بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله .
أختي الحبيبة لقد مر عليكي في حياتك من الغفلة مالايحمد عقباه ،فأنت تتقلبين في المعاصي منذ زمن ليس بالقليل، ثم أنت الآن قد أعلنتي توبتك مقبلة على الله بقلبك الجديد سائلة الله أن يغفر لك مامضى من زمن الغفلة القريب ، والإنسان بطبيعة حاله جزوع ،يستعجل الرد في كل مايدور ،ناسياً أن الصبر على الطاعات محمود ،فأنت الآن تريدين أن تغيري طريقاً قد مضى عليه دهور . فتذكري قول علام الغيوب :
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }.()البقرة{214}
فإن كنتي حقاً تائبة فلا تنسي الإختبار من عالم الخفايا والأسرار ،ولاتنسي أختاه أن هناك تنقية وتمحيص، كما بين ذلك رب العالمين :
{وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ},آ ل عمران(114)
وثقي بالله الكريم أن التوبة الصادقة مآلها مضمون ،تكفير للسيئات وجنات، ونور ،
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِ مْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }. (8) سورة التخريم . .
أسأل الله لنا ولكي توبة صادقة من قلب صار من الذنوب والمعاصي مهموم .