أسباب الغيثوالبركات والعطاياوالهبات
من رب الأرضوالسموات

[الحمد لله، اللهم ربنا لك الحمد بما خلقتنا ورزقتنا،وهديتنا وعلمتنا، وأنقذتنا وفرجت عنا، لك الحمد بالإسلام والقرآن، ولك الحمد بالأهلوالمال والمعافاة، كبتَّ عدوَّنا، وبسطت رزقنا، وأظهرت أمننا، وجمعت فُرقتنا،وأحسنت معاملتنا، ومن كلٍّ والله ما سالناك ربَّنا أعطيتنا، فلك الحمد على ذلك حمداكثيرا، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا، في قديم أو حديث، أو سر أو علانية، أوخاصة أو عامة، أو حي أو ميت، أو شاهد أو غائب، لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذارضيت](1)

والصلاة والسلام على رسول الله الذي استجابلاستسقائه السحاب، فسالت أودية بقدرها فاهتزت وربت الهضاب، ورضي الله تعالى عن الآلوالأصحاب، ومن اهتدى بهديهم من المسلمين والمؤمنين الأحباب. أمابعد؛


فلقد تأخرالغيثُ وتقلَّص في السماء الغيمُ والسحاب، وما ذاك إلاَّ لأفعالٍ حدثت من الناسوأحوالٍ وأسباب، ولرجوعِ الغيثِ ونزولِ الأمطار لا بدَّ من رجوع من البشر إلى اللهِالمنعمِ الوهاب، فمن أسباب تأخره أو انقطاعه؛

أولاً: أكل الحقوق وحرمان أهلها منها، ومن ذلك؛ نقصُ المكيال والميزان في البيوع والمعاملات،الذي من نتيجته القحطُ وقلَّةُ النبات، وصعوبةُ الحصول على الطعام، وظلمُ السلاطينوالحكومات، والبخلُ بحق لفقراء في الصدقات والزكوات؛ يؤدي إلى منع نزول الأمطار منالسماء، وتعرضُ الأرض عن البركات؛ لولا رحمة الرحمن الرحيم بالبهائم أن تهلكوالحشرات، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ؛ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا، بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ؛ إِلا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ"(2)، وفيرواية: "لم يمنع قوم زكاة أموالهم؛ إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا".(3)
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: (إِذَارَأَيْت الْقَطْرَ قَدْ مُنِعَ؛ فَاعْلَمْ أَنَّ النَّاسَ قَدْ مَنَعُوا الزَّكَاةَفَمَنَعَ اللَّهُ مَا عِنْدَهُ، وَإِذَا رَأَيْت السُّيُوفَ قَدْ عَرِيَتْ؛فَاعْلَمْ أَنَّ حُكْمَ اللهِ قَدْ ضُيِّعَ فَانْتَقَمَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ،وَإِذَا رَأَيْت الزِّنَا قَدْ فَشَا فَاعْلَمْ، أَنَّ الرِّبَا قَدْ فَشَا". (4)
ويفسر مجاهد (اللاعنون) في قوله تعالى: {أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} قال: (دوابُّ الأرضِ؛ الخنافسُ والعقاربُيقولون: مُنِعْنا القَطرَ بخطايا بني آدم. ((5)

ثانيا: منالأسباب المانع من الأرزاق والأمطار عموم الخطايا والذنوب، قال سبحانه: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين}. الأنعام (6)

يذكرنا الله سبحانه بما حدث مع سبأ حين أعرضوا عن شكرنعم المنعم سبحانه، فاستلبها منهم وهم ينظرون،{لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور * فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتين جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل * ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور}سبأ (15-17)

كذلك{وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون}.النحل (112)
وعن جعفر (6) (قال: كنا نكون عند مالك يعني ابن ديناروكانت الغيوم تجيء وتذهب ولا تمطر، قال: فقال مالك: (ترون ولا تذاقون، أنتمتستبطئون المطر وأنا أستبطىء الحجارة) وبهذا الإسناد قال: سمعت مالكا يقول: (ماسقطت أمة من عين الله؛ إلا ضرب الله أكابرها الجوع).(7)

وكان الحسن إذا رأى السحاب قال: (في هذا والله رزقكم، ولكنكم تحرمونه بخطاياكم وذنوبكم). (8)

واعلموا عباد الله أن الأمطار النازلة من عند الله تعالىكميتها واحده كل عام، ولكن توزيعها على البلاد يختلف من مكان إلى آخر، قال ابن عباسفي قوله تعالى: {ولقد صرفناه بينهم ليذكروا} قال: (ما من عامٍ بأكثر من عامٍ مطرا،ولكن الله تعالى يصرفه في الأرضين). (9)
وكذلك ابن مسعود، قال: (ما من عام بأمطرَ من عام، ولكنالله يصْرِفه عن من يشاء)، ثم قرأ: {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه} الآية. (10)


أمّا أسبابُ هطول الأمطر ونزول الغيث وكثرة الأرزاق: الإيمان والتقوى، قالتعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون}. الأعراف (96). {ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.الطلاق (2-3). فبتقوى الله بعد الإيمان به يُرزق المؤمنونالمتقون.

والاستغفار سبب من أسباب كثرة الأرزاق ووفرة الأمطار: قال تعالى على لسانهود عليه السلام: {ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء مدرارا ويزدكم قوة على قوتكم ولا تتولوا مجرمين} هود (52). فالاستغفار يأتي بالماء من السماء ويأتي بقوة من القويالعزيز سبحانه.
وقال نوح لقومه: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا * مالكم لا ترجون لله وقارا}.نوح (10-13)
مغفرة منالله الغفور، وغيث من السماء، وأموالٌ وأولاد وجنات وأنهار، كلُّ ذلك نتيجةالاستغفار، فماذا نريد غير ذلك؟!!
ولكن ها هنا سؤال: لو كثرت الأرزاق، وأصبحجميع الناس أغنياء؛ فلا فقر ولا قحط، ولا مرض ولا تعب، ماذا يحدث للناس؟!! والجوابفي القرآن الكريم في قول الله تعالى: {ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير * وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد}. الشورى (27-28){وألوا استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءا غدقا * لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا}.الجن (16-17).
أخرج الإمام مسلم في صحيحه, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلاةٍ مِنْ الأَرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: (اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ) فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ، فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ، فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدْ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ، يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: (يَا عَبْدَ اللَّهِ! مَا اسْمُكَ؟) قالَ: (فُلانٌ!) لِلاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ، فَقَالَ لَهُ: (يَا عَبْدَ اللَّهِ! لِمَ تَسْأَلُنِي عَنْ اسْمِي؟!) فَقَالَ: (إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ، يَقُولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، لاسْمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟!) قَالَ: أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا؛ فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ".

وديننا لم يطلب من إخراج ثلث أموالنا، بل أمرنا الله تعالى بأداء الزكاةفيها إذا بلغت النصاب فقصرنا!!
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ وَيُبَاعِدُكُمْ عَنِ الْجَنَّةِ؛ إِلاَّ وَقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ يُدْنِيكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ؛ إِلاَّ وَقَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ، وَإِنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ نَفَثَ فِي رُوعِي -أي خَاطِرِي وَنَفْسِي وَقَلْبِي- أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى يُسْتَوْفَى رِزْقُهَا، فَاتَّقُوا اللهَ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ -أجْمَلَ: أي طَلَبَ فِي قَصْدٍ وَاعْتِدَالٍ مَعَ عَدَمِ انْشِغَالِ الْقَلْبِ-، وَلا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ؛ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّهُ لا يُدْرَكُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ".(11) الصحيحة (2866)

ومن إجماله؛ اعتماد الجهة التي هيأها الله ويسرها له،ويسره لها، فيقنع بها، ولا يتعداها، ومنه أن لا يطلب بحرص وقلق، وشره ووله، حتى لاينسى ذكر ربه، ولا يتورط في شبهة، فيدخل فيمن أثنى الله تعالى عليهم بقوله تعالى: {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} الآية. ثم بين وجه الأمر بذلك بقوله: "فإن كلاًّ"أي كل أحد من الخلق "ميسر" كمعظم أي مهيأ مصروف "لما كتب"قدر "له منها"يعني الرزق المقدر له سيأتيه ولا بد، فإن الله تعالىقسم الرزق وقدره لكل أحد، بحسب إرادته، لا يتقدم ولا يتأخر، ولا يزيد ولا ينقص،بحسب علمه الأزلي.

ومن أسباب نزول الغيث صلاة الاستسقاء: عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَجُلاً نَادَى رَسُولَاللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَبِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَحَطَ الْمَطَرُ، وَأَمْحَلَتِالأَرْضُ، وَقَحَطَ النَّاسُ، فَاسْتَسْقِ لَنَا رَبَّكَ)، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلىالله عليه وسلم إِلَى السَّمَاءِ، وَمَا نَرَى كَثِيرَ سَحَابٍ، فَاسْتَسْقَى،فَنَشَأَ السَّحَابُ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ مُطِرُوا، حَتَّى سَالَتْمَثَاعِبُ الْمَدِينَةِ، وَاضْطَرَدَتْ طُرُقُهَا ، فَمَا زَالَتْ كَذَلِكَ إِلَىيَوْمِ الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ مَا تُقْلِعُ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ،أَوْ غَيْرُهُ، وَنَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ: (يَا نَبِيَّاللَّهِ! ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَحْبِسَهَا عَنَّا)، فَضَحِكَ نَبِيُّ اللَّهِ صلىالله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا"، فَدَعَا رَبَّهُ، فَجَعَلَالسَّحَابُ يَتَصَدَّعُ عَنِ الْمَدِينَةِ يَمِينًا وَشِمَالاً، يُمْطِرُ مَاحَوْلَهَا، وَلاَ يُمْطِرُ فِيهَا شَيْئًا" (12)

والعجب إذا أنزل الله الغيث على العباد ينسبون هذاالإنزال لغير الله، من أنواء ورياح شمالية أو غربية أو جنوبية! ولك من سير هذهالرياح ومن حركها وحمّلها بالأمطار؟! أليس هو العزيز الغفار؟! عَنْ زَيْدِ بْنِخَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَ ةِ، عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍكَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ؛ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟!"قَالُوا: اللَّهُوَرَسُولُهُ أَعْلَمُ! قَالَ: "أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ؛ فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ؛ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا؛ فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ"
{إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا}. الإسراء (30)
أما الرزق في الآخرةفموكول للمؤمنين العاملين للصالحات: {فالذين أمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم}. الحج (50) {والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين}. الحج (58)
عباد الله! {هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب * جنات عدن مفتحة لهم الأبواب * متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب * وعندهم قاصرات الطرف أتراب * هذا ما توعدون ليوم الحساب * إن هذا لرزقنا ماله من نفاد}.ص (49-54){من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب}.غافر (40)

عباد الله! "إنكم شوكتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله سبحانه أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم {الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين}. لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين". (13) "اللهم أغثنا اللهم أغثنا"

اللهمَّاغْفِرْ لنا ذَنوبنا، وَوَسِّعْ لنا فِي دورنا، وَبَارِكْ لنا فِي أرزاقنا، للهمَّاسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مُرْبعًا مَرِيئًا، غَدْقًا طَبْقًا غَيْرَ رَائِثٍ،نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ.
اللهماسقعبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحيي بلدك الميت.
اللهمإنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينامدرارا
اللهمسقيارحمة ولا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق.


أبو المنذر فؤاد
الزعفران
آخر جمعة من ذي الحجة 1431هجرية
3/12/2010 رومية


[1] من كلمات الحسن في أمالي ابن مردويه وشعبالإيمان (4 / 139) ابن أبي الدنيا في الشكر ج 1/ ص 9 حديث رقم: 11

[2] أخرجه البيهقى فىشعب الإيمان (3/197، رقم 3315). وابن ماجه (رقم 4019)، وأبو نعيم (8/333)، والحاكم (4/583، رقم 8623) وقال: صحيح الإسناد. وابن عساكر (35/260). وانظر سلسلة الأحاديثالصحيحة (106).

[3] أخرجه الطبرانى عن ابن عمر (12/446، رقم 13619).

[4] سنده في شعب الإيمان (3/ 196) (3313) أخبرناأبو سعيد محمد بن موسى أنا أبو العباس الأصم نا يحيى بن أبي طالب أنا أبو أحمدالزبيري عن سفيان عن عكرمة، وفي مصنف ابن أبي شيبة (15/ 116) (38574): حَدَّثَنَاوَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، .. به. وفي مساوئ الأخلاقللخرائطي (2/ 5) (476): حدثنا سعدان بن يزيد، ثنا يزيد بن هارون، أنبا سفيان، عنأبيه، عن عكرمة، قال: سمعت كعبا، يقول لابن عباس: (ثلاث إذا رأيتهن: السيوف قدعريت، والدماء أهريقت؛ فاعلم أن حكم الله قد ضيع، فانتقم ببعضهم من بعض، وإذا رأيتالقطر قد حبس؛ فاعلم أن الزكاة قد منعت، منع الناس ما عندهم، فمنع الله ما عنده،وإذا رأيت الوباء قد فشا، فاعلم أن الزنا قد فشا).

[5] سنده في شعب الإيمان (3/ 198) (3317): أخبرناأبو عبد الله الحافظ و محمد بن موسى قالا أنا أبو العباس الأصم نا هارون بن سليماننا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور عن مجاهد ..

[6] جعفر بن سليمان الضبعى أبو سليمان البصرى، مولىبنى الحريش صدوق زاهد لكنه كان يتشيع.

[7] سنده في شعب الإيمان (3/ 198) (3316): أخبرناأبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقري نا أبو العباس الأصم أنا الخضربن أبان أنا سيار أنا جعفر... وبسند البيهقي رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 430).

(3) سندهالمطر والرعد والبرق لابن أبي الدنيا) (1/ 59) (57): وحدثني بعض ، أصحابنا عن حميدبن أبي أحمد، عنسفيان بن عيينة، عن عبد الكريم أبي أمية، قال: كان الحسن..

[9] سنده في (المطروالرعد والبرق لابن أبي الدنيا) (1/ 76) (74): حدثنا يوسف، نا جرير، عن سليمانالتيمي، عن الحسن بن مسلم بن يناق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس..

[10] سنده في (المطروالرعد والبرق لابن أبي الدنيا) (1/ 77) (75): حدثنا يوسف، نا جرير، عن يزيد بن أبيزياد، عن أبي جحيفة، عن ابن مسعود ...

[11] ابن أبى شيبة (7/79، رقم 34332)، وهناد فىالزهد (1/281، رقم 494)، والدارقطنى فى العلل (5/273، رقم 875)، والبيهقى فى شعبالإيمان (7/299، رقم 10376).

[12] صحيح الأدب المفرد (1/ 240) (479/612). والبخاري في صحيحه

(13) الكلم الطيب - (1 / 133).