المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي
مالك بن مغول : رواه عن أبي حصين عن الشعبي عن كعب بن عجرة لم يذكر عاصم العدوي
-أخرجه الحاكم في المستدرك (1/78)عن محمد بن سابق التميمي عنه.
قال الذهبي في "اختصاره" :رواه مالك بن مغول، فأسقط منه عاصما.
قلت: مالك بن مغول أبو عبد الله البجلي الكوفي إمام ثقة ثبت من سادات العلماء (ت159هـ) وهو يروي عن الشعبي مباشرة وهو من أثبت الناس فيه، مثله مثل أبي حصين الكوفي ..
وقد رواه هنا عن أبي حصين، مما يدلُّ على أنه حديثه لا يشاركُه فيه أحدٌ ..
لكن أسقط منه عاصما العدوي، فإنْ حفظه الحاكم، وشيخه: محمد بن سابق ؛ فقد أخطأ عليه
لم يروه أبو حصين عن الشعبي إلا عن عاصم العدوي عن كعب ، كذا رواه الأئمة الحفاظ عنه: مسعر بن كدام ، وسفيان الثوري ، وقيس بن الربيع، الكوفيون ، والأخير يقال إنه من أروى الناس عن أبي حصين كان عنده أربع مئة حديث ، على قلة حديث شيخه: أبي حصين.
وقعَ لي وهمٌ في الجملة التي تحتها خطّ..والصّواب:
[ فإنْ حفظَهُ الحاكمُ، وشيخُه: أبو بكر محمّد بن إبراهيم البزار،
وشيخُ شيخِه: محمّد بن سلمة الواسطي، ومحمّد بن سابق ؛
فقد أخطأ(= مالكٌ بنُ مِغول) عليه (= أبي حصين)...]
- شيخ الحاكم: لم أعرفه
- ومحمّد بن مسلمة الواسطي الطّيالسي: ضعيفٌ.
- ومحمّد بن سابق صدوق، لكنه ليس بذاك الضّابط المُتقن.
ثم مالي وللحاكم وشيوخه ؟؟ لو قلتُ -بعبارة مختصرة-:
( فإنْ كان محفوظاً عن مالك بن مغول فهو خطأٌ...)
لتخلصتُ..
ثم وجدتُ لحديثِ محمّد بن سابق إسناداً عالياً..
نأمنُ معه الخطأ المحتمل من تلك الوسائط التي في إسناد الحاكم -خاصة ما يكون من محمد بن مسلمة- :
لما خرّّج الطّحاويَّ في "مشكل الآثار 8/199-200 رقم (3173)
الحديثَ القدسيَّ في المحافظة على الصّلاة لأول وقتها عن كعب بن عجرة :
[خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ سَبْعَةٌ ، مِنَّا ثَلاثَةٌ مِنْ عَرَبِنَا ، وَأَرْبَعَةٌ مِنْ مَوَالِينَا ، فَقَالَ : " مَا يُجْلِسُكُمْ هُنَا ؟ " . قُلْنَا : الصَّلاةُ . قَالَ : فَنَكَتَ بِأُصْبُعِهِ فِي الأَرْضِ ، ثُمَّ نَكَسَ سَاعَةً ، ثُمَّ رَفَعَ إِلَيْنَا رَأْسَهُ ، فَقَالَ : " تَدْرُونَ مَا يَقُولُ رَبُّكُمْ ؟ " . قُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : " إِنَّهُ يَقُولُ : مَنْ صَلَّى الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا ، وَأَقَامَ حَدَّهَا ، كَانَ لَهُ بِهِ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ إِذَا جَاءَهُ الْجَنَّةُ ، وَمَنْ لَمْ يُقِمِ الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا ، وَلَمْ / يُقِمْ حَدَّهَا ، لَمْ يَكُنْ لَهُ بِهِ عِنْدِي عَهْدٌ ، إِنْ شِئْتُ أَدْخَلْتُهُ النَّارَ ، وَإِنْ شِئْتُ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ]
وقد تقدم تخريجه..
أَرْدَفَهُ بطريق آخر؛ فقال رقم (3174):
- وَكَمَا حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : " خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ .
قلتُ: شيخ الطحاوي هو الطرسوسي؛ ثقة
فهو محفوظ -إن شاء الله- عن محمّد بن سابق عن مالك بن مغول بإسقاط عاصم..
ويشبه أن يكون مالك بن مغول جوّد إسناده بذكر عاصم، ووصله
وذهل محمد بن سابق فأسقطه، فلم يكن بذاك الضابط المتقن..
وإنْ كانَ حَفِظَِهُ فهو غريبٌ من حديث أبي حصين؛
لم يروه أبو حصين عن الشعبي إلا عن عاصم العدوي عن كعب ،
كذا رواه الأئمة الحفاظ عنه: مسعر بن كدام ، وسفيان الثوري ..
والطّحاويُّ-رحمه الله- لم يسق متنَه، وليته فَعَلَ ..
ويغلبُ على ظني أنه يقصدُ حديثَ كعب في ذكر الأمراء،
الذي تقدّم عند الحاكم من طريق محمّد بن مسلمة الواسطي عن محمد بن سابق.
فإن بدايته كبدايته..
أما المتن الذي ساقه بالإسناد الأول فهو حديث آخر غير حديث كعب في ذكر الأمراء
وقد تقدّم التنبيه على ذلك..عند تخريجه
ففي قول الطّحاوي: "مثله" ..نظرٌ
اللّهم إلاّ أن يكون حديث أبي أمية الطّرسوسي طويلاً ؛
يجمعُ الحديثَ القدسيّ في فضل الصلاة لأول الوقت،
و الحديث المشهور في ذكر الأمراء..
وعندئذ يكونُ هذا الحديث القدسي من مختصرات حديث الأمراء، أومن أجزائه ؛
فلا يَرِدُ عليه هذا النظر، و لا يرد على الشيخ التميمي ما تعقبته به سابقا عند رواية عبد الرحمن بن النعمان..
وهذا الاحتمال الأخير بعيدٌ في ظني؛
فهذا حديث الأمراء جمعناه من كل الكتب التي طالتها أيدينا
ولم نجد فيه جملةً واحدة أو لفظة واحدة جاءت في الحديث القدسي المذكور.
والله أعلم.
ليت الطّحاوي ساق متنه.. وليتنا نجد متنه من طريقه، أو طريق شيخه أبي أمية الطرسوسي.
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا