التوفيق بين النصوص المتعارضة في دويد بن نافع الأموي مولاهم أبو عيسى الدمشقي من خلال(تهذيب التهذيب)ودراسة أحاديثه في الكتب الستة
إليك أخي الكريم أقوال النقاد في دويد...
مذهب أبي حاتم
شيخ
الإمام أبو حاتم -رحمه الله تعالى- كثيرا ما يطلق هذه اللفظة على بعض الرواة، وهي لفظة تشعر بانزال الناقد للراوي عن مراتب التوثيق العليا إلى الدنيا، أضف إلى ذلك أن الناقد لا يطلق هذه اللفظة إلا عند تقليله لشيء ما عند الراوي كالتقليل من مروياته أومن شأنه العلمي كما قرر ذلك أهل العلم،قال الإمام الذهبي في ترجمة العباس بن فضل المدني : (سمع منه أبو حاتم ، وقال: شيخ ؛ فقوله "هو شيخ" ليس هو عبارة جرح ؛ ولهذا لم أذكر في كتابنا أحداً ممن قال فيه ذلك ؛ ولكنها أيضاً ما هي عبارة توثيق ؛ وبالاستقراء يلوح لك أنه ليس بحجة )([1])،وقال أيضا في مقدمة (الميزان): (ولم أتعرض لذكر من قيل فيه : "محله الصدق" ، ولا من قيل فيه: "لا بأس به" ، ولا من قيل فيه: "هو شيخ" أو: "هو صالح الحديث"؛ فإن هذا باب تعديل) .
وقال ابن رجب : (والشيوخ في اصطلاح أهل العلم عبارة عمن دون الأئمة والحفاظ وقد يكون فيهم الثقة وغيره)([2])وقال ابن القطان في في بعض الرواة : (فأما قول أبي حاتم فيه : "شيخ" فليس بتعريف بشيء من حاله إلا أنه مقل ، ليس من أهل العلم ، وإنما وقعت له رواية أُخذت عنه )([3])
مذهب ابن حبان
مستقيم الحديث إذا كان دونه ثقة
مذهب الذُّهلي والعجلي([4])
وثقاه، كما نقل ذلك ابن خلفون وقال:(صدوق،وأحاد يثه مقاربة)([5])
(ز)مذهب الأزدي
لا يصح حديثه([6])
الخلاصة هو أنَّ دويد بن نافع كما قال الإمام الذهبي:(دويد بن نافع ويقال ذويد ، مستقيم الحديث )([7]) وأما كلام الأزدي على ما نقله ابن خلفون فلعله أراد حديثا بعينه،وعلى أية حال فكلامه غير مؤثر هنا ، وأما قول الحافظ عن دويد(مقبول وكان يرسل)([8]) فقد قال العلامة الألباني :( فيه نظر ، فقد روى عنه جمع ، منهم الليث بن سعد ، و وثقه الذهلي و غيره ، و قال ابن حبان : " مستقيم الحديث " . و كذا قال الذهبي)([9]) هكذا رجح الشيخ الألباني توثيق دويد بن نافع وإن كان الصواب أن دويدا في سند الحديث الذي ساقه في الضعيفة ليس ابن نافع بل دويد آخر لا يعرف،قال الإمام الدارقطني:( دويد بن نافع يروي عن الزهري وضبارة بن عبد الله بن أبي السليك روى عنه بقية بن الوليد،ودويد لم ينسب يروي عن أبي إسحاق عن زرعة عن عائشة : " الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له " .وله أحاديث نحو هذا في الزهد )([10]) فالإمام الدارقطني يرى أن دويد بن نافع غير دويد الذي روى الحديث،زد على هذا أن ابن نافع لم يذكر من ترجم له أنه ممن روى عن أبي إسحاق السبيعي أو روى عنه الحسين بن محمد المروزي([11]) ،والله أعلم
أحاديث دويد بن نافع في الكتب الستة:
ليس لدويد في الكتب الستة إلا ثلاثة أحاديث
أولها :حديث(الوتر حق فمن شاء أوتر بسبع ومن شاء أوتر بخمس ومن شاء أوتر بثلاث ومن شاء أوتر بواحدة)
هذا الحديث رواه الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه،واختلف عن الزهري في رفعه ووقفه
فالذين رفعوه عن الزهري
1-الأوزاعي
أخرج ذلك النسائي في الصغرى(3/283)والكبرى(1/440)وابن ماجة(1/386) والدارمي(1/448)وابن حبان في صحيحه(6/57)والدارقطني في السنن(2/22) والطبراني(4/147)وابن أبي حاتم في العلل(1/171)
2-بكر بن وائل
أخرج ذلك أبو داود(1/451) والحاكم(1/445)والطبراني(4/147)
3-دويد بن نافع
أخرج ذلك النسائي في الصغرى(3/283) والكبرى(1/440)والطبراني(4/147)والدارقطني في السنن(2/23)وابن عدي في الكامل(4/102)
3-محمد بن الوليد الزبيدي
أخرج ذلك الحاكم في المستدرك(1/444)و الدارقطني في السنن(2/22)
4- محمد بن أبي حفصة
أخرج ذلك البيهقي في السنن(3/24)
5-سفيان بن حسين
أخرج ذلك ابن أبي شيبة(1/501) و الإمام أحمد (38/524) والدارمي(1/448) والحاكم(1/444)والدارقطني في السنن(2/23)والطحاوي في شرح معاني الآثار(2/91)
وممن رواه عن الزهري واختلف عليه في رفعه ووقفه
1- محمد بن إسحاق فقد اختلف عنه في رفعه ووقفه كما قاله الإمام الدارقطني([12])
فوقفه
1-يزيد بن هارون عنه ،أخرج ذلك الدارقطني في السنن(2/24)
2- أحمد بن خالد الوهبي عنه،أخرج ذلك الحاكم في المستدرك(1/445)
أما رواية الرفع عنه فلم أقف عليها
2-يونس بن يزيدواختلفه عنه في رفعه ووقفه فرواه
1-حرملة بن يحيى عن ابن وهب عنه مرفوعا...
أخرج ذلك ابن حبان في صحيحه(6/56)
وخالفه ابن أخي ابن وهب عن عمه عن يونس فوقفه
وتابعه عثمان بن عمر عن يونس ([13])
والذين أوقفوه
1-معمر
واختلف عنه في رفعه ووقفه
فرفعه
1-عدي بن الفضل عنه ([14])
أخرج ذلك الحاكم(1/445)و الدارقطني في السنن(2/23)
2-وهيب بن خالد عنه
أخرج ذلك الطحاوي في شرح معاني الآثار(2/91) والفسوي في المعرفة والتاريخ(1/393) والبيهقي في السنن(3/24)
ووقفه
1-حماد بن يزيد عنه
2-ابن علية عنه
3-عبد الأعلى عنه([15])
4-عبد الرزاق عنه،كما في المصنف(3/19)
قال الإمام الدارقطني:( والذين وقفوه عن معمر أثبت ممن رفعه)([16])
2- شُعيبِ بنِ أبِي حمزة
كما أخرج ذلك البيهقي في السنن الكبرى(3/27)
3-سفيان بن عيينة
واختلف عنه في رفعه ووقفه
فرفعه
1-محمد بن حسان الأزرق عنه
أخرج ذلك الحاكم(1/444)و الدارقطني في السنن(2/22) وقال: لا أعلم تابع ابن حسان عليه أحد
ووقفه
1-الحميدي
2-وقتيبة بن سعيد
3-سعيد بن منصور ([17])
4-ابن أبي شيبة، كما في مصنفه(2/197)
5-الحارث بن مسكين،أخرج ذلك النسائي في الكبرى(1/440)وقد أشار إلى وقفه عن ابن عيينة الإمام ابن أبي حاتم([18])
4-أبو معيد([19])
أخرج ذلك النسائي في الصغرى(3/283)والكبرى(1/414)
5-عبد الله بن بديل الخزاعي
كما أخرج ذلك أبو داود الطيالسي في مسنده(1/81)
والخلاصة أن أثبت الناس في الزهري وهم ابن عيينة ومعمر وشعيب - المعدودين في رجال الطبقة الأولى- لم يرفعوا الخبر عن الزهري وأوقفوه على أبي أيوب رضي الله عنه،ولذا فأبو عبد الرحمن النسائي صوَّب الوقف تصريحا في الكبرى وتلميحا في الصغرى، ومثله الإمام أبو حاتم الرازي([20])،وممن رجح الوقف أيضا الخبير بحديث الزهري الإمام الذهلي حيث قال:( هذا الحديث برواية يونس والزبيدي وابن عيينة وشعيب وابن إسحاق وعبد الرزاق عن معمر أشبه أن يكون غير مرفوع، وإنه ليتخالج في النفس من رواية الباقين مع رواية وهيب عن معمر)([21])وأما الإمام ابن حبان والحاكم فصححاه مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم،والله أعلم
الحديث الثاني هو ما أخرجه أبو داود(1/170)وابن ماجه(1/450) والطبراني في الأوسط(7/46 ) وغيرهم عن بقية بن الوليد حدثني ضبارة بن عبد الله بن السليل عن دويد بن نافع عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن أبا قتادة بن ربعي أخبره قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله إني فرضت عليك خمس صلوات وعهدت عندي عهدا أنه من حافظ عليهن لوقتهن أدخلته الجنة ،
وهذا الخبر لا يصح وهو من مناكير ضبارة،وقد قال الإمام الطبراني:( لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا دويد بن نافع ولا عن دويد إلا ضبارة تفرد به بقية ) وأما الإمام الجوزجاني فقال عن ضبارة (روى عن ذويد عن الزهري حديثا معضلاعن أبي قتادة)([22])
الحديث الثالث
هو ما أخرجه أبو داود(1/482)والنسائي(8/264)والبزار في مسنده(8/179)وغيرهم عن بقية ثنا ضبارة بن عبد الله بن أبي السليك عن دويد بن نافع ثنا أبو صالح السمان قال قال أبو هريرة
: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يدعو يقول " اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق " .
قال الإمام البزار بعد إخراجه للحديث:( وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن أبي هريرة بهذا الإسناد ) والحديث لا يصح وقد عدَّ الإمام ابن عدي في الكامل هذا الحديث من منكرات ضبارة،وعليه فليس لدويد في الكتب الستة إلا ثلاثة أحاديث كلها من رواية بقية بن الوليد عن ضبارة عن دويد، اثنان منها ضعيفان يتحمل ضبارة تبعتهما، وأحدها الصواب فيه الوقف لا الرفع،والله أعلم
[1](ميزان الاعتدال)(2/385)
[2](شرح علل الترمذي) (1/243)
[3](بيان الوهم والإيهام) (3/54)
[4] عند العجلي بالمعجمة(ذويد)(2/346)
[5] إكمال تهذيب الكمال(4/283)
[6] كما نقل ذلك ابن خلفون،المصدر أعلاه
[7] الكاشف(2/382)
[8] التقريب(1/201)
[9]" السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (4 / 405)
[10] المؤتلف والمختلف(2/165)
[11] إكمال الكمال لابن ماكولا(3/387)،وراجع أيضا الإرشادات للشيخ طارق بن عوض فقد تكلم عن ذلك،ص101
[12]السنن(2/24)
[13] ذكررواية ابن أخي ابن وهب وعثمان الإمام الدارقطني في العلل( 6/98 )
[14] قال الحافظ في التقريب:(متروك)، قال الدارقطني (متروك) سؤالات البرقاني(1/55)
[15] ذكر رواية هؤلاء الثلاثة الإمام الدارقطني في العلل( 6/98 )
[16] العلل( 6/98 )
[17] أشار إلى وقف هؤلاء الأيمة الثلاثة الدارقطني في العلل(6/98 )
[18] العلل(1/171)
[19](حفص بن غيلان بالمعجمة بعدها ياء تحتانية ساكنة أبو معيد بالمهملة مصغر وهو بها أشهر شامي صدوق فقيه رمي بالقدر من الثامنة س ق)التقريب(1/174)
[20] العلل (1/172)
[21] السنن الكبرى للبيهقي(3/24)
[22] أحوال الرجال،ص176