تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: (((المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية))) {بحث شاف وعرض جديد}

  1. #1

    Post (((المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية))) {بحث شاف وعرض جديد}

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين ورسول رب العالمين وإمام الموحدين وقائد الميادين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد:



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    أرجو من إخواني النساء أولا ثم الرجال أن يقرؤوا الموضوع بأكمله فهو شيق وجميل ومفيد جدا فلا تكسلوا عن قراءته من أجل أن الموضوع طويلا بعض الشيء



    هذه دعوة للمرأة أولا ثم للرجل حتى نقف على عظمة الإسلام ونحمد لله على هذه النعمة العظيمة وأن لا نساير الغرب في دعواهم



    سوف نتحدث في هذا الموضوع على المرأة عند الآخرين أصحاب الشرائع الأخرى والديانات على حد زعمهم ثم نشرع في ذكر تكريم المرأة عندما سطع عليها نور الإسلام



    وقد قمت بنقله مع بعض الاختصار من كتاب (عودة الحجاب) القسم الثالث-المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية. للشيخ الفاضل محمد إسماعيل المقدم حفظه الله


    سوف يكون إن شاء الله بين ثنايا الموضوع تعليقات من عندي وقد لونتها بالأزرق


    لنبدأ على بركة الله



    المرأة عند الآخرين(1)


    لا جرم أن الباحث في وضع المرأة قبل الإسلام لن يجد ما يسره , إذا يرى نفسه أما إجماع عالمي على تجريد هذه المخلوقة من جميع الحقوق الإنسانية :




    (1) المرأة عند الإغريق :


    كانت محتقرة مهانة , حتى سموها رجسا من عمل الشيطان , وكانت عندهم كسقط المتاع , تباع وتشترى في الأسواق , مسلوبة الحقوق , محرومة من حق الميراث وحق التصرف في المال , ومما يذكر عن فيلسوفهم ( سقراط ) قوله : ( إن وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة والانهيار في العالم , إن المرأة تشبه شجرة مسمومة حيث يكون ظاهرها جميلا , ولكن عندما تأكل العصافير تموت حالا ) . وهذا حال الفيلسوف عندهم والمفترض أن يكون مثقفا ومتعلما بالنسبة لديهم فهذا هو ؤ من المرأة فما بالك بمن دونه!! الله المستعان




    ويحدثنا التاريخ عن اليونان في إدبار دولتهم كيف فشت فيهم الفواحش والفجور وعد من الحرية أن تكون المرأة عاهرا .


    وتحكي بعض المصادر أنه كان للمرأة الإسبرطية الحق في أن تتزوج بأكثر من رجل واحد .




    (2) المرأة عند الرومان :


    كان شعارهم فيما يتعلق بالمرأة : " إن قيدها لا ينزع , ونيرها لا يخُلع " ومن عجيب ما ذكرته بعض المصادر - وهو مما لا يكاد يصدق – أن ( مما لاقته المرأة في العصور الرومانية تحت شعارهم المعروف " ليس للمرأة روح " تعذيبها بسكب الزيت الحار على بدنها , وربطها بالأعمدة , بل كانوا يربطون البريئات بذيول الخيول , ويسرعون بها إلى أقصى سرعة حتى تموت )(2) أريد من كل امرأة مسلمة أن تراجع نفسها قليلا وتحمد الله على نعمة الإسلام وأن لا تنساق وراء الخدع باسم حقوق المرأة فهؤلاء لم يعرفوا شيئا في حياتهم عن حقوق المرأة ويريدون أن يعلموننا هذه الحقوق التي هي نحن أهلها ... عجبي لهم




    (3) المرأة عند الصينيين القدماء :


    شبهت المرأة عندهم بالمياه المؤلمة التي تغسل السعادة والمال , وللصيني الحق في أن يبيع زوجته كالجارية , وإذا ترملت المرأة الصينية أصبح لأهل الزوج الحق فيها كثروة وتورث , وللصيني الحق في أن يدفن زوجته حية ! يعني باختصار هي كالسلعة تماما بل أحط !




    (4) المرأة في قانون حموزابي :


    كانت المرأة في عداد الماشية المملوكة , ومن قتل بنتا لرجل كان عليه أن يسلم بنته ليقتلها أو يتملكها . لا تعليق !




    (5) المرأة عند الهنود :


    في شرائع الهندوس أنه : ( ليس الصبر المقدر , والريح , والموت , والجحيم , والسم , والأفاعي , والنار , أسوأ من المرأة ) .



    ولم يكن لها حق في الحياة بعد وفاة زوجها بل يجب أن تموت يوم موت زوجها وأن تحرق معه حية على موقد واحد , واستمرت هذه العادة حتى القرن السابع عشر حيث أبطلت على كره من رجال الدين الهنود وكانت قربانا للآلهة لترضى , أو تأمر بالمطر أو الرزق , وفي بعض مناطق الهند القديمة شجرة يجب أن يقدم لها أهل المنطقة فتاة تأكلها كل سنة " ؟! " )(3) .


    ويذكر " جوستاف لوبون " أن المرأة في الهند ( تعد بعلها ممثلا للآلهة في الأرض . وتُعدٌ المرأة العزب(4) , والمرأة الأيم(5) على الخصوص من المنبوذين من المجتمع الهندوسي , والمنبوذ عندهم في رتبة الحيوانات , ومن الأيامى الفتاة التي تفقد زوجها في أوائل عمرها , فموت الرجل الهندوسي قاصم لظهر زوجته فلا قيام لها بعده , فالمرأة الهندوسية إذا آمت – أي فقدت زوجها- ظلت في الحداد بقية حياتها , قلت هذا عندهم إذا فقدت زوجها أما نحن في الإسلام إذا مات زوجها ! فإنها تحد أربعة أشهر وعشرة أيام فما أعظم الإسلام , نعم حق لكل مسلمة أن تفتخر بدينها , وعادت لا تعامل كإنسان , وعُدً نظرها مصدرا لكل شؤم على ما تنظر إليه , وعدت مدنسة لكل شيء تمسه , وأفضل شيء لها أن تقذف نفسها في النار التي يحرق بها جثمان زوجها , وإلا لقيت الهوان الذي يفوق عذاب النار )(6) .




    (6) المرأة عند الفرس :


    " أبيح الزواج بالأمهات والأخوات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت ,قلت حسبنا قول الله تعالى ( حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما ) " 23,النساء" , وكانت تنفى الأنثى في فترة الطمث إلى مكان بعيد خارج المدينة , ولا يجوز لأحد مخالطتها إلا الخدم الذين يقدمون لها الطعام , وفضلا عن هذا كله فقد كانت المرأة الفارسية تحت سلطة الرجل المطلقة , يحق له أن يحكم عليها بالموت , أو أن ينعم عليها بالحياة "(7) قلت بئس الحياة للمرأة عندهم




    (7) المرأة عند اليهود :


    كانت بعض طوائف اليهود تعتبر البنت في مرتبة الخادمة , وكان لأبيها الحق في أن يبيعها قاصرة , وما كانت ترث إلا إذا لم يكن لأبيها ذرية من البنين , قلت فلتتعلم نساءنا قليلا ولا تنساق وراء دعوى العدل في الميراث الكاذبة وحسبنا قوله تعالى (وللذكر مثل حظ الأنثيين) فضلا على أنه يوجد حالات ترث فيها المرأة مثل الرجل بل وربما أكثر , واليهود يعتبرون المرأة لعنة لأنها أغوت آدم , وعندما يصيبها الحيض لا يجالسونها ولا يؤاكلونها(8) ولا تلمس وعاء حتى لا يتنجس , وكان بعضهم ينصب للحائض خيمة ويضع أمامها خبزا وماءا , وبجعلها في هذه الخيمة حتى تطهر . قلت ما أروع ديننا وما أعدل ديننا وكيف أعطى المرأة حقها فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجر عائشة رضي الله عنها ويقرأ القرآن وهي حائض .




    (8) المرأة عند الأمم النصرانية :


    هال رجال النصرانية الأوائل ما رأوا في المجتمع الروماني من انتشار الفواحش والمنكرات , فاعتبروا المرأة مسئولة عن هذا كله لأنها كانت تخرج إلى المجتمعات وتختلط بمن تشاء من الرجال كما تشاء فقرروا أن الزواج دنس يجب الابتعاد عنه وأن العزب أكرم عند الله من المتزوج , قلت أما نحن فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور (أما إني أتزوج المساء فمن رغب عن سنتي فليس مني) أو كما قال , وأعلنوا أنها باب الشيطان وأن العلاقة بالمرأة رجس في ذاتها , قلت حسبنا قول الله عز وجل (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )) [الروم : 21] , وأن السمو لا يتحقق إلا بالابتعاد عن الزواج , قال " ترتوليان " الملقب بالقديس(9) : (إنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان , ناقضة لنواميس الله , مشوهة للرجال ) .


    وقال : "سوستام " الملقب بالقديس : ( إنها شر لا بد منه , وآفة مرغوب فيها , وخطر على الأسرة والبيت , ومحبوبة فتاكة , ومصيبة مطلية مموهة ) .



    وفي القرن الخامس اجتمع اللاهوتيين ليبحثوا ويتساءلوا في " مجمع ماكون " : ( هل المرأة جثمان بحت أم هي جسد ذو روح يناط به الخلاص والهلاك ؟ ) وغلب على آرائهم إنها خلو من الروح الناجية , وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم(10) عليها السلام أم المسيح " عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام " . قلت قد رأيت في بعض المنتديات موضوع بعنوان (هل المرأة إنسان؟) وكأن الموضوع كان موجه لنا نحن المسلمون , قلت الأجدر بهم الذين كتبوا هذه المواضيع أن يوجهوها إلى الغرب الذي ما عرفوا في حياتهم حقيقة حقوق المرأة !



    فالدين النصراني المحرف الذي ينتمي إليه العالم الغربي اليوم يرى أن المرأة’ ينبوع المعاصي وأصل السيئة والفجور وباب من أبواب جهنم من حيث هي مصدر تحركه ومحمله على الآثام .



    ومن أساسيات النصرانية المحرفة التنفير من المرأة وإن كانت زوجة , يقول أحد رجال الكنيسة : " بونا فنتور " الملقب بالقديس : ( إذا رأيتم المرأة , فلا تحسبوا أنكم ترون كائنا بشريا , بل ولا كائنا وحشيا , وإنما الذي ترونه هو الشيطان بذاته , والذي تسمعون به هو صفير الثعبان )(11) اهـ .



    (وأصدر البرلمان الإنكليزي قرارا في عصر هنري الثامن ملك إنكلترا , يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب " العهد الجديد " أي الإنجيل , لأنها تعتبر نجسة ) . لا تعليق



    وتذكر بعض المصادر أنه قد شكل مجلس اجتماعي في بريطانيا خصيصا لتعذيب النساء , وذلك سنة 1500م , وكان من ضمن مواده تعذيب النساء , وهن أحياء بالنار (!) .


    بل إن القانون الإنكليزي كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته , وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات (نصف شلن) , وقد حدث أن باع إنكليزي زوجته عام 1931م بخمسمائة جنيه .


    وقال الأستاذ " محمد رشيد رضا " رحمه الله : " من الغرائب التي نقلت عن بعض صحف إنكلترا في هذه الأيام(12) أنه لا يزال يوجد في بلاد الأرياف الإنكليزية رجال يبيعون نساءهم بثمن بخس جدا كثلاثين شلنا , وقد ذكرت – أي الصحف الإنكليزي – أسماء بعضهم "(13) اهـ .


    أما وضع المرأة اليوم في ديار الكفار , فحدث ولا حرج عن الرذائل , والمهانة , والخلاعة , والابتذال , والاستغلال , في أقصى صورها وأبشع مظاهرها , يقول الدكتور " مصطفى السباعي " رحمه الله : أن المرأة أصبحت تطرد من المنزل بعد سن الثامنة عشرة لكي تبدأ في الكدح لنيل لقمة العيش وإذا أجبرتها الظروف في البقاء في المنزل فإنها تدفع إيجار غرفتها وثمن طعامها , بل تدفع رسما معينا مقابل اتصالاتها الهاتفية )(14) اهـ . قلت أما نحن فتجلس المرأة معززة وكرمة في بيت أبيها إلى أن تذهب لبيت زوجها



    وحدث ولا حرج عن ندرة الزواج وشيوع البغاء وتفشي الزنا واللواط وكثرة اللقطاء



    فهذه لمحة خاطفة عن حال المرأة عي عصر الحضارة المسماة حضارة القرن العشرين , وما هي بحضارة , وإنما هي قذارة وفجارة , عصر المساواة , وما هي بمساواة المرأة بالرجل , وإنما مساواة الإنسان بأخيه الحيوان :



    إيه عصر العشرين ظنوك عصرا .. نيٍر الوجه مسعد الإنسان


    لست (نورا) بل أنت (نارٌ) وظلم .. مذ جعلت الإنسان كالحيوان




    (9) المرأة عند العرب في الجاهلية :


    والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا , حتى أنزل الله فيهن ما أنزل , وقسم لهن ما قسم(15) . عمر بن الخطاب رضي الله عنه . قلت هاهو الفاروق قد عاش في الجاهلية وفي الإسلام ورأى الفرق بين الفترتين وقال قولته تلك



    لم يكن لها إرث وكانوا يقولون في ذلك : ( لا يرثنا إلا من يحمل السيف ويحمي البيضة ) ولم يكن لها على زوجها أي حق , وليس للطلاق عدد محدود , ولا لتعدد الزوجات عدد معين , وكانوا إذا مات الرجل وله زوجة وأولاد من غيرها , كان الولد الأكبر أحق بزوجة أبيه من غيره , فهو يعتبرها إرثا كبقية أموال أبيه , قلت حسبنا قوله تعالى قال تعالى : {وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً} (22) سورة النساء



    وكان أحدهم إذا أراد نجابة الولد حمل امرأته – بعد طهرها من الحيض – إلى الرجل النجيب كالشاعر والفارس , وتركها عنده حتى يستبين حملها منه , ثم عاد بها إلى بيته , وقد حملت بنجيب !


    وكان من المأكولات ما هو خالص للذكور ومحرم على الإناث . وهو مذكور في القرآن


    وكان عندهم انواع من الزواج الفاسد , ولا يزال بعضه إلى اليوم في البلاد الهمجية :


    فمنها اشتراك الرهط من الرجال في الدخول على امرأة واحدة وإعطائها الحق في الولد أن تلحقه بمن شاءت . لا تعليق



    ومنها السفاح بالبغاء العلني وكان عند العرب خاصا بالإماء دون الحرائر


    ومنها اتخاذ الأخدان أي الصواحب والعشيقات , وكانوا يستترون به , ويعدونه لؤما وخسة(16) . قلت قد كثرت المواضيع في المنتديات عن الحب والعشيق والعشيقة وقد رأيت ذلك مرارا وكنت أرى في بعض الأحيان ردود عجيبة تقول (أنه في هذا الزمن لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون حبيبة وأما غير ذلك فهذا متخلف) سبحان الله انتكست فطرتهم فالذي يفعلونه اليوم من اتخاذ العشيقات هو من أمور الجاهلية والله المستعان


    ومنها نكاح المتعة وهو المؤقت , وقد استقر أمر الشريعة على تحريمه وتبيحه فرقة الشيعة الإمامية(17) .



    من عادات الجاهلية في الطلاق :


    ( وكانت النساء أو بعضهن يطلقن الرجال في الجاهلية )




    وأد البنات في الجاهلية


    ( ومن العرب من كان يرى البنت حملا فادحا يضعف دون احتماله وتتخاذل قواه لفرط ما يشفق من وصمة الذل ووصم العار إذا وهنت نفسها أو ذهب السباء بها فكان بين أن يستبقيها على كره لها ومضض منها وترقب لموتها أو يفزع إلى الحفر فيقذفها في جوفها ويهيل التراب على غضارة عودها ونضارة وجهها وبدل أن يدعها تستقبل الوجود وتستنشى نسيم الحياة يدعها في غمرة الموت بين طباق الأرض !!



    وقال قتادة : " كان مضر وخزاعة يدفنون البنات أحياء , وأشدهم في هذا تميم , زعموا خوف القهر عليهم وكمع غير الأكفاء فيهن "(18)



    ( وكان بعضهم يغرقها وبعضهم يذبحها )(19)



    وكانوا في بعض الأحيان ينشغلوا عن دفن البنت وهي صغيرة لسفر أو شغل فيدفنها وقد كبرت وتعقل , وقد كان بعضهم يلقي الأنثى من شاهق . قلت أين سيذهبوا من قول الله عز وجل ( وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ) التكوير "9.8"


    ( وكان العرب تفنن في الوأد , فمنهم من إذا صارت بنته سداسية يقول لأمها : طيبيها , وزينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها . وقد حفر لها بئرا في الصحراء فيبلغ بها البئر ويهيل عليها التراب حتى تستوي البئر بالأرض ومنهم من كان إذا قربت امرأته من الوضع حفر حرفة لتتمخض على رأس البئر , فإذا ولدت بنتا رمت بها في الحفرة وإن ولدت ابنا حبسته )(20) قلت وقد وصف الله حالهم في القرآن حين قال (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم يتواري من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه علي هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون ) [النحل: 58-59]





    شمس الإسلام تشرق على المرأة



    " إنما النساء شقائق الرجل "(21) حديث شريف . قلت حسبنا والله هذا الحديث العظيم في إعطاء المرأة حقها


    (أسفر نور الإسلام , فافتر ثغر الدهر لنساء العرب عن جو مشرق وأمل بعيد , وأسلوب من الحياة بعيد )


    رسخت أصول الإسلام , وورفت طلاله وخفقت على الخافقين اعلامه , ونعمت المرأة تحت ظله بوثوق الإيمان , وشرع لها من الحقوق ما لم يشرع لأمة من الامم في عصر من العصور , فلم تشبها امرأة من نساء العالمين في جلال حياتها وسناء منزلتها .




    مظاهر تكريم المرأة في الإسلام للمرأة



    لم يعتبر الإسلام المرأة جرثومة كما اعتبرها الآخرون ولكنه قرر حقيقة تزيل هذا الهوان عنها , وهيام المرأة’ بين يدي الإسلام قسيمة الرجل لها ما لها من الحقوق وعليها أيضا من الواجبات ما يلائم تكوينها


    قال تعالى (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف , وللرجال عليهن درجة)




    المساواة في الإنسانية



    فالرجال والنساء سواء , قال تعالى )يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(


    وهي قد خلقت من الرجل , قال سبحانه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً) قلت فلتتامل كل مسلمة وكل مسلم قوله تعالى ( من نفس واحدة) فهي حسبنا في هذه الباب




    المساواة في أغلب تكاليف الإيمان



    أيمان النساء كأيمان الرجال : قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار)



    وقال تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا )



    وقال سبحانه ( فاعلم انه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين وللمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم )




    المساواة في المسؤلية المدنية


    وخاصة المادية الخاصة



    أكد الإسلام احترام شخصية المرأة المعنوية , وسواها بالرجل في أهلية الوجوب والأداء وأثبت لها حقها في التصرف , ومباشرة جميع العقود : كحق البيع والشراء , وحق الدائن والمدين وغير ذلك .



    قال تبارك وتعالى (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ) "النساء:32" وجعل لها الحق الميراث , فقال تعالى : (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا) "النساء:37" قلت فليتأمل العالم كله هاتين الآيتين العظيمتين في إثبات أحقية المرأة



    كما جعل لها مصداقا خالصا , لا يشاركها فيه أحد , قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن) الآيتان "النساء:19-20"


    والمرأة في تملك هذه الحقوق شأنها أما الشرع شأن الرجل تماما إذا أحسنت أو أساءت , قال تعالى : (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء يما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم) "المائدة:38"


    وقال عز وجل (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) الآية "النور:2"



    وكذلك ساوت الشريعة بينهما في الدماء , قال الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى) " الآية "البقرة:178"


    وهذه الآية تبين حكم النوع إذا قتل نوعه ولم تتعرض لأحد النوعين إذا قتل الآخر فهي محكمة وفيها إجمال بينه قوله تعالى : ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس) الآية "المائدة:45" قلت فليتدبر كل إنسان عظمة المساواة في الإسلام




    المساواة في جزاء الآخرة



    قال تعالى : (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) "النحل:97"


    وقال عز وجل : (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا )







    فسوى سبحانه بين الزوج والزوجة والابن والبنت والعبد والأمة في هذه الصفات الجميلة


    وقال عز وجل ( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم ) "الحديد:12"



    وإلى غير ذلك يا إخواني من الآيات الكثيرة والأحاديث الشريفة لكني لم أذكرها حتى لا يطول الموضوع أكثر مما طال وبإمكانكم أن تقرؤوا كتاب (عودة الحجاب ) ويتكون من ثلاثة أجزاء وهو جميل وممتع جدا وهو للشيخ الفاضل محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله



    وأسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل


    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ

    (1) مستفاد من " المرأة بين الفقه والقانون " للدكتور السباعي رحمه الله (13- 22) , " ماذا عن المرأة " للدكتور نور الدين عتر (13- 16) , " المرأة المسلمة " لوهبي غاوجي (25- 27) , " المرأة ومكانتها " للحصين (11- 17) و " المرأة العربية " لعبد الله عفيفي , و (الحجاب) للمودودي (12- 25) وغيرها
    (2) " المرأة في الإسلام " لسكينة زيتون (ص 11) .
    (3) " المرأة بين الفقه والقانون " (ص 18 ) .
    (4) العزب يطلق على الذكر والأنثى .
    (5) الأيم من الرجال من فقد زوجته , ومن النساء من فقدت زوجها .
    (6) " حضارات الهند " لغوستاف لوبون (ص 644-646) وما دفع هذا الحيف عن المرأة الهندية التي يموت زوجها , إلا بحكم الإسلام فيهم الذي كاد يحكم عموم الهند , وخاصة في أيام الملك الصالح أورنك زيب رحمه الله , حتى احتل الإنكليز الهند , وفعلوا ما فعلوا خاصة بالمسلمين من أهلها .
    (7) " حقوق المرأة في الإسلام " لمحمد رشيد رضا (ص 27-28) .
    (8) وقد قال أنس رضي الله عنه " إن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها , ولم يجامعوهن في البيوت , فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فأنزل الله عز وجل : ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) " البقرة:222 " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اصنعوا كل شيء إلا النكاح " فبلغ ذلك اليهود , فقالوا : " ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه " ) الحديث رواه مسلم رقم (302) في الحيض : باب جواز غسل الحائض رأس زوجها , وأبو داود رقم (2165) في النكاح : باب في إتيان الحائض ومباشرتها , والترمذي رقم (2981) في التفسير , والنسائي (1/152) في الطهارة .
    (9) راجع " القسم الأول " هامش ص (234) طبعة القاهرة أو طبعة "طيبة" ص (274)
    (10) " المرأة في القرآن " ص (54) .
    (11) "العلمانية : نشأتها , وتطورها , وآثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة " ص (86) . نقلا من : " أشعة بنور الإسلام " ص (29) .
    (12) وتاريخ طبع الكتاب 12 ربيع الأول سنة 1351هـ أي أن آثار الماضي كانت لا تزال باقية إلى ما قبل حوالي ستين سنة فقط !
    (13) " حقوق النساء في الإسلام " الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله .
    (14) " المرأة بين الفقه والقانون " ص (300) .
    (15) انظر : "فتح الباري" (10/301 ) ط . السلفية .
    (16) وهذان النوعان شائعان في أوروبا كلها جهرا , وسرى منها إلى كثير من البلاد الشرقية
    (17) وهو شائع بمعناه اليوم عند الإفرنج ويسمونه : نكاح التجربة
    (18) " الجامع لأحكام القرآن " للقرطبي (10/117) .
    (19) " روح المعاني " للألوسي (14/169) .
    (20) " تفسير القاسمي " (17/6072) .
    (21) قال الخطابي في " المعالم " : ( أي نظائرهم وأمثالهم في الخلق والطباع , فكأنهن شققن من الرجال ) أهـ (1/79) .

  2. #2

    افتراضي رد: (((المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية))) {بحث شاف وعرض جديد}

    اخي الكريم
    هل اختصرت كلام الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم في كتابه عودة الحجاب الجزء الثاني المراة بين تكريم الاسلام واهانة الغرب او الغير ؟

  3. #3

    افتراضي رد: (((المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية))) {بحث شاف وعرض جديد}

    نعم يا أخي اختصرته بعض الإختصارات

    إذا كان هناك أي ملاحظات فقل لي ....

  4. #4

    افتراضي رد: (((المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية))) {بحث شاف وعرض جديد}

    جزاك الله خيرا
    كيف لي ان اقدم ملاحظات على هذا المختصر المفيد
    اعتذر لاني لم انتبه الى مقدمة الكلام وقد ذكرت ذلك انه اختصرته من الكتاب المذكور

  5. #5

    افتراضي رد: (((المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية))) {بحث شاف وعرض جديد}

    أظن أني فهمت ما تقصد يا أخي ....
    لابأس يا أخي الكريم وبارك الله فيك وجزاني الله وإياك والمسلمون الفردوس الاعلى

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •