تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: حـــاشيـة الأصـول الثلاثـة بقلم الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قــــــاسم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    43

    افتراضي حـــاشيـة الأصـول الثلاثـة بقلم الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قــــــاسم

    بسم الله الرحـمن الرحيـم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه

    ..اخـوتي في الله..
    سـأطرح بين أيديكـم حـــاشيـة الأصـول الثـلاثـة بقلـم العلامة الشيخ عبدالرحمـن بـن محمـد بـن قـاسم الحنبـلي النجـدي

    ..( أتمنـــى مـن الجميـع عـدم الـرد لأتمكـن مـن كتـابـة الحـاشية كـاملـة ومتـواصلـة جـزاكـم الله خيــــر )..
    يتـبـــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــع ان شــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــاء الله

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    43

    افتراضي رد: حـــاشيـة الأصـول الثلاثـة بقلم الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قــــــاسم

    بســــــــم الله الرحمـــن الرحيـــــم
    الســـــلام عليكـم ورحمـة الله وبـركــــــــــ ـــــــــاتـه

    حــــاشيـة الأصول الثـلاثة
    لشيخ الاسـلام المجـدد
    محمـد بـن عبـدالوهـاب بن سليمان بن علي التميمي
    بقلـم
    العلامة الشيخ عبـدالرحمـن بـن محمـد بـن قـاسم الحنبلـي النجـدي


    مقـمـة المصحح
    لفضيلة الشيخ عبدالله بن جبريـن_رحمـه الله تعـالى_

    بسم الله الرحمـن الرحيـم
    الحمدلله الذي هدانا للاسلام, وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله, أحمده سبحانه وأثني عليه, وأقر وأعترف أن الله هو ربي ومعبودي وأنه الاله الحق, وكل ما سواه باطل وضلال, وأُديـن له بالاذعـان, وأستسلم لما أمر ودبر, وأشهد أن عبـده محمـداً مرسل من ربه ليخرج الناس من الظلمات الى النور, وعلـى آله وصحابتـه, ومـن سـار علـى نهجـه.
    وبعـد:
    فإن ربنـا بحكمته أوجد في هذا الكون جنس الإنسان, وميّزه بالعقل والادراك, وأسبغ عليـه نعمـه ظاهرةً وباطنةً, وكلّفه لذلك أن يعرف ربه ومليكه معتبراً بما بين يديه وما خلفه من براهين ودلالات.
    ثم يعتقـد أنه مدين له بحقوق يلزمه القيام بها, ليظهر بذلك عبوديته وإذعانه لمليكه.
    ثم يعرف أن بيان تلك الحقوق إنما يتلقى عن الرسل الذين تتوقف نجاة العبـاد على اتباعهم, فيشهـد أنهم بلّغوا ما أُنزل اليهـم, وأن خاتمهم وأفضلهم نبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلّم.
    وتعتبر هذه الأمور أسساً وقواعد لما يلزم العباد في هذه الدار, ولأهميّتها وعظم شأنها يقع السؤال عنها في البرزخ, فمن كان سائراً على ضوئها في هذه الحياة أُلهم في قبره جواباً سديداً, قال تعالى ((ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلُّ سبيلا ))[ الاسراء:72]
    ولما كانت هذه الأمة أفضل الأمم وأزكاها عند مليكها، كان إيضاح هذه الأصول في شريعتها أتم وأوفى.
    ولقـد اعتنـى علماء هذه الشريعة بهذه القواعد الأساسية، فذكروها ضمن عقائدهم مجملة أو مفصلّة.
    ولم يسبق أحد إلى الكتابة فيها على حدة قبل الشيخ الامام محمد بن عبدالوهاب-مجدد القرن الثاني عشر- أجزل الله له الأجر والثواب، وأدخله الجنة بغير حساب، فقد ظهر في زمن تفشت فيه العاميّة، وظهـر الشرك والابتداع في الديـن، فألهمه الله أن كتب رسالة موجزة عرفـت بـــ( ثـلاثـة الأصـول ).
    فكانت موضع العناية وحل الاهتمام، بحيث كان الموحدون يجتهدون في حفظها،ويلقنونها لأطفالهم وعوامهم، فحفظ الله هذه الفرقة الناجية بسببها من الشبه والفتن التي تصرف الفطر السليمة عن الطريق السوي.
    وقد شرحها الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم-رحمه الله- وأكرم مثواه، بحاشية نفيسة، أوضح فيها مقاصد المؤلف ودلالة النصوص.
    وقد طبعت( ثلاثة الأصول ) عشرات المرات وعم النفع بها، ولله الحمد.
    أما حاشيتها فطبعت في عهد مؤلفها -رحمه الله- ثلاث طبعات.
    وقد بذلت ما استطعت من الجهد في تصحيحها للطبع بحسب الامكان، والله الموفق والمعين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

    عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله الجبريـــن
    ______________________________ _____________________
    قال المصنف قدّس الله روحه: قررت ثلاثة الأصول توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، والولاء والراء، وهذا هو حقيقة دين الإسلام.
    لكن قف عند هذه الألفاظ واطلب ما تضمنت من العلم والعمل. ولا يمكن العلم الا أنك تقف عند كل ما مسمّىً منهـا. اهـ
    ومن عجز لجهله أو عجمته عن معرفة ذلك فلا بد أن يعتقد بقلبه، ويقول بلسانه حسب طاقتـه، بعد أن يفسر له (لا اله الاّ الله محمد رسول الله) وأن ما جاء به حق، وكل دينٍ سواه بـاطل.
    ______________________________ ___________________
    بسم الله الرحمن الرحيم
    مقدمة الشـارح
    الحمدلله الذي شهدت بربوبيته والاهيتّــه الكائنات، وأشهد أن لا اله الاّ الله وحده لا شريك له، كلمة قامت بها الأرض والسماوات، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، المؤيد بالآيات والمعجزات.
    صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا.
    أما بعـد:
    فإن ثلاثة الأصول لشيخ الاسلام والمسلمين مجدد الدعوة والدين، محمد بن عبدالوهاب-أجزل الله له الأجر والثواب- قد جدّ الناس في حفظهـا لعظم نفعهـا، وتشوقت النفوس لبيان معانيها لرصانة مبانيها، فوضعت عليها حاشية موضحّة لمعناها، مشجعة لمن اقتناها.
    والله المسؤول أن ينفع بها، كما نفع بأصلها، إنه على كل شيءٍ قدير.
    ******

    يتبـــــــــع إن شـــــاء الله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    43

    افتراضي رد: حـــاشيـة الأصـول الثلاثـة بقلم الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قــــــاسم

    بسم الله الرحمن الرحيم(1)
    قال المصنف-رحمه الله- :اعلم -رحمك الله-(2) أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل:
    الأولى: العلم(3): وهو معرفة الله(4) ومعرفة نبيّه(5) ومعرفة دين الاسلام بالأدلّة.(6)
    الثانية: العمل به(7).
    الثـالثة: الدعوة اليه(8).
    الرابعة: الصبر على الأذى فيه(9).
    والدليل قوله تعالى (( والعصر(10){1} ان الإنسان لفي خسر(11){2} إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات(12) وتواصوا بالحق(13) وتواصوا بالصبر(14){3} ))
    ______________________________ _________________
    (1)ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة، اقتداءً بالكتاب العزيز، وتأسياً بالنبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في مكاتباته ومراسلاته، وعملاً بحديث [ كل أمر ذي بال ]: أي حال وشأن يهتم به شرعاً [ لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع ] وفي رواية [ أجذم ] وفي رواية [ أبتر ].
    والمعنى من جميع الروايات: أنه ناقص البركة، والبداءة بها للتبرك والاستعانة على ما يهتم به.
    اقتصر على البسملة، لأنها من أبلغ الثناء والذكر وللخبر.

    (2) اعلم: فعل أمر من العلم، وهو حكم الذهن الجازم المطايق للواقع، أي: كن متهيأً ومتفهماً لما يلقى إليك من العلوم.
    وكلمة (اعلم) يؤتى بها عند ذكر الأشياء المهمة التي ينبغي للمتعلم أن يصغي إلى ما يلقى إليه منها، وما قرره المصنف هنا من أصول الذين حقيق بأن يهتم به غاية الاهتمام، ويعتنى به أشد الاعتناء، ويصغى إليه حقيقة الإصغاء.
    و(رحمك الله): دعاء لك بالرحمة، أي: غفر الله لك ما مضى و وفقك وعصمك فيما يستقبل، وإذا قرنت الرحمة بالمغفرة: فالمغفرة لما مضى، والرحمة: سؤال السلامة من ضرر الذنوب وشرها في المستقبل.
    وكثيراً ما يجمع رحمه الله عندما يرشد الطالب بتقرير الأصول المهمة- بينها وبين الدعاء له، وهذا من حسن عنايته ونصحه وقصده الخير للمسلمين.

    (3) أي: يلزم كل فرد من أفراد المكلفين ذكر وأنثى، حراً وعبداً- تعلم أربع مسائل.
    والمسائل: جمع مسألة، من السؤال: وهو ما يبرهن عنه في التعلم.
    والواجب: ما لا يعذر أحد بتركه، وعند الأصوليين: ما يثاب فاعله ويعاقب تاركه.
    فيجب على كل فرد منا العلم بهذه الأربع المسائل.

    (4) وهو معرفة الهدى بدليله. والعلم إذا أطلق فالمراد به: العلم الشرعي الذي تفيد معرفته ما يجب على المكلّف من أمر دينـه.
    والعلم الشرعي على قسمين:
    فـرض عين و فرض كفاية.
    وما ذكر رحمه الله فهو فرض عين على الذكر والأنثى، والحر والعبد، لا يعذر أحد بجهله، وفي الحديث عن أنس رضي الله عنه: ( طلب العلم فريضة على كل مسلم )، وقال أحمد رحمه الله: يجب أن يطلب من العلم ما يقوم به دينه، قيل: مثل أي شيء؟ قال: الذي لا يسعه جهله صلاته وصيامه ونحو ذلك.
    وقال المصنف رحمه الله: إن طلب العلم فريضة، وإنه شفاء للقلوب المريضة. وإن أهم ما على العبد معرفة دينه، الذي معرفته والعمل به سبب لدخول الجنة، والجهل به وإضاعته سبب لدخول النار، أعاذنا الله منها. اهـ
    فما كان واجباً على الإنسان العمل به كأصول الإيمان، وشرائع الإسلام، وما يجب اجتنابه من المحرمات، وما يحتاج إليه في المعاملات، ونحو ذلك مما لا يتم الواجب الاّ به فهو واجب عليه العلم بـه، بخلاف القدر الزائد على ما يحتاج إليه المعين فإنه من فروض الكفايات التي إذا قام بها من يكفي سقط الإثم عن الباقين، ثم إن طلب العلم فيما هو فرض كفاية أفضل من قيام الليل وصيام النهار والصدقة بالذهب والفضّة.
    قال أحمد رحمه الله: تعلم العلم وتعليمه أفضل من الجهاد وغيره مما يتطوع به.اهـ
    فإن العلم هو الأصل والأساس، وأعظم العبادات، وآكد فروض الكفايات، بل به حياة الإسلام والمسلمين، والتطوعات إنما هي شيء مختص بصاحبه لا يتعدّى إلى غيره، هو الميراث النبوي ونور القلوب، وأهله هم أهل الله وحزبه، وأولى الناس به وأقربهم إليه، وأخشاهم له وأرفعهم درجات.

