مرحبا..
أنقل لكم مقتطفات من مقال أعجبني بعنوان " علم اسمه فن الأبوة" نشر في عدد يناير من مجلة العربي:

علم فن الأبوة ومسئولية الأب
على الرغم من أن العديد من الدراسات الخاصة بعلم النفس قد أشارت إلى عدم وجود غريزة تسمى «غريزة الأبوة» لدى الرجل (عكس الحال في الاعتراف بغريزة الأمومة) إلا أن علاقة الأب مع ابنه تحمل بعداً ثقافياً ودينياً وأخلاقياً، وأن دور الأب «يتعاظم» مع حدوث العديد من المتغيرات على مستوى العالم وإزاحة دور العمات والجدات والخالات والأقارب الذين كانوا يلعبون الدور الأكبر في تربية الطفل، وأن دور الأم ـ في القديم وفي الأسر الممتدة ـ كان يقتصر فقط على الرضاعة، لكن للعديد من الظروف أصبح الزوجان فقط يعيشان تحت سقف (منزل مغلق عليهما) مما يحتم قيام الأب بدور أكبر في مساعدة الأم في عملية التنشئة للطفل ووجوده في حيز شعور الطفل، وهذا هو الوضع الطبيعي لأي أسرة «أب أم طفل أو أطفال».

......
للدلالة على دور وأهمية الأب في حياة أي طفل نتذكر ما كتبه الأديب المسرحي الإنجليزي الكبير «صمويل بيكت» مخاطباً أباه قائلاً:
«إذا لم تحبني فلن يحبني أحد في الدنيا بأسرها، وإذا لم أحبك فلن أحب أحداً أبداً»، كما أن هناك قصة روسية تحكي عن طفل مات والده ويعيش مع أمه ويؤرقه هذا السؤال القاسي: لماذا لا يكون لي أب مثل الأطفال أنتظره وينهاني وأشعر معه بالأمان؟ وفي يوم اشتد الحنين به إلى ذلك «الأب» الحاضر الغائب في حياته، وفي يوم كان يتنزه بمفرده فلمح في أحد المحال «مانيكان» على هيئة رجل يعرض بذلة للرجال، فدخل بكل شوق إلى المحل وسأل البائع هذا السؤال «القاسي والمعبر عن احتياجاته ورغباته»، كم يتكلف شراء هذا الرجل المعروض في واجهة المحل؟!

منقول