تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: صِـرَاعٌ...بَينَ. .. الهِلَالِ والصَّلِيبِ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    587

    افتراضي صِـرَاعٌ...بَينَ. .. الهِلَالِ والصَّلِيبِ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الناظر فيما حل بالأمة الإسلامية في الوقت الراهن على أيدي أعدائها من اليهود والنصارى وغيرهم ليعلم مدى هول الكارثة وفداحة الخطب...
    لقدمُزِقت البلاد الاسلامية إرباً إرباً عبر طوايف متعددة،ولم يعد القاسم المشترك بين المسلمين هو الإسلام بل الوطن القُطري القائم على أساس الحدود التي صنعها الغازي الكافر آنذاك...
    فقامت الولاآت لا على أساس الدين الواحد بل على أساس الولاء القُطرِي الذي أزاح الولاء الديني ولم يعد له أثرٌ يذكر ...
    مع ما حل بنامن ضعف على كافة الصُعد مما أسال لعاب المعتدين فغزونا في عقر دارنا ولا حول ولاقوة إلا بالله...
    إن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكفيلان بتقديم المنهج الواضح للخلاص من المأزق الخطير الذي نعيشه،لأن الانحطاط ما طرأ على الأمة إلاعندما حادت عن هدي ربها وسنةنبيها صلى الله عليه وسلم...
    فعندما كان إدراك الراعي والرعية لضرورة هيمنة الدين على مناحي الحياة وألايُقدم بين يدي الله ورسوله لا قانون وضعي أو هوى متبع أو إملاء متسلط = سادت الأمة وارتقت على سائر الأمم ولم يبلغ شأوها أحد من العالمين ودان لها ملوك الدنيا شرقا وغرباوانساحت جحافل المسلمين على الدنيا ليطهروها من رجس الوثنية وطغيان المخلوق حاملين السيف والإيمان لهداية البشرية...
    إن حركة التاريخ وتقلباته لخير دليل وكاشف عن مدى ارتباط المسلمين بدينهم وأثر ذلك على واقعهم ،فالتاريخ كفيل بتدوين الأثرالحاصل من التمسك بدين الله القويم أو التفريط به...
    فالتاريخ كان أمينا في إبرازالعلاقة بين المسلمين ودينهم سواء عندما ارتفعت وتيرة التمسك في عصر صدر الإسلام وما تلاه أوعندما خفت شيئا فشيئا حتى ضعف ضعفا بالغا...وأثناء هذا التباين تظهر الوقائع التاريخية كنتاج حتمي لطبيعة تلك العلاقة وأنت حال متابعتك لها لتلمس حقيقةالمسألة
    وفي واقعنا المعاصر حاول البعض ترويج حلول عديمة الجدوى كمحاولة للرقي بالأمة إلى سقف الصدارةوالتقدم...
    لقد جربت الأمة تلك الحلول ولم تجني من ورائها إلا الشعارات البراقة والهزائم المتوالية وأدرك المسلمون أنها ليست سبيلا للتصحيح وأيقنت أن طريق النجاة في الإسلام ...
    وفي المقابل وكتصرف استباقي ترى الكفار يستميتون في إقصاء الإسلام عن ساحة الصراع ومحاربته بشتى الوسائل حتى يبقى مُغيباً غيرَ حاضر أو حاضراً غيرَ فاعل...
    فالصراع بين التوحيد والوثنية قديم ٌو ليس وليدالساعة،ومن أشد صوره الصراع الدائر بين الإسلام والنصرانية ،فالتاريخ لم يشهد تسلطا للنصرانية كما شهده الآن...بل إن الصراع يشهد ضراوة ولهيبا متأججا غير مسبوقين لاسيما مع التفوق العسكري والاقتصادي لدى عباد الصليب...
    ولا بد أن يُعلم أن حقيقة الصراع ووقوده ليس سياسياً كما يريد الغرب أن يصوره –حتى لا يستثير عامل العقيدة في المواجهة-وكما يحلو للبعض أيضا حتى يتحاشا حتمية صراع الحضارات ، وهذا التصور لحقيقة الصراع ليس من الحق في شيء....بل هو صراع عقائد...
    صراع بين الإيمان والكفر
    والحق والباطل
    والهلال والصليب...
    إن الأمةلتعاني الأمرين من التسلط النصراني عليها ولذا فلا بد من العودة للدين والتمسك به حق التمسك حتى نستحق النصر من الله جل وعلا...




    (أخوكم)
    ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: صِـرَاعٌ...بَينَ. .. الهِلَالِ والصَّلِيبِ

    بارك الله فيك..ونفع بك
    -ولكن الهلال ليس رمزاً للأمة الإسلامية كما هو شائع مثلما أن الصليب رمز لأمة النصارى,إنما جعل الله منازل القمر(الأهلة) مواقيت للناس في بعض المواسم كرمضان والحج ,بخلاف الصلوات فربطها الله تعالى بالشمس
    -وحصر الصراع بأنه ديني في كل حين وكل حال غير دقيق ,بل يدخله غير ذلك من العوامل
    قال الإمام ابن تيميّة رحمه الله تعالى:
    والفقرُ لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً..كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    587

    افتراضي رد: صِـرَاعٌ...بَينَ. .. الهِلَالِ والصَّلِيبِ

    ولعل من المناسب في هذا المقام أن أنقل كلاما لعملاق الأدب الإسلامي المعاصر عند قوله تعالى:(وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُم ْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
    :( وهذا التقرير الصادق من العليم الخبير يكشف عن الإصرار الخبيث على الشر؛ وعلى فتنة المسلمين عن دينهم؛ بوصفها الهدف الثابت المستقر لأعدائهم . وهو الهدف الذي لا يتغير لأعداء الجماعة المسلمة في كل أرض وفي كل جيل . . إن وجود الإسلام في الأرض هو بذاته غيظ ورعب لأعداء هذا الدين؛ ولأعداء الجماعة المسلمة في كل حين إن الإسلام بذاته يؤذيهم ويغيظهم ويخيفهم . فهو من القوة ومن المتانة بحيث يخشاه كل مبطل ، ويرهبه كل باغ ، ويكرهه كل مفسد . إنه حرب بذاته وبما فيه من حق أبلج ، ومن منهج قويم ، ومن نظام سليم . . إنه بهذا كله حرب على الباطل والبغي والفساد . ومن ثم لا يطيقه المبطلون البغاة المفسدون . ومن ثم يرصدون لأهله ليفتنوهم عنه ، ويردوهم كفاراً في صورة من صور الكفر الكثيرة . ذلك أنهم لا يأمنون على باطلهم وبغيهم وفسادهم ، وفي الأرض جماعة مسلمة تؤمن بهذا الدين ، وتتبع هذا المنهج ، وتعيش بهذا النظام .
    وتتنوع وسائل قتال هؤلاء الأعداء للمسلمين وأدواته ، ولكن الهدف يظل ثابتاً . . أن يردوا المسلمين الصادقين عن دينهم إن استطاعوا . وكلما انكسر في يدهم سلاح انتضوا سلاحاً غيره ، وكلما كلت في أيديهم أداة شحذوا أداة غيرها . . والخبر الصادق من العليم الخبير قائم يحذر الجماعة المسلمة من الاستسلام ، وينبهها إلى الخطر؛ ويدعوها إلى الصبر على الكيد ، والصبر على الحرب ، وإلا فهي خسارة الدنيا والآخرة؛ والعذاب الذي لا يدفعه عذر ولا مبرر))انتهى
    ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: صِـرَاعٌ...بَينَ. .. الهِلَالِ والصَّلِيبِ

    أحسنت النقل..عن شهيد الكلمة, رحمه الله وجمعنا به في الفردوس الأعلى
    قال الإمام ابن تيميّة رحمه الله تعالى:
    والفقرُ لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً..كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    34

    افتراضي رد: صِـرَاعٌ...بَينَ. .. الهِلَالِ والصَّلِيبِ

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •