تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: صلاة الكسوف بعد غد الثلاثاء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    469

    افتراضي صلاة الكسوف بعد غد الثلاثاء

    السلام عليكم
    صلاة الكسوف بعد غد الثلاثاء
    وعندي شرح باب صلاة الكسوف من زاد المستقنع للشيخ حمد الحمد ، وهو بصيغة صالحة للجوال .أين أرفعه ؟
    هل عندكم كتب أخرى مفيدة أو روابط عن الكسوف ؟
    وفقكم الله

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    469

    افتراضي رد: صلاة الكسوف بعد غد الثلاثاء

    بسم الله الرحمن الرحيم
    صلاة الكسوف والخسوف

    في الصحيحين : عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : " خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي الْأُولَى ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ انْجَلَتْ الشَّمْسُ فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا اللَّهَ وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا ثُمَّ قَالَ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا " .
    فوائد :
    1- الكسوف والخسوف : يطلقان على الشمس والقمر إذا ذهب نورهما ، والغالب أن يطلق الكسوف على الشمس ، والخسوف على القمر .
    2- حكمها : الجمهور على أنها سنة وحُكي ذلك إجماعا ، وقيل : واجبة .
    3- الأفضل أن تصلى جماعة ، ويجوز أن تصلى فرادى . وهو قول الجمهور .
    4- يشرع حضور النساء بشرط أمن الفتنة .
    5- تصلى أربع ركوعات في ركعتين وأربع سجدات ، ويطيل في القراءة .
    6- ليس لها أذان ولا إقامة ، بل ينادى لها بـ " الصلاة جامعة " كما في الصحيحين .
    7- يجهر بالقراءة ، ولو في الكسوف نهارا ؛ لحديث عائشة رضي الله عنها في البخاري ، وهو مذهب الحنابلة خلافا للجمهور . الموسوعة (27/257).
    8- إن تجلى الكسوف في الصلاة أتمها خفيفة .
    9- إن انتهى من صلاته ولم تتجل الشمس أو القمر بعدُ فيستحب له أن يكثر من الدعاء والذكر والصدقة . وجمهور الفقهاء على أنه لا يعيد الصلاة . جاء في مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (16 / 324) : " لا تكرر صلاة الكسوف إذا انتهت قبل الانجلاء ، وإنما يصلي نوافل كالنوافل المعتادة ، أو يدعو ويستغفر ويشتغل بالذكر حتى ينجلي " انتهى. وقيل : يعيد . شرح الزاد للشيخ حمد الحمد .
    10- الأرجح أنه يشرع للإمام أن يخطب خطبة واحدة بعد الصلاة للحديث السابق ، وهو قول لبعض الحنابلة خلافا للجمهور .موقع الإسلام سؤال وجواب (5/ 1907)
    11- جرت سنة الله في هذا الكون أن يكون الكسوف في آخر الشهر القمري . والله أعلم ، والحمد لله رب العالمين .
    المراجع : الموسوعة الفقهية الكويتية (27/ 252) ، نيل الأوطار (4/ 25) ، موقع الإسلام سؤال وجواب (5/ 2070) ، فتاوى في صلاة الكسوف والخسوف للشيخ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ ، شرح زاد المستقنع للشيخ حمد الحمد .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    296

    افتراضي رد: صلاة الكسوف بعد غد الثلاثاء

    جزاك الله خيرا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    469

    افتراضي رد: صلاة الكسوف بعد غد الثلاثاء

    * إذا لم يكن الكسوف واضحا ، فهل نصلي أم لا ؟
    وقال الشيخ ابن عثيمين : " إذا قال الفلكيون: إنه سيقع كسوف أو خسوف ، فلا نصلي حتى نراه رؤية عادية؛ لأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: (إذا رأيتم ذلك فصلوا) ، أما إذا منّ الله علينا بأن صار لا يرى في بلدنا إلا بمكبر أو نظارات فلا نصلي".الشرح الممتع على زاد المستقنع (5/180).
    وقال أيضاً : " العبرة برؤية العين ، لا بالمناظير ، ولا بالحساب". لقاء الباب المفتوح (166)

    وقال: " وإذا أعلن عنه ، ولكنه لم يبن ، فإنها لا تجوز الصلاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا رأيتموه فصلوا ) ". لقاء الباب المفتوح(160).
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=73613

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    469

    افتراضي رد: صلاة الكسوف بعد غد الثلاثاء

    وقال محمد طالب السلامي رئيس نادي الفلك في ادكو عضو رابطة هواة الفلك في نادي تراث الإمارات، إن الكسوف سيبدأ عند الساعة 12 و6 دقائق ظهراً (بتوقيت الإمارات) وينتهي عند الساعة 2 و29 دقيقة بعد الظهر، وسيكون أوج الكسوف عند الساعة الواحدة و20 دقيقة بعد الظهر .
    من جريد الخليج

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    469

    افتراضي رد: صلاة الكسوف بعد غد الثلاثاء

    بعض الاعتقادات والطرائف أثناء الكسوف لشكر الله تعالى على نعمة العقل والعلم :
    ويذكر لنا التاريخ كيف استغل بعض العارفين هذه الحقائق الفلكية لتحقيق مصالحهم الخاصة؛ وقصتي المفضلة بهذا الخصوص نفذها كولومبس عام 1504 حين وصل الى الجزر الجامايكية وكانت المؤن قد نفذت منه تماما.


    غير أنه عجز عن الحصول على مساعدة السكان المحليين أو إقناعهم ببيعه شيئا من الطعام.. وفجأة تذكر أن مراقب السفينة أخبره حين كانوا في البحر أن القمر سيخسف في 29 فبراير القادم فطلب الاجتماع بزعماء القبائل في الليلة الموعودة بحجة أنه يحمل رسالة من آلهتهم.


    وحين حضروا ادعى أنه رسول الآلهة التي تبلغهم غضبها منهم وأن غضبها سيتجلى بحرمانهم من ضوء القمر . وفيما كانوا يسخرون منه بدأ القمر ينخسف فعلا فارتعب الهنود ورجوه أن يقبل مساعدتهم والتوسط لآلهتهم وحينها فقط وافق (على مضض) ونال طلباته كاملة وأكمل رحلته المعروفة لاستكشاف الأمريكيتين!!


    ... وقبل كولومبس بقرون كانت الحروب مستعرة بين اثينا واسبارطة للسيطرة على اليونان.. وحدث أن شكلت أثينا جيشا قويا لسحق اسبارطة. ولاستغلال عامل المفاجأة زحف الجيش الاثيني ليلا ولكنه توقف فجأة حين خسف القمر.


    فالجنود كانوا قد تربوا على أن خسوف القمر دليل على غضب الآلهة فتمردوا على قادتهم وأضربوا عن القتال وحمل الأسلحة. وخلالها تنبه الاسبارطيون الذين لا يشاركونهم نفس الاعتقاد الى حالة الشلل التي اصابت جيش اثينا فحملوا عليهم حملة لم تبق منهم أحدا.. وكانت هذه المعركة بالذات سببا في تقويض أسس أثينا وتأخير ظهور الحضارة الاغريقية لفترة طويلة!!
    http://www.arflon.net/2011/01/blog-p...#axzz1A3AExqX8

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    469

    افتراضي رد: صلاة الكسوف بعد غد الثلاثاء

    كسوف الشمس وخسوف القمر
    آيات وعظات


    *********

    الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:


    فإن كسوف الشمس أو القمر وخسوفهما من آيات الله العظيمة ودلائل قدرته الباهرة سبحانه، ومن المناسب ها هنا إن شاء الله أن نبين بعضاً من المسائل المتعلقة بهذا ،
    في ضوء نصوص الكتاب والسنة.

    أولاً:

    أن الكسوف والخسوف وهو ذهاب ضوء الشمس أو القمر ظاهرة كونه وآية ربانيه يقدرها الرب تعالى إذا شاء ، فهو سبحانه المتصرف وحده بهذا الكون.

    قال الله تعالى:- (وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) [سورة يس].

    وقال جلَّ وعلا:- (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [يونس:5].

    وقال سبحانه:-

    (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) [الرحمن:5]

    وقال سبحانه:-

    (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً) [سورة الإسراء:12].

