المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك الدرعمي
بينما ترى الشاعر صاحب الصنعة يشكو الجوى ولوعة الفراق وهو يحتسي كأسا من الشاي المنعنع ، ويبث بثه وحزنه –المزيف- للقصيد ؛ فيخرج أعذب الألحان دون آلة حرام ، ويُملي على كلماته ما يشعر به غيره!!
لهذا الموضوع عدة مداخل لعلاجه، وسأدون على عجل ما عن لي الآن:
- الأصل في الشعراء أنهم (يقولون ما لا يفعلون) إن خيرا يدعون القيامَ به أو النشاطَ له؛ أو شرا يتفنَّنون في تصويره (كقصة الأمير الذي ذكَرَ الخمرَ فعزلَه عمرُ رضي الله عنه).
- ومن شأن الشعراء أنهم يهيمون في كل واد. قال شاعرٌ في شعرِه:
ووجدتُني في صفحةٍ وعقيبها
متناقضا في السخط مني والرضا
أبرمتُ ما أبرمتُه مستسهلا
إنْ حان موعِد نقضِه أن يُنقضا
والشاعرُ قد ينطق بما يحس فيكون كما يقول الشاعر:
البلايا أنطقتْه
سامَحَ الله البلايا!
وقد يتخيَّل شيئا ثم يحس به ويعبر عنه. وقد يبالغ ومع ذلك نستحلي مبالغاته وكذبه وقد نقول ما قال بعض النقاد: (أعذب الشعر أكذبُه).
- وأذكر أنني كتبتُ خاطرة في مسودة لي عن شيء شاع في كتابات (أدعياء الإبداع) وهو: (سرقة المشاعر) فقلتُ: ... مسألة، وهي: استعارة بعض كتاب الخواطر أحاسيسَ غيرهم، أو التكلف في إظهار مشاعر عسيرٌ على القارئ أن يصدِّق أنها قد نبعَت من صدر الكاتب ساعة الكتابة!
هذه الأحاسيس المسروقة ليست إلا تملقا للقراء، من كاتب لا يُحسِن التملق!.اهـ
وأعني بذلك من يرصُّ عبارات يحاول فيها إقناعنا أنه عاشق، أو محزون قطَّع الحزن قلبَه، ونحو ذلك... (وليس مع هذا الكذب ما يشفع له من الفن!).
وشكرا لك أبا مالك.