ابن تيمية :
ماذا يقول الواصفون له وصفاته جلت عن الحصر
هو حجةٌ لله قاهـــــــــرةٌ هو بيننا أعجوبة العصـــر
هو آيةٌ لله ظاهــــــــــــ رةٌ أنوارها أربـتْ على الفجـر
الشهير بشيخ الإسلام ، وبابن تيمية ، وبهما ، وبإمام الدنيا في زمانه ، أحد أذكياء العالم وأفراده في الحفظ والعلم والعمل .
أعظم مجددٍ للملة الحنيفية بعد القرون المفضلة الزكية ، التي تنتهي على رأس المائة الثالثة للهجرة النبوية ، إذا كان سيفاً ماضياً ، وشهاباً ثاقباً على كل ما يخالف دين الله وشريعته ، فخضذ شوكة الوثنية بعد اشترائها ، واكتسح الأهواء المضلة كَفِرَقِ سُباب الصحابة بعد انتشارها ، ومضى إلى الملل الكفرية كالنصرانية فدك عروشها ، وهدم بمعول تبحره شُبَه المبتدعة وأزالها ، وقارع متعصبة المقلدة وإلى الدليل ردها ، وبعد دعوة الأمة إلى التخلي عن هذه العمايات والـتحذير منها ، أخذ يُشَيدٌ فيها صرح التحلي بأحكام الملة الإسلامية ونشر لوائها .
يقول ابن القيم :
وله المقامات الشهيرة في الورى قد قامها لله غير جبــــــــــان
نصر الإلــــــه ودينه وكــــــــتابه ورسوله بالسيف والبرهــان
أبدى فضائحهـــم وبين جهلهم وأروى تناقضهم بكل زمان
وكان ذا قلم يسابق البرق إذا لمع ، والودق إذا همع ، يملي على المسألة الواحدة ما شاء الله من رأس القلم ، ويكتب الكرﹼاسيْن والثلاثة في قعدة ، وحدﹼُ ذهنه ما كَلﹼَ ولا انثلم .
وكان ذا جودٍ ما يصلح حاتم أن يكون في فصﹼ خاتمه ، وشجاعة يفر منها قسورة ، وإقدام يتأخر عنه عنترة ، دخل على محمود غازان وكلمه كلاماً غليظاً بقوةٍ ، وأسمعه مقالاً لا تحمله الأبوةُ من البنوﹼة .
وحُكي عن أبي عبد الله محمد ابن قوﹼَام مقولته : ( ما أسلمت معارفنا إلا على يد ابن تيمية ) .
يقول أبو حيان الأندلسي لما دخل ابن تيمية مصر واجتمع به :-
لما رأينــا تقــــي الـــديــن لاح لنا داع إلى الله فــــرد مـــــالــــــه وزر
على مُحياه من سِيما الأُولى صحبوا خـــيرَ البرية نورٌ دونــــه القـمــــر
حَبْرٌ تسربل منه دهـــــــــرُه حِبراً بَحرٌ تَقَاذَفُ من أمواجه الــــــدﹼُررُ
قام ابن تيمية في نصر شِرعتنـــــا مقام سيد تم إذ عصــــت مضــــر
فأظهـر الدين إذ آثاره دَرَسَــــتْ وأخمــد الـــشر إذا طارتْ له الشررُ
يا من تحدﹼت عن علم الكتــــاب أصِخْ هذا الإمامٌ الذي قد كان يُنتظـرُ
قال الصفدي - عن ابن تيمية - :
ثم اجتمعت به ذلك مرﹼات ، وحضرتُ دروسه في الحنبلية ، فكنت أرى منه :
عجباً من عجائب البر والبحر ونوعاً فرداً وشـــــكلاً غريباً
وقال السخاوي ( في الجواهر والدرر ) بسنده عن الشمس ابن الديري ، قال :-
(( سمعت علاء البسطامي ببيت المقدس يقول وقد سأله هل رأيت الشيخ تقي الديــــــن ابن تيمية ؟
فقال : نعم .
قلت : فكيف كانت صفته ؟
فقال : هل رأيت قبة الصخرة ؟
قلت : نعم .
قال : كان كقبلة الصخرة مُلِيء كتباً ولهما لسان ينطق )) ، أهـ .
فحينها قلت : يا ليتني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية .