بسم الله الرحمن الرحيم






(واختارموسى سبعين رجلا لميقاتنا فلما اخذتهم الرجفة قال رب لو شئت اهلكتهم واياي اتهلكنا بما فعل السفاء منا ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء انت ولينا فاغفرلنا وارحمنا وانت خيرالغافرين *واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الاخرة انا هدن اليك *قال عذابي اصيب به من اشاء ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون ويؤ تون الزكاة والذين هم باياتنا يوقنون الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانو ا عليها فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه فاؤلئك هم المفلحون*)

الاعراف الايات\ 155/157


الحمد لله\



اختار موسى عليه السلام سبعين رجلا من بين قومه بني اسرائيل ممن عرفوا بالتقوى وحس العبادة والايمان الخالص لرب العالمين وذهب بهم الى الميقات


ولما صل موسى عليه السلام بهم الى جبل الطور في سيناء وصعدوا الجبل اصابتهم رجفة مذهلة شديدة فوقعوا مغشيا عليهم فوق الجبل قد لحقتهم غشية شديدة لما زلزل الله تعالى الجبل بهم في قصة معروفة مفصلة في القران الكريم وهؤلاء السبعين رجلا -على ما ارى -اختارهم موسى عليه السلام بعد ا لمنا جاة الاولى اي بعد قيام بني اسرائيل بعبادة العجل لان حادثة عبادة العجل بينت الصالح من المشرك اوالكافر من بني اسرائيل لذلك اختارهم موسى عليه السلام من الذين لم يدنسوا انفسهم بعبادة العجل ولم يطيعوا السامري في عبادة عجله الذي صنعه لهم وكان هؤلاء من خيار رجال بني اسرائيل الا انهم لم يهجروا قومهم عند عبادتهم للعجل بل ظلوا معهم فعاقبهم الله تعالى على هذه وفي هذه الحالة نرى انهم تساقطوا على الجبل تساقط اعجاز النخل الخاوية فلما راى موسى عليه السلام ذلك ذعر وخاف وارتهب من هول الرجفة وظن انهم ماتوا وانه سيرجع الى بني اسرائيل بمفرده حيث اوجس في نفسه خيفة موسى من هذا الامر كيف سيرجع بمفرده الى قومه و ماذا سيقول لهم ماذا لوحاسبوه عليهم وهم خيار القوم وملؤهم فالتجأ موسى عليه السلام الى الله تعالى بالدعاء ورفع يديه الى ربه في دعاء عريض وقلب واجف مؤمن ونفس تائبة عابدة قائلا \
يارب سبحانك انت لم تهلكنا من قبل الميعاد ووصولنا الى الجبل فامنن علينا برحمتك وعفوك عنا واكشف مابهم من غشية- واعد اليهم الحياة ولا تهلكنا بما فعل السفهاء منا انت متولي امورنا فاغفرلنا كل عمل اخطأنا به وارحمنا وانت خير الراحمين واغفر لنا خطايانا وانت خير الغافرين وحقق لنا ياربنا حياة افضل في هذه الدنيا نعيش فيها بكثرة المال والولد والصحة والامان والصلاح والفلاح وحقق لنا ياربنا حياة افضل منها في الحياة الاخرة فادخلنا جنتك التي وعدتها عبادك المؤمنين


استجاب الله تعالى لدعائه فمن عليهم سبحانه وتعالى بنعمة الحياة وتفضل عليهم بالتقوى والايمان وغفر لهم ذنوبهم واسرافهم في امورهم فانه غفور رحيم للذين يخافون الله تعالى فلا يعصونه ولايفعلون ما لايرضى من القول والعمل بل يعبدونه حق عبادته ويؤتون زكاة وصدقات اموالهم ويصدقون بما جاء به موسى عليه السلام
والذين يتبعون النبي حبيب الله المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم واذا ماشهدوا رسالته السمحاء التي جاء بها للعالمين جميعا من الذين يدركون وقت نبوته عليه الصلاةوالسلام فيدخلون في الاسلام بعد ان عرفوا صفاته في التوراة والانجيل وهي مكتوبة عندهم فيها ومنها انه امي لايقرأ ولايكتب وانه يامر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحل لهم الطيبات التي كانت ممنوعة عليهم شرعا ويحرم عليهم الخبائث التي ابتدعوها ويفك عنهم اثقال القيود الشرعية الثقيلة التي كانت عليهم لان الله تعالى انزل معه صلى الله عليه وسلم نورا مبينا للناس جميعا وهو القران الكريم فان فعلوا ذلك فقد فازوا برحمة من الله تعالى وفضل لم يمسسهم سوء ويستحقون التمتع في نعيم جنائن الله رب العالمين


انه نعم المولى ونعم المعين