    فهذا امتنان من الله على الخلق بهذه الآيات العظيمة ، ومنها الشمس والقمر وضياؤهما ونورهما وتعاقبهما ، ليكون الليل والنهار ، وما يترتب على ذلك من المصالح العظيمة ،
    وهو قادرٌ جل وعلا أن يسلب خلقه نعمه ويبتليهم بما شاء ، أو يهلكهم كما اهلك الأمم السابقة بالرياح والزلازل والخسوف وغيرها.

    ثانياً:

    قال علماء الفلك الكواكب ومنها الشمس والقمر لكل وحد منها مسار خاص ومنازل محددة ، وبعضها أعلى من بعض ، و بعضها أبعد عن الأرض من بعض ، فإذا مرَّ القمر بيننا وبين الشمس احتجب ضوءها ، إما كلياً أو جزئياً فهذا هو كسوف الشمس .

    وإذا صارت الأرض بين الشمس والقمر فقد تحجب الأرضُ نورَ الشمس عن القمر إذا صار في ظلها فيحتجب ضوءه المنعكس من أشعة الشمس ، فهذا هو خسوف القمر ، وقد يكون كلياً أو جزئياً.

    فهذا هو السبب الحسيُّ لحدوث الكسوف والخسوف ، وهذا ليس من علم الغيب ، لإمكان معرفته بالحساب كما يعرف الناس وقت كون القمر بدراً ، وأمثال هذا من الظواهر الفلكية.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى في سنة 728هـ رحمه الله:

    وكما أن العادة التي أجراها الله تعالى أن الهلال لا يستهل إلا ليلة ثلاثين من الشهر أو ليلة إحدى وثلاثين وأن الشهر لا يكون إلا ثلاثين أو تسعة وعشرين . فمن ظن أن الشهر يكون أكثر من ذلك أو أقل فهو غالط.

    فكذلك أجرى الله العادة أن الشمس لا تكسف إلا وقت الاستسرار ، وأن القمر لا يخسف إلا وقت الإبدار ،
    ووقت إبداره هي الليالي البيض التي يستحب صيام أيامها : ليلة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر. فالقمر لا يخسف إلا في هذه الليالي.

    والهلال يستسر آخر الشهر: إما ليلة وإما ليلتين. كما يستسر ليلة تسع وعشرين وثلاثين. والشمس لا تكسف إلا وقت استسراره.

    وللشمس والقمر ليالي معتادة من عرفها عرف الكسوف والخسوف كما أن من علم كم مضى من الشهر يعلم أن الهلال يطلع في الليلة الفلانية أو قبلها ، لكن العلم عادة في الهلال علم عام يشترك فيه جميع الناس ، وأما العلم بالعادة في الكسوف والخسوف فإنما من يعرفه من يعرف حساب جريانهما. وليس خبر الحاسب بذلك من باب علم الغيب ، بل هو مثل العلم بأوقات الفصول كأول الربيع والصيف والخريف والشتاء ، لمحاذاة الشمس أوائل البروج. وأما تصديق المخبر بذلك وتكذيبه فلا يجوز أن يصدق إلا أن يعلم صدقه ، ولا يكذبَ إلا أن يعلم كذبه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ، فإما أن يحدثوكم بحق فتكذبوهم ، وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوهم"

    رواه البخاري.

    والعلم بوقت الخسوف والكسوف وإن كان ممكناً لكن هذا المخبر المعين قد يكون عالماً بذلك وقد لا يكون. وقد يكون ثقة في خبره وقد لا يكون. وخبر المجهول الذي لا يوثق بعلمه وصدقه ولا يعرف كذبة خبر موقوف ولكن إذا توطأ خبر أهل الحساب على ذلك فلا يكادون يخطئون.


    ومع هذا فلا يترتب على خبرهم علم شرعي ، فإن صلاة الكسوف والخسوف لا تُصلى إلا إذا شاهدنا ذلك ، وإذا جوز الإنسان صدق المخبر بذلك أو غلب على ظنه فنوى أن يصلي الكسوف والخسوف عند ذلك، واستعد ذلك الوقت للرؤية، كان هذا حثاً من باب المسارعة إلى طاعة الله تعالى وعبادته ،
    فإن الصلاة عند الكسوف متفق عليها بين المسلمين ، وقد تواترت بها السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى ملخصاً.


    وثمة سبب آخر لكسوف الشمس وخسوف القمر: وهو ما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "يخوف الله بهما عباده" رواه البخاري ومسلم.

    وفي لفظ أخر رواه احمد والنسائي وابن ماجة و صححه ابن خزيمة والحاكم أنه صلى الله عليه وسلم قال:

    "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لا يَنْكسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لحياته ، لَكِنَّهُمَا آيتان مِنْ آيات الله ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا تَجَلَّى لِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ يَخْشَعُ لَهُ "

    والحديث مال الحافظ ابن حجر إلى تقويته ونقل عن ابن بُزيزة قوله: هذا الحديث قد أثبته غير واحد من أهل العلم، وهو ثابت من حيث المعنى أيضاً ، لأن النورية والإضاءة من عالم الجمال الحسي، فإذا تجلت صفة الجلال انطمست الأنوار لهيبته. ويؤيده قوله تعالى:-

    (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً) [الأعراف:143].

    قال ابن دقيق العيد:

    ربما يعتقد بعضهم أن الذي يذكره أهل الحساب ينافي قوله:

    "يخوف الله بهما عباده" وليس بشيء لأن لله أفعالاً على حسب العادة، وأفعالاً خارجة عن ذلك، وقدرته حاكمة على كل سبب، فله أن يقتطع ما يشاء من الأسباب والمسببات بعضها عن بعض.


    وإذا ثبت ذلك فالعلماء بالله لقوة اعتقادهم في عموم قدرته على خرق العادة وأنه يفعل ما يشاء إذا وقع شيء غريب حدث عندهم الخوف لقوة ذلك الاعتقاد،

    وذلك لا يمنع أن يكون هناك أسباب تجري عليها العادة إلى أن يشاء الله خرقها.


    قال الحافظ ابن حجر: وحاصله أن الذي يذكره أهل الحساب حقاً في نفس الأمر لا ينافي كون ذلك مخوفاً لعباد الله تعالى. اهـ.

    وبهذا يعلم أن معرفة وقت وقوع الكسوف والخسوف لا يصلح أن تزيل الخوف والرهبة من النفوس، لأن الخسوف والكسوف تحذير من الرب تعالى للعباد، قال الله تعالى:-

    (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا) [الاسراء:59]

    . وقال سبحانه:-

    (وَيُحَذِّرُكُم اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ) [آل عمران:30].

    ولأجل هذا فزع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة ، وشرع لأُمته التوبة بالصدقة والذكر وعموم أعمال البر ، وظهر عليه صلى الله عليه وسلم من علائم الخوف والخضوع ما يدل على عظم الخطب.


    وقد روي عن التابعي الجليل طاووس بن كيسان أنه نظر إلى الشمس وقد انكسفت فبكي، فقال: هي أخوف لله منا.

    ثالثاً:

    ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الشمس كسفت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان ذلك بالحسابات الفلكية صبيحة يوم 29شوال 10هـ يوافقه 27 كانون الثاني 632م. وقد رؤي ذلك الكسوف جزئيًا في المدينة المنورة، وكان يُرى كليًا من أرض اليمن والحبشة.


    وثبت أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لما كسفت الشمس خرج إلى المسجد مسرعاً فزعاً يجر رداءه ، حتى إنه لاستعجاله أراد لبس ردائه فأخطأ ولبس الدرع ، لاشتغال خاطره الشريف.


    وكان كسوفها أول النهار ، فأمر بالاجتماع للصلاة ، وتقدم وصلَّى ركعتين ، قرأ في الأولى فاتحة الكتاب وسورة طويلة ، جهر بالقراءة ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم رفع رأسه من الركوع ، فأطال القيام وهو دون القيام الأول ، وأخذ في القراءة دون الأولى ، ثم ركع وأطال دون الركوع الأول ، ثم رفع ثم سجد سجدة طويلة ، ثم فعل في الركعة الثانية ما فعل في الركعة الأولى ، فكان في كل ركعة ركوعان و سجودان، فاستكمل في الركعتين أربع ركعات وأربع سجدات. هكذا جاء في الصحيحين وغيرهما، وجاءت صفات أخرى أيضاً.


    وفي إطالة النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الصلاة طولاً غير معهود, مع أنه يأمر بالتخفيف ما يبين شدة اهتمامه وفزعه عليه الصلاة والسلام.

    وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته تلك الجنة والنار، وهَمَّ أن يأخذ عنقوداً من الجنة فيريهم إياه ، ورأى أهل العذاب في النار ، حتى تراجع إلى الوراء خشية عذابها.

    ثم خطب بعد انصرافه من الصلاة خطبة بليغة، ومما جاء فيها:

    "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا ، يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو أن تزني أَمَته ، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً".

    رابعاً:

    دلَّت النصوص على تأكد صلاة الكسوف والخسوف، وأنها تصلَّى جماعة في المساجد، وفرادى إذا لم يقدر الشخص لمانع، مثل كونه خارج المدينة أو عدم قدرته على الذهاب للمسجد، ويصليها أيضاً النساء في المساجد مع الجماعة، وصلاتهن في البيوت أفضل، لعموم النصوص، ودلت النصوص أنها تصلَّى أيضاً وقت النهى لكونها من ذوات الأسباب، كما أفتى بذلك سماحة شيخنا العلامة الشيخ عبد العزيز بن بار رحمة الله.


    خامساً:

    في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم إبطالٌ لاعتقادات جاهلية يزعم أهلها أن الكواكب تؤثر في الأرض، وزعموا أن الكسوف يوجب حدوث تغير في الأرض من موت أو ضرر ، أو لحيات عظيم أو غيره.

    لكن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر يقيناً أنَّ كلَّ ذلك اعتقاد باطل ، وأنَّ الشمس والقمر مخلوقان مسخران لله جلَّ وعلا، ليس لهما سلطان على غيرهما ولا قدرةٌ على الدفع عن أنفسهما.


    ومن العجيب أن هذه الاعتقادات والتخمينات ظهرت في بعض مجتمعات عالمنا المعاصر حتى بين من نالوا قسطاً من الحضارة المادية في البلاد الغربية وأدركوا الآيات العظيمة لله في إتقان الخلق وعظمة الكون، ومع هذا يكثر في تلك المجتمعات المنجمون الذين يستخفون بعقول الناس.


    سادساً:

    الذنوب والمعاصي سبب للبلايا والعقوبات العاجلة والآجلة كما قال تعالى:- (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم:41].

    وجاء النص في الحديث على أن الله تعالى يخوف بكسوف الشمس والقمر عباده، يخوفهم سخطه وعقوبته، ولا يكون سخط الله وعقوبته إلا بسبب ذنوب العباد وطغيانهم، ففيه رد على من نفى أن تكون هذه الآيات السماوية علامة على سخط الله وغضبه سبحانه، كيف وقد قال جل وعلا:-

    (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا) [الاسراء:59].

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

    وفي رواية في الصحيح

    "ولكنهما آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده"

    فهذا بيان منه صلى الله عليه وسلم أنهما سبب لنزول عذاب بالناس، فإن الله إنما يخوف عباده بما يخافونه إذا عصوه وعصوا رسله ، وإنما يخاف الناس مما يضرهم ، فلولا إمكان حصول الضرر بالناس عند الخسوف ما كان ذلك تخويفا قال تعالى:-

    (وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً) [الإسراء:59]


    وأَمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بما يزيل الخوف، أمر بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والعتق، حتى يُكشف ما بالناس ، وصلى بالمسلمين في الكسوف صلاة طويلة. انتهى.


    قال بعض أهل العلم: خصَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الزنا بالذكر في خطبته لأنه من أعظم الذنوب وأبشعها ، وأشدها تأثيراً على النفوس وفي نشر الفساد.

    سابعاً:

    من الحكم في حدوث الكسوف والخسوف تبيين أنموذج لبعض ما سيقع يوم القيامة من اختلال الكون ، كما قال تعالى:-

    (وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) [سورة القيامة].


    ومن كان له قلب فإنه يخاف ويفزع وينيب إلى ربه.

    ومن الحكم: الإشارة إلى تقبيح رأي من يعبد الشمس أو القمر، كيف يعبدون ما يصيبه النقص والأُفُول.

    وقد حمل بعض العلماء قوله تعالى:-

    (لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ) [فصلت:37]

    على أنه أمرٌ بالصلاة عند الكسوف ، لأنه الوقت الذي يناسب الإعراض عن عبادتها لما يظهر فيهما من التغير والنقص المنزه عنه المعبود الحقُّ تعالى وتقدس.


    ثامناً:

    دلَّت النصوص على استحباب الصدقة والذكر والدعاء عند الكسوف والخسوف، بالإضافة إلى الصلاة، فينبغي الحرص على تلك القربات، وكذا التوبة إلى الله واستغفاره سبحانه حتى يسلم العبد من مَقْتِ الله وغضبه ، وخاصة عند الكسوف والخسوف ، خشية نزول العذاب ، فإن وقت الكسوف والخسوف وقتٌ مخوف أن ينزل فيه عذاب أو فتنة، ولذا بادر المصطفى صلى الله عليه وسلم أشد المبادرة بالمسلمين بالطاعات والإنابة إلى الله سبحانه.


    قال سماحة شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله: وما يقع من خسوف أو كسوف في الشمس والقمر ونحو ذلك مما يبتلي الله به عباده هو تخويفٌ منه سبحانه وتعالى وتحذيرٌ لعباده من التمادي في الطغيان , وحثٌ لهم على الرجوع والإنابة إليه.


    نسال الله جلَّ وعلا أن يغفر لنا ، وأن يتجاوز عن ذنوبنا ، وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، إنه سبحانه غفور رحيم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


    ***************


    د. خالد بن عبدالرحمن بن حمد الشايع

    موقع طريق التوبة
    http://www.trtel.com/ipb/topic/2492-...8%D8%A7%D8%AA/

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    البحرين
    المشاركات
    46

    افتراضي رد: صلاة الكسوف بعد غد الثلاثاء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الفوائد مشاهدة المشاركة
    * إذا لم يكن الكسوف واضحا ، فهل نصلي أم لا ؟
    وقال الشيخ ابن عثيمين : " إذا قال الفلكيون: إنه سيقع كسوف أو خسوف ، فلا نصلي حتى نراه رؤية عادية؛ لأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: (إذا رأيتم ذلك فصلوا) ، أما إذا منّ الله علينا بأن صار لا يرى في بلدنا إلا بمكبر أو نظارات فلا نصلي".الشرح الممتع على زاد المستقنع (5/180).
    وقال أيضاً : " العبرة برؤية العين ، لا بالمناظير ، ولا بالحساب". لقاء الباب المفتوح (166)
    وقال: " وإذا أعلن عنه ، ولكنه لم يبن ، فإنها لا تجوز الصلاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا رأيتموه فصلوا ) ". لقاء الباب المفتوح(160).
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=73613
    ما ذكره الشيخ رحمه الله من قيود ،هي قيود معتبرة استنبطها الفقهاء من النصوص كـ ( يخوف الله بهما عباده ) فلا بد من كون الكسوف آية ظاهرة للجميع ،أما كونه - اي الكسوف - يعلم عند البعض - أي الفلكيين - دون عامة الناس ،فهذا كسوف لا يحصل منه تخويف ،فلا تشرع الصلاة حينئذ .
    الكسوف الذي وقع في يوم وفاة إبراهيم عليه السلام كان كسوفا ظاهرا بلغ 92% من قرص الشمس .
    أما الكسوف الذي حدث اليوم فهو في حدود 20% ولهذا لو لم يخبرنا بذلك الفلكيون لما علمنا به ،ولو لم نضع النظارة الخاصة لما رأيناه .
    فكيف تصلى صلاة الكسوف والحالة هذه !!!
    فأين الفقهاء ؟
    أم هو من باب : ذهب الميرد ونقضت أيامه وليذهبن اثر المبرد ثعلب

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    469

    افتراضي رد: صلاة الكسوف بعد غد الثلاثاء

    جزاك الله خيرا .
    لكن لو أنني نظرت إلى الشمس بنظارتي الشمسية ورأيت الكسوف فلو تركت الصلاة ألا أكون مخالفا لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا رأيتم ذلك فصلوا ) ؟ أم هو خطاب للجماعة وليس للفرد ؟
    وفقكم الله

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    469

    افتراضي رد: صلاة الكسوف بعد غد الثلاثاء

    يرى الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله أن الكسوف إذا كان بهذه المثابة ، أي : أنه لن يشعر به ، ولن يظهر له أثر في الأرض ، ولو لم يعلن ويتكلف الناس الرؤية = يرى أنه في هذه الحالة لا تصلى صلاة الكسوف .
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1447619

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •