منتظرون يا أبا تميم.
وقد بدا لي أن أسابقَك في موضوعك هذا - خصوصًا في باب الإدْغام الكبير - فإنَّ مرجعي فيه "
الديواني" قد أبدع فيه أيَّما إبداع، وأنا على يقين أنَّ ابن الجزري قد نقل منه كثيرًا.
[ولو وقَفَ
الدكتور الجكني على كتاب الديواني ونقْل ابن الجزري منه لفعَلَ معه كما فعَلَ مع ابن أبي السداد المالقي ... حيثُ اتَّهم ابن الجزري (
ولا تخبرْهُ بكلامي هذا )]
بدأ الإمام الديواني بالهاء والعين في بيت واحد، وشرحه ... قال (بتحقيقي):
الهَا كَفِيهِ هُدًى وَالعَدُّ صِدْقُ هُدًى = وَالعَيْنُ يَشْفَعُ عِنْدَهْ وَاحْصِ حُزْهُ يَدَا
من محاسن الاتِّفاقات وقوع أوَّل حرف بدئ به أولَ حرف من القرآن وقع الإدغام فيه؛ وهو الهاء
(1) ، وهو أيضًا من أوَّل المخارج لأنَّه بعد الهمزة، فمثَّل منه مثالاً واحدًا هو قوله تعالى في أول سورة البقرة: {لا ريب في
ه هدى للمتقين} ثم نبَّه على عدد وُقوعه بعد قول والعد؛ أي والعدد بصادِ صِدْق وهُو تِسعون، وبِهاءِ هُدى وهي خمسة؛ فعُلِمَ أنَّ
الهاءَ التقتْ بِالهاء مثلِها غيرَ مشدَّدة ولا منوَّنة من كلمتين في خمسة وتسعين موضعًا.
فأولها في البقرة: {فيه هدى للمتقين}، {فتاب عليه إنه هو}، {فتاب عليكم إنه هو}، {هدى الله هو الهدى}، {لا تتخذوا آيات الله هزؤا}، {جاوزه هو}.
آل عمران: {فاعبدوه هذا}، {ففي رحمة الله هم}، {من فضله هو خيرا لهم
(2)}.
النساء: {فكلوه هنيئا}.
المائدة: {قالوا إن الله هو}، {
إنه هو السميع العليم(3)} ، {قال الله هذا يوم}.
الأنعام: {إن هدى الله هو}.
الأعراف: {لأخيه هارون}.
الأنفال: {إنه هو السميع العليم}، {حسبك الله هو الذي}.
التوبة: {كلمة الله هي العليا}، {أن الله هو يقبل}، {وأن الله هو التواب الرحيم}، {إن الله هو التواب} أيضًا، {زادته هذه إيمانًا}.
يونس: {سبحانه هو}.
هود: {غيره هو أنشأكم}.
يوسف: {إنه هو السميع}، {إنه هو العليم الحكيم}، {لكم ربي إنه هو}، {إنه هو العليم} أيضًا.
[[18]] سبحان: {إنه هو السميع}، {وجعلناه هدى}.
مريم: {فاعبدوه هذا}، {أخاه هارون}، {لعبادته هل تعلم}.
الحج: {بأن الله هو الحق}، {ذلك بأن الله هو الحق}، {من دونه هو الباطل}، {وأن
(4) الله هو العليُّ}، {حق جهاده هو اجتباكم}، {واعتصموا بالله هو مولاكم}.
المؤمنين: {أخاه هارون}.
النور: {وتحسبونه هينا}، {فأولئك عند الله هم}، {أن الله هو الحق المبين}.
الفرقان: {فجعلناه هباء}، {أخاه هارون وزيرا}، {إلهه هواه}.
الشعراء: {من دون الله هل ينصرونكم}، {إنه هو السميع العليم}.
النمل: {كأنه هو}.
القصص: {إنه هو الغفور}، {من قبله هم به يؤمنون}، {من عند الله هو أهدى}.
العنكبوت: {مهاجرٌ إلى ربي إنه هو}.
لقمان: {إن الله هو الغني}، {ذلك بأن الله هو الحق}، {وأن الله هو العلي الكبير}.
السجدة: {وجعلناه هدى}.
فاطر: {والله
(5) هو الغني}.
الصافات: {ذريته هم}.
الزمر: {سبحانه هو الله}، {يغفر الذنوب جميعا إنه هو}، {لو أن الله هداني}.
المؤمن: {إن الله هو السميع}، {فاستعذ بالله إنه هو}.
السجدة: {فاستعذ بالله إنه هو}.
عسق: {إن الله هو الغفور}، {فالله
(6) هو الولي}.
الزخرف: {إن الله هو ربي}، {فاعبدوه هذا}.
الدخان: {من ربك إنه هو}، {إلا من رحم الله إنه هو}.
الجاثية: {إلهه هواه}، {اتخذتم آيات الله هزؤا}.
ق: {قال قرينه هذا}.
الذاريات: {قال ربك إنه هو}، {إن الله هو الرزاق}.
الطور: {ندعوه إنه هو}.
النجم: {وأنه هو أضحك}، {وأنه هو أمات}، {وأنه هو أغنى}، {وأنه هو رب الشعرى}.
الحديد: {الله هو
(7) الغني}.
المجادلة: {حزب الله هم}.
الممتحنة: {فإن الله هو}.
التَّحِلَّة
(8) : {فإن الله هو مولاه}.
الجن: {ولن نعجزه هربا}.
المزمل: {عند الله هو خيرا}.
المدثر: {الله هو أهل التقوى}.
البروج: {إنه هو يبدئ}.
القارعة: {فأمه هاوية}.
تَمَّتْ.
ثم ثنَّى بالعين، وهي حلقية أيضًا فقال: والعين؛ أي ومثال إدغام العين في العين بالشروط الثلاثة؛ وهي عدم التشديد والتنوين وأنها من كلِمتين: ((من ذا الذي يشفع عنده)) في آية الكرسي، ثم نبه على عدد وقوعها بعد ذلك بقوله "واحْصِ" أي العدد بحاء حزه وهي ثمانية، وياء يدا وهي عشرة، فعلم بذلك أنَّ
التقاء العين بالعين ثمانية عشر موضعًا، ووصَل همزة "واحص" ضرورة في الشعر.
فأوَّلها: يشفع عنده.
وفي آل عمران: لا يضيع عمل عامل.
المائدة: تطلع على.
الأعراف: ينزع عنهما، قال قد وقع عليكم، ونطبع على قلوبهم، ولما وقع عليهم الرجز، ويضع عنهم إصرهم.
التوبة: وطبع على قلوبهم.
يونس كذلك نطبع على.
الكهف: تطلع على قوم.
طه: ولتصنع على عيني.
الحج: إن الله يدفع
(9) عن، أن تقع على الأرض.
سبأ:
[[19]] فُزِّع عن قلوبهم.
المنافقون
(10): فطبع على قلوبهم.
القيامة: نجمع عظامه. الهمزة: تطلع على.
تَمَّتْ
(1) لا أدري مقصوده وإلا فالميم في: «الرحيم ملك» وقعت أولا.
(2) في المخطوط غير واضحة كأنها: خير لكم.
(3) كذا في المخطوط والصواب: والله هو السميع الآية (76).
(4)في الأصل فإن.
(5)في الأصل: وإن الله.
(6)في الأصل: فإن الله.
(7)قرأ المدني والشامي بغير هو، وأمَّا أبو عمرو والباقون فبإثباتها.
(8) سورة التحريم.
(9) في الأصل: يدافع ولكن أبا عمرو يقرأ بغير ألف؛ من الثلاثي.
(10) في الأصل: التغابن وفيه أيضا وطبع.