الحافظ ابن حجر العسقلاني + وحُسن الخط ، مُعادلة يصعب فهمها على بعض الناس ، لما يرونه من سوء خطه المتشابك المتسلسل في بعض الكتب التي نَسَخها على عَجَل ، مثل " تقريب التهذيب " بخطه ، ولكن الحقيقة أن الحافظ كاتب بارع يجيد الخط على أصوله ، تعلّمه وجوّده في صِباه على أستاذه وشيخه في فن الخط والكتابة : شمس الدين أبي علي الزّفتاوي المصري ، والكتب التي نسخها الحافظ في مقتبل العمر تمتاز بجودة الخط لأنه تمهل في كتابتها ، مثل السنن لأبي داود نسخة كوبرلي باصطنبول .
وفيما يلي ترجمة الزفتاوي شيخ الحافظ في الخط ، من " الضوء اللامع " للسخاوي :
محمد بن أحمد بن علي ، شمس الدين ، أبو علي الزفتاوي ثم المصري المكتّب.
ولد في سنة خمسين وسبعمائة ، وسمع على خليل بن طرنطاى " الصحيح " وتعانى الكتابةَ وأخذها عن الشمس محمد بن علي بن أبي رُقَيبة فبرع ، وصنف في أوضاع الخط كتاباً سماه " منهاج الإصابة في أوضاع الكتابة " وانتفع به المصريون في تجويد الخط ، وصار غاية في معرفة الخطوط المنسوبة ، لا يَرَى خطاً منها إلا ويَعرف الذي كتبه لا يُلحَق في معرفة ذلك .
وكان مع هذا حَسَن المحاضرة ممتِع المذاكرة ، له ماجَرَياتٌ مُطرِبة ، لا تُمَلّ مجالسته .
وممن تعلم منه الكتابةَ شيخُنا وذكره في "معجمه " وقال : لازمتُه مدةً وتعلّمتُ الخطَّ المنسوبَ منه ، وناولني مُصَنفه المشار إليه . ومات في نصف المحرم سنة ست ، وقيل : إنه كان يقولُ : أنا أكتب المنسوبَ بذراع الحديد الذي يُقاس به .
وتبعه المقريزي في " عقوده ". انتهى
وقد ذكره الحافظ في مواضع عدة من " إنباء الغمر " ووصفه بشيخنا .
وكتابه " منهاج الإصابة " نُشر في العدد الخاص بالخط العربي من مجلة المورد العراقية .
انظر هنا :
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=62760
وهذه ترجمة ابن ابي رقيبة شيخ الزفتاوي من " انباء الغمر " ( 1: 121 ) :
محمد بن علي بن أحمد بن أبي رقيبة المصري المجوّد ، ولد بعد سنة سبع مئة ، ولازم الشيخ عماد الدين بن العفيف إلى أن مهر في طريقته في الخط المنسوب ، وأخذ عن الشيخ شمس الدين ابن صاعد الأكفاني وغيره ، وناب في الحسبة ، وأدب الملك الكامل شعبان بن الناصر ، ثم ولي حسبة مصر ، وقرب من قلب الأشرف شعبان جدا ، مات في وسط السنة .
وهذه ترجمة ابن العفيف من " الوافي بالوفيات " :
ابن العفيف الكاتب :
محمد بن محمد بن الحسن الشيخ الإمام الفاضل الكاتب المجود المحرر شيخ الديار المصرية، كان صالحاً خيراً فاضلاً، له شعر وخطب وله حظ من النحو ، قرأ العربية على بهاء الدين ابن النحاس، وكان شيخ خانقاه أقبغا عبد الواحد بالقرافة ، وكان تالياً لكتاب الله تعالى، توفي رحمه الله تعالى في ثالث ذي الحجة سنة ست وثلاثين وسبع مائة .
وفي " النجوم الزاهرة " :
وتوفي شيخ الكتاب عماد الدين محمد بن العفيف محمد بن الحسن الأنصاري الشافعي المعروف بابن العفيف، صاحب الخط المنسوب. كتب عدة مصاحف بخطه. وكان إماماً في معرفة الخط، وعنده فضائل، وله نظم ونثر وخُطب تصدى للكتابة مدة طويلة، وانتفع به عامة الناس. وكان صالحاً ديناً خيراً فقيهاً حسن الأخلاق. مات بالقاهرة ودفن بالقرافة وله إحدى وثمانون سنة .
نموذج خط الزفتاوي في المرفقات