
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدلية تميمية
في الكلمات التالية:
راية آية غاية بداية
هل الألف زائدة أم أصلية؟
وهل ثمة أمثلة على ألف أصلية في كلمات تنتهي بـ اي ة، إن لم يكن بين الكلمات التي عرضت ما كانت ألفه أصلية
وشكرا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد ، للمرة الأولى أتجرأ على الفتوى ؛ وذلك لدقة السؤال المطروح ؛ فأرجو الانتباه :
الألف في هذه المواضع وفي غيرها -أختنا الكريمة - لا تكون أصلا أبدا ؛ إذ هي عين لهذه الكلمات ومن المقرر صرفيا على حد علمي أنها - الألف - لا تكون أصلا للكلمة ( لا فاء ولا عينا ولا لاما) ؛ وإنما تكون زائدة أو منقلبة عن أصل ، وهي منقلبة عن أصل هنا ياء أو واوا ، ففي : غاية : منقلبة عن ياء ، والأصل غيي ، وفي آية : عن ياء ، والأصل أيي ، وفي بداية زائدة ؛ إذ أصلها من : بدأ ، فالألف زائدة في بداية ، وإنما انقلبت الهمزة وهذا ليس موضع سؤالك ، وفي : راية ، أفهم من ترتيب المعجم أنها منقلبة عن واو ، ولعل الأصل : روي عينا للكلمة ؛ والحاصل هنا تحرك الواو أو الياء وانفتاح ما قبلها فانقلبت ألفا ؛ هذا كلام الصرفيين بشكل عام في إعلال الألف ، قلت : والحق أن انفتاح الواو والياء وحده كاف لانقلابها ياء على ما نص عليه العلامة الرضي في شرح الشافية ، أما زيادتها في : بداية فواضح والأصل من : بدأ .
والحاصل : أننا لمعرفة الأصل بشكل عام علينا أن نلجأ إلى تصريف الكلمة ؛ أي : بتغيير صيغتها الصرفية ، فالفعل نأتي منه بالمضارع أو الأمر أو المصدر وننظر ما الحرف المتكرر معنا في أكثر الأصول ، وكذلك بإسناد الفعل إلى ضمير ما ، وأيسرها المتصل للرفع ؛ كتاء الفاعل .
وفي الاسم يمكننا معرفة أصل الكلمة بتصغيرها ، أو بجمعها ، أو بالتثنية ، وهذا كله مما يرد الحروف إلى أصولها .
والخلاصة أن الألف ليست أصلا ولا تكون فاء ولاعينا ولا لاما للكلمة ، و إنما تكون أصلا إذا قصدنا بها الهمزة وهو تعبير بعض المصنفات ؛ فتكون أصلا فاء وعينا ولاما ( الهمزة لا الألف ) أما الألف التي الحرف الجوفي الصائت الذي هو مجرد هواء خارج من الجوف فلا تكون أصلا ولا تقع فاء للكلمة . . . ( لا تقع أصلا أول الكلمة فاء لها ولا عينا ولا لاما )
والله تعالى أعلم ، وقد حاولت تفصيل هذه المسائل في كتاب حروف الهجاء في أول باب الألفات وهو بين أيدي القراء )
لكن مما يحضرني أن ممن نص على أن الألف لا تكون أصلا في الأفعال ولا في الأسماء ( الألف الصائت الذي نسميه مدا أو لينا أو حرف علة ) وليس الهمزة الخارجة من الحلق الشديدة الانفجارية ) السيوطي في الأشباه والنظائر نقلا عن ابن الدهان ( 2/157 - طبعة المكتبة العصرية ، وابن يعيش في شرح المفصل 10 / 54 ، وغيرهم عشرا العلماء جمعت آراءهم وحللتها في حروف الهجاء المشار إليه آنفا )
على أننا ننبه إلى أن من أطلق أصالة الألف إنما قصد بها الهمزة ، والفرق بينهما واضح ، و إنما جمع العلماء بينهما تحت اسم اللف لأسباب لا يناسب ذكرها المقام هنا )
من أراد المزيد فقد أفردت أبحاثا لكل هذه المسائل في شرح وتحقيق حروف المزني للعبد الفقير ، وأستغفر الله على التقصير )أخوكم د/ أشرف القصاص