    (5) أي: بما تعرف إلينا في كتابه وسنة رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أسمائه وصفاته وأفعاله، ولا يكون الإنسان على حقيقة من دينه إلاّ بعد العلم بالله سبحانه وتعالى.

    (6) فإنه الواسطة بيننا وبين الله [ في تبليغ الرسالة ]، ومعرفته فرض على كل مكلّف، وأحد مهمات الدين.
    والنبي: رجل أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، فإن أُمر به فرسول.

    (7) أي: معرفة دين الإسلام الذي تعبد الله الخلق به بالأدلة من الكتاب والسنة.
    والأدلة: جمع دليل، وهو ما يوصل إلى المطلوب.
    وفيه إشارة إلى أنه لا يصلح فيه التقليد، بل إذا لقي الله فإذا معه حجج الله وبراهينه، وهذا المقدار من العلم يجب تعلمه، بل كيف يعمل المرء بشيء وهو لا يعرفه..؟!
    وجهل الإنسان حقيقة ما أمر الله به من أعظم الإثم، والعمل بغير علم طريق النصارى، والعلم بلا عمل طريق اليهود.
    وقد أمرنا الله أن نسأله في كل ركعة أن يهدينا الصراط المستقيم، وهو طريق الذين أنعم الله عليم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.

    (8) فالعمل: هو ثمرة العلم، والعلم مقصود لغيره، فهو بمنزلة الشجرة والعمل بمنزلة الثمرة.
    فلا بد مع العلم بدين الإسلام من العمل به، فإن الذي معه علم ولا يعمل به شر من الجاهل، وفي الحديث: ( أشد الناس عذاباً عالم لم ينفعه الله بعلمه )ـ وهو أحد الثلاثة الذين أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلّم أنهم أوّل من تسعّر بهم النار يوم القيامة.
    وقد قيل:
    وعالمٌ بعلمه لم يعملن معذّب من قبل عبّاد الوثن

    (9) فإذا حصل له بتوفيق الله العلم بدين الإسلام والعمل به فيجب عليه السعي في الدعوة إليه، كما هي طرية الرسل وأتباعهم.
    وأعلى مراتب العلم الدعوة إلى الحق وسبيل الرشاد، ونفي الشرك والفساد، فإنه ما من نبي يبعث إلى قومه إلاّ ويدعوهم إلى طاعة الله وإفراده بالعبادة، وينهاهم عن الشرك ووسائله وذرائعه، ويبدأ بالأهم فالأهم بعد ذلك من شرائع الإسلام.

    (10) لأن من قام بدين الإسلام ودعا الناس إليه فقد تحمل أمراً عظيماً، وقام مقام الرسل عليهم السلام في الدعوة، وقصد أن يحول بين الناس وبين شهواتهم وأهوائهم واعتقاداتهم الباطلة، فحينئذِ لابد أن يؤذوه، فعليه أن يصبر ويحتسب، وهذه الأربع أوجب الواجبات.

    (11) أقسم الله تعالى بالعصر، وهو الدهر الذي هو زمن تحصيل الأرباح والأعمال الصالحة للمؤمنين، و زمن الشقاء للمعرضين، ولما فيه من العبر والعجائب للناظرين.

    (12) أي: جنس الإنسان من حيث هو إنسان في خسار في مسعاه ولابد، إلاّ من استثنى الله في هذه السورة، هو من قام بهذه الخصال:
    1. الإيمان بالله
    2. والعمل الصالح في نفسه
    3. وأمر غيره به
    4. والصبر على ما ناله فيه

    (13) استثنى الله سبحانه وتعالى الذين آمنوا فإنهم ليسوا في خسر، ففيه ما يوجب الجد والاجتهاد في معرفة الإيمان والتزامه، وفيه العلم، فإنه لا يمكن العمل بدون علم، وفيه حياة الإنسان.

    (14)أي: ليسوا في خسر، بل فازوا وربحوا، لأنهم اشتروا الآخرة الباقية بالدنيا الفانية، وفيه الحض على العلم، فإن العامل بغير علم ليس من عمله على طائل، وفيه العمل وهو ثمرة العلم.
    (14) أي: على أداء الفرائض، وإقامة أمر الله وحدوده، ويدخل فيه الحق الواجب والمستحب، وفيه الصبر على الأذى فيه، فإن من قام بالدعوة إلى الله فلا بد أن يحصل له من الأذى بحسب ما قام به.
    وفي هذه السورة الكريمة التنبيه على أن جنس الإنسان كله في خسار إلاّ من استثنى الله، وهو من كمل قوته العلميّة بالإيمان بالله، وقوته العمليّة بالطاعات، فهذا كماله في نفسه ثم كمل غيره بوصيته له بذلك وأمره به، وبملاك ذلك وهو الصبر، وهذا غاية الكمال.
    ومعنى ذلك في القرآن كثير، وقال ابن القيّم: جهاد النفس أربع مراتب:
    أحدها: أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح ولا سعادة في معاشها ومعادها إلاّ به، ومتى فاتها علمه شقيت في الدارين.
    الثانية: أن يجاهدها على العمل به بعد علمه، وإلاّ فمجرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها.
    الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه، وتعليمه من لا يعلمه، وإلاّ كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات، ولا ينفعه علمه، ولا ينجبه من عذاب الله.
    الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق، ويتحمل ذلك كله لله.
    فإذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين، [ فإن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمّى ربانياً حتى يعرف الحق ويعمل به، ويعلّمه، فمن علم وعمل وعلّم فذلك يدعى عظيماً في ملكوت السماء.
    ______________________________ ____________________
    يتبــــع إن شــــاء الله

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    43

    افتراضي رد: حـــاشيـة الأصـول الثلاثـة بقلم الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قــــــاسم

    قال الشافعي-رحمه الله تعالى(1)-: لو ما أنزل الله حجّةً على خلقه إلاّ هذه السورة لكفتهم(2).
    وقال البخاري-رحمه الله تعالى-(3): باب العلم قبل القول والعمل(4)، والدليل قوله تعالى: ((فاعلم أنه لا اله إلاّ الله واستغفر لذنبك)) (5)[محمد:10].
    فبدأ بالعلم قبل القول والعمل.(6)
    _____________________________
    (1) هو محمد بن إدريس القرشي، الإمام الشهير، المتوفى سنة أربع ومائتين، رحمه الله تعالى.
    (2) لعظم شأنها مع غاية اختصارها، لو فكر الناس فيها لكفتهم،لجمعها للخير بحذافيره، فإنها دلت على العلم والعمل، والدعوة إلى الحق،والصبر على الأذى فيه، فتضمنت جميع مراتب الكمال الإنساني، فهي حقيقة أن يقال فيها ما قاله هذا الإمام الجليل.
    وقال شيخ الإسلام: هو كما قال، فإن الله أخبر أن جميع الناس خاسرون إلاّ من كان في نفسه مؤمناً صالحاً، ومع غيره موضياً بالحق موصياً بالصبر.اهـ
    (3) هو محمد بن اسماعيل، جبل الحفظ، صاحب الصحيح الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله، المتوفى سنة مائتين وست وخمسين رحمه الله.
    (4) ترجم رحمه الله بالبداءة بالعلم، لأن تعلم العلم الفرض مقدم على القول والعمل، وذلك أن قول المرء وعمله لا يصلح إلاّ إذا صدر عن علم، وفي الحديث: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ).
    وقد قيل: وكل من بغير علم أعماله مردودة لا تقبـل
    وهل تمكن عبداة الله التي هي حقه على خلقه وخلقهم لها إلاّبالعلم؟!
    (5) استدل المصنف رحمه الله بهذه الآية الكريمة على وجوب البداءة بالعلم قبل القول والعمل، كما استدل بها البخاري رحمه الله على صحّة ما ترجم به، وذلك أن الله تعالى أمر نبيّه صلى الله عليه وعلى آله وسلّم بأمرين:[ بالعلم ثم بالعمل ].
    والمبدوء به العلم في قوله تعالى (( فاعلم أنه لا اله إلاّ الله واستغفر لذنبك ))
    ثم أعقبه بالعمل في قوله تعالى ((واستغفر لذنبك )).
    فدل على أن مرتبة العلم مقدمة على مرتبة العمل، وأن العلم شرط صحّة القول والعمل، فلا يعتبرإلاّ به، فهومقدم عليهما، [ لأنه مصحح النيّة المصححة للعمل ].
    (6) حيث قال: (( فاعلم أن لا اله إلاّ الله ))، ثم قال (( واستغفر لذنبك ))، ولا يبدأ إلا بالأهم فالأهم، وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( ابدأوا بما بدأ الله به ).
    ______________________________ ____________


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    43

    افتراضي رد: حـــاشيـة الأصـول الثلاثـة بقلم الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قــــــاسم

    اعلم رحمك الله أنه يجب على كل مسلم ومسلمة(1) تلعم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن(2):
    الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا(3)، ولم يتركنا هملا(4)، بل أرسل إلينا رسولاً(5)، فمن أطاعه دخل الجنة(6)، ومن عصاه دخل النار(7)، والدليل قوله تعالى: ((إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم(8) كما أرسلنا إلى فرعونَ رسولا(9)*فعصى فرعونُ الرسولَ(10) فأخذناه أخذاً وبيلا )) (11) [المزمل15،16]
    ______________________________ ___
    (1) مكلف من ذكر وأنثى، حر وعبد، وجوباً عينياً، يعاقب المرء على تركه.
    (2) أي: معرفتهن، واعتقاد معانيهن، والعمل بمدلولهن، فإن العمل هو ثمرة العلم.
    (3) أي: أوجدنا بعد أن لم نكن شيئاً لعبادته، ورزقنا النعم لنستعين بها على ما خلقنا له.
    (4) أي: مهملين معطلين سدى، شبه البهائم لا نؤمر ولا ننهى، قال تعالى ((أيحسب الإنسان أن يترك سدى)) [القيامة36]
    وقال: ((أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنّكم إلينا لا ترجعون*فتعالى الله الملك الحق لآ اله الاّ هو)) [ المؤمنون115،116].
    وفي الحديث القدسي: ( ابن آدم، خلقتكم لأجلي فلا تتعب، وخلقت كل شيء لأجلك فلا تتعب ).
    بل خلقنا لنعبده وحده لا شريك له.
    (5) هو محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، أرسله بالهدى ودين الحق، وهذا أصل عظيم من أصول الدين يجب علينا معرفته، واعتقاده، والعمل بمقتضاه.
    (6) لأن طاعته طاعة لله: ((ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم)) [النساء13].
    ((ومن يطع الله ورسوله ويَخْشَ الله ويتَّقْهِ فأولئك هم الفآئزون)) [النور52].
    (7) أعاذنا الله منها ((ومن يعص الله ورسوله ويتعدَّ حدوده يُدخله ناراً خالداً فيها وله عذابٌ مهين)) [النساء14].
    وقد أمرنا الله بطاعته ونهانا عن معصيته في غير موضع من كتابه.
    (8) معشر الثقلين بأعمالكم يوم القيامة، وقال تعالى ((وكذلك جعلناكم أمَّةً وسطا)) عدلاً خياراً ((لتكونوا شهدآء على النّاس ويكونَ الرسولُ عليكم شهيدا)) [البقرة143].
    (9) هو موسى كليم الرحمن عليه السلام كما أخبر الله به في غير موضع من كتابه.
    (10) أي: عصى فرعون رسول الله موسى عليه السلام، وأبى إلاّ التمادي في الكفر والطغيان.
    (11) شديداً مهلكاً، وذلك بإغراقه وجنوده في البحر فلم يفلت منهم أحد، ثم بعد ذلك في عذاب البرزخ إلى يوم القيامة ثم عذاب النّار، قال تعالى((النارُ يُعرضونَ عليها غُدُوّاً وعَشِيّا)) [غافر46] :أي يعرضون عليها في البرزخ يعذبون بها ((غُدُوّاً)) أول النهار ((وعَشِيّا)) آخره ((ويوم تقوم الساعةُ أدخِلوآ آل فِرعونَ أشدَّ العذاب)) [غافر46].
    فهذه عاقبة العاصين للرسل، وجزاء المخالفين لأمرهم.
    أي: فاحذروا أنتم أيها الأمة أن تعصوا نبيكم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلّم فيحل بكم، كما حلّ بهم من عقاب الله وأليم عذابه في الدنيا والبرزخ وفي الآخرة، نعوذ بالله من ذلك.
    وفي القرآن آيات كثيرة في بيان سعادة من أطاع الرسل وشقاوة من عصاهم.
    ______________________________ __
    يتبــــــــــــ ـــــــــــــــ ــع إن شــــــــــــــ ـــــاء الله
    *ملاحظه: أرجو من الإخوة معذرتي [لكثرة تأخري عن اكمال الحاشية] وذلك بسبب كثرة الأشغـال وملآهي الدنيا.
    ..والله المستعان..

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    43

    افتراضي رد: حـــاشيـة الأصـول الثلاثـة بقلم الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قــــــاسم

    الثانية: أنّ الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته(1)، لا ملك مقرّب ولا نبيٌّ مرسل(2)، والدليل قوله تعالى (( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )) [الجن18].
    ______________________________ _________
    (1) فهو سبحانه المستحق لها وحده، ومن سواه لا يستحق شيئاً منها، وفي الحديث القدسي: (إني والجن في نبأ عظيم، أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي، أتحبب إليهم بالنعم ويتبغضون إليّ بالمعاصي)
    ولأن الشرك أظلم الظلم قال تعالى ((إنّ الشرك لظلمٌ عظيم))[لقمان13]
    والظلم: وضع الشيء في غير موضعه.
    وسمى الله المشرك ظالماًـ لأنه وضع العبادة في غير موضعها، وصرفها لغير مستحقها، وأخبر تعالى بأنه لا يرضى لعباده الفر وإنما يرضى لهم الإسلام، كما قال تعالى((ورضيت لكم الإسلام دينا))[المائدة3].
    وفي الحديث: (إنّ الله يرضى لكم ثلاثاً: أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا.....) الحديث.
    (2) أي: لا يرضى سبحانه أن يجعل له شريك في عبادته، لا ملك مقرب عنده ولا نبي مرسل، يعني: فضلاً عن غيرهما من سائر المخلوقات.
    فإذ لم يرض بعبادة من كان قريباً منه كالملائكة.
    ولا نبياً مرسلاً-وهم أفضل الخلق- فغيرهم بطريق الأولى، لأن العبادة لا تصلح إلاّ لله وحده، فكما أنه المتفرد بالخلق والرزق والتدبير فهو المستحق للعبادة وحده دون من سواه.
    (3) أي: وأن المواضع التي بنيت للصلاة والعبادة وذكر الله، أو أعضاء السجود لله فلا تعبدوا، نهي عام لجميع الخلق الإنس والجن فيها، أو بها مع الله أحدا.
    و((أحدا)): نكرة في سياق النهي شملت جميع ما يدعى من دون الله، سواء كان المدعو من دون الله صنماً، أو ولياً، أو شجرة، أو قبراً، أو جنياً، أو غير ذلك، فإن دعاء غير الله هو الشرك الأكبر والذنب الذي لا يغفر إلاّ بالتوبة منه، قال تعالى (( إنّ الله لا يَغفرُ أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشآء )) [النساء116]
    وقال تعالى ((إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار)) [المائدة72]


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: حـــاشيـة الأصـول الثلاثـة بقلم الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قــــــاسم

    بارك الله فيكم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •