله - تعالى - يوم لقائِه، والتعرُّض لما أعَدَّ لأهله مِنْ رضْوانه، وعظم فضْله - كان كل ما يفعله - تحقيقًا لتلك النية النبيلة، والقصد الصالح - تابعًا لها، ويكون حضوره للجامعة والجد في الامتحان والتفوُّق وغيرها من العبادات التي يؤجر عليها - إن شاء الله - بالنيَّة الأصلية، ولا يمنع هذا مِنْ تجديده نيته من وقت لآخر، كما يُجدِّد المسلم إيمانه، فهذا مما يدفعه دائمًا للجدِّ في دراسته؛ لأن في زحمة الحياة قد ينْسَى المرءُ مقاصده الأصليَّة.



    هذا؛ والعلم ابتداؤه بالنِّيَّة الحسنة، ودوامه بحُسن الخلُق، وسداد السيرة، والقيام بالحقوق الواجبة، ولا يقصد به الأغراض الدنيوية؛ مِنْ تحصيل الرِّياسة، والجاه، والمال، ومباهاة الأقران، وتعظيم الناس له، وتصديره في المجالس، ونحو ذلك، فيستبدل الأدنى بالذي هو خير، وليتذكر طالبُ العلم دائمًا أن العلم عبادة من العبادات، وقُربة من القرَب، بل هو أعظم من صلاة النافلة وقيام الليل؛ لأنَّ فضلَه مُتَعدٍّ، فإن خلصتْ فيه النية قُبِل وزَكَا ونَمَتْ بركتُه، وإن قصد به غير وجْه الله حبط وضاع، وخسرتْ صفقته، وربما كان ذلك سببًا في فوات تلك المقاصد، فلا ينالها فيخيب قصْده، ويضيع سعيه، فالنيةُ أشق شيءٍ على النفس؛ لأنه ليس لها حظ فيه؛ قال سفيان الثوري: "ما عالجتُ شيئًا أشد مِن نيَّتي"


    قال أبو عبدالله ابن القيم في "مفتاح دار السعادة":

    "فطلَبُ العلم من أفْضل الحسنات، والحسناتُ يُذهبْن السيئات، فجديرٌ أن يكونَ طلبُ العلم ابتغاء وجه الله يُكَفِّر ما مضى من السيئات، فقد دلَّت النصوص أنَّ إِتْبَاع السيئةِ الحسنةَ تمحوها، فكيف بما هو مِن أفضل الحسنات، وأجَلِّ الطاعات؟! فالعمدةُ.

    وقد رُوي عن عُمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "إنَّ الرجل لَيَخْرُج مِنْ منْزله وعليه من الذنوب مثل جبال تِهامة، فإذا سمع العلم، خاف ورجع وتاب، فانصرف إلى منْزله وليس عليه ذنب، فلا تفارقوا مجالسَ العلماء".

    وقال أيضًا: "إنَّ العالم المُشتغلَ بالعلم والتعليم لا يزال في عبادة، فنَفَسُ تعلُّمِه وتعليمه عبادة"، قال ابن مسعود: "لا يزال الفقيهُ يُصلِّي، قالوا: وكيف يُصلِّي؟ قال: ذِكْرُ اللهِ على قلبه ولسانه".
    ذَكَرَهُ ابن عبدالبر.

    وفي حديث معاذ مرفوعًا وموقوفًا: ((تعلَّمُوا العلْم؛ فإنَّ تعلُّمه لله خَشْية، وطلَبُه عبادة، ومُذاكرته تسبيح))، والصواب أنه موْقوف.

    وقال ابن وهْب: "كنتُ عند مالِك بن أنس فحانتْ صلاةُ الظهر أو العصر وأنا أقْرأ عليه، وأنْظُر في العلم بين يديه، فجمَعْتُ كُتُبي وقمْتُ لأرْكع، فقال لي مالِكٌ: ما هذا؟ فقلتُ: أقوم إلى الصلاة، فقال: إن هذا لعَجَب! ما الذي قمتَ إليه أفضل منَ الذي كنتَ فيه إذا صحَّتْ فيه النيةُ".

    وقال الرَّبيع: "سمعتُ الشافعي يقول: طلَبُ العلم أفْضَل منَ الصلاة النافلة".

    وقال سفيانُ الثوري: "ما مِنْ عَمَلٍ أفْضل مِنْ طلَب العلم إذا صحَّتْ فيه النيَّة".


    وقال رجل للمُعافَى بن عمران: "أيُّما أحب إِلَيْك؛ أقوم أُصَلِّي الليل كله، أو أكْتُب الحديث؟ فقال: حديث تكتبه أحب إليَّ مِنْ قيامك مِن أول اللَّيْل إلى آخره".

    وقال أيضًا: "كتابة حديثٍ واحد أحب إليَّ مِنْ قيام ليلة".

    وقال ابن عباس: "تذاكُرُ العلمِ بعضَ ليلة أحب إليَّ مِنْ إحيائها".

    وفي مسائل إسحاق بن منصور: "قلتُ لأحمد بن حنبل: قولُه: تذاكُرُ العلمِ بعضَ ليلةٍ أحب إليَّ مِنْ إحيائها؛ أيُّ علمٍ أراد؟ قال: هو العلمُ الذي ينتفع به الناس في أمرِ دينهم، قلتُ: في الوضوء، والصلاة، والصوم، والحج، والطلاق، ونحو هذا؟ قال: نعم".

    قال إسحاق: "وقال لي إسحاق بن راهوَيْه: هو كما قال أحمد".

    وقال أبو هريرة - رضي الله عنه -: "لأن أجْلِس ساعةً فأَتَفَقَّه في ديني أحب إليَّ مِنْ إحياء ليلةٍ إلى الصباح".

    وقال محمد بن علي الباقر: "عالِمٌ يُنتفَعُ بعِلْمِه أفضل من ألْف عابد"، وقال أيضًا: "روايةُ الحديث وبثُّه في الناس أفضل مِنْ عِبادة ألْفِ عابدٍ".

    ولَمَّا كان طلبُ العلم والبحثُ عنه وكتابتُه والتفتيشُ عليه من عمَل القلْب والجوارح، كان مِن أفضل الأعمال، ومنزلتُهُ مِنْ عمَل الجوارح كمنزلة أعْمال القلْب من الإخلاص والتوَكُّل، والمحبَّة والإنابة، والخشية والرضا، ونحوها من الأعمال الظاهرة". اهـ موضع الحجة منه مختصرًا.

    والله أسأل أن يرزقنا وإياك الإخلاص في السِّرِّ والعلَن.

    الشيخ / خالد بن عبدالمنعم الرفاعي
    3/2/2011 ميلادي - 28/2/1432 هجري
    http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/0/29391
    /
    [والإجماع منعقد على وجوب التوبة ؛ لأن الذنوب مهلكات مبعدات عن الله ، وهي واجبة على الدوام ، فالعبد لا يخلو من معصية ، لو خلا عن معصية بالجوارح ، لم يخلُ عن الهم بالذنب بقلبه]
    (ابن قدامة المقدسي)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    41

    افتراضي رد: كيف نُخلِص النيَّة في طلَبِ العلم؟

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( ونظير هذا مايذكر أن بعض الناس بلغه أنه :


    (من أخلص لله أربعين صباحا تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه) ،فأخلص


    في ظنه أربعين صباحا لينال الحكمة فلم ينلها ، فشكى ذلك بعض حكماء الدين فقال : إنك


    لم تخلص لله سبحانه و إنما أخلصت للحكمة ، يعني أن الإخلاص لله سبحانه وتعالى


    إرادة وجهه ، فإذا حصل ذلك حَصَلت الحكمة تبعا، فإذا كانت الحكمة هي المقصودة


    ابتداءً لم يقع الإخلاص لله سبحانه و إنما وقع مايظن أنه إخلاص لله تعالى ، وكذلك قوله


    صلى الله عليه وآله وسلم :(ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) ، فلو تواضع ليرفعه الله


    سبحانه لم يكن متواضعا فإنه يكون مقصوده الرفعة وذلك ينافي التواضع )) .

    منقول كلامه
    رسائل دعوية -فمانصيبك من الدعوة الى الله؟!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    في أرض الله
    المشاركات
    68

    افتراضي رد: كيف نُخلِص النيَّة في طلَبِ العلم؟

    نفع الله بك
    اللهم اغفر لوالدي واجعل الفردوس داره وقراره ياااااارب
    يا أخوه/ إذا مررتم أمنوا على الدعاء

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ~✿على ضفة البحر الأبيض المتوسط✿~
    المشاركات
    4,884

    افتراضي رد: كيف نُخلِص النيَّة في طلَبِ العلم؟

    جزاك الله خيرا أخيتي ونفع بك .
    اللهم ارزق أمتك شميسة ووالديها حُسن الخاتمة
    اللهم ارزقني الإخلاص في القول والعمل

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    706

    افتراضي رد: كيف نُخلِص النيَّة في طلَبِ العلم؟

    وشرب ماء زمزم طلبا لذلك
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات خ,م
    قلت: إنما تفيد الحصر

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    فيلادلفيا
    المشاركات
    33

    افتراضي رد: كيف نُخلِص النيَّة في طلَبِ العلم؟

    جزاك الله خيرا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    547

    افتراضي رد: كيف نُخلِص النيَّة في طلَبِ العلم؟

    جزاك الله خيرا أختاه ورزقك ربي حبه ورضاه وتوفيقه
    الذنوب جراحات ورُب جرح وقع في مقتل وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله وأبعد القلوب من الله القلب القاسي

  8. افتراضي رد: كيف نُخلِص النيَّة في طلَبِ العلم؟

    جزاك الله أختي المباركة ونفع بك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •