تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 59

الموضوع: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    ليبيا (بالخارج)
    المشاركات
    53

    افتراضي شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه





    هل إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه ؟




    إعداد: أم عبد الله الميساوي
    لـ« موقع عقيدة السلف الصالح »



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد

    سيكون جواب هذا السؤال في عدة نقاط:


    1. إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه، فكما لم يلزم من إثبات ذاتٍ حقيقية، وحياة حقيقية، وعلم حقيقي، تشبيه؛ فإنه لا يلزم التشبيه من إثبات باقي الصفات الثابتة في القرآن والسنة على الحقيقة؛ لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات يحذو حذوه.

    قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (ت. 535 هـ) :
    «قال أهل السنة: نَصِف الله بما وَصَف به نفسه، ونؤمن بذلك إذ كان طريق الشرع الاتباع لا الابتداع، مع تحقيقنا أن صفاته لا يشبهها صفات، وذاته لا يشبهها ذات، وقد نفى الله تعالى عن نفسه التشبيه بقوله : {ليس كمثله شيء} فمن شبه الله بخلقه فقد كفر؛ وأثبت لنفسه صفات فقال {وهو السميع البصير}. وليس في إثبات الصفات ما يُفضي إلى التشبيه، كما أنه ليس في إثبات الذات ما يفضي إلى التشبيه، وفي قوله : {ليس كمثله شيْءٌ} دليل على أنه ليس كذاته ذات، ولا كصفاته صفات.) (1)



    2. لو كان إثباتها حقيقةً تشبيهًا، لكان النبي صلى الله عليه وسلم أول المشبّهين بفعله، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة، ويكْبُو مرة، وتسفَعُه النار مرة» إلى أن قال -صلى الله عليه وسلم-: ”ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأُوليَيْن، فيقول: أي رب، أدنِني من هذه لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى يا رب، هذه لا أسألك غيرها. وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليها، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها سمِع أصوات أهل الجنة، فيقول: أي رب أدخلنيها. فيقول: يا ابن آدم، ما يَصْريني منك؟ أيُرضيك أن أعطيك الدنيا، ومثلها معها؟ قال: "يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟" “ فضحك ابن مسعود فقال: «ألا تسألوني ممّ أضحك؟»فقالوا: "مم تضحك؟" قال: «هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم»، فقالوا: "ممّ تضحك يا رسول الله؟" قال: ”من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر“. [صحيح مسلم وغيره]
    ومقصود النبي صلى الله عليه وسلم من فعله هو تأكيد أن ضحك الله عز وجل حقيقي وليس أن ضحك الله عز وجل كضحكه صلى الله عليه وسلم، وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يشبه صفات الله عز وجل والله يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى : 11]؛ فهذا دليل على أن إثبات الصفات على الحقيقة ليس بتشبيه.
    وانظر هذا المقال [رابط] لمزيدٍ من الأمثلةِ المشابهةِ لهذا الحديث.



    3. ما يلزم في المخلوق لا يلزم في الخالق، ويد الله (2) عز وجل هي الأصل، فهي صفة الله التي اتصف بها منذ الأزل قبل وجود أيدي المخلوقات، وأيدي المخلوقات محدثة، خلقها الله وسمَّاها باسم صفته وجعلها بكيفية تُناسب ذواتنا التي هي أجسام مركبة، أما صفات الله فهي على صفة تليق بذاته عز وجل، لا علم لنا بكيفيتها. وقد جعل الله لنا بعض الصفات التي توافق صفاته في الاسم لأجل الفهم فقط، حتى نعرف الله عز وجل - من غير إحاطة به-، وحتى نعظمه ونعبده حق عبادته.

    قال الإمام عبد العزيز الماجِشُون (ت. 164 هـ / من تابعي التابعين) في رسالته:«فأما الذي جحد ما وصف الرب من نفسه تعمُّقا وتكلفًا، فقد استهوته الشياطين في الأرض حيران، فصار يستدل بزعمه على جحد ما وصف الرب وسمَّى من نفسه، بأن قال: لا بُد إن كان له كذا مِن أن يكون له كذا، فعمِيَ عن البّيِّن بالخفي، فجحد ما سمَّى الرب من نفسه...» ثم تكلم عن آيات وأحاديث رؤية الله يوم القيامة، وذكر مجموعة من نصوص الصفات كقوله تعالى { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [ص : 75]، وحديث ”لَا تَمْتَلِئُ النَّارُ حَتَّى يَضَعَ الْجَبَّارُ فِيهَا قَدَمَهُ“ وقوله سبحانه: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر : 67]، ثم قال: « فوالله ما دلَّهم على عظم ما وصف به نفسه، وما تحيط به قبضته، إلا صغر نظيرها منهم عندهم – إنّ ذلك الذي أُلقِيَ في رُوعهم (3)، وخلق على معرفته قلوبهم، فما وصف الله من نفسه وسمّاه على لسان رسوله سميناه كما سماه، ولم نتكلف منه علم ما سواه، لا هذا، ولا هذا، ولا نجحد ما وصف، ولا نتكلف معرفة ما لم يصف.»(4)

    وعن شقيق بن سلمة أن شريحًا قرأ: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات : 12]؛ قال شريح: إن الله لا يعجب من شيء، إنما يعجب من لا يعلم. قال الأعمش: فذكرته لإبراهيم (النخعي / ت. 196 هـ) فقال: «إن شريحا كان يعجبه رأيه، إن عبد الله (بن مسعود) كان أعلم من شريح ، وكان عبد الله يقرؤها {بل عجبتُ} (بضم التاء) » ا.هـ(5). أي أن الذي يعجب هو الله عز وجل.
    قال أبو جعفر النحَّاس (ت. 338 هـ) : «وهذا الذي قاله - أي شريح- لا يلزم، وبضم التاء قرأ علي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس (رضي الله عنهم). ومعنى التعجب في اللغة: أن يُنكر الشيءُ ويَقِلَّ، فَيُتعجّب منه، فالله جل وعز العالم بالأشياء، وبما يكون، ولكن لا يقع التعجب إلا بعد الكون. فهو منه جل وعلا خلافُه من الآدميين؛ لأنه قد علمه قبلُ وبعدُ»(6). فلا يلزم أن يكون الله غير عالم بالشيءِ حتى يعجب منه، وإن كان ذلك لازمًا في المخلوق، فالله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.



    4. أما الاعتراض على بعض الصفات الواردة في الكتاب والسنة على أنها جارحة وأعضاء، كصفة اليد والقَدم؛ فإن هذا من كيفية هذه الصفات في المخلوقين، والله ليس كمثله شيء، وكيفية صفات الله عز وجل من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا هو سبحانه، وواجبنا الإيمان والتسليم. ومثل هذه الاعتراضات لم تكن معروفة في عهد السلف رحمهم الله إلا عند المبتدعة كالجهمية والمعتزلة وغيرهم، أما السلف الصالح فكانوا يؤمنون بها كما جاءت، ويقولون عن كل الصفات: «أمروها كما جاءت بلا كيف»، أي أمروها على ظاهرها دون السؤال عن تلك الصفة: كيف هي؟ بل يفوضون كيفيتها لله عز وجل.

    صح عن الصحابي عبد الله بن عباس (ت. 68 هـ) –رضي الله عنه- أنه أنكر على من استنكر شيئا من نصوص الصفات بزعم أن الله منزه عما تدل عليه تلك الآيات أو الأحاديث؛ فروى عبد الرزاق في "مصنفه" ... أن طاووس بن كيسان قال: سمعت رجلاً يُحدث ابن عباس بحديث أبي هريرة : ”تحاجت الجنة والنار“، وفيه: ”فلا تمتلي حتى يضع رجله“ -أو قال: ” قدمه - فيها“؛ فقام رجل فانتفض، فقال ابن عباس –رضي الله عنه- : « ما فَرَقُ هؤلاء؟! يجدون عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه ». (7)

    قال الحافظ عثمان الدارمي (ت. 280 هـ) في رده على بِشر المريسي المعتزلي:
    «فيقال لهذا المعارض: أما دعواك عليهم (أي أصحاب الحديث) أنهم ثبتوا له سمعا وبصرًا، فقد صدقت. وأما دعواك عليهم أنه كعينٍ وكسمعٍ فإنه كذب ادعيت عليهم؛ لأنه ليس كمثله شيء، ولا كصفاته صفة. وأما دعواك أنهم يقولون: "جارح مركب" فهذا كفر لا يقوله أحد من المسلمين، ولكنا نثبت له السمع والبصر والعين بلا تكييف، كما أثبته لنفسه فيما أنزل من كتابه، وأثبته له الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وهذا الذي تكرره مرة بعد مرة: جارح وعضو وما أشبهه، حشو وخرافات، وتشنيع لا يقوله أحد من العالمين: وقد روينا روايات السمع والبصر والعين في صدر هذا الكتاب بأسانيدها وألفاظها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنقول كما قال، ونعني بها كما عنى والتكييف عنا مرفوع، وذكر الجوارح والأعضاء تكلف منك وتشنيع»(8).



    5. لا دليل من القرآن، أو السنة، أو أثر عن أحد من السلف على أن نصوص الصفات ليست على ظاهرها، ولا أن الصفات على المجاز وليس الحقيقة، ولا أن إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه، بل إن الجهمية كانوا ينفون ويؤولون الصفات لاعتقادهم أن إثباتها على الحقيقة تشبيه فسمَّاههم السلف: معطلة. أما قوله تعالى{ليس كمثله شيء}، فقد قال الحافظ عثمان الدارمي رحمه الله: «ونحن نقول كما قال ابن عباس: ليس لله مثل ولا شبه، ولا كمثله شيء، ولا كصفاته صفة، فقولنا:{ليس كمثله شيء} أنه شيء أعظم الأشياء، وخالق الأشياء، وأحسن الأشياء، نور السموات والأرض. وقول الجهمية: {ليس كمثله شيء} يعنون أنه لا شيء ... واتخذوا قوله تعالى: {ليس كمثله شيء} دِلْسَةً على الجهال ليروجوا عليهم بها الضلال، كلمةُ حق يبتغى بها باطل. ولئن كان السفهاء في غلط من مذاهبهم، إن الفقهاء منهم على يقين»(9).



    6. لو كان اعتقاد ظاهر النصوص تشبيهًا لحذر منه السلف الصالح، لأن الأصل في الكلام أن يكون على ظاهره، والناس يأخذون بظاهر الكلام ما لم يرد دليل على أن الظاهر غير مُراد.

    قال الحافظ ابن رجب الحنبلي (ت. 795 هـ) رحمه الله: «وزعموا أن ظاهر ما يدل عليه الكتاب والسنة تشبيه، وتجسيم، وضلال، واشتقّوا من ذلك -لمن آمن بما أنزل الله على رسوله- أسماء ما أنزلَ اللهُ بها من سلطان؛ بل هي افتراءٌ على الله، يُنفّرون بها عن الإيمان بالله ورسوله. وزعموا أنّ ما ورد في الكتاب والسنة من ذلك - مع كثرته وانتشاره - من باب التوسع والتجوز، وأنه يُحمل على مجازات اللغة المستبعدة، وهذا من أعظم أبواب القدحِ في الشريعة المحكمةِ المُطهّرةِ، وهو من جِنس حَمْل الباطنية نصوصَ الإخبار عن الغُيوبِ؛ كالمعاد والجنة والنار على التوسع والمجاز دون الحقيقة، وحملِهم نصوص الامر والنهي عن مثل ذلك، وهذا كله مروق عن دين الإسلام.
    ولم ينه علماء السلف الصالح وأئمة الإسلام كالشافعي وأحمد وغيرهما عن الكلام، وحذّروا عنه، إلا خوفاً من الوقوع في مثل ذلك، ولو علم هؤلاء الأئمة أن حمل النصوص على ظاهرها كفر لوجب عليهم تبيينُ ذلك وتحذير الأمة منه؛ فإن ذلك من تمامِ نصيحةِ المسلمين ، فكيف كان ينصحون الأمة فيما يتعلق بالاحكام العملية ويَدَعون نصيحتَهم فيما يتعلق بأصول الاعتقادات، هذا من أبطل الباطل)(10).



    7. التشبيه يكون في الكيفية، وليس في إثبات الصفة التي أثبتها الله لنفسه وأثبتها له رسوله -صلى الله عليه وسلم- دون الخوض في كيفيتها؛ قال ابن عبد البر المالكي (ت. 463 هـ) : (ومحال أن يكون من قال عن الله ما هو في كتابه منصوص مشبها إذا لم يكيف شيئا وأقر أنه ليس كمثله شيء). (11)


    وقال ابن خزيمة (ت. 311هـ) رحمه الله، مُبيِّنًا أن إثبات الصفة على الحقيقة ليس بتشبيه:
    «وزعمت الجهمية -عليهم لعائن الله- أن أهل السنة ومتبعي الآثار القائلين بكتاب ربهم وسنة نبيهم، المثبتين لله عز وجل من صفاته ما وصف الله به نفسه في محكم تنزيله المثبت بين الدفتين، وعلى لسان نبيه المصطفى بنقل العدل عن العدل موصولا إليه، مشبهة جهلا منهم بكتاب ربنا وسنة نبينا، وقلة معرفتهم بلغة العرب الذين بلغتهم خوطبنا.
    وقد ذكرنا من الكتاب والسنة في ذكر وجه ربنا بما فيه الغنية والكفاية. ونزيده شرحًا فاسمعوا الآن أيها العقلاء: ما نذكر من جنس اللغة السائرة بين العرب، هل يقع اسم المشبهة على أهل الآثار ومتبعي السنن؟
    نحن نقول وعلماؤنا جميعا في جميع الأقطار: أن لمعبودنا عز وجل وجهًا كما أعلمنا الله في محكم تنزيله، فذوّاه (12) بالجلال والإكرام، وحكم له بالبقاء، ونفى عنه الهلاك.
    ونقول: إن لوجه ربنا عز وجل من النور والضياء والبهاء ما لو كشف حجابه لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره، محجوب عن أبصار أهل الدنيا، لا يراه بشر ما دام في الدنيا الفانية.
    ونقول: إن وجه ربنا القديم لا يزال باقيا، فنفى عنه الهلاك والفناء.
    ونقول: إن لبني آدم وجوها كتب الله عليها الهلاك، ونفى عنها الجلال والإكرام، غير موصوفة بالنور والضياء والبهاء التي وصف الله بها وجهه. تدرك وجوه بني آدم أبصار أهل الدنيا، لا تحرق لأحد شعرة فما فوقها لنفي السبحات عنها التي بيّنها نبينا المصطفى لوجه خالقنا.
    ونقول: إن وجوه بني آدم محدثة مخلوقة، لم تكن فكوّنها الله بعد أن لم تكن مخلوقة، أوجدها بعد ما كانت عَدَمًا، وإن جميع وجوه بني آدم فانية غير باقية، تصير جميعا ميتًا، ثم تصير رميمًا، ثم ينشئها الله بعد ما قد صارت رميما، فتلقى من النشور والحشر والوقوف بين يدي خالقها في القيامة ومن المحاسبة بما قدمت يداه، وكسبه في الدنيا، ما لا يعلم صفته غير الخالق البارئ. ثم تصير إما إلى جنة منعمة فيها، أو إلى النار معذبة فيها، فهل يخطر -يا ذوى الحجا- ببال عاقل مركب فيه العقل، يفهم لغة العرب، ويعرف خطابها، ويعلم التشبيه، أن هذا الوجه شبيه بذاك الوجه ؟
    وهل ها هنا -أيها العقلاء- تشبيه وجه ربنا جل ثناؤه الذى هو كما وصفنا وبينا صفته من الكتاب والسنة بتشبيه وجوه بني آدم التي ذكرناها ووصفناها غير اتفاق اسم الوجه، وإيقاع اسم الوجه على وجه بني آدم كما سمّى الله وجهه وجها ؟
    ولو كان تشبيها من علمائنا لكان كل قائل: أن لبني آدم وجها، وللخنازير، والقردة، والكلاب، والسباع، والحمير، والبغال، والحيات، والعقارب، وجوهًا قد شبه وجوه بني آدم بوجوه الخنازير والقردة والكلاب وغيرها مما ذكرت. ولست أحسب أن أعقل الجهمية المعطلة عند نفسه، لو قال له أكرم الناس عليه: وجهك يشبه وجه الخنزير، والقرد، والدب، والكلب، والحمار، والبغل، ونحو هذا، إلا غضب، لأنه خرج من سوء الأدب في الفحش في المنطق من الشتم للمشبه وجهه بوجه ما ذكرنا، ولعله بعد يقذفه ويقذف أبويه.
    ولست أحسب أن عاقلا يسمع هذا القائل المشبه وجه ابن آدم بوجوه ما ذكرنا إلا ويرميه بالكذب، والزور، والبهت، أو بِالعَتَهِ، والخبل، أو يحكم عليه بزوال العقل، ورفع القلم، لتشبيه وجه ابن آدم بوجوه ما ذكرنا. فتفكروا يا ذوى الألباب: أوجوه ما ذكرنا أقرب شبها بوجوه بني آدم أو وجه خالقنا بوجوