تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 62

الموضوع: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    44

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    الناس في مكة قبل البعثة إما مشرك أو غير مشرك، وغير المشرك قد يكون كتابياً من النصارى (كورقة بن نوفل)، وقد يكون على بقايا الحنيفية والتي من صورها: نبذ الأصنام والتحنث (كزيد بن عمرو بن نفيل)..

    والنبي -صلى الله عليه وسلم- من الثاني حتماً؛ لأن هذا هو الذي نُقِل عنه، بالإضافة إلى أنه لم ينقل عنه أنه تنصّر أو عبد الأصنام..

    وبشكل عام فالسؤال الذي عنونت به موضوعك لا فائدة عملية له!

    ودع عنك تطلب الأحكام على الرجال..

    وفقك الله

    ثانياً: إذا لم يثبت أبداً ومطلقا ً أن النبى سجد لصنم فيجب حمل عقيدته على الأصل ألا وهى الإسلام فكل مولود يولد على الفطرة كما ثبت فى الحديث
    ليس المراد بالفطرة في الحديث: (الإسلام)، ولم يقل به أحد، وقد نقل النووي في شرحه على مسلم الأقوال في معناها، وهي على ما يلي:
    1-قيل : هي ما أخذ عليه . في أصلاب آبائهم ، وأن الولادة تقع عليها حتى يحصل التغير بالأبوين .
    2-وقيل : هي ما قضي عليه من سعادة أو شقاوة يصير إليها .
    3-وقيل : هي ما هيئ له
    4-وقال ابن المبارك : يولد على ما يصير إليه من سعادة أو شقاوة فمن علم الله تعالى أنه يصير مسلما ولد على فطرة الإسلام ، ومن علم أنه يصير كافرا ولد على الكفر .
    5-وقيل : معناه كل مولود يولد على معرفة الله تعالى والإقرار به ، فليس أحد يولد إلا وهو يقر بأن له صانعا ، وإن سماه بغير اسمه ، أو عبد معه غيره
    غيره.
    6-والأصح أن معناه أن كل مولود يولد متهيئا للإسلام ، فمن كان أبواه أو أحدهما مسلما استمر على الإسلام في أحكام الآخرة والدنيا ، وإن كان أبواه كافرين جرى عليه حكمهما في أحكام الدنيا.

    شرح النووي على مسلم ج9 ص9 -هكذا في الشاملة-

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    جزاك الله خيرًا أبا فهر.
    الامتناع العقلي لا يمكن تحكميه في مسائل مهمة وشائكة كمثل هذه الأبواب.
    ومن ناحية الامتناع العقلي، فإنه غير ممتنع، فلا يمكن المحاجة العقلية في هذا المقام بالامتناع.
    وهذا لا نختلف معك فيه.

    ولا يوجد دليل على كفر أو شرك أحد من الأنبياء، لا عقلي ولا شرعي، فمن أراد إثبات ذلك فعليه بالدليل.
    وإلا وسعه السكوت، فليقل خيرا أو ليصمت!

    لوط هو لوط بن هاران، وإبراهيم عمه، فإن استأنسنا بقصة شبيهة بذلك فيكون أقربها إيمان علي بن أبي طالب بالنبي.
    وليس دليلا على أنه كان على شرك أو غير ذلك فيما قبل ذلك.
    والإيمان لنبي من الأنبياء لا يعني أنه كان كافرا مشركا بالله فيما قبل ذلك، ولكن لا يمتنع عن الضلال، والضلال هو الجهل بالعلم النافع، والعلم هو ما يرسله الله - عز وجل - لأنبيائه، فمن اتبعه وعمل صالحا فهو على الهدى، وإلا فهو على ضلاله. وكفره ينتقل إلى أشد وهو الكفر بالنبي الذي أرسله الله - عز وجل -.
    والله أعلم.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    28

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    إخواني طرح الموضوع بهذا الشكل ينافي كمال الأدب مع نبينا الخاتم سيد ولد آدم، ومثل هذه المسائل لا تذكر أصالة وإنما قد يشار اليها استطرادا عند الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم. فلم طرحها للمشاركة؟وهل عندك شك في أن النبي صلى الله عليه وسلم على الحنفية السمحة منذ ولادته؟، وهل مثل هذه المسائل تحتاج الى بيان!!! وكلام شيخ الإسلام لا يحمل على جواب مثل هذه المسائل وانما كلامه رحمه الله في ذكر العصمة للانبياء قبل النبوة هل يلزم من قدر له ذلك العصمة له أم لا يلزم؟

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    ولا يوجد دليل على كفر أو شرك أحد من الأنبياء، لا عقلي ولا شرعي، فمن أراد إثبات ذلك فعليه بالدليل.
    الأدلة موجودة في كلام شيخ الإسلام في الموضع المشار إليه = فتفضل بمراجعتها..
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    الأدلة موجودة في كلام شيخ الإسلام في الموضع المشار إليه = فتفضل بمراجعتها..
    عفوا.. لم أجد أي دليل، وكلام شيخ الإسلام عبارة عن نفي وجود دليل عقلي يمنع ذلك. وهذا لا خلاف عليه.. وليس للعقل إنشاء الأخبار! ولا يمكن إثبات أو نفي ذلك إلا بخبر صحيح.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    راجع كلام شيخ الإسلام في الموضع الذي أشرت إليه وهو قرابة خمسين صفحة،وذكر فيه الدليل من قصة لوط ومن قصة شعيب عليهما السلام..
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    - والله - قرأت كلام شيخ الإسلام في الموضع المشار إليه قبل أن أضع مشاركتي السابقة. (ابتسامة)
    ولا يمكن الاستدلال بمجرد إيمانهم بالرسالة، إذ الحال هو هو مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، حيث أنه آمن بالله وبرسالته ولم يكن مشركا من قبل.
    وهذا لا يتعارض مع كون الضلال سابقا على الإيمان، وهو ما يسميه أهل العلم بالضلال القريب كما قال شيخ الإسلام في معرض كلامه في الموضع السابق.
    وبين الضلال القريب والضلال البعيد كما بين الحيرة وبين الكفر والشرك. وهذا واضح.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    أينما رحلتُ فإنما أسيرُ في أرضي
    المشاركات
    414

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    جزاك الله خيرا ياأبا فهر
    قد شفيت الغليل......
    (ومعرفة الحق بالرّجال عادة ضعفاء العقول)
    الإمام الغزالي

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    وجزاك الله خير الجزاء وأوفاه..
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    وبكل حال فهذا خبر يحتاج إلى دليل سمعي أو عقلي، وليس في أدلة الكتاب والسنة والإجماع ما يخبر بذلك
    هذه هي القاعدة التي يدور عليها كلام شيخ الإسلام.
    لأنه لا إثبات ولا نفي لشيء يتعلق بالأخبار بمجرد العقل أو التخرصات.
    فإن كان من الناحية العقلية غير ممتنع، ولكنه لا يثبت بالنقل.
    فمن ناحية التجويز لدلالة العقل وحسب، فهو التجويز بالافتراء.
    فليس ممتنع عقلا أن تكونوا لصوص وزناة. ولكن عدم الامتناع ليس دليلا، والأصل هو البراءة إلا إذا ثبت شيء فينتقل الحكم.
    فإن كان هذا في أمثالكم، فالأنبياء أولى بهذا التنزيه والبراءة، ولا يثبت في أي منهم شيء يشينه.

    فليكون الكلام مستقيمًا.. فيقال:
    وبكل حال فهذا خبر يحتاج إلى دليل سمعي، وليس في أدلة الكتاب والسنة والإجماع ما يخبر بذلك، والأصل هو البراءة إلا إذا ثبت غير ذلك.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    والأصل هو البراءة إلا إذا ثبت غير ذلك


    وغير ذلك ثبت عند الشيخ واستدل عليه بالسمع في قصة لوط وقصة شعيب..

    بل بعد أن أثبته الشيخ ذكر مقصد الشرع فيه..

    قال الشيخ : ((وقد أخبر الله أن لوطا كان من أمة إبراهيم، وممن آمن له ثم أن الله أرسله; والرسول الذي نشأ بين أهل الكفر الذين لا نبوة لهم، ثم يبعثه الله فيهم، يكون أكمل وأعظم ممن كان من قوم لا يعرفونه; فإنه يكون بتأييد الله له أعظم من جهة تأييده بالعلم والهدى، ومن جهة تأييده بالنصر والقهر.
    قلت: وبهذا يظهر اختلاف درجات الأنبياء والرسل، وعدم الاحتجاج إلى التكلف في الجواب عن مثل آية إبراهيم ونحوها، وأن قصارى ما يقال في مثل قوله لنبينا:{ وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} [سورة الضحى آية : 7] ، وقوله:{ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الأِيمَانُ } [سورة الشورى آية : 52] هو عدم العلم بما جاء من النبوة والرسالة، وتفاصيل ما تضمن من الأحكام الشرعية والأصول الإيمانية.

    وهذا غاية ما تيسر لنا في هذا المقام الضنك الذي أحجم عنه فحول الرجال وأهل الفضائل والكمال، ونستغفر الله من التجاسر والوثوب على الكلام في مثل هذا المبحث الذي زلت فيه أقدام، وضلت فيه أفهام واضطربت فيه أقوال الأئمة الأعلام )).

    وقال الشيخ : ((وقد أخبر الله أن لوطا كان من أمة إبراهيم، وممن آمن له ثم أن الله أرسله..وكذلك يوشع كان من أمة موسى وكان فتاه ثم إن الله أرسله وكذلك هارون.لكن هارون ويوع كانا على دين بني إسرائيل ملة إبراهيم،وأما لوط فلم يكن قبل إبراهيم من قومه ملة نبي يتبعها لوط،بل لما بعث الله إبراهيم = آمن له)).
    وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
    ((قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} ظَاهِرُهُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ شُعَيْبًا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ كَانُوا عَلَى مِلَّةِ قَوْمِهِمْ؛ لِقَوْلِهِمْ: {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} وَلِقَوْلِ شُعَيْبٍ: (أنَعُودُ فِيهَا {أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} وَلِقَوْلِهِ: {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ} فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا فِيهَا. وَلِقَوْلِهِ: {بَعْدَ إذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا} . فَدَلَّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ أَنْجَاهُمْ مِنْهَا بَعْدَ التَّلَوُّثِ بِهَا؛ وَلِقَوْلِهِ: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ عَائِدًا عَلَى قَوْمِهِ؛ لِأَنَّهُ صَرَّحَ فِيهِ بِقَوْلِهِ: {لَنُخْرِجَنَّك يَا شُعَيْبُ} وَلِأَنَّهُ هُوَ الْمُحَاوِرُ لَهُ بِقَوْلِهِ: {أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} إلَى آخِرِهَا وَهَذَا يَجِبُ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ الْمُتَكَلِّمُ وَمِثْلُ هَذَا فِي سُورَةِ إبْرَاهِيمَ {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُ مْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ} )).



    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    هذا التجويز يذكرني بما قالته اليهود في أنبياء الله؛ وفيما يظهر لي أن الشيخ لا يستدل على ذلك بدليل سمعي، وإنما هو للرد على التجويز العقلي.. حيث أنه إذا كان فكيف يكون! وقد يأتي بشيء من المقاصد الشرعية لبيان أنه إذا كان فإنه لا يخلو من الحكمة، وهذا شأن شيخ الإسلام في كتاباته.

    لوط من أمة إبراهيم، هذا صحيح. بل بينهما قرابة إذ أن لوطا هو ابن أخيه هاران. ومجرد الإيمان بنبوة إبراهيم ورسالته لا يفيد ولا يثبت إلا الإيمان والتبعية. ولم يتطرق القصص إلى ما يسبق ذلك.
    فلا يوجد دليل سمعي يمكن الاعتضاد به، فضلا عن الاعتماد عليه والاستدلال به.

    وأما من الناحية العقلية.
    فالتجويز للضلال وارد، ولكن فيه تفصيل.
    لأنه لا يعلم عمر نبي الله لوط حين آمن بإبراهيم، فقد تسري عليه أحكام التبعية لصغره، وآمن عند بلوغه، ولا يستبعد أن يكون قد آمن به قبل بلوغه، إذ أن عليا قد آمن بالنبي وهو غلام صغير. وكذلك قد يكون آمن به بعد بلوغه بفترة ولكن ليس هناك ثم دليل على أنه تلبس بشرك أو كفر فيما قبل ذلك.
    لذا فالأولى استصحاب البراءة الأصلية.
    وبنحو منه يوشع بن نون، إذ أنه إسرائيلي. والثابت أنه كان فتى لموسى.. وثبتت التبعية له في صغره لنبي الله موسى. فلا يمكن الاستناد إلى هذا.
    ولا يمكن نفي وجود ملة لأهل الأرض فيما قبل إبراهيم، وكأن الله - عز وجل - قد ترك الناس هملا - سبحانه -، ولا دليل على ذلك.
    بل الثابت أن الله - عز وجل - قد أرسل الرسل فيما قبل إبراهيم. وهذا دليل على وجود ملة سابقة على ملته.

    ويعترض الاستدلال اعتراضات أقوى منه، وإذا استصحبت البراءة "وهذا هو الأولى" لعلم أنه لا يمكن الإثبات إلا بدليل، وهذا الاستدلال ضعيف جدا.. على الأقل بالمقارنة.

    وأما قصة شعيب، فأي ضلال كان؟ هل هو الكفر والشرك؟ أم هو من الضلال القريب الذي هو الحيرة بسبب الجهل مع عدم التلبس بالكفر والشرك؟
    كلاهما وارد! ولكن ما الذي يثبت؟
    بالنسبة للآيات الكريمات، فإن سياق الآيات يدل على المعنى، إذ القوم قالوا: قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ
    فهذا التهديد حاصله أن المتوعد به جماعة، شعيب والذين آمنوا معه. ونبي الله شعيب يرد عن الجماعة وهو منهم.
    والتهديد هو التهديد بالإخراج، وإلا العودة إلى الملة.
    ومجرد العودة إلى الملة لا يعني الرجوع إلى الشرك، إذ أن العرب فيما قبل البعثة كانوا على ملة إبراهيم، وكان منهم المشرك الكافر ومنهم المتحنث كما قد سبق الإشارة إلى ذلك.
    فمجرد الدعوى بأن ( الملة = الشرك ) فهذا قول بعيد، ولكن ( الملة فيها الشرك ) فهذا هو الأقرب. كما كانت ملة إبراهيم فيما قبل البعثة.
    وقال الطبري: (( قال شعيب مجيبًا لهم: (أولو كنا كارهين) .
    ومعنى الكلام: أن شعيبًا قال لقومه: أتخرجوننا من قريتكم، وتصدّوننا عن سبيل الله، ولو كنا كارهين لذلك؟ ))
    وتثبت الملة الصحيحة بالبعثة، كما أن ملة إبراهيم الصحيحة قد ثبتت بالبعثة.
    فإن ادعى شخص أنه سيكون على ملة إبراهيم التي كان العرب عليها قبل البعثة، فإنه يكون بقوله هذا كافرا. ولا يعني أن هذه الملة غير صحيحة.
    والنجاة منها لا يعني الولوج فيها، فأنت تقول مثلا: نجاني الله من الأسد، لا يفيد أن الأسد قد اعتدى عليك، وربما رأيته ينظر إليك وقريب منك وشعرت بالخطر على نفسك.
    وبنحوه قول الرجل لرسول الله (هلكت يا رسول الله)، والرجل معافي ولكن من هول ما يفجعه.
    وإن قلت نجاني الله من القتل لا يفيد أنك قد قتلت.
    وفي هذه المسألة عدة أقوال يجب وضعها في عين الاعتبار.. من خير من تحدث عنها العلامة الألوسي. وهاك قوله.

    قال العلامة الألوسي في محاسن التأويل (5/149) :
    تنبيهات:
    الأول- اعلم أن ظاهر قوله تعالى أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا وقوله بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْها يدل على أن شعيبا عليه السلام كان على ملتهم قبل بعثته. ومعلوم عصمة الأنبياء عن الكبائر، فضلا عن الشرك.
    وفي (المواقف وشرحها) : أن الأمة أجمعت على عصمة الأنبياء من الكفر قبل النبوة وبعدها، غير أن الأزارقة من الخوارج جوّزوا عليهم الذنب، وكل ذنب عندهم كفر، فلزمهم تجويز الكفر. وجوّز الشيعة إظهار الكفر تقية عند خوف الهلاك، واحترازا عن إلقاء النفس في التهلكة. ومثله في (شرح التجريد) .
    ولما تقرر إجماع الأمة على ما ذكر، كان للعلماء في هذه الآية وجوه:
    منها: أن العود المقابل للخروج، هو العود إلى ترك دعوى الرسالة والإقرار بها.
    والجار والمجرور حال. أي ليكن منكم الخروج من قريتنا، أو العود إلى ترك دعوى الرسالة والإقرار بها، داخلين في ملتنا. وهذا الوجه اقتصر عليه المهايمي، وسايرناه فيه مع تفسير تتمة الآية.
    ومنها: أن العود المذكور إلى ما خرج منه، وهو القرية. والمجرور حال كالسابق. أي ليكن منكم الخروج من قريتنا، أو العود إليها، كائنين في ملتنا. وعدّي (عاد) ب (في) كأن الملة لهم بمنزلة الوعاء المحيط بهم.
    ومنها: أن هذا القول جار على ظنهم أنه كان في ملتهم، لسكوته قبل البعثة عن الإنكار عليهم ومنها: أنه صدر عن رؤسائهم تلبيسا على الناس، وإيهاما لأنه كان على دينهم. وما صدر عن شعيب عليه السلام كان على طريق المشاكلة.
    ومنها: أن لَتَعُودُنَّ بمعنى لتصيرن. إذ كثيرا ما يرد (عاد) بمعنى (صار) ، فيعمل عمل (كان) . ولا يستدعي الرجوع إلى حالة سابقة، بل عكس ذلك، وهو الانتقال من حال سابقة، إلى حال مؤتنفة مثل (صار) . وكأنهم قالوا- والله أعلم- لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا، أو لتصيرن كفارا مثلنا.
    قال الرازي: تقول العرب. قد عاد إليّ من فلان مكروه، يريدون: قد صار إليّ منه المكروه ابتداء. قال الشاعر:
    فإن تكن الأيام أحسن مدة ... إليّ فقد عادت لهنّ ذنوب
    أراد: فقد صارت لهن ذنوب، ولم يرد أن ذنوبا كانت لهن قبل الإحسان- انتهى-.
    ومنه
    حديث معاذ. قال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: (أعدت فتّانا يا معاذ؟) أي صرت.
    ومنه
    حديث خزيمة: عاد لها النّقاد مجرنثما. أي صار.
    وفي حديث كعب: وددت أن هذا اللبن يعود قطرانا، أي يصير. فقيل له: لم ذلك؟ قال: تتّبعت قريش أذناب الإبل، وتركوا الجماعات.
    قال الشهاب: إلا أنه قيل إنه لا يلائم قوله بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْها إلا أن يقال بالتغليب فيه، أو يقال: التنجية لا يلزم أن تكون بعد الوقوع في المكروه. ألا ترى إلى قوله فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ [الأعراف: 83] و [النمل: 57] وأمثاله؟
    ومنها: أن العود يطلق، ويراد به الابتداء. حققه الراغب والجار بردي وغير واحد.
    وأنشدوا قول الشاعر:
    وعاد الرأس منّي كالثّغام
    ومعنى الآية: لتدخلنّ في ملتنا، وقوله تعالى: إِنْ عُدْنا أي دخلنا- كذا في تاج العروس-.
    ومنها: إبقاء صيغة العود على ظاهرها، من استدعائها رجوع العائد، إلى حال كان عليها قبل. كما يقال: عاد له، بعد ما كان أعرض عنه، إلا أن الكلام من باب التغليب. قال الزمخشري: لما قالوا: لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ فعطفوا على ضميره، الذين دخلوا في الإيمان منهم بعد كفرهم- قالوا لَتَعُودُنَّ فغلبوا الجماعة على الواحد. فجعلوهم عائدين جميعا، إجراء للكلام على حكم التغليب. وعلى ذلك أجرى شعيب عليه السلام جوابه فقال: إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْها وهو يريد عود قومه، إلا أنه نظم نفسه في جملتهم، وإن كان بريئا من ذلك، إجراء لكلامه على حكم التغليب- انتهى.
    ومنها: ما قاله الناصر في (الانتصاف) : إنه يسلم استعمال (العود) بمعنى (الرجوع إلى أمر سابق) ، ويجاب عن ذلك بمثل الجواب عن قوله تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ [الظلمات: 257] والإخراج يستدعي دخولا سابقا فيما وقع الإخراج منه، ونحن نعلم أن المؤمن الناشئ في الإيمان لم يدخل قط في ظلمة الكفر، ولا كان فيها. وكذلك الكافر الأصلي لم يدخل قط في نور الإيمان، ولا كان فيه. ولكن لما كان الإيمان والكفر من الأفعال الاختيارية التي خلق الله العبد متيسرا لكل واحد منهما متمكنا منه لو أراده، فعبر عن تمكن المؤمن من الكفر،
    ثم عدوله عنه إلى الإيمان، إخبارا بالإخراج من الظلمات إلى النور، توفيقا من الله له، ولطفا به، بل وبالعكس في حق الكافر.
    وقد مضى نظير هذا النظر عند قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى [البقرة: 16] وهو من المجاز المعبر فيه عن السبب بالمسبب: وفائدة اختياره في هذه المواضع تحقيق التمكن والاختيار، لإقامة حجة الله على عباده- والله أعلم- انتهى.
    الثاني: في قوله إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّنا ردّ إلى الله تعالى مستقيم.
    قال الواحدي والذي عليه أهل العلم والسنة في هذه الآية، أن شعيبا وأصحابه قالوا: ما كنا لنرجع إلى ملتكم، بعد أن وقفنا على أنها ضلالة تكسب دخول النار، إلا أن يريد إهلاكنا. فأمورنا راجعة إلى الله، غير خارجة عن قبضته، يسعد من يشاء بالطاعة، ويشقي من يشاء بالمعصية. وهذا من شعيب وقومه استسلام لمشيئة الله.
    ولم تزل الأنبياء والأكابر يخافون العاقبة، وانقلاب الأمر. ألا ترى إلى قول الخليل عليه الصلاة والسلام: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ [إبراهيم: 35] ؟ وكان نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم كثيرا ما يقول: «يا مقلّب القلوب! ثبّت قلبي على دينك» .
    وقال الزجاج: المعنى: وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يكون قد سبق في علم الله ومشيئته أن نعود فيها. وتصديق ذلك قوله وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً، يعني أنه تعالى يعلم ما يكون، من قبل أن يكون، وما سيكون. وأنه تعالى كان عالما في الأزل بجميع الأشياء. فالسعيد من سعد في علم الله تعالى. والشقي من شقي في علم الله تعالى.
    وقال الناصر في (الانتصاف) : موقع قوله وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً الاعتراف بالقصور عن علم العاقبة، والاطلاع على الأمور الغائبة. فإن العود إلى الكفر جائز في قدرة الله أن يقع من العبد. ولو وقع. فبقدرة الله ومشيئته المغيّبة عن خلقه. فالحذر قائم، والخوف لازم. ونظيره قول إبراهيم عليه السلام وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً، أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ [الأنعام: 80] لما ردّ الأمر إلى المشيئة، وهي مغيّبة، مجّد الله تعالى بالانفراد بعلم الغائبات- والله أعلم.
    وقال أبو السعود: معنى وَما يَكُونُ لَنا ... الآية- أي ما يصح لنا أن نعود فيها في حال من الأحوال، أو في وقت من الأوقات، إلا أن يشاء الله. أي إلا حال مشيئة الله تعالى، أو وقت مشيئته تعالى. لعودنا فيها. وذلك مما لا يكاد يكون، كما ينبئ عنه قوله تعالى: رَبُّنا ... فإن التعرض لعنوان ربوبيته تعالى لهم، مما ينبئ عن استحالة مشيئته تعالى لارتدادهم قطعا، وكذا قوله بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْها فإن تنجيته تعالى لهم منها، من دلائل عدم مشيئته لعودهم فيها. وقيل معناه: إلا أن يشاء الله خذلاننا. فيه دليل على أن الكفر بمشيئته تعالى. وأيّا ما كان، فليس المراد بذلك بيان أن العود فيها في حيّز الإمكان، وخطر الوقوع، بناء على كون مشيئته تعالى كذلك، بل بيان استحالة وقوعها. كأنه قيل: وما كان لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا، وهيهات ذلك. بدليل ما ذكر من موجبات عدم مشيئته تعالى له- انتهى-.
    ولا يخفى أن إفهام ذلك الاستحالة، هو باعتبار الواقع، وما يقتضيه منصب النبوة. وأما إذا لوحظ مقام الخوف والخشية، الذي هو من أعلى مقامات الخواصّ، فيكون ما ذكرناه أولا أدقّ، وبالقبول أحق.
    قال الإمام ابن القيم في (طريق الهجرتين) : قد أثنى الله سبحانه على أقرب عباده إليه بالخوف منه، فقال عن أنبيائه، بعد أن أثنى عليهم ومدحهم إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً [الأنبياء: 90] فالرغب الرجاء، والرهب الخوف والخشية. وقال عن ملائكته الذين قد آمنهم من عذابه يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ [النحل: 50]
    وفي الصحيح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «إنّي أعلمكم بالله، وأشدكم له خشية» .
    وفي لفظ آخر: «إنّي أخوفكم لله وأعلمكم بما أتقي» .
    وكان صلّى الله عليه وسلّم يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء. وقد قال تعالى: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ [فاطر: 28] ، فكلما كان العبد بالله أعلم، كان له أخوف.
    الثالث: قال الفرّاء: أهل عمان يسمون (القاضي) الفاتح والفتاح. لأنه يفتح مواضع الحق، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ما كنت أدري ما قوله: رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ حتى سمعت ابنة ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك، أي أحاكمك.
    وقال الشهاب: الفتح، بمعنى الحكم، وهي لغة لحمير، أو لمراد، والفتاحة (بالضم) عندهم الحكومة. أو هو مجاز بمعنى: أظهر وبيّن أمرنا، حتى ينكشف ما بيننا وبينهم، ويتميز المحق من المبطل. ومنه فتح المشكل لبيانه وحلّه، تشبيها له بفتح الباب وإزالة الأغلاق، حتى يوصل إلى ما خلفها.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  13. #33

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد
    فقد تعقبنى أحد إخوانى فى قولى أن الفطرة هى الإسلام وقال ليس المراد بالفطرة في الحديث: (الإسلام)، ولم يقل به أحد
    وأنا أقول له
    وَأَشْهَرُ الأَقْوَال أَنَّ الْمُرَاد بِالْفِطْرَةِ الإِسْلام
    قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ : وَهُوَ الْمَعْرُوف عِنْد
    عَامَّة السَّلَف . وَأَجْمَعَ أَهْل الْعِلْم بِالتَّأْوِيلِ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ تَعَالَى ( فِطْرَة اللَّه الَّتِي فَطَرَ النَّاس عَلَيْهَا ) الإِسْلام , وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ أَبِي هُرَيْرَة فِي آخِر حَدِيث الْبَاب : اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( فِطْرَة اللَّه الَّتِي فَطَرَ النَّاس عَلَيْهَا ) وَبِحَدِيثِ عِيَاض بْن حِمَار عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِيه عَنْ رَبّه " إِنِّي خَلَقْت عِبَادِي حُنَفَاء كُلّهمْ , فَاجْتَالَتْهُم ْ الشَّيَاطِين عَنْ دِينهمْ " الْحَدِيث . وَقَدْ رَوَاهُ غَيْره فَزَادَ فِيهِ " حُنَفَاء مُسْلِمِينَ " وَرَجَّحَهُ بَعْض الْمُتَأَخِّرِي نَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى ( فِطْرَة اللَّه ) لأَنَّهَا إِضَافَة مَدْح , وَقَدْ أَمَرَ نَبِيّه بِلُزُومِهَا , فَعُلِمَ أَنَّهَا الإِسْلام .
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
    الحمد للّه؛ أما قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏"‏كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"‏‏‏:‏ فالصواب أنها فطرة اللّه التي فطر الناس عليها، وهي فطرة الإسلام، وهي الفطرة التي فطرهم عليها يوم قال‏:‏ ‏{‏‏أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏172‏]‏ وهي السلامة من الاعتقادات الباطلة، والقبول للعقائد الصحيحة‏.‏

    ‏‏ فإن حقيقة الإسلام أن يستسلم للّه، لا لغيره، وهو معنى لا إله إلا اللّه، وقد ضرب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فقال‏:‏ ‏‏"‏كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء‏؟" بين أن سلامة القلب من النقص كسلامة البدن، وأن العيب حادث طارئ‏.

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    العلامة الألوسي. وهاك قوله.

    قال العلامة الألوسي في محاسن التأويل (5/149) :
    بل هو العلامة القاسمي.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    ولا يمكن نفي وجود ملة لأهل الأرض فيما قبل إبراهيم، وكأن الله - عز وجل - قد ترك الناس هملا - سبحانه -، ولا دليل على ذلك.
    بل الثابت أن الله - عز وجل - قد أرسل الرسل فيما قبل إبراهيم. وهذا دليل على وجود ملة سابقة على ملته.
    وهذا على سبيل التجوز والتنزل أن شعيبا كان قبل إبراهيم للخلاف الشديد في نسبه، وما عليه أكثر أهل العلم أن جده لأبيه هو مدين وهو ابن لإبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، ونسبه لأمه يرجع للوط - عليه السلام -.
    وإن كان في نسبه نظر.. إلا أن الراجح أنه فيما بعد مبعث إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، وهذا هو الواضح من مجموع كلام أهل العلم من السلف والخلف.
    فيكون بذلك الملة التي كان عليها القوم هي ملة إبراهيم وحدث فيها الشرك، فيكون حالها كحال جزيرة العرب فيما قبل البعثة وملة إبراهيم. ولكن مع الاختلاف لقرب زمان شعيب.
    وصيغة الجمع استخدمها في الخطاب ( وهو خطيب الأنبياء ) كما قال مالك وغيره، لمن معه من المؤمنين.
    وأما الإجماع.. فمعلوم لدى الجميع أن الأنبياء معصومون فيما يخص الرسالة ومعصومون من الكبائر والموبقات.. كذا حكاه غير جماعة من أهل العلم كالقاضي عياض.
    وما من كبيرة مستقبحة كالكفر والشرك.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    496

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    بارك الله بالاخوة المشاركين
    قرأت ما أفاده الاخوة الافاضل جزاهم الله خيرا وبقي السؤال ولم يجب عنه أحد بعد، وهو ما حكم من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي والعياذ بالله قبل بلوغه؟ويبدو من الكلام الذي استشهد به الاخوة في نقاشاتهم حول هذا الموضوع الحساس أن شيخ الاسلام ابن تيمية هو الذي فعل ذلك كما يظهر من كلامه الذي ارشدني اليه الاخ اسامة في منهاج السنةج8ص285 وهو كالتالي(
    الثالث أن يقال قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن أحد مؤمنا من قريش لا رجل ولا صبي ولا أمرأة ولا الثلاثة ولا علي وإذا قيل عن الرجال إنهم كانوا يعبدون الأصنام فالصبيان كذلك علي وغيره وإن قيل كفر الصبي ليس مثل كفر البالغ قيل ولا إيمان الصبي مثل إيمان البالغ فأولئك يثبت لهم حكم الإيمان والكفر وهم بالغ والصبي المولود بين أبوين كافرين يجري عليه حكم الكفر في الدنيا باتفاق المسلمين الخ)

    السؤال :ما حكم من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي والعياذ بالله قبل بلوغه؟ما يقول الاخوة الافاضل ؟

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    149

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    التجويز العقلي في مسألة معينة له حالة خاصة لا تستوجب أن نسقط ما جوزناه أو منعناه على وقائع شرعية معينة ..
    المقصود أن مسألة/ هل يجوز عقلاً أن يكون الأنبياء على الكفر قبل البعثة كفار من الناحية العقلية البحتة امر جائز ولا يعنى هذا التجويز إثبات ذلك شرعاً ، وهذا أمر يجب ان يتفطن إليه ولا يظن بقائل هذه العبارة أو موافقها أنه يثبت كفر الإنبياء عليهم صلوات الله قبل بعثتهم .

    أما بخصوص رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام
    فالنصوص الشرعية المنقولة تثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعبد لله منفرداً موحداً على غير ديانة قومه ولم يسجد لصنم من أصنامهم قط بتوفيق الله وحكمته .

    والله أعلم /
    قال الإمام مالك :
    إن حقاً على من طلب العلم أن يكون عليه وقار وسكينة وخشية وأن يكون متبعاً لآثار من مضى قبله.

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    496

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    الاجوبة تتقدم الى الامام وهذا جيد جدا ولكن يبقى السؤال المطروح محل البحث حتى الان بغير اجابة؟

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المقدسى مشاهدة المشاركة
    ولا يعنى هذا التجويز إثبات ذلك
    بارك الله فيك.
    هذا هو محور الحديث في المشاركات الأخيرة.
    ودفع التوهمات حول نبي الله لوط ونبي الله شعيب، لثبوت رسالتيهما بعد رسول الله إبراهيم - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - لقول الله -عز وجل-: فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وقوله على لسان شعيب: وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ، وأن مدين هو ابن إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - مما يدفع وجود شبهة أن القوم كانوا على ملة أخرى، وإنما هي ملة إبراهيم ودخل فيها الشرك. والله أعلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صادق صادق صادق مشاهدة المشاركة
    يبقى السؤال المطروح محل البحث حتى الان بغير اجابة؟
    حكمه حكم الجاهل، ويعلم. ومعاملته كمعاملة سائر أهل البدع.
    فمعرفة الحكم للتطبيق، وليست للتنظير. وإلا لقيل مثل هذا القول في كثير من أنبياء الله.
    وما بناه من الحكم إنما هو على إثبات كفر أبوي النبي، وهذا قول لبعض أهل العلم إلا أنه غير مسلم به، إذ أن القول بأنهما من أهل الفترة أولى بالأخذ وقد جاء في كتاب الله ما يستدل به على ذلك، وذكره الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله.
    وهناك قول ثالث بنجاتهما وألف فيه مؤلفات منها المشهور ككتاب السيوطي، وهو قول معروف ولكن فيه ضعف.
    فإن أصر.. فقل له: اثبت العرش ثم انقش. وهيهات!
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    496

    افتراضي رد: ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟

    حكمك يا استاذ من يوافقك عليه من اهل العلم الفحول؟؟؟ وجزاك الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •