بسم الله الرّحمن الرّحيمالحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَنِ اهتدى بهداه؛ أمّا بعد:
فمِنْ باب الأخوّة الإيمانيّة السّؤال عن حال إخواننا حتَّى نُؤْنِسَ وحْشَتهم إنْ كانوا غرباء ونفرح لِفَرحهم، ونُعينَهم إنْ وجدنا الوضع يلزم ذلك، ونحاول حلَّ مشاكلهم بطريقة سؤال العلماء إنْ لم يستطيعوا التّواصل معهم. ولهذا الغرض أنشأت هذا الموضوع، وقد كانت الدّولة السّعوديّة ترسل البعوث مِنَ الدّعاة والعلماء للسّؤال عنْ أخبار المسلمين، وتفقّد حاجاتهم، ولنشر الدّعوة إلى الإسلام والتّوحيد والسّنّة، ولِتَعضيد من دعا إلى الهدى، ولإغاضة من دعا إلى الضّلالة. والآن منَّ الله علينا بشبكة الأنترنت، فنحمد الله على هذه النّعمة باللّسان وكذا بالأعمال بِأن نصْرِفها فيما يُرضي الله تعالى مِنْ نَشرٍ للإسلام عبر مواقع الانترنت، و عبر الرّسائل الخاصّة والعامّة.
ولِمَنْ أراد المشاركة في هذا الموضوع فعليه أنْ يتَّسِمَ بالتَّفاؤل ولا يقل: هلك النّاس، ولا يذكر المسائل الخلافيّة الاجتهاديّة الّتي ليس فيها مخالفة نصّ صريح، حتّى لا يضرّ بالأخوّة الإيمانيّة. ولْيَذْكُر النّشاطات الدّعويّة اللّتي تقام في منطقته، وكذا المشايخ الّذين ينشطون بإقامة المحاضرات والنّدوات، والّذين يستحقّون الثّناء لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (من لم يشكر النّاس لم يشكر الله)، ولا يعرف الفضل لذوي الفضل إلاّ أهل الفضل. وأمّا الدّعاة الّذين هم تحت ضغط فلا داعي لأنْ يذكرهم حتّى لا يضرّهم، ويضرّ مَنْ معهم، ويَذكُر المنطقة على العموم بأنّها مثلا في طريقها إلى السّنّة...؛ ولْتُراعَى المصلحة في ذلك.
وأبدأ أنا بذكر ما عليه الجزائر اليوم، فهي بحمد الله في أمن واستقرار، بعد خوف ودمار، وهذا بفضل الله ثمّ بإرشادات الشّيخين الجليليْن الّذَيْن كان لهما أثر طيّب في الدّعوة إلى الله، وهما الشّيخ عبد المالك رمضانيّ، والشّيخ محمّد علي فركوس، حفظهما الله وسائر الدّعاة الآخرين، حيث علّموا النّاس السّنّة وحذّروهم مِنَ الشّرك وأهله ومِنَ البدع وأهلها، وخاصّة مِنْ مذهب الصّوفيّة ومن مذهب الخوارج، ونقلوا لنا أقوال علماء الحجاز فتأثّر الشّباب والكهول والشّيوخ بالدّعوة السّلفيّة، وأصبح النّاس يستمعون للعلماء وبخاصّة الشّيخ ناصر الدّين الألبانيّ، والشّيخ عبد العزيز بن باز، والشّيخ محمّد بن صالح العثيمين -رحمهم الله-.
وكذلك لا ننسى مجهودات دعاة آخرين كمجهودات الشّيخ عبد الغنيّ عوسات في دعوته إلى الله، في منطقة القبائل، باللّغة الأمازيغيّة.
وكذلك الشّيخ عزّ الدّين رمضانيّ، والشّيخ عبد المجيد جمعة، والشّيخ نجيب جلواح، والشّيخ سمير مرابيع، والشّيخ نور الدّين يطّو، والشّيخ الازهر سنيقرة، والشّيخ محمّد بوسنّة، وآخرون لا أذكُرُهم الآن، لعلّ الإخوة يذكّروننا بهم. وكان لهؤلاء الدّعاة المصلحين تلاميذ، قاموا أيضا بجانب مِنَ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، فأصبحوا كما وصف الله صحابة نبيّنا مع نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ((كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه)).
نسأل الله أنْ يثبّتنا بالقول الثّابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة. والله أعلم وصلّى الله وسلّم وبارك على نبيّنا محمّد.