السلام عليكم
لست متألما أن يكون هذا أول موضوع في هذا الملتقى الطيب
فلا بأس أن تكون المداعبة مدخلي لإخواني
ولعله ليس في جعبتي إلا أمثاله
آملا أن يتلقى بحسن القبول مهما كان ضعفه وركاكته
***
حاض الرجل ..
تفضلوا وتأملوا بأنفسكم ..
هل يجوز أن يقال: حاض الرجل؟؟
من المعروف أن الرجل لا يحيض .. فكيف يقال هذا ؟؟
اليوم نتكلم في هذه المسألة وما حولها من فوائد ؟؟
هل يحيض الرجل ؟؟؟
لا ولا ولا ....
إذن هل يقال: حاض الرجل؟؟
نعم ونعم ونعم ..
بل يجوز للرجل أن يقول عن نفسه: حِضْتُ !!!
كيف ذلك؟؟
قال الرازي في مختار الصحاح ص167: "حاض الرجل : اتخذ حوضا ، وبابه قال".
وقال في أساس البلاغة: أساس البلاغة (1/ 102): "وحاض الرجل حوضاً: عمله، وحوض لإبله، وتحوضوا حياضاً. وحضت الماء: جمعته".
وهنا نتوقف برهة :
أن الفعل (حاض) يأتي منه المضارع يحيض ، وهذا ليس الرجل ..
ويأتي منه المضارع : يحوض .. وهذا هو الرجل.. فتقو: حاض الرجل يحوض يعني اتخذ حوضا أو بناه.
وتقول: حاضت المرأة تحيض بالياء..
ولذلك قال الرازي: وبابه قال.. ومعناه أنه واوي العين لا يائيها .. فتقول قال يقول .. كذلك حاض يحوض بالنسبة للرجل..
وليس هذا من قبيل تضييع الوقت ف الفكاهة فهذا باب واسع مهم جدا لمبتغي علم العربية وفهم كثير من النصوص ..
فالتفريق بين بابي (قال) و(باع) في الأفعال نتيجته فهم الفرق بين تطبيقاتهما .. أقصد معرفة الفرق بين الفعل الذي تنقلب ألفه إلى ياء في المضارع مثل باع .. والفعل الذي تنقلب واوا مثل قال..
وذلك لأن بعض الأفعال إذا جاء مضارعها واويا كان له معنى مغاير لما لو جاء يائيا .. مثل حالتنا هذه.
وهذا يلزمك التفريق بين الفعل الواحد هل في هذه الحالة واوي المضارع أو يائيه؟؟
ومن ذلك الفعل (قال) نفسه ..
فأنت تقول قال بمعنى تكلم .. وتقول قال بمعنى نام القيلولة ..
لكن الفرق يظهر في المضارع ، حينما نقول : قال يقول .. فهذا يتكلم ..
وحينما نقول : قال يقيل .. فهذا النائم في القيلولة..
ومنه حديث أبي قتادة الذي يتكرر في الحج دائما في باب أكل المحرم من الصيد إذا صاده غيره لنفسه وأعطاه منه ... لعلكم تذكرونه .. (وهو في الصحيحين)
ومنه قوله: "فلقيت رجلا من بني غفار في جوف الليل فقلت أين لقيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال تركته بتعهن وهو قائل السقيا فلحقته"..
فما معنى : قال تركته بتعهن وهو قائل السقيا؟؟؟
إن معناها : (تركته بموضع اسمه تعهن .. فيه عين ماء قريب من السقيا وهو موضع آخر قريب من مكة) ..
وأما (قائلٌ السقيا) .. فمعناه أنه قد نوى وقرر أن يقيل بهذا الموضع الذي يسمى السقيا ..
وهنا لا بد من تنوين قائل ليفهم أنه نوى ذلك ..
فوالذي نفسي بيده لولا معرفة اللغة وطرائقها ما فهمنا هذا الكلام ..
((تركته بتعهن وهو قائل السقيا))
وأزيدكم من الشعر بيتا حول ((تعهن)) ام تعبتم وأرهقتم ؟؟
إن أحببتم المزيد زدتكم
وأنتم أهل العلم والبلاغة واللغة والأدب
وإنما زيادتي من قبيل إزجاء البضاعة لمبدعها بعد تغليفها بالأغلفة البراقة..
=====