الموضوع: رب اجعلني مقيم الصلاة

إذا ضاقت نفسك يوما بالحياة .. فما عدت اطيق آلامها وقسوتها..
إذا تملكك الضجر واليأس .. وأحسست بالحاجة إلي الشكوى فلم تجد من تشكو إليه..
وإذا أحسست أن الألم يتفجر في صدرك وتجمدت العبرات في عينيك..
فتذكر أن ربك ربا رحيما .. يسمع شكواك ويجيب دعواك..
وقد فتح لك بابه ودعواك إلي لقائه.. رحمة منه وفضلا وتذكر قول النبي - صلي الله علي وسلم -

أرحنـــــــا بها يا بلال

إذا ألممت بذنب في غفلة من أمرك فأفقت علي لدغات ضميرك تؤرقك..
إذا نكست رأسا خجلا من نفسك. وأحسست بالندم يمزق فؤادك
إذا انقلبت خطيئتك سجنا يحيط بك من كل جانب وحيثما توجهت سد عليك الأفق وحجبه بالظلمات فتذكر أن لك ربا غفورا يقبل التوبه .. ويعفو عن الزله..
قد غتح لك بابه ودعاك إلي لقائه .. رحمة منه فضلا وتذكر قول النبي - صلي الله عليه وسلم -

أرحنــــــــــا بها يابلال

إذا وقعت تحت وطأة الظلم والقهر .. فأردت أن تصرخ فكتم الخوف صرختك في الأعماق..
إذا أحسست بمرارة الذل وقسوة العجز تطأ هامتك وتحطم كبانك..
إذا تمكن الخوف من قلببك فزلزل وجدانك .. وقهر كل معاني المقاومة في صدرك..
فتذكر أن لك ربا عزيزا قادرا .. ينصر المظلوم ويقهر الظالم
قد فتح بابه وعداك إلي لقائه رحمة منه وفضلا وتذكر قول النبي - صلي الله علي وسلم -

أرحنــــــا بها يابلال

أجل يا أخي .. إنها الصلاة .وهذه بعض معانيها إننا يا اخي تعلمنا من الصلاة حركاتها وسكناتها لكننا لم نهم روحها ومعانيها .. إن الصلاة هي باب الرحمة وطلب الهداية .. هي إطمئنان لقلوب المذنبين والبؤساء هي معقل المسلم ومفزعه هي ميراث النبوه بروحا وأحكامها متوارثه في الأمة بظارها وباطنها فهي تشتمل علي أسمى معاني العبودية والإلتجاء إلي الله تعالي والإستعانه به والتفويض إليه . لها من الفضل والتأثير في ربط الصلة بالله تعالي والتقرب إليه ما ليس لشيء آخر ، بها وصل المخلصون المجاهدون في هذه الأمه إلي مراتب عالية من الإيمان واليقين .. من الربانية والروحانية ، هي قرة عين النبي - صلي الله عليه وسلم - ، فكان يقول :
(( وجعلت قرة عيني في الصلاة ))

وكان يقول - صلي الله عليه وسلم - : أرحنا بها يابلال

أخي الكريم :
ليست الصلاة أن يقف الغنسان بجسده في المحراب وقلبه هائم في أودية الدنيا .. إننا بذلك قد أفقدنا الصلاة معناها . أو ق فقدنا معني الصلاة ..
أخي : فلنبدأ من جديد فنتعلم الوقوف بين يدي الله تعالي.. فلنتعلم الصلاه
قال الحسن البصري رحمه الله تعالي : إذا قمت للصلاة فقم قانتا كما أمرك الله وإياك والسهو والإلتفاف وإياك أن ينظر الله إليك وتنظر إلي غيره ..
وتسأل الله الجنه وتعوذ به من النار وقلبك ساه لا تدري ما تقول بلسانك
وسئل حاتم الأصم كيف تصلي.. ؟ فقال أقوم بالأمر .. وأمشي بالخشية .. وأدخل بالنية ...
وأكبر بالعظمة وأقرأ بالترتيل والتفكير .. وأركع بالخشوع ..
وأسجد بالتواضع .. وأجلس للتشهد بالتمام وأسلم بالنية ..
وأختمها بالإخلاص لله عز وجل .. وأرجع علي نفسي بالخوف ..
أخاف أن لا يقب مني .. وأحفظ بالجهد إلي الموت ..
هذه ياأخي هي الصلاة التي كان النبي - صلي الله عليه وسلم - يقول فيها

أرحــــــنا بها يابلال

من أجل ذلك أخي الكريم كانت الصلاة عماد الدين وركنا من أرهم أركانه ..

تذكر قول النبي - صلي الله عليه وسلم - :
(( ما من إمرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبه ، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفاره لما سبق من الذنوب مالم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله ))

تذكر قول النبي - صلي الله عليه وسلم - :
عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط بها عنك خطيئة

تذكر قول النبي - صلي الله عليه وسلم - :
(( من تطهر في بيته ثم مضى إلي بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواتها إحداهما تحط خطيئة والخارى ترفع درجة ))

تذكر قول النبي - صلي الله عليه وسلم - :
أرحـــــــنا بها يابلال

أخي الكريم إن الصلاة بين يدي الله تعالى ليست حملا تستثقله القلوب ....
إنها هدية ورحمة من الله تبارك وتعالي لعباده فتصور أخي ملكا من ملوك الأرض أهدي عبدا فقيرا هدية ، ودعاه إلي لقائه تكرما وتفضلا فما كان من هذا العبد إلا أن ألقى بهديتة وأعرض عن لقاءه فكيف تكون غضبة الملك .. وكيف يكون عقابه وإنتقامه ؟؟!!
فما بالك بغضبة الجبار .. العزيز المنتقم .. ذي الطول شديد العقاب .. حين يعاقب ذلك العبد الذي أعرض عن ذكره ..
وتكبر عن السجود بين يديه عز وجل أو تكاسل عن تلبية أمره وندائه
إنها لغضبة عظيمة وانتقام شديد
قال رسول الله - صلي الله عليه سلم -
(( من ترك الصلاة لقي الله وهو عليه غضبان ))

فهيا أخي الكريم .. نرفع لله تعالي توبة وإنابة
ونلتمس في الصلاة بين يديه عز وجل النور والهداية

هيا أخي الكريم نبدأ الطريق
الطريق إلي الله

بارك الله فيك.