تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 21

الموضوع: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    براءةُ سُويدٍ الحدثانيِّ مِنْ اتّهَامِ يحيَ بْنِ مَعِينٍ تَظْهَرُ سَنَةَ:357هـ
    - بعد أكثر من مائة سنة من وفاة طرفي القضية -

    قال أبو القاسم حمزة بن يوسف السِّهْمِي:
    ( سألتُ الدَّارقطنيَّ عن سُويد بن سعيد، فقال:
    تكلَّمَ فيه يحيى بنُ معين، وقال: حَدَّثَ عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عَطيَّة عن أبي سعيد، أنَّ النبيَّ قال: الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ سَيِّدا شَبَابِ أَهْلِ الجنَّةِ..
    قال يحيى بنُ معين : وهذا باطلٌ عنْ أبي معاوية، لم يرْوِهِ غيرُ سُويدٍ ، وجُرِّحَ سُويدٌ لروايته لهذا الحديثِ.
    قال الشّيخُ أبو الحسن الدَّارقطنيِّ : فلم نَزَلْ نَظُنُّ أنَّ هذا كما قاله يحيى، وأنَّ سُويداً أتى أمراً عظيماً في روايتهِ لهذا الحديثِ، حتّى دخلتُ مصرَ في سنةِ سبعٍ وخمسينَ- يعني وثلاثمائة -، فوجدتُ هذا الحديثَ في "مسند" أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي المعروف بالمنجنيقي- وكان ثقةً - روى عن أبي كريب، عن أبي معاوية، كما قال سُويدٌ سواء، وتَخَلَّصَ سُويدٌ، وصَحَّ الحديثُ عنْ أبي معاوية .
    وقد حَدَّثَ أبو عبد الرحمن النَّسائي عن إسحاق بن إبراهيم هذا ( أو هكذا)، ومات أبو عبد الرحمن قبله .) انتهى
    سؤالات السهمي للدارقطني رقم (293)
    تاريخ بغداد 10/320 ط. دار الغرب
    تهذيب الكمال للمزي 12/254-255

    قلتُ: سويد بن سعيد بن سهل الهروي الأصل، ثم الحدثاني، ويقال له الأنباري أبو محمد: صدوق في نفسه إلا أنه عُمي فصار يتلقّن ما ليس من حديثه، وأفحش فيه ابن معين القول مات سنة أربعين ومائتين وله مائة سنة . و يحي بن معين عاصره ولد سنة 158 و مات سنة 233هـ قبله.
    رحم الله الجميع برحمته و أسكنهم فسيح جنانه.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    587

    Exclamation رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    براءةُ سُويدٍ الحدثانيِّ مِنْ اتّهَامِ يحيَ بْنِ مَعِينٍ تَظْهَرُ سَنَةَ:357هـ



    - بعد أكثر من مائة سنة من وفاة طرفي القضية -

    قال أبو القاسم حمزة بن يوسف السِّهْمِي:
    ( سألتُ الدَّارقطنيَّ عن سُويد بن سعيد، فقال:
    تكلَّمَ فيه يحيى بنُ معين، وقال: حَدَّثَ عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عَطيَّة عن أبي سعيد، أنَّ النبيَّ قال: الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ سَيِّدا شَبَابِ أَهْلِ الجنَّةِ..
    قال يحيى بنُ معين : وهذا باطلٌ عنْ أبي معاوية، لم يرْوِهِ غيرُ سُويدٍ ، وجُرِّحَ سُويدٌ لروايته لهذا الحديثِ.
    قال الشّيخُ أبو الحسن الدَّارقطنيِّ : فلم نَزَلْ نَظُنُّ أنَّ هذا كما قاله يحيى، وأنَّ سُويداً أتى أمراً عظيماً في روايتهِ لهذا الحديثِ، حتّى دخلتُ مصرَ في سنةِ سبعٍ وخمسينَ- يعني وثلاثمائة -، فوجدتُ هذا الحديثَ في "مسند" أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي المعروف بالمنجنيقي- وكان ثقةً - روى عن أبي كريب، عن أبي معاوية، كما قال سُويدٌ سواء، وتَخَلَّصَ سُويدٌ، وصَحَّ الحديثُ عنْ أبي معاوية .
    وقد حَدَّثَ أبو عبد الرحمن النَّسائي عن إسحاق بن إبراهيم هذا ( أو هكذا)، ومات أبو عبد الرحمن قبله .) انتهى
    سؤالات السهمي للدارقطني رقم (293)
    تاريخ بغداد 10/320 ط. دار الغرب
    تهذيب الكمال للمزي 12/254-255

    قلتُ: سويد بن سعيد بن سهل الهروي الأصل، ثم الحدثاني، ويقال له الأنباري أبو محمد: صدوق في نفسه إلا أنه عُمي فصار يتلقّن ما ليس من حديثه، وأفحش فيه ابن معين القول مات سنة أربعين ومائتين وله مائة سنة . و يحي بن معين عاصره ولد سنة 158 و مات سنة 233هـ قبله.

    رحم الله الجميع برحمته و أسكنهم فسيح جنانه.
    أخي عبد الإله..حياكم الله...

    لعلكم أردتم براءة سويد من تهمة ابن معين في هذا الحديث ؟؟؟ وإلا فلائحة الإتهام المقدمة من الإمام ابن معين-رضي الله عنه- ليست مبنية على هذا الحديث فحسب؟؟

    فهناك خبر آخر لسويد أظنكم لن تخالفوني الرأي في أن كلام ابن معين وغيره من النقاد في محله وذلك لروايته:( من عشق و كتم و عف فمات فهو شهيد)؟؟؟

    وعليه فبراءةُ سُويدٍ الحدثانيِّ مِنْ كلام يحيَ بْنِ مَعِينٍ-دون الغزو والسيف والرمح - لرواية سويد حديث(من عشق) لن تَظْهَرَ أبدا؟؟؟

    والله يرعاكم
    ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العطاب الحميري مشاهدة المشاركة
    أخي عبد الإله..حياكم الله...
    لعلكم أردتم براءة سويد من تهمة ابن معين في هذا الحديث ؟؟؟
    نعم، في هذا الحديثِ خاصّةً.
    و الحديث الذي ذكرته عنه، ورماه الناس بالعظائم من أجل روايته له .. حتى قال يحي بن معين: "هو ساقط كذاب لو كان لي فرس ورمح كنت أغزوه"..
    ظهرتْ براءتُه منه قديماً وفي حياته:
    - قال البخاري:"كان قد عمي، فيلقن ما ليس من حديثه."
    - و قال الدّارقطني: "هو ثقة غير أنه لما كبر كان ربما قُرئ عليه حديث فيه بعض النكارة فيجيزه".
    فهذا الحديث- لا محالة- مما لُقّنه بعد ما عمي..وليس على الأعمى حرج
    وهو حديث منكر جدا، بل هو موضوع لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وقد ذكره الحاكم الحاكم في " تاريخ نيسابور " وقال: أنا أتعجب من هذا الحديث فإنه لم يحدث به غير سويد وهو ثقة."
    فهذا الحديثُ -والذي نفسي بيده- ..ليس من حديثه، ولم يَكْذِبُه سُويدٌ ..وإنما رواه تلقيناً بعد أن كفّ بصره.. وأجاز روايته عنه، بعدما كبر و عمي.
    أخطأ الرجلُ بروايته هذا الحديث.. ولخطئِه عذرٌ.. فكان ماذا ؟؟ .. وأين الذي لم يُخطِئ ؟؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    587

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    نعم، في هذا الحديثِ خاصّةً.
    و الحديث الذي ذكرته عنه، ورماه الناس بالعظائم من أجل روايته له .. حتى قال يحي بن معين: "هو ساقط كذاب لو كان لي فرس ورمح كنت أغزوه"..
    ظهرتْ براءتُه منه قديماً وفي حياته:
    - قال البخاري:"كان قد عمي، فيلقن ما ليس من حديثه."
    - و قال الدّارقطني: "هو ثقة غير أنه لما كبر كان ربما قُرئ عليه حديث فيه بعض النكارة فيجيزه".
    فهذا الحديث- لا محالة- مما لُقّنه بعد ما عمي..وليس على الأعمى حرج
    وهو حديث منكر جدا، بل هو موضوع لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وقد ذكره الحاكم الحاكم في " تاريخ نيسابور " وقال: أنا أتعجب من هذا الحديث فإنه لم يحدث به غير سويد وهو ثقة."
    فهذا الحديثُ -والذي نفسي بيده- ..ليس من حديثه، ولم يَكْذِبُه سُويدٌ ..وإنما رواه تلقيناً بعد أن كفّ بصره.. وأجاز روايته عنه، بعدما كبر و عمي.
    أخطأ الرجلُ بروايته هذا الحديث.. ولخطئِه عذرٌ.. فكان ماذا ؟؟ .. وأين الذي لم يُخطِئ ؟؟
    جزاكم الله خيرا أيها الشيخ الكريم
    ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    أولاً: أخي الكريم.. لا مجال للحلف هنا في أمرٍ لم يتبين الجزم فيه؛ وهل لُقّن هذا الحديث وهو غافلٌ مخلطٌ؛ أم أُخذ عنه سماعاً صحيحاً، وقراءةً مُجازةً!!
    وقد رَاوَه عن سُوَيْد جماعة؛ منهم: أَحْمَد بْن محمود الأنباري، وصدقة بْن مُوسَى، والقاسم بْن أَحْمَد، وإبراهيم بْن جَعْفَر، وأبو الْعَبَّاس بْن مسروق، والحسن بْن علي الأشناني، وداود الأصبهاني.
    فهل كل هؤلاء فبركوه عليه وخدعوه به؟!! يحسن عدم الجزم في الأمور التي لم يتبين الجزم فيها.
    بل قد رواه سويد من وجهين: أحدهما عن ابن عباس، والآخر عن عائشة كما هو مزبور.
    ثم هو لم يتفرد به حتى يقال أنه مدسوسٌ عليه!! قال السخاوي: (ولكنه لم يتفرد به، فقد رواه الزبير بن بكار حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به مرفوعا، وهو سند صحيح، وينظر هل هذه هي الطريق التي أورده الخرائطي منها، فإن تكن هي فقد قال العراقي: في سندها نظر، ومن طريق الزبير أخرجه الديلمي في مسنده، ولكن وقع عنده عن عبد اللَّه بن عبد الملك بن الماجشون لا كما هنا).
    قلت: نعم هي الطريق التي أخرجها الخرائطي في اعتلال القلوب (1/59). فلا تصح.
    وقد توبعت هذه الطريق عند ابن الجوزي في ذم الهوى (ص326)، وقد ذكر طرقه كلها هناك.
    فلم يتفرد بها حتى يبرأ منها!!
    قال الصفدي في الوافي بالوفيات (3/ 49): (ورواه الدارقطني عن المنجنيفي فتابع سويدا).

    وثانياً: بالنسبة لنقل الحاكم رحمه الله؛ فقد ورد في الطبقات الكبرى للسبكي هكذا: (قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: أَنَا أَتَعَجَّبُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ! فَإِنَّهُ لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ ثِقَةٌ، وَدَاوُدُ، وَابْنُه ثِقَتَانِ).
    بينما ورد عند ابن الملقن في البدر المنير هكذا: (قال الحاكم في «تاريخ نيسابور»: أنا أتعجب من هذا الحديث، فإنه لم يحدث به غير سويد، وهو وداود وابنه محمد ثقات).
    قال: (وهذا العجب عجيب، فسويد لم ينفرد به، فقد رواه الزبير بن بكار، عن عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس رفعه: «من عشق فعف فمات فهو شهيد» وهذه متابعة حسنة).
    قلت: بل فيها نظر.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    فهناك خبر آخر لسويد أظنكم لن تخالفوني الرأي في أن كلام ابن معين وغيره من النقاد في محله وذلك لروايته:( من عشق و كتم و عف فمات فهو شهيد)؟؟؟
    قَالَ ابْنُ حِبَّانَ : رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَن ِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ ، فَكَتَمَ فَمَاتَ ، مَاتَ شَهِيدًا " .
    قَالَ أَبُو الْحَسَنِ : سُوَيْدُ بْنُ سَعِيٍد ثِقَةٌ ، وَلَكِنَّهُ كَبِرَ ، فَرُبَّمَا قَرَأَ الْقُومُ عَلَيهِ بَعْدَ أَنْ كَبِرَ ، قُرِئَ عَلَيْهِ حَدِيثٌ فِيهِ بَعْضُ النَّكَارَةِ ، فَيُجِيزُهُ ، وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ ، فَالْبَلِيَّةُ مِمَّنْ رَوَاهُ عَنْ سُوَيْدٍ لا مِنْهُ ، وَهُوَ شَيْخٌ يُعْرَفُ بِمُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْخَصِيبِ ، يَضَعُ الْحَدِيثَ .

    تعليقات الدارقطنى على المجروحين لابن حبان (1/119)

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    587

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    أخي أحمد حياكم الله..
    أنا لم أقل يارعاكم الله إن الأئمة طرَّاً يحملون سويدا تبعة هذا الحديث...
    حينها يصح إيرادكم لكلام الإمام الدارقطني كمخالف في المسألة...
    وتأمل معي كلام الحافظ في التلخيص الحبير(2/411) حيث قال:(وَقَدْ أَنْكَرَهُ عَلَى سُوَيْد الْأَئِمَّةُ ، قَالَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي كَامِلِهِ ، وَكَذَا أَنْكَرَهُ الْبَيْهَقِيّ ، وَابْنُ طَاهِرٍ ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : مَنْ رَوَى مِثْلَ هَذَا عَنْ
    عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ تَجِبُ مُجَانَبَةُ رِوَايَتِهِ)انتهى


    وما نستطيع قوله أمران:
    1-أن سويدا روى الحديث
    2-أنه لم يفتعله
    ويكون دخول الحديث عليه بعدما عمي-والعلم عند الله- ، كما قال الإمام البخاري:("كان قد عمي،فيلقن ما ليس من حديثه."

    وأما تثريب الشيخ أبي عاصم السكران التميمي على الشيخ أبي عبد الإله بقوله(لا مجال للحلف هنا في أمرٍ لم يتبين الجزم فيه) =فغير وجيه؟؟
    لأن الحلف بما يغلب على الظن جائز ولا حرج فيه.
    قال الحافظ في الفتح(20/418) عند شرحه للأثر الذي رواه ابن المنكدر قَالَ:(رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنَّ ابْنَ الصَّائِدِ الدَّجَّالُ قُلْتُ تَحْلِفُ بِاللَّهِ؟؟ قَالَ إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُنْكِرْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

    ((وَفِي الْحَدِيث جَوَاز الْحَلِف بِمَا يَغْلِب عَلَى الظَّنّ ، وَمِنْ صُوَره الْمُتَّفَق عَلَيْهَا عِنْد الشَّافِعِيَّة وَمَنْ تَبِعَهُمْ أَنَّ مَنْ وَجَدَ بِخَطِّ أَبِيهِ الَّذِي يَعْرِفهُ أَنَّ لَهُ عِنْد شَخْص مَالًا وَغَلَبَ عَلَى ظَنّه صِدْقه أَنَّ لَهُ إِذَا طَالَبَهُ ، وَتَوَجَّهَتْ عَلَيْهِ الْيَمِين أَنْ يَحْلِف عَلَى الْبَتّ أَنَّهُ يَسْتَحِقّ قَبْض ذَلِكَ مِنْهُ )
    والله يرعاكم
    ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    كلام الدارقطني هذا ناقشه ابن الجوزي -في العلل المتناهية (2/286)-، قال: (قد رواه عن سويدٍ جماعةٌ, منهم: أحمد بن محمود الأنباري، وصدقة بن موسى، والقاسم بن أحمد، وإبراهيم بن جعفر، وأبو العباس بن مسروق، والحسن بن علي الأشناني، وداود الأصبهاني, فما انفرد ابن زكريا بذلك).
    والجواب عن هذا: أن أكثر هذه المتابعات: إما في إسنادها نظر، أو في رواتها أنفسهم نظر.
    وإن صحَّ أن أحدهم روى الحديث عن سويد؛ فهذا لا يشكل على كلام الدارقطني؛ لأن من عايش عادات المحدثين وعرف أحوالهم وواقعهم الحديثي= تبيَّن له أن الحديث إذا أدخله أحد الرواة على الشيخ، فإنه يحدث به هذا الراويَ، وليس بعيدًا أن يحدث به غيرَه، فإما أن يكون ذلك الغيرُ حاضرًا في المجلس نفسه، أو يكون الشيخ بقي على التحديث به في مجالسَ أخرى، وربما كان الإدخال في كتاب الشيخ؛ فيأخذ الناسُ الحديثَ من كتاب الشيخ، ويقرؤونه عليه، فيجوز عليه، ولا ينتبه له، فيروونه عنه، إلى غير ذلك من الاحتمالات المعروفة المعتادة عند المحدثين.
    وللوضاعين حيلٌ وأساليب متنوعة في وضع الحديث، وإدخال الموضوعات على الشيوخ، وتركيب الأسانيد الصحيحة لها، وإيهام الناس بصحتها واستقامتها؛ مما لا ينبغي أن يجوز مثلُه على الناقد.
    وقد كان الرواة يحبون غرائب الحديث، ويستحسنونها، ويحرصون على سماعها، ويتداعون فيما بينهم إلى ذلك؛ حتى لو كانت مما أُدخل على الشيوخ وأنكرت عليهم، ولذا قالوا: إن شر الحديث الغرائب، وقالوا: إن عامة الغرائب المناكير والضعاف.
    والله أعلم.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    الأخ الفاضل أحمد السكندري وفقه الله.. لم يتفرد به محمد بن زكريا، عن سويد حتى يعقب بمثل ما عقبت به وفقك الله.. وقد ردت هذه الجملة من الأئمة على الدار قطني بما ذكرناه بمشاركتنا وأكثر.. فانظره غير مأمور.

