بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وكفى ؛ والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ؛ وبعد : فإنه لا يخفى على أكثر طلاب العلم ما للغة العربية من أهمية ومكانة ، ولا يخفى عليهم – أيضا – أنواع هذه اللغة وأقسامها ، ولا يخفى عليهم – كذلك - اعتناء علماء العربية بهذه اللغة عناية تدهش القلوب ، وتأخذ بالعقول والألباب ، ومن شدة عنايتهم بها : أنهم أفردوا بعض الأبواب من هذه العلوم بتآليف مستقلة ، ومن هذه الأبواب التي اعتنى بها علماءُ العربية – قديما وحديثا – عناية فائقة ، وأفردوها بالتأليف والتصنيف – نظما ونثرا - باب ( المقصور والممدود ) ، حتى جاوزت هذه التآليف والتصانيف العشرات ؛ منها المطبوع ، وكثير منها ما زال مخطوطا حبيس الأرفف = يئن من الأرضة ، والغبار ، وأيدي العابثين ، وغير ذلك ، وإلى الله – وحده – المشتكى .
ولمعرفة شيء من هذه التآليف يُرجع إلى مقدمة الدكتور رمضان عبد التواب – رحمه الله – لكتاب ( الممدود والمقصور ) لأبي الطيب البغدادي ، أو مقدمة عبد الإله نبهان ومحمد خير البقاعي لكتاب ( المقصور والممدود ) للفراء ؛ فقد نقلاَ ما كتبه الدكتور عبد التواب ، وزَادَا عليه بعض التآليف التي لم يذكرها .
ولعله – من باب الفائدة – يجدر بي أن أنقل تعريفا لكل من : المقصور ، والممدود ، والمنقوص ؛ فأقول : قال جمال الدين الفاكهي في كتابه ( حدود النحو ) ص (69) طبعة دار الأمل / تحقيق علي توفيق الحمد :
حد المقصور : كل اسم معرب آخره ألف لازمة .
حد الممدود : كل اسم معرب آخره همزة بعد ألف زائدة .
حد المنقوص : كل اسم معرب آخره ياء لازمة قبلها كسر . انتهى .
قلت ( أشرف ) : وهناك قواعدُ وضوابط كثيرةٌ لهذه الألفات يُرجع إليها في مظانها .
وبعد هذا التعريج اليسير أرجع إلى الغاية من هذه الكتابة ، وهي معرفة تثنية كلمة ( شكوى ) التي يخطئ كثير من الكُتَّابِ في تثنيتها ؛ فيكتبونها في حالة الرفع ( شكوتان ) ، وفي حالة النصب والجر ( شكوتين ) ، والصواب أن تكتب في حالة الرفع ( شكويان ) ، وفي حالة النصب والجر ( شكويَـيْـن ) ؛ لأن القاعدة تقول : إن ألف المقصور إن كانت رابعة فأكثر قلبت ياء .
قال ابنُ مالك – رحمه الله – في ألفيته ص (140) طبعة دار ابن حزم :
آخِرَ مَقصورٍ تُثَنِّي اجْعَلْهُ يَا/ إنْ كَانَ عَنْ ثَلاَثَةٍ مُرْتَقَيا
وقال السيوطي في ألفيته ص (64) طبعة عيسى البابي الحلبي :
آخِرَ مَقصورٍ تُثَنِّي عُدياثلاثةً أو أصلُه الْيَا اقْلبْـهُ يا
قال ابن عقيل – رحمه الله – في شرحه لألفية ابن مالك (2/407) : فإن كانت ألف المقصور رابعة فصاعدا قلبت ياء ؛ فتقول في " ملهى " : " ملهيان " ، وفي " مستقصى " : " مستقصيان " .
قلت ( أشرف ) : ولمن أراد معرفة المزيد حول مسألة تثنية الاسم المقصور الزائد عن الثلاثة أحرف ؛ فليرجع إلى :
1 - ( أدب الكاتب ) لابن قتيبة – رحمه الله – ص (276) طبعة الدالي / مؤسسة الرسالة .
2 - ( الأصول في النحو ) لابن السراج / تحقيق الفتلي (2/418) طبعة مؤسسة الرسالة .
3 - ( المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية ) للشاطبي (6/431 وما بعدها) طبعة جامعة أم القرى .
4 - ( أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ) لابن هشام – رحمه الله – مع تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد المسمى بـ( هداية السالك ) (3/246) مصورة دار إحياء التراث العربي .
5 - ( الصفوة الصفية في شرح الدرة الألفية ) لإبراهيم بن الحسين النيلي / تحقيق محسن العميري (1/125) طبعة جامعة أم القرى .
6 - ( الشرح الميسر على ألفية ابن مالك ) للدكتور علي بن عبد العزيز الحربي ص (321) طبعة دار ابن حزم / الرياض .
7 - ( دليل السالك إلى ألفية ابن مالك ) لعبد الله الفوزان (3/149-150) طبعة دار المسلم .
8 - ( جامع الدروس العربية ) للغلاييني (1/103) طبعة المكتبة العصرية .
9 - ( مباحث في اللغة العربية ) لعبد الستار (!) عبد اللطيف سعيد (3/166) طبعة الجامعة المفتوحة / ليبيا ، وقد كان السبب في كتابتي لهذا التنبيه .
10 - ( دراسات في اللغة والنحو : ظاهرة التثنية في اللغة العربية ) للدكتور عدنان محمد سلمان ص (82) طبعة جامعة بغداد / العراق .
والله الموفق
.