الموضوع: نرجوا المشاركة في توجيه هذه الروايات

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد :

نرجو المشاركة في توجيه هذه الروايات -من الجهة النحوية- لهذه اللفظة الواردة في حديث أبي موسى رضي الله عنه، أخرجه الشيخان،

قال أبو عبد الله البخاري رحمه الله (ج9/ص161/رقم7555) : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ وَالْقَاسِمِ التَّمِيمِيِّ عَنْ زَهْدَمٍ قَالَ كَانَ بَيْنَ هَذَا الْحَيِّ مِنْ جُرْمٍ وَبَيْنَ الْأَشْعَرِيِّي نَ وُدٌّ وَإِخَاءٌ فَكُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فَقُرِّبَ إِلَيْهِ الطَّعَامُ فِيهِ لَحْمُ دَجَاجٍ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ كَأَنَّهُ مِنْ الْمَوَالِي فَدَعَاهُ إِلَيْهِ فَقَالَ إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ فَحَلَفْتُ لَا آكُلُهُ فَقَالَ هَلُمَّ فَلْأُحَدِّثْكَ عَنْ ذَاكَ إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ الْأَشْعَرِيِّي نَ نَسْتَحْمِلُهُ قَالَ وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَهْبِ إِبِلٍ فَسَأَلَ عَنَّا فَقَالَ أَيْنَ النَّفَرُ الْأَشْعَرِيُّو نَ فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى ثُمَّ انْطَلَقْنَا قُلْنَا مَا صَنَعْنَا حَلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا وَمَا عِنْدَهُ مَا يَحْمِلُنَا ثُمَّ حَمَلَنَا تَغَفَّلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينَهُ وَاللَّهِ لَا نُفْلِحُ أَبَدًا فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا لَهُ فَقَالَ لَسْتُ أَنَا أَحْمِلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ وَتَحَلَّلْتُهَ ا.

** قوله (فَلْأُحَدِّثـْـ كَ) كذا ضبط في اليونينية: بسكون اللام والمثلثة.
وفي هامشها : في بعض النسخ : (فَلِأُحَدِّثـَـ كَ) بكسر اللام وفتح الثاء المثلثة؛ فالفاء سببية، ينصب بعدها المضارع.
وقال القسطلاني (ج5/ص215): (فَلِأُحَدِّثـْـ كَ) بكسر اللام وجزم المثلثة؛ جواب الشرط.
وفي رواية أبي ذر عن الحموي والمستملي: (فَلَأُحَدِّثـَـ نـَّـكَ)؛ بنون التوكيد.

فهذه وجوه أربعة، فنرجو المشاركة في إعرابها إعرابا تاما .
والله يجزيكم خير الجزاء .

أخي الكريم
اعلم رحمك الله أن رواية ( فَلْأُحدثْك ) : اللام : لام الأمر ، وحقها الكسر ، وإنما جاز سكونها لدخول الفاء عليها ، والفاء هنا هي العاطفة أو الاستئنافية وللعاطفة تعود أيضا ، وهو مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه السكون ، وإنما أشكل عليك أمر المتكلم نفسه ، وهو ممتنع عند بعضهم وجائز عند قلة من النحاة ؛ خلافا لما إذا كان المتكلم بضمير الجمع ؛ فهو جائز لا محالة ؛ كقولنا : فلنذهب ، فلنقرأ ) .
- وأما الرواية الأخيرة ، فالبناء بيِّنٌ فيها ؛ لاتصال المضارع بنون التوكيد المباشرة .
- والإشكال هنا - أخي الكريم - اجتماع اللام والفاء ، فعلى أن اللام للأمر لا إشكال فيه ، وعلى النصب ( بالفاء نفسها عند الكوفيين ، وبأن مضمرة عند البصريين على خلاف ) هنا الإشكال على توجيه النصب على أن الفاء سببية !!!
أما على القول بأن الفاء استئنافية ، فالأظهر - فيما أرى - أن اللام للتعليل وهي الناصبة ( بنفسها أو بأن مضمرة جوازا على الخلاف السابق ) فلا إشكال فيه .
- وعليه فالرواية الأخيرة بالنون ، فالفعل مبني في محل نصب .
والله تعالى أعلم

فاتني - أخي الكريم - أن الفعل على الرواية الأخيرة أيضا مبني في محل جزم على اعتبار اللام للأمر .

أحسن الله إليك وبارك فيك
الوجه الرابع : (فَلَأُحَدِّثـَـ نـَّـكَ) :
- (الفاء) : حرف استئناف .
- (اللام) : لام جواب القسم .
- (أُحَدِّثـَـنـَّ ـكَ) : فعل مضارع مبني على الفتح ؛ لاتصاله بنون التوكيد .

فما ترى ؟
وبقية الأوجه ؟