    الأخ الكريم _ المشاغب _ العطاب الحميري حفظه الله.. كون الانسان يغتفر له الحلف على ما غلب ظنه به = فهذه لا نتكلم عليها ولا نخوض فيها؛ وما زالت هذه عادة الناس لم تتغير ولم يؤاخذوا عليها.
    لكن لا يعني هذا رحمك الله عدم التنبيه إلى أنه يلزم التثبت قبل إصدار هذا الحلف؛ ولو كان على غلبة ظن!
    والفقهاء والأئمة عندما تعرضوا لهذه المسألة تكلموا على أصل الجواز، ولم يتكلموا على عدم التنبيه والتأكيد ومحاولة التثبت والتريث قبل الحلف.. وهذا الأخير هو الذي عناه الرب سبحانه وتعالى بقوله: {ولا تجعلوا الله عرضةً لأيمانكم}.. فهل قال إلا من غلب ظنه على شيء؟!!!

    وعليه: فيحسن التثبت عند الحلف _ وهذه سنةٌ وهدي _، كما يحسن إيراد الاعتراض على الآخر _ وهذه دربةٌ وصنعة _.
    وفق الله الجميع.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    الأخ الفاضل أحمد السكندري وفقه الله.. لم يتفرد به محمد بن زكريا، عن سويد حتى يعقب بمثل ما عقبت به وفقك الله.. وقد ردت هذه الجملة من الأئمة على الدار قطني بما ذكرناه بمشاركتنا وأكثر.. فانظره غير مأمور.
    حياك الله شيخنا الحبيب أبو عصام
    أنا لم أعقب على الحديث تقريرا له ، بل عرض لفائدة مرت بي قديما ، فأحببت أن اشارك بها
    كما أن سويد بن سعيد قد عمي في آخر عمره و تلقن مما ليس بحديثه
    فما الذي يمنع أن يكون محمد بن زكريا الخصيب قد اختلق هذا الحديث ، ثم لقنه سويدا ، و قام سويدا بدوره بروايتها من حفظه - لأن كتبه صحاحا ، و هو بالتأكيد لم يحدث منها بعدما عمي الا من حفظه أو ممن لقنه - و عنه أخذ الناس ، و الله أعلم بالصواب .

    فكلام الشيخ محمد بن عبد الله متوجه .........و الله أعلم .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    587

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله مشاهدة المشاركة
    لأن من عايش عادات المحدثين وعرف أحوالهم وواقعهم الحديثي
    يا شيخ محمد هنيئا لكم بما وهبكم الله من علم في السنة...هنيئا لكم...
    ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    بارك الله فيك أخي العزيز أحمد..
    أنا تعقيبي كله حفظك الله على مسألة الجزم في أمرٍ لم يتبين تيقنه 100%، لا على غيرها.. حتى كلام الإمام الدار قطني نفسه!

    وبالنسبة لي:
    (1) كون ابن الخصيب لم يتفرد به عن سويد.. بغض النظر عن كلام الإمام الدار قطني فيه؛ فإني أجده ليس هو القرينة الأولى ولا الكبرى في تحميله تبعة هذا الخبر.
    فسويدٌ أصلاً لم يكن بالثقة المجمع عليه عندهم، ولم يكن بالضابط الحافظ المتقن.. فقد قال عنه أئمة الجرح والتعديل ومعرفة الرجال العارفون له ولحاله: (أما كتبه فصحاح، وأما إذا حدث من حفظه فلا).. وقالوا: (ما حدث به يكتب عنه، وما حدث به تلقينا فلا).. وقالوا: (من أروى الناس عن علي بن مسهر).. وقالوا: (من سمع منه وهو بصير فحديثه عنه حسن).
    فأثبت أن هذا الخبر مما حدث به من حفظه، أو مما حدث به تلقيناً، أو مما حدث به بعد العمى ثم انقش!! فليس الأمر على إطلاقه البتة.
    فالرجل أصلاً لم يكن محموداً عندهم على إطلاقه _ وإن كان صدوقاً في نفسه بلا شك _ حتى نبعد التهمة عنه ونلصقها بغيره!
    وعندي أن بلية هذا الخبر سويداً نفسه بعد تغير حفظه لم يلقنه أحد ولم ينقله من كتاب؛ بيان ذلك:
    أن هذا الحديث حديث سويدٍ عن علي بن مسهر لم يختلف عليه فيه، فلما كبر وخلّط وتغير حفظه = أصبح يرويه مرة عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن ابن عباس.. ويرويه أخرى عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.. فلم يضبطه رحمه الله.
    فلذلك تجد أن كلا الوجهين عنه قد حملتا ورويتا.. فلا يحسن تحميل راوٍ من دون هؤلاء _ مهما كان وصفه _ تبعة هذا الخبر؛ وأنه هو المدان الوحيد!
    على أن كلام الإمام الدار قطني لمن تدبره حقاً عرف أنه قصد من كلامه أن الحديث تفرد به ابن الخصيب فقط فرواه عنه وضعاً عليه.. وهذا واضحٌ جداً من كلام الإمام.. وهذا يفيد أنه رحمه الله لم يطلع فيما اطلع على رواية غيره عنه هذا الحديث، ولم يطلع على الوجه الثاني عنه من حديث عائشة رضي الله عنها.. ولا يؤثر هذا على إمامته ومعرفته رحمه الله؛ فالأوقات تختلف، والمعرفة تتفاوت.
    كما أنه لم يوصف ابن الحصيب بهذا الوصف إلا من قبل الإمام الدار قطني؛ تفرد به، على أني لم أقف على كثير روايةٍ له تبين اشتهاره بهذا الأمر! وغرضي من هذا الإيراد = أنه قد يكون هناك وهمٌ أو لبس في الأمر، أو عدم إحاطة.
    فقد وجدنا ثقتين من أخص الناس به يروونه عنه عارفين به؛ وهم: (داود بن علي الظاهري) و(القاسم بن محمد المهلبي)، بل قد صرحوا بالتحديث عنه بقولهم: (حدثنا).. وهذا يؤيد كلامي السابق وأن البلية هي سوء حفظ سويدٍ وتخليطه، لا شيئا آخر.
    فلذلك ذكره الإمام العلامة العلائي في كتابه (المختلطين برقم 22) على أنه منهم.

    (2) وكونه روي من طرق أخرى متعددة غير طريق سويد.. عند ابن الجوزي في (ذم الهوى)، وعند السراج في (مصارع العشاق) وغيرهم.
    كل هذا وغيره جعلني أكتب ما كتبت أعلاه.. توصلاً واستخراجاً وترجيحاً، لا جزماً وإيقانا.
    فلذلك قال الإمام ابن القيم بعد أن روى شيئاً من طرقه وأوجهه في كتابه روضة المحبين ونزهة المشتاقين (ص 180):
    (فخرج سويد عن عهدة التفرد به، على أنه لو تفرد به فهو ثقة احتج به مسلم في صحيحه، وقال عبد الله بن أحمد: قال لي أبي: أكتب عنه حديث ضمام، وقال البغوي: كان حافظا، وكان أحمد ينتقي لولديه عليه صالح وعبد الله فكانا يختلفان إليه، وقال مسلم: ثقة ثقة، وقال أبو حاتم الرازي ويعقوب بن شيبة: هو صدوق.
    وأكثر ما عيب به التدليس؛ وقد صرح هاهنا بالتحديث، وعيب بأنه ذهب بصره في آخر عمره فربما أدخل عليه هذا الحديث في كتبه، ولكن رواية الأكابر عنه هذا الحديث كان قبل ذهاب بصره لأنه إنما عمي في آخر عمره وليس هذا بقادح في حديثه).
    أقول: على أن كلمات التوثيق التام التي نقلها الإمام ابن القيم رحمه الله مقيدة غير مطلقة. فتنبه

    والصواب من هذا كله: أن هذا كلام ابن عباس رحمه الله تعالى ورضي عنه وعن أبيه؛ أخطأ في سويدٌ وغيره ممن رواه عنه فرفعه؛ قال ابن القيم رحمه الله في الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (ص 242):
    (قلت: والصواب في الحديث أنه من كلام ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا عليه، فغلط سويد في رفعه.
    قال أبو محمد بن خلف بن المرزبان: حدثنا أبو بكر بن الأزرق، عن سويد به، فعاتبته على ذلك، فأسقط ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وكان بعد ذلك يسأل عنه فلا يرفعه، ولا يشبه هذا كلام النبوة.
    وأما ما رواه الخطيب له عن الزهري: حدثنا المعافى بن زكريا، حدثنا قطبة بن الفضل، حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، حدثنا سويد، عن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعا = فمن أبين الخطأ، ولا يحمل هشام عن أبيه عن عائشة مثل هذا عند من شم أدنى رائحة من الحديث، ونحن نشهد بالله أن عائشة ما حدثت بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قط، ولا حدث به عروة عنها، ولا حدث به هشام قط.
    وأما حديث ابن الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعا؛ فكذب على ابن الماجشون، فإنه لم يحدث بهذا، ولا حدث به عنه الزبير بن بكار، وإنما هذا من تركيب بعض الوضاعين، ويا سبحان الله! كيف يحتمل هذا الإسناد مثل هذا المتن؟ فقبح الله الوضاعين.
    وقد ذكره أبو الفرج ابن الجوزي من حديث محمد بن جعفر بن سهل: حدثنا يعقوب بن عيسى، عن ولد عبد الرحمن بن عوف، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مرفوعا، وهذا غلط قبيح، فإن محمد بن جعفر هذا هو الخرائطي، ووفاته سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، فمحال أن يدرك شيخه يعقوب ابن أبي نجيح، لا سيما وقد رواه في كتاب الاعتلال عن يعقوب هذا، عن الزبير، عن عبد الملك، عن عبد العزيز، عن ابن أبي نجيح، والخرائطي هذا مشهور بالضعف في الرواية، ذكره أبو الفرج في كتاب الضعفاء.
    وكلام حفاظ الإسلام في إنكار هذا الحديث هو الميزان، وإليهم يرجع في هذا الشأن، ولا صححه ولا حسنه أحد يعول في علم الحديث عليه، ويرجع في التصحيح إليه، ولا من عادته التسامح والتساهل، فإنه لم يصف نفسه له، ويكفي أن ابن طاهر الذي يتساهل في أحاديث التصوف، ويروي منها الغث والسمين، قد أنكره وشهد ببطلانه.
    نعم ابن عباس لا ينكر ذلك عنه). فتأمل هذا الكلام الدقيق رحمه الله تعالى
    والله تعالى أعلى وأعلم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    * لا يُقال في حديثٍ أُنكر على الراوي الذي عُرف بقبول التلقين: (أثبت أنه مما رواه تلقينًا، فربما رواه على الصحة)، كما لا يقال في حديثٍ فيه راوٍ ضعيفٌ لم يُخالَف: (أثبت أنه مما أخطأ فيه، فربما روى الضعيفُ الحديثَ المستقيم)، وكما لا يقال في حديثٍ أُنكر على مختلطٍ ولم يتبين الراوي عنه فيمن سمع منه قبل أو بعد اختلاطه: (أثبت أنه رواه عنه بعد الاختلاط، فربما كان سمعه منه قبله)... إلخ.
    بل مبنى هذا الأمر على غلبة الظن، وإفادة القرائن، والأصل فيما ذُكر: العكسُ في كلٍّ.

    * أما حديث هشام بن عروة؛ ففي كلام الحافظ الخطيب البغدادي، ثم كلام العلامة ابن القيم= ما يبطل القول بأنه محفوظٌ عن سويد، أو أنه حدَّث به ويتحمَّل تبعته؛ فضلاً عمّا في إسناده -قبل راويه عن سويد- من الجهالة.

    * وأما كلام الدارقطني؛ فليس بـ"واضح جدًّا" في إفادة تفرد ابن الخصيب بالحديث، بل غاية ما فيه: أن البلية من الوضّاع، وأن سويدًا بريء من العهدة، وهذا يحتمل أن المراد به: أن الوضّاع أدخله على سويد، فبُلي به، وأصل البلاء من ذاك.
    وإن كان كلام الدارقطني محتملاً الحكمَ بتفرد الوضّاع عن سويد= احتمالاً قريبًا غيرَ بعيد، وهذا يفيد تزييف الروايات الأخرى عن سويد؛ التي جاء بها المجاهيل والضعاف والأدباء والأخباريّون، بل وبعض الرافضة!
    وكلمة الدارقطني -مع قرينة تبرئته سويدًا في هذا الحديث وفي غيره- تشير إلى أنه يعرف هذا الحديث، وجمع طرقه، وبحث عن مخارجه، وعلم أن البلية فيه هذا الوضّاع (إما بتفرده، أو بإدخاله على الشيخ)، خاصةً أن الحديث عراقيٌّ أنباريٌّ بغدادي، وأبو الحسن إمام العراقيين، وحافظ حديثهم.

    * وقول ابن القيم: (ولكن رواية الأكابر عنه هذا الحديث كان قبل ذهاب بصره) هو الذي يحتاج إلى إثبات العرش قبل النقش؛ فأين الأكابر؟ وأين صحة الرواية عنهم؟ وأين كون روايتهم إياه عنه قبل ذهاب بصره؟

    * تنبيه: بحثتُ في مرويات القاسم بن محمد المهلبي عن سويد؛ فلم أجد هذا الحديث منها، فلعله وقع وهمًا.

    * وأما الرواية الموقوفة؛ فلم تكتمل في إسنادها دواعي القبول، فضلاً عن أنه لا يصحُّ تغليط سويدٍ برواية سويدٍ نفسِه؛ الرواية التي رفعها هو، ووَقَفها من جاء بعده؛ اجتهادًا في التقصير بالحديث؛ لتن*زيه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قوله.

    * المتأمل لأسانيد الحديث يجد أن أصحها والذي جاء من وجهين مختلفين: رواية محمد بن زكريا الوضّاع، وهذا يدل على أن هذه الرواية هي الأصل والمرجع، وهذا يؤيد كلام الحافظ الدارقطني.

    والله أعلم.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    الذي أستطيع أن أقسم عليه غير مرتاب أن هذا الحديث مختلق موضوع لم يقله النبي صلى الله عليه و سلم ، بل ننزه عن نسبته اليه ، خلافا لمن حسنه أو صححه من الطرقية .

    و جزى الله كل الأخوة و المشايخ الكرام خيرا فقد أفدتمونا أفادكم الله ، فبارك الله في علمكم ، و أعظم أجركم ...................

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    بارك الله فيك..
    - أما قولك: (بل مبنى هذا الأمر على غلبة الظن، وإفادة القرائن، والأصل فيما ذُكر: العكسُ فيكلٍّ).
    فلو تأملت كلامي عفى الله عنك لرأيته يدعوا إلى أن مبنى هذا الأمر عائد إلى ماذكرتَ.. وما كان كلامي هذا إلا رداً على من جزم وتيقن ومنع من ورود الظن وعدم جدوى القرائن.. فأمرنا له بذلك لأنه لن يقدر عليه. فتأمل غفر الله لك ولا تخلط الأمور

    - أما قولك: (أما حديث هشام بن عروة؛ ففي كلام الحافظ الخطيب البغدادي، ثم كلام العلامة ابن القيم= ما يبطل القول بأنه محفوظٌ عن سويد، أو أنه حدَّث به ويتحمَّل تبعته؛ فضلاً عمّا في إسناده -قبل راويه عن سويد- من الجهالة).
    لم أشك في هذا أصلاً.. ولكن كونه ليس بمحفوظٍ عنه = لا يعني هذا النفي الكامل لعدم روايته له خطأ وتخليطا.. فلم يسلم سويدٌ من الجرح حتى يسلم من قبله من الرواة.
    وما تنازعنا هنا إلا لكونه مخلطٌ مخطئ فيما رواه غالباً في أخرة.. فكون المحفوظ غير طريق هشام = لا يعني أنه لم يروه مخطئاً فيه مخلطا.. فليست المسألة مسألة بيان المحفوظ؛ فإنه لا خلاف في كون المحفوظ هو رواية ابن أبي يحيى القتات.

    - أما قولك: (وأما كلام الدارقطني؛ فليس بـ"واضح جدًّا" في إفادة تفرد ابن الخصيب بالحديث، بل غاية ما فيه: أن البلية من الوضّاع، وأن سويدًا بريء من العهدة، وهذا يحتمل أن المراد به: أن الوضّاع أدخله على سويد، فبُلي به، وأصل البلاء من ذاك).
    بل هو أوضح من شمسٍ ساطعة في سماء صافية.. وما فعلت أنتَ رحمك الله سوى ترديد كلام الدار قطني بأسلوب آخر فقط!
    فإنه فعلاً في كلامه أراد ما تفضلت به: (بل غاية ما فيه: أن البلية من الوضّاع، وأن سويدًا بريء من العهدة، وهذا يحتمل أن المراد به: أن الوضّاع أدخله على سويد، فبُلي به، وأصل البلاء من ذاك).. فسويدٌ عنده ثقةٌ أصلا، وثقته هذه عنده هي التي جعلته يقول هذا القول ويلزقه بغيره. فتأمل
    لكن أضف على هذا الكلام الواضح؛ وضوح كونه بين أنه تفرد عنه في الرواية دون غيره.. وليس المجال مجال محاماة ومدافعة عن الإمام رحمه الله!! فهب أنه فعل؛ فهل سينقص هذا من شأنه؟!

    وثقة سويدٍ عند الدار قطني ترد تبريرك لكلامه لما أن قلت: (وكلمة الدار قطني -مع قرينة تبرئته سويدًا في هذا الحديث وفي غيره- تشير إلى أنه يعرف هذا الحديث، وجمع طرقه، وبحث عن مخارجه، وعلم أن البلية فيه هذا الوضّاع (إما بتفرده، أو بإدخاله على الشيخ)، خاصةً أن الحديث عراقيٌّ أنباريٌّ بغدادي، وأبو الحسن إمام العراقيين، وحافظ حديثهم).
    فلا يلزم غفر الله لك من معرفته لهذا الحديث معرفته بطرقه كلها! وأجزم لك أنا أنه لو عرفها لما تردد برهة واحدة في سردها وتبيين أمرها؛ فلم يعهد الدار قطني إلا هكذا. فتأمل
    وحتى وإن كان الحديث عراقياً والدار قطني إمام العراقيين.. فقد قلنا: الزمن قد يختلف، والاطلاع يتفاوت، فبعض الأحاديث وطرقها عزيزة ليس لكل أحد الوقوف عليها.
    وكلامنا في مشاركتنا السابقة أغلبه منصباً على رد هذا الكلام بارك الله فيك.

    - أما قولك (وهذا يفيد تزييف الروايات الأخرى عن سويد؛ التي جاء بها المجاهيل والضعاف والأدباء والأخباريّون، بل وبعض الرافضة!).
    قد قلنا أن الحديث أصلاً لا يصح؛ وأنه على الصواب بتمشيته من قول ابن عباس رحمه الله تعالى ورضي عنه.
    لكن مع ذلك قلنا أنه قد رواه عن سويدٍ اثنين من الثقات المتعهدين له؛ بل هم أقدم من ابن الخصيب هذا، وقد ذكرناهما أعلاه في مشاركتنا، والسند إليهما عنه جيد لابأس به إن شاء الله.
    وهذا الذي عناه الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كلامه لما أن نسف جميع الطرق والوجوه ما عدا ما صحت روايته عن سويدٍ منها.. وهذا هو الذي يرد تعليقك عليه رحمه الله بقولك: (وقول ابن القيم: [ولكن رواية الأكابر عنه هذا الحديث كان قبل ذهاب بصره] هو الذي يحتاج إلى إثبات العرش قبل النقش؛ فأين الأكابر؟ وأين صحة الرواية عنهم؟ وأين كون روايتهم إياه عنه قبل ذهاب بصره؟).
    فأخبرناك من هم الأكابر، وأخبرناك أنها مروية إليهم عنه بأسانيد جيدة، وأخبرناك في مشاركتنا أعلاه أنهم صرحوا بالتحديث عنه، وأخبرناك أنهم من أقدم أصحابه.. فاستنتج ابن القيم رحمه الله تعالى من هذا كله ما نقدته عليه.

    - وأما قولك: (وأما الرواية الموقوفة؛ فلم تكتمل في إسنادها دواعي القبول، فضلاً عن أنه لا يصحُّ تغليط سويدٍ برواية سويدٍ نفسِه؛ الرواية التي رفعها هو، ووَقَفها من جاء بعده؛ اجتهادًا في التقصير بالحديث؛ لتن*زيه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قوله).
    ولن تكتمل أصلاً بارك الله فيك؛ فهي من أولها وهم وخطأ لم ينضبط.. وتغليطنا لسويدٍ ما حصل إلا لروايته هذا الخبر مخلطاً مضطرباً.. وليس لتنزيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا دخلٌ في الموضوع؛ فلم يضعف الخبر من أجل هذا، بل هو مضعفٌ من أجل خلط سويدٍ فيه وعدم ضبطه له.. وإلا فمنازل الشهادة فمعروفة لا يحتاج إلى حديث سويدٍ لبيان نوعٍ منها.

    - أما قولك: (المتأمل لأسانيد الحديث يجد أن أصحها والذي جاء من وجهين مختلفين: رواية محمد بن زكريا الوضّاع، وهذا يدل على أن هذه الرواية هي الأصل والمرجع، وهذا يؤيد كلام الحافظ الدار قطني).
    فأعتقد أنه محاولة لتطويع الكلام ليتوافق وكلام الإمام الدار قطني في محاولة الدفاع عنه ولو على غير جادة!!
    كيف تختار هذا الطريق الذي فيه وضاعٌ وتجعله أصح أسانيد الخبر لكي ترجع كلام الدار قطني إليه؛ وتترك رواية الثقات عنه فيما قدمناه لك؟!!
    وأعيد وأقول: كلام الإمام الدار قطني واضح جداً لا يحتاج مدافعة وتبرير.. وليس في هذا تنقص من حقه رحمه الله.. وقد كررنا هذا كثيرا.

    يحسن جداً الإحاطة التامة بما روي من طرق، وبما قيل حول هذا الخبر، متجرّداَ عن أي عراقيل نفسية قد تؤخر الوقوف على حيثيات هذا الخبر. وفق الله الجميع
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    وفيك بارك الله.
    * من الشائن -مع وافر الاحترام- تضمين إسقاطات "المحاماة"، و"المدافعة"، و"التبرير"، و"تطويع الكلام"، و"على غير الجادة"، وقلة "الإحاطة"، و"العراقيل النفسية"= في النقاش العلمي.
    ومثل هذا التعامل مع المناقش (ولا أقول المخالف) أول المزالق، والحاجة إليه تكون أحيانًا لتدعيم الضعف الذي يعتري كلام صاحبه علميًّا. هذا كلام عام لا بخصوص ما هنا، فليُتأمل.
    وسأكتفي بهذا عن نقل ما كان من هذا الجنس في النقاش، والكلام عليه.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    - أما قولك: (أما حديث هشام بن عروة؛ ففي كلام الحافظ الخطيب البغدادي، ثم كلام العلامة ابن القيم= ما يبطل القول بأنه محفوظٌ عن سويد، أو أنه حدَّث به ويتحمَّل تبعته؛ فضلاً عمّا في إسناده -قبل راويه عن سويد- من الجهالة).
    لم أشك في هذا أصلاً.. ولكن كونه ليس بمحفوظٍ عنه = لا يعني هذا النفي الكامل لعدم روايته له خطأ وتخليطا.. فلم يسلم سويدٌ من الجرح حتى يسلم من قبله من الرواة.
    وما تنازعنا هنا إلا لكونه مخلطٌ مخطئ فيما رواه غالباً في أخرة.. فكون المحفوظ غير طريق هشام = لا يعني أنه لم يروه مخطئاً فيه مخلطا.. فليست المسألة مسألة بيان المحفوظ؛ فإنه لا خلاف في كون المحفوظ هو رواية ابن أبي يحيى القتات.
    كيف يكون غيرَ محفوظٍ عن سويدٍ -بلا شك-، ويمكن -مع ذلك- أن يكون سويدٌ نفسُه رواه خطأً وتخليطًا؟!
    وقضية الصواب في نهاية الأمر ليست محل البحث، وإنما الكلام في المحفوظ عن سويد، وإذا لم تكن رواية هشام محفوظةً عنه؛ لزم أن يكون لم يروها أصلاً، وأن الخطأ في ذكرها ممن دونه.
    وبعيدًا عن المحفوظ؛ فإسناد الرواية التي فيها هشام ضعيفٌ من أوله، وقد أشرتُ إلى هذا في مشاركة سابقة.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    - أما قولك: (وأما كلام الدارقطني؛ فليس بـ"واضح جدًّا" في إفادة تفرد ابن الخصيب بالحديث، بل غاية ما فيه: أن البلية من الوضّاع، وأن سويدًا بريء من العهدة، وهذا يحتمل أن المراد به: أن الوضّاع أدخله على سويد، فبُلي به، وأصل البلاء من ذاك).
    بل هو أوضح من شمسٍ ساطعة في سماء صافية.. وما فعلت أنتَ رحمك الله سوى ترديد كلام الدار قطني بأسلوب آخر فقط!
    أما الشمس الساطعة والسماء الصافية؛ فمن أساليب الخطابة التي لا تجوز على كل أحد.
    وأما ترديد كلام الدارقطني؛ فلأنه هو كلامه، ولأن هذا احتمالٌ في المراد منه غيرُ بعيد.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    فإنه فعلاً في كلامه أراد ما تفضلت به: (بل غاية ما فيه: أن البلية من الوضّاع، وأن سويدًا بريء من العهدة، وهذا يحتمل أن المراد به: أن الوضّاع أدخله على سويد، فبُلي به، وأصل البلاء من ذاك).. فسويدٌ عنده ثقةٌ أصلا، وثقته هذه عنده هي التي جعلته يقول هذا القول ويلزقه بغيره. فتأمل
    ليس سويدٌ عند الدارقطني بثقة بهذا الإطلاق؛ بل قال الدارقطني -وكلامه منقول أعلاه، غير بعيد-: (ثقة، ولكنه كبر، فربما قرأ القوم عليه بعد أن كبر، قرئ عليه -كذا- حديث فيه بعض النكارة، فيجيزه).
    فتبرئتُه سويدًا وتوثيقه إياه لا يتعارض -بنصِّ كلامه- مع كون بعضهم يُدخل الأحاديث المنكرة عليه.
    ولكني أظنك أردتَ هنا: احتمال إرادة التفرد في كلام الدارقطني، فأخطأتَ في النقل. وسيأتي لقضية التفرد هذه مزيد كلام.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    - أما قولك (وهذا يفيد تزييف الروايات الأخرى عن سويد؛ التي جاء بها المجاهيل والضعاف والأدباء والأخباريّون، بل وبعض الرافضة!).
    قد قلنا أن الحديث أصلاً لا يصح؛ وأنه على الصواب بتمشيته من قول ابن عباس رحمه الله تعالى ورضي عنه.
    ليس الكلام في صحة الحديث، بل في صحة الروايات عن سويد.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    لكن مع ذلك قلنا أنه قد رواه عن سويدٍ اثنين من الثقات المتعهدين له؛ بل هم أقدم من ابن الخصيب هذا، وقد ذكرناهما أعلاه في مشاركتنا، والسند إليهما عنه جيد لابأس به إن شاء الله.
    وهذا الذي عناه الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كلامه لما أن نسف جميع الطرق والوجوه ما عدا ما صحت روايته عن سويدٍ منها.. وهذا هو الذي يرد تعليقك عليه رحمه الله بقولك: (وقول ابن القيم: [ولكن رواية الأكابر عنه هذا الحديث كان قبل ذهاب بصره] هو الذي يحتاج إلى إثبات العرش قبل النقش؛ فأين الأكابر؟ وأين صحة الرواية عنهم؟ وأين كون روايتهم إياه عنه قبل ذهاب بصره؟).
    فأخبرناك من هم الأكابر، وأخبرناك أنها مروية إليهم عنه بأسانيد جيدة، وأخبرناك في مشاركتنا أعلاه أنهم صرحوا بالتحديث عنه، وأخبرناك أنهم من أقدم أصحابه.. فاستنتج ابن القيم رحمه الله تعالى من هذا كله ما نقدته عليه.
    قد أخبرناك! أن رواية القاسم بن محمد المهلبي لا وجود لها -فيما وقفنا! عليه-، ولم تجب عن هذا.
    وأما رواية داود الظاهري، فقد تفرد بها عنه ابنه: محمد بن داود.
    وابنه هذا على فقهه وعلمه؛ كان أخباريًّا أديبًا شاعرًا، وكان معترفًا بعشقه وهواه، وعُلم عنه ميله إلى أحد أصحابه، وحبه له، وعشقه وهيامه به، حتى قيل: مات من أجله! نسأل الله العافية.
    ومثل هذا لا يُستجاز قبول ما يرويه في باب العشق خاصة، ولا يصح أن تُرَدَّ به أقوال الأئمة النقاد.
    هذا فضلاً عن أن القصة مروية عنه بطريقين أحدهما فيه رافضي ليس له كتب ولا أصول، ويحدث من حفظه، والآخر في إسناده جهالة.
    ثم لو صحت الرواية؛ فظاهر السياق أن ابن داود أسنده على طريق المذاكرة والحكاية، وهذا بابٌ مفتوحٌ على مصراعيه للأوهام والأغلاط والتدليس وغير ذلك.
    وأما باقي الروايات عن سويد؛ فكما سبق: إما في إسنادها نظر، أو في رواتها أنفسهم نظر.
    هذا ما أراه حقًّا، وأدعو إليه، ولا أثرب على من يأخذ برواية داود الظاهري، فينفي التفرد، وإن كان الركون إليها -مع ما سبق مما فيها- في رد كلام أئمة النقد مزلة كبيرة.
    وهذه خلاصة الكلام، ومربط الفرس، وهذا كله على التسليم بأن الدارقطني يريد الحكم بتفرد الوضّاع عن سويد بن سعيد.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    - وأما قولك: (وأما الرواية الموقوفة؛ فلم تكتمل في إسنادها دواعي القبول، فضلاً عن أنه لا يصحُّ تغليط سويدٍ برواية سويدٍ نفسِه؛ الرواية التي رفعها هو، ووَقَفها من جاء بعده؛ اجتهادًا في التقصير بالحديث؛ لتن*زيه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قوله).
    ولن تكتمل أصلاً بارك الله فيك؛ فهي من أولها وهم وخطأ لم ينضبط.. وتغليطنا لسويدٍ ما حصل إلا لروايته هذا الخبر مخلطاً مضطرباً.. وليس لتنزيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا دخلٌ في الموضوع؛ فلم يضعف الخبر من أجل هذا، بل هو مضعفٌ من أجل خلط سويدٍ فيه وعدم ضبطه له.. وإلا فمنازل الشهادة فمعروفة لا يحتاج إلى حديث سويدٍ لبيان نوعٍ منها.
    إنما تحدَّثت عن تخطئة المرفوع وترجيح الموقوف؛ لا عن تضعيف الحديث بالكلية، وهذا الموضع الثاني (أو الثالث) الذي أدخلتَ فيه هذا بهذا.
    وقد ذكرتُ أن الذي وقف الحديث وقفه تن*زيهًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم أقل: إن الذي ضعَّفه ضعَّفه لأجل ذلك، فانتبه.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    - أما قولك: (المتأمل لأسانيد الحديث يجد أن أصحها والذي جاء من وجهين مختلفين: رواية محمد بن زكريا الوضّاع، وهذا يدل على أن هذه الرواية هي الأصل والمرجع، وهذا يؤيد كلام الحافظ الدار قطني).
    فأعتقد أنه محاولة لتطويع الكلام ليتوافق وكلام الإمام الدار قطني في محاولة الدفاع عنه ولو على غير جادة!!
    كيف تختار هذا الطريق الذي فيه وضاعٌ وتجعله أصح أسانيد الخبر لكي ترجع كلام الدار قطني إليه؛ وتترك رواية الثقات عنه فيما قدمناه لك؟!!
    ما شأن الوضّاع بصحة الطريق؟
    هل يمكن أن يقول من عنده مسكة عقل: إن أصح الأسانيد: إسنادٌ فيه وضّاع؟!
    أما ما قلتُه -وهو واضح-؛ فإنما قلتُ: إن أصح الأسانيد المروية لهذا الحديث: إسناد رواية محمد بن زكريا، أي: الإسناد الذي جاءت به هذه الرواية.
    وهذا لا شك فيه ولا إشكال، وإسناد رواية الوضّاع أصح من إسناد رواية داود الظاهري وغيره.
    بل جاء الحديث عن محمد بن زكريا من طريقين عنه، بخلاف جميع الروايات عن أصحاب سويد، فكلها غرائب جاءت عنهم بأسانيد مفردة.
    وإسنادا رواية محمد بن زكريا الخصيب -وهو المروزي فيما يظهر-:
    أولهما: ما أخرجه الخطيب، قال -في تاريخه (13/185)-: (حدثنا المؤمل بن أحمد من لفظه، قال: حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني، قال: حدثنا أبو القاسم بن بكير التميمي، قال: حدثنا محمد بن زكريا الخصيب...)، فساقه، والإسناد إلى الخصيب صحيح مسلسل بالثقات.
    والثاني: ما أخرجه الخطيب -أيضًا-، قال (11/295): (حدثنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري، قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي بجرجان، قال: حدثنا عثمان بن زكريا بن يحيى المروزي ببغداد، قال: حدثنا محمد بن زكريا المروزي...) فساقه، وليس بهؤلاء بأس، إلا أن في عثمان بن زكريا جهالة؛ يزول أثرها بمتابعة أبي القاسم ابن بكير التميمي له.
    ولا تجد مثل هذين الإسنادين في جميع الروايات الأخرى.
    ومن فقه النقد: أن يركن الناقد إلى المشاهير الصحاح، ويرتاب من الغرائب -وإن كان ظاهر الغرائب الصحة-، خاصةً إذا وافق ذلك قولٌ لإمامٍ يُعتمد عليه.
    والله -تعالى- أعلم.

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    (من الشائن -مع وافر الاحترام- تضمين إسقاطات "المحاماة"، و"المدافعة"، و"التبرير"، و"تطويع الكلام"، و"على غير الجادة"، وقلة "الإحاطة"، و"العراقيل النفسية"= في النقاش العلمي.
    ومثل هذا التعامل مع المناقش (ولا أقول المخالف (أول المزالق، والحاجة إليه تكون أحيانًا لتدعيم الضعف الذي يعتري كلام صاحبه علميًّا. هذا كلام عام لا بخصوص ما هنا، فليُتأمل.
    وسأكتفي بهذا عن نقل ما كان من هذا الجنس في النقاش، والكلام عليه).
    دعك من هذا الكلام المنمق وفقك الله، فما كتبتُ حرفاً إلا وكان في مواجهة كلامٍ آخر ينبني عليه كلامي ويؤيده، ونعرف أنفسنا كما نعرف كتاباتنا.. فلا تنزلق بما تدعوا إلى شينه!!
    وبالمناسبة كلامي هذا عام لا بخصوص ما هنا. فتأمل
    أخي العزيز المبارك.. ثق مني أنا ثقةً تامة؛ أن خدمتكم لهذا العلم الشريف، ونشر علم أهله، وشغلكم بتعلمه وتعليمه، مع معرفتي بصدقكم في هذا = تجعلني أكن لك كل التقدير والاحترام والمحبة.. لا أساومك في هذا، ولم تشقق عن قلبي لتراه.
    لا يهم نعود (للنقاش).

    أما قولك: (كيف يكون غيرَ محفوظٍ عن سويدٍ -بلا شك-، ويمكن -مع ذلك- أن يكون سويدٌ نفسُه رواه خطأً وتخليطًا؟!
    وقضية الصواب في نهاية الأمر ليست محل البحث، وإنما الكلام في المحفوظ عن سويد، وإذا لم تكن رواية هشام محفوظةً عنه؛ لزم أن يكون لم يروها أصلاً، وأن الخطأ في ذكرها ممن دونه).
    سبحان الله ترديد لنفس الكلام؛ هو هو!!
    كيف تستغرب مني قولي بأنه غير محفوظٍ عنه ومع ذلك يمكن أن يكون رواه خطأ وتخليطا؟!!
    وهل قلت أنا: جزماً وفرضاً وغصباً رواه من طريق هشام وثبت ذلك عنه؟!
    وهل سويدٌ لم يكن بالمعروف بالتخليط والخطأ حتى تحاسبني على كلامي هذا؟!
    وهل فقد مثل هذا النموذج في الروايات حتى تعترض على كلامي؟!
    أجد أنك أخي العزيز تحاول أن تقرر أمراً في هذه النقطة بعيداً عن الواقع جداً.

    ومتى ضمنا سلامة سويدٍ حتى لا نحمله طرفاً وجزءاً من خطأ الرواية؟!
    نحن لا نناقش خطأها وضعف سندها.. بل نناقش أنه قد يكون لسويدٍ فيها طرف؛ فلم يكن بالضابط المتقن الثبت أبدا.. ومن ثم تستنكر مني احتمالاً تقديراً بتحميله شؤم الرواية!
    ولا أعلم وجهاً لهذا اللازم الذي ألزمتني وألزمت به علم الحديث والرواية برواية مثل سويدٍ بقولك: (وإذا لم تكن رواية هشام محفوظةً عنه؛ لزم أن يكون لم يروها أصلاً،وأن الخطأ في ذكرها ممن دونه) فلا أدري ما هذا اللازم المطلق غير المقيد؟! وهل سويدٌ ومن على شاكلته ممن تلزمني معهم بهذا اللازم؟!! لا أعتقد ذلك.

    أما قولك: (أما الشمس الساطعة والسماء الصافية؛ فمن أساليب الخطابة التي لا تجوز على كل أحد.
    وأما ترديد كلام الدارقطني؛ فلأنه هو كلامه، ولأن هذا احتمالٌ في المراد منه غيرُ بعيد).
    وقوعٌ في الشين!!
    وترديد كلامٍ قد رددنا عليه سابقاً وناقشناه.
    بمعنى أنك تعتقد أني أعتبرك ساذجاً؛ وكما يقول الأحبة المصريين (آكل بعقلك حلاوة) أليس كذلك؟!
    النضج مطلوب، وحسن الظن أولى منه.

    أما قولك: (ليس سويدٌ عند الدارقطني بثقة بهذا الإطلاق؛ بل قال الدارقطني -وكلامه منقول أعلاه، غير بعيد-: (ثقة، ولكنه كبر، فربما قرأ القوم عليه بعد أن كبر، قرئ عليه -كذا- حديث فيه بعض النكارة، فيجيزه).
    لم نطلق بارك الله فيك، وعبارة الدار قطني نعرفها جيداً، وكلامي كان واضحاً جداً في أنه يوثقه التوثيق العام الذي يستبعد معه ورود مثل هذا الحديث من طريقه؛ فلذلك أعقب بما أعقب بعد التوثيق. فتأمل
    ولاحظ أنت أنه صدَّر تعقب التوثيق بقوله: (فربما) وهذا منه بارك الله نفياً لأن تكون جميع رواياته المتأخرة داخلةٌ في هذا التلقين والقراءة.

    أما قولك: (فتبرئتُه سويدًا وتوثيقه إياه لا يتعارض –بنصِّ كلامه- مع كون بعضهم يُدخل الأحاديث المنكرة عليه.
    ولكني أظنك أردتَ هنا: احتمال إرادة التفرد في كلام الدارقطني، فأخطأتَ في النقل. وسيأتي لقضية التفرد هذه مزيد كلام).
    لا يتعارض لأنه وثقه أولاً فلم يظن أن يرد منه مثل هذا فبرأه ثانياً.. فأخذ يبعد احتمال وقوع الرواية منه وأنها هو من يتحملها.. وكلامنا السابق كله في مناقشة هذا الأمر.
    ولم أرد شيئاً ولم أخطئ في نقل، وكلامي واضحٌ كوضوح كلام الدار قطني.

    أما قولك: (قد أخبرناك! أن رواية القاسم بن محمد المهلبي لا وجود لها -فيما وقفنا! عليه-، ولم تجب عن هذا).
    سكوتي عن الإجابة لوضوح الجواب بمجرد البحث اليسير عن ذلك.. فلم أعلق عليه.
    وروايته عنه مبثوثة في الكتب التي خرّجت هذا الحديث.. ابحث عنها وستجدها لا وهم فيها ولا شذوذ.
    وبالمناسبة: فإني لا أجدك إلا واهماً بأنه البغدادي؛ وليس هو. فتنبه

    أما قولك: (وأما رواية داود الظاهري، فقد تفرد بها عنه ابنه: محمد بن داود.
    وابنه هذا علىفقهه وعلمه؛ كان أخباريًّا أديبًا شاعرًا، وكان معترفًا بعشقه وهواه، وعُلم عنه ميله إلى أحد أصحابه، وحبه له، وعشقه وهيامه به، حتى قيل: مات من أجله! نسأل الله العافية.
    ومثل هذا لا يُستجاز قبول ما يرويه في باب العشق خاصة، ولا يصح أن تُرَدَّ به أقوال الأئمة النقاد).
    عفى الله عنك؛ كيف تصدر هذا الكلام مباشرة مقرراً دون التريث فيه؟!
    لا ننكر تفرده بها عن أبيه، لكن ننكر أنه كذابٌ وضاع، كما ننكر أنه كان ممن يهم الهيام الزائد عن الحد والذي يجعله يفتري على الله الكذب.. الإنصاف مطلوبٌ هنا، وكثيرٌ من التاريخ مزور. فتأمل
    (فقيه عالم شاعر أديب).. ألقاب تنفر صاحبها ذو الفضل عن الكذب على الله ورسوله، وتجعل كثيراً مما يقال عنه مما يعتري عن الصحة.
    بل مثل هذا إذا بان لي صدقه وفضله أستجيز روايته، خاصةً لمتابعتها لغيرها.. ولم نرد بها أقوال الأئمة النقاد؛ أكثر مما نعتذر للأئمة النقاد بعدم الوقوف عليها أو على غيرها. فتأمل
    وليس في هذا مزلة كبيرة، ولا فاجعة عظيمة!! بل المزلة الكبيرة هي أخذ غثاء التاريخ ومزبلته وجعله حكماً على الرجل هذا أو ذاك، مع معرفتي بمكانته وفضله.

    أما قولك: (إنما تحدَّثت عن تخطئة المرفوع وترجيح الموقوف؛ لا عن تضعيف الحديث بالكلية، وهذا الموضع الثاني (أو الثالث) الذي أدخلتَ فيه هذا بهذا).
    سبحان الله! تكتب الكلام عشواء ثم تقول: قصدت كذا، وأردت كذا! لا؛ وتزيد الأمر نقمةً بتحميل غيرك تبعة عدم فهم كلامك!!
    لم ندخل أمراً في أمر بارك الله فيك.. فقط نرد على كلامك الذي أمامنا.

    أما قولك: (أما ما قلتُه -وهو واضح-؛ فإنما قلتُ: إن أصح الأسانيد المروية لهذا الحديث: إسناد رواية محمد بن زكريا، أي: الإسناد الذي جاءت به هذه الرواية.
    وهذا لا شك فيه ولا إشكال، وإسناد رواية الوضّاع أصح من إسناد رواية داود الظاهري وغيره).
    وقد رأينا هذا الوضوح ووقفنا عليه؛ وما زلت تقول بأن أصح أسانيد الخبر هو الذي رواه الوضاع!!! ثم تقول: وهذا لا شك فيه.
    بارك الله فيك مثل هذا لا يقال فيه هكذا عفى الله عنك _ ولا تُعَلَّم _، فكونه أسلم وأدق ما توصلت إليه أنت في محاولة تقرير كلام الدار قطني = هذا شأنك.
    لكن لا يعطيك هذا الحق بأن تنسف روايات أخرى قد بينا لك حالها يراها غيرك أصح وأسلم وأثبت مما تدافع عنه وتصححه من رواية.. ثم لا تكتفي إلا بأن تنفي الشك بالكلية فيما تقول أنتَ، بل وتجزم على صحة كلامك فيه!
    بل لا هي أصح من رواية الظاهري ولا من رواية المهلبي، وضاعٌ في مقابل ثقتين روي الخبر عنهما بأسانيد جيدة = يسقط ويطرح = هذا من عجائب الصنعة!!

    وقد قلت قبل: تتبعٌ متثبتٌ فيه لروايات الخبر = توقفك على حيثيات أسانيده كلها.. فلا تأخذ بسندٍ وتنافح عنه وتترك غيره من الأسانيد قد تنسفه وتنسف حكمك عليه؛ لأنك تتبع إمام أو تؤيده فيما يقول.

    وقولك: (ومن فقه النقد: أن يركن الناقد إلى المشاهير الصحاح، ويرتاب من الغرائب -وإن كانظاهر الغرائب الصحة-، خاصةً إذا وافق ذلك قولٌ لإمامٍ يُعتمد عليه).
    وهذا هو الذي جعلك تنافح كل هذه المنافحة، وتكتب كل هذا الكلام!!
    وهل حديثنا من جنس المشاهير الصحاح حتى لا نفقه نقده؟!
    ثم هل صح في هذا الباب شيئا؟
    الحديث كله (مرفوعاً أو موقوفا) (مضبوطاً أو مختلطا) (توبع أو لم يتابع) = لا يصح ولا يثبت.. لكن نقرر التعليقات والأحكام بحسب المعطيات + التثبت في قراءة هذه المعطيات والإحاطة بها.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    دعنا نتفق أولا :

    هل متن هذا الحديث منكر ؟

    ننتظر اجابة من الشيخين بارك الله فيهما .

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    هل متن هذا الحديث منكر ؟
    بالنسبة لي؛ فهو متنٌ منكر جداً، لا يشبه كلام النبوة.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: براءة سويد الحدثاني من تهمة يحي بن معين، تظهر سنة357هـ

    بالنسبة لي؛ فهو متنٌ منكر جداً، لا يشبه كلام النبوة.
    بارك الله فيك شيخنا الحبيب أبو عصام ......

    هل كانت هناك أحاديث منكرة في روايات سويد قبل أن يصاب بالعمى في آخر عمره ؟

    فباستقراء كلام الأئمة رحمهم الله
    وجدنا البيهقي رحمه الله يقول أن المناكير كثرت في حديثه في آخر عمره بعدما عمى !!!
    و الخطيب البغدادي رحمه الله يقول بأن من حدث عنه و هو بصير فحديثه عنه حسن .
    و أبو زرعة الرازي رحمه الله يقول بأن كتبه صحاح ،و أما حفظه فلا ( و بالطبع أنه بعدما عمى ، لم يحدث الا من حفظه أو ممن لقنه ، و لم يحدث من كتبه ) .

    ننستنتج الآتي بعد مطالعة ترجمته في كتب الرجال :
    1- صدوق في نفسه .
    2- كتبه صحاح .
    3- عمي في آخر عمره .
    4- نقص حفظه و اضطرب بعدما شاخ و عمى .
    5- تلقن في آخر عمره ما ليس من حديثه .
    6- فكثرت المناكير في حديثه .
    7- كما أنه مدلس كثير التدليس اذا عنعن .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •