تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الضياء الشارق في بيان ظلمة أسانيد ....

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    29

    افتراضي الضياء الشارق في بيان ظلمة أسانيد ....

    الضياء الشارق
    في بيان ظلمة أسانيد
    الخبر المروي في نزول قوله تعالى: يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على أنبياء الله وأصحابهم ومن تبعهم، وبعد:
    فإن بعض أخوتنا الكرام كان قد سأل عن صحة ما ورد في سبب نزول قوله تعالى: يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ.
    وكنت قد أجبته : بأنه لا يصح فيه شيء، فسألني أن أكتب فيه شيئا، فتعللت باشتغالي وأجلت إلى حين فراغ، ثم إن الله يسر من الفراغ ما رأيت أن أبين فيه بطلان سبب نزول الآية في مبحث مختصر، فأقول:
    الحديث روي عن جمع من الصحابة:
    عن أم سلمة، وَالْحَارِث بْن أَبِي ضِرَارٍ الْخُزَاعِيِّ، - وقيل: الحارث بن سرار بدل ضرار - ، وعن علقمة بن ناجية، وعن جابر بن عبد الله، وعن ابن عباس، وروي من مرسل قتادة والحسن ومجاهد.
    ولم يثبت بإسناد صحيح، تقوم به حجة، ولا بإسناد، يعتبر به في محجَّة.
    رواه مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ ، أَخْبَرَنِي ثَابِتٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْعَصْرِ ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ ، وَكَانَ بَعَثَ إِلَيْهِمُ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ يَأْخُذُ صَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ بَعْدَ الْوَقْعَةِ ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِذَلِكَ خَرَجَ مِنْهُمْ قَوْمٌ رُكُوبًا ، فَقَالُوا : نُفَخِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَهْدِيهِ فِي الْبِلاَدِ ، وَنُحَدِّثُهُ ، فَلَمَّا سَمِعَ بِهِمْ رَجَعَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مَنَعُوا صَدَقَاتِهِمْ ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ رَجَعَ أَقْبَلُوا عَلَى أَثْرِهِ حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ ، فَصَلُّوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ مِنْ صَلاَةِ الْأُولَى ، فَلَمَّا سَلَّمَ ، قَالُوا : نَعُوذُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْ غَضَبِهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ ، فَمَا زَالُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ ، حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ بِصَلاَةِ الْعَصْرِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ.إسحاق (1886) والطبراني في الكبير (960)
    وهذا منكر مع ضعفه فإن موسى ضعيف.
    فرواه حصين بن المنذر قال شهدت عثمان بن عفان أتي الوليد بن عقبة وقد صلىالغداة بالكوفة ركعتين ثم قال أزيدكم فشهد عليه رجلان قال أحدهما رأيته يشربها وقال الآخر رأيته يتقياها فقال عثمان إنه لم يتقياها حتى شربها فقال لعلي أقم عليه الحد وقال لابن أخيه عبد الله بن جعفر أقم عليه الحد فأخذ السوط فجلده وعلي يعد حتى إذا بلغ أربعين جلدة قال له أمسك جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين وجلد أبو بكر أربعين وجلد عثمان ثمانين وكل سنة . رواه مسلم.
    فهذا هو الحديث، ليس فيها ذكر سبب نزول الآية، والصحيح يُعِل الضعيف.
    ورواه عِيسَى بْنُ دِينَارٍ حَدَّثَنَا أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي ضِرَارٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَانِي إِلَى الْإِسْلَامِ فَدَخَلْتُ فِيهِ وَأَقْرَرْتُ بِهِ فَدَعَانِي إِلَى الزَّكَاةِ فَأَقْرَرْتُ بِهَا وَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرْجِعُ إِلَى قَوْمِي فَأَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَدَاءِ الزَّكَاةِ فَمَنْ اسْتَجَابَ لِي جَمَعْتُ زَكَاتَهُ فَيُرْسِلُ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا لِإِبَّانِ كَذَا وَكَذَا لِيَأْتِيَكَ مَا جَمَعْتُ مِنْ الزَّكَاةِ فَلَمَّا جَمَعَ الْحَارِثُ الزَّكَاةَ مِمَّنْ اسْتَجَابَ لَهُ وَبَلَغَ الْإِبَّانَ الَّذِي أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبْعَثَ إِلَيْهِ احْتَبَسَ عَلَيْهِ الرَّسُولُ فَلَمْ يَأْتِهِ فَظَنَّ الْحَارِثُ أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ فِيهِ سَخْطَةٌ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ فَدَعَا بِسَرَوَاتِ قَوْمِهِ فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ وَقَّتَ لِي وَقْتًا يُرْسِلُ، إِلَيَّ رَسُولَهُ لِيَقْبِضَ مَا كَانَ عِنْدِي مِنْ الزَّكَاةِ وَلَيْسَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُلْفُ وَلَا أَرَى حَبْسَ رَسُولِهِ إِلَّا مِنْ سَخْطَةٍ كَانَتْ فَانْطَلِقُوا فَنَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ إِلَى الْحَارِثِ لِيَقْبِضَ مَا كَانَ عِنْدَهُ مِمَّا جَمَعَ مِنْ الزَّكَاةِ فَلَمَّا أَنْ سَارَ الْوَلِيدُ حَتَّى بَلَغَ بَعْضَ الطَّرِيقِ فَرِقَ فَرَجَعَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْحَارِثَ مَنَعَنِي الزَّكَاةَ وَأَرَادَ قَتْلِي فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَعْثَ إِلَى الْحَارِثِ فَأَقْبَلَ الْحَارِثُ بِأَصْحَابِهِ إِذْ اسْتَقْبَلَ الْبَعْثَ وَفَصَلَ مِنْ الْمَدِينَةِ لَقِيَهُمْ الْحَارِثُ فَقَالُوا هَذَا الْحَارِثُ فَلَمَّا غَشِيَهُمْ قَالَ لَهُمْ إِلَى مَنْ بُعِثْتُمْ قَالُوا إِلَيْكَ قَالَ وَلِمَ قَالُوا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بَعَثَ إِلَيْكَ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ فَزَعَمَ أَنَّكَ مَنَعْتَهُ الزَّكَاةَ وَأَرَدْتَ قَتْلَهُ قَالَ لَا وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُهُ بَتَّةً وَلَا أَتَانِي فَلَمَّا دَخَلَ الْحَارِثُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنَعْتَ الزَّكَاةَ وَأَرَدْتَ قَتْلَ رَسُولِي قَالَ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُهُ وَلَا أَتَانِي وَمَا أَقْبَلْتُ إِلَّا حِينَ احْتَبَسَ عَلَيَّ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَشِيتُ أَنْ تَكُونَ كَانَتْ سَخْطَةً مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ قَالَ فَنَزَلَتْ الْحُجُرَاتُ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَافَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } إِلَى هَذَا الْمَكَانِ { فَضْلًا مِنْ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }. أحمد (18459) ابن أبي حاتم في التفسير (18176) والطبراني في الكبير (3395)
    وقال الهيثمي : رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال : الحارث بن سرار بدل ضرار ورجال أحمد ثقات. مجمع الزوائد (11352)
    قلت: ليس كما قال، فإن دِينَار والد عِيسَى: مجهول.
    والهيثمي كثير الوهم في الحكم على الرواة.
    وقال الألباني بعد ذكران للحديث شواهد:
    ثالثاً: قال عيسى بن دينار: ثنا أبي أنه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي قال:.....
    أخرجه أحمد (4/279)، وابن أبي عاصم في "الأفراد" (4/322/2353)، والطبراني في "الكبير" (3/310- 311)
    من طريق محمد بن سابق: ثنا عيسى ابن دينار به.
    قلت: وهذا إسناد صحيح؛ رجاله كلهم ثقات مترجمون في "التهذيب ". ولذلك قال الحافظ ابن كثير في "التفسير":
    "إنه من أحسن طرق الحديث ".
    وقال السيوطي في "الدر المنثور" (6/87):
    "سنده جيد".
    وسكت الحافظ عنه في ترجمة (الحارث) من "الإصابة".
    وأما في ترجمة (الوليد بن عقبة)؛ فإنه- بعد أن أخرج القصة من وجوه مرسلة- قال:
    "أخرجها الطبراني موصولة عن الحارث بن أبي ضرار المصطلقي مطولة، وفي السند من لا يعرف "!
    كذا قال رحمه الله! فإنه مع تقصيره في اقتصاره على الطبراني دون أحمد وغيره- ممن عزاه إليهم في الموضع الأول-
    فالطبراني قد رواه من ثلاثة طرق عن محمد بن سابق.
    فهل الجهالة التي أشار إليها هي في محمد بن سابق فمن فوقه - وهذا ما لا يتصور صدوره من الحافظ ؛ بل ولا ممن دونه-، أم هي في الطرق الثلاث؟ وهذا كالذي قبله ؛
    فإنها لو كانت كلها مجهولة لم يجز إعلال الحديث بها لتضافرها،
    فكيف واثنان منها- على الأقل- صحيحان؟!
    فكيف وقد رواه أحمد عن محمد بن سابق مباشرة؟!
    لا شك أن ذلك صدر من الحافظ سهواً وغفلة.
    قلت: والألباني لا يضبط العلل كما يصنع المتقدمون، ولا يعتني بها كثيرا، فهو في الغالب لا يجعل تعدد الحديث مردده إلى خطأ الرواة أو تعليل بعض أسانيدها البعض الآخر، وإنما هو عنده في الغالب الأسانيد المتعددة تدل على تعدد الرواية، وبالتالي مفيدة للاعتضاد، لا معللة لبعضها بعضا. أهـ من الصحيحة.
    كذا قالوا، وفيما قال ابن كثير والهيثمي والسيوطي والألباني نظر كبير، وإليك بيانه.
    دينار والد عيسى فيه جهالة ما وثقه غير ابن حبان، وصرح بجهالته ابن المديني فقال: عيسى معروف ولا نعرف أباه. اهـ.
    وتفرد بالرواية عنه ابنه، وهذا نكارة في الأصل.
    وفي الإسناد انقطاع
    فإن دينارا لا يصح سماعه من الحارث بن ضرار.
    وذلك أن ديناراً مولى عمرو بن الحارث ولد الحارث، وليس مولى الحارث.
    وفي سنن أبي داود رواية من طريق عيسى بن دينار عن أبيه عن عمرو بن الحارث بن أبي ضرار عن ابن مسعود ..
    فلو كان من كبار التابعين لروى عن ابن مسعود مباشرة مع أن ابن مسعود تأخر قليلاً، وليس كالحارث الذي ظاهره انه توفي إما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وإما في أوائل الخلافة، إذ ليس له إلا هذا الحديث، وهذه قاعدة مهمة جدا، في معرفة من تقدمت وفاته وانقطعت الأسانيد إليه.
    وذلك أن الصحابي إذا كان ممن مات في عصر النبي صلى الله عليه وسلم فكل رواية تابعي عنه هي منقطعة، وإذا كان ممن مات في صدر الخلافة، فلا يقبل إلا رواية كبار التابعين عنه، فإن من دونهم من التابعين روايتهم عنهم منقطعة.
    وأما ما يصنعه المتأخرون من اعتماد ثقة الرواة مطلقا، دون مراعاة هذه الأمور، فهذا هو الذي أورثنا اجتراء المبتدعة بالاحتجاج بأحاديث باطلة منكرة.
    والمتأخرون لا يعتنون بهذا ولا يقارنون الأسانيد، فلا يقفون على مواضع الاتصال والانقطاع، وكأن هذا العلم مجرد أسانيد ظاهرة، وأنا أقول: لا يحل لعبد ينظر في سند دون مقارنته بنظائره مما له صلة به، حتى يتبين له الاتصال من الانقطاع، وهو الذي عليه مدار العلل في الغالب.
    ورواه عطية بن سعد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال... فذكره. أخرجه الطبري في التفسير (25/78)،
    وهذا باطل؛ عطية متروك.
    ورواه يعقوب بن حميد: ثنا عيسى بن الحضرمي بن كلثوم بن علقمة بن ناجية بن الحارث الخزاعي عن جده كلثوم عن أبيه علقمة قال : "بعث إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -الوليد بن عقبة بن أبي معيط يُصَدِّقُ أموالنا.. " الحديث نحوه.
    أخرجه ابن أبي عاصم في الأفراد (2335)، والطبراني في الكبير (13/6- 7).
    وهذا منكر، يعقوب بن حميد بن كاسب ضعيف، والسند غريب من هذا الوجه.
    "رواه الطبراني بإسنادين؛ في أحدهما يعقوب بن حميد بن كاسب، وثقه ابن حبان، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات ".
    ورواه يعقوب بن محمد الزهري؛ مختصراً جداً؛ مع زيادة منكرة، : انصرفوا غير محبوسين ولا محصورين. أخرجه الطبراني في الكبير (18/6- 7).
    ويعقوب منكر الحديث.
    رواه عبد الله بن عبد القدوس التميمي قال نا الاعمش عن موسى بن المسيب عن سالم بن ابي الجعد عن جابر بن عبد الله . أخرجه الطبراني في الأوسط (3797).
    عبد الله بن عبد القدوس ضعيف، وهذا سند منكرن واستنكره الطبراني نفسهن فقال:لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا عبد الله بن عبد القدوس.
    وهذه فائدة: فإن الترمذي والطبراني والبزار وابو نعيم الأصبهاني، إذا قالوا عن حديث : لم يروه إلا فلان عن فلا أو تفرد به فلان، فإنهم يعنون نكارة السند، وانه لا أصل له بالإسناد الذي رووه،وهذا يعني آن مثله لا يعتبر به أصلان فتنبه لهذا ولا يغرك عمل المتأخرين فإنهم لا يحسنون هذا الفن، خصوصا العلل ، والتفرد.
    والحديث رواه الحسن أن رجلاً أتى النبي- صلى الله عليه وسلم - فقال: إن بني فلان - حياً من أحياء العرب وكان في نفسه عليهم شيء - قد تركوا الصلاة وارتدوا وكفروا بالله فلم يعجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعا خالد بن الوليد .. وذكر قصة طويلة. عبد بن حميد.
    فلم يذكر من الذي أخبر الرسول- صلى الله عليه وسلم - عنهم .
    وهذا الخبر لا يصح، ومراسيل الحسن شر المراسيل.
    ورواه ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : « أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق ليصدقهم فتلقوه بالهدية ، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن بني المصطلق جمعوا لك ليقاتلونك » فأنزل الله عز وجل ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين). تفسير مجاهد (1597)
    وهذا على انه مرسل فهو ضعيف كذلك.
    ورقاء لم يسمع" التفسير" كله من ابن أَبي نجيح ، فإن بعضه عرض.
    قال أحمد: ورقاء يصحف في غير حرف ، وضعفه في التفسير.
    وليس هذا مني تضعيف لتفسير مجاهد ، وإنما يقبل من تفسيره ما لم يظهر نكارته، وهذا منكر كما رأيت.
    ورواه إسحاق الأزرق ، عن سفيان ، عن هلال الوزان ، عن ابن أبي ليلى ، إن جاءكم فاسق بنبأ ، قال : « نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط » جزء يحيى بن معين (129) والطبري في التفسير()
    وهذا على إرساله، فهو منكر: وهلال بن أبي حميد وغن كان لا بأس به، لكنه ليس بالمعروف جدا في ابن أبي ليلى، ولم يروه أصحاب بن أبي ليلى المعروفون به، كعيسى ومجاهد وعمرو بن ميمون والمنهال بن عمرو، وانت ترى أن مجاهدا ممن روى عنه، وهذا يردك إلى أن رواية مجاهد المتقدمة إنما هي عن ابن أبي ليلى في الأصل، فالرواية واحدة أصلا، فلا يقال هذان مرسلان يعضد بعضهما بعض، فإنهم اشترطوا في قبول المراسيل أن لا يكون المخرج واحدا.
    محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان، تفسير الطبري - (22 / 288)
    وهذا مع إرساله فهو معل برواية ابن اسحاق.
    ورواه أبن ثور، عن معمر، عن قتادة نحوه. تفسير الطبري - (22 / 288)
    وهذا مرسل، ومراسيل قتادة من شر المراسيل وأضعفها، فإنه والحسن يروون عن كل ضرب، بل لا يرسلون إلا عن الضعفاء، ولو كان لهم به إسناد متصل لصاحوا به، فإنهم لا يرسلون، إلا لضعف من سمعوا منه.
    وهذه المراسيل هي أقوى ما في هذا الخبر وهي كما ترى، والخبر لا يصح إلا مرسلا، على ضعفها، والمرسل لو صح إلى من أرسله، فهو ضعيف، وقال مسلم : المرسل في أصل قولنا وقول أهل العلم ضعيف.
    وقد قال ابن حجر: قد وجد من المراسيل ما سقط منه سبعة رواة، وهذه قاصمة ظهر للمحتجين بالمرسل.
    وليس هذا موضع تحقيق الاحتجاج بالمرسل، وشروطه، وإنما المقصد أن المرسل ضعيف إلا أن يكون من رواية كبار التابعين ممن قبلت مراسيله وليس مما استنكر عليه ما رواه مرسلا، كمراسيل ابن المسيب وإبراهيم النخعي، وأضرابهم.
    وبالجملة، فالحديث لو كان ثابتا ما أرسل ومثله يستفيض ، فيلزم أن ينتشر فيرويه جمع، فإنها ليست واقعة حال، لا يلزم منها الانتشار.
    ومن دلائل نكارته، أن الوليد بن عقبة كان صغيرا في أواخر وفاة رسول الله وانه اتي به يوم الفتح ليدعوا له النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يمكن أن يكون من بعث مصدقاً للزكاة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح صبياًن فتدبر هذا والزمه، فإنه لو لم يكن ما يرد الخبر إلا هذا فبحسبه، فكيف وقد بينا لك حال الأسانيد.
    وبه تعرف وهم من قواه ممن ذكرنا لك ممن تقدم، وتعرف وهم ابن عبد البر في نقل إجماع المفسرين على أن سبب نزولها في الوليد بن عقبة، وأن هذا الإجماع منقوض غير ثابت ولا مستقر.
    هذا؛ وهذه الروايات لا تصلح لإثبات تهمة الفسق على صحابي وجرح خير هذه الأمة؟ فلم يثبت بحمد الله من هذه الروايات شيء ألبتة، والإجماع بحمد الله منعقد على عدالة الصحابة، ليس فيهم فاسق، ويكفي تعديل الله لهم في كتابه، فليس بعد تعديل الله لهم يقبل فيهم قول من سواه سبحانه وتعالى، ولا بعد ثبوت النقل عن الله بتعديلهم، يقبل نقل في جرحهم أو الغض منهم.
    فائدة: قال الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله: والآن أقولها لوجه الله صريحة ومدوية إن الوليد لو كان من رجال التاريخ الأوربي كالقديس لويس الذي أسرناه في دار ابن لقمان بالمنصورة، لعدوه قديساً، لأن لويس التاسع لم يحسن إلى فرنسا كإحسان الوليد بن عقبة إلى أمته ولم يفتح للنصرانية كفتح الوليد للإسلام.
    والعجب لأمة تسئ إلى أبطالها وتشوه جمال تاريخها وتهدم أمجادها كما يفعل الأشرار منا ، ثم ينتشر كيد هؤلاء الأشرار حتى يظن الأخيار أنه هو الحق. اهـ
    ربنا اجعلنا ممن يذب عن أصحاب محمد صلى الله عليه وعليهم وسلم جميعا، واحشرنا معهم في مقعد صدق عندك.
    والحمد لله رب العالمين.
    وكتب
    أبو علي بن علي
    العلوي
    ملاحظة: أرجو المعذرة فإني كتب هذا في عجالة من أمري، والله أسأل أن يغفر لي تقصيري.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: الضياء الشارق في بيان ظلمة أسانيد ....

    جزاكم الله خيرا ، و بارك في علمك
    أخرجه ابن أبي عاصم في الأفراد (2335)، والطبراني في الكبير (13/6- 7).
    أخرجه أحمد (4/279)، وابن أبي عاصم في "الأفراد" (4/322/2353)، والطبراني في "الكبير" (3/310- 311)
    معذرة أخي الكريم ، فقد استشكل لدي وجود كتاب لابن أبي عاصم يسمى ب"الأفراد" ، فهلا وضعت لي رابطا أو تعريفا حوله ، و جزاكم الله خيرا .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    29

    افتراضي رد: الضياء الشارق في بيان ظلمة أسانيد ....

    جزاك الله خيراً.
    إنما أردت:اخرجه ابن أبي عاصم في الأحاد، وأعني به كتابه الآحاد والمثاني.
    وإنماوقع هذا مني بسبب سرعة في الكتابة.
    فالله يغفر لي.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: الضياء الشارق في بيان ظلمة أسانيد ....

    جزاكم الله خيرا على البيان و التوضيح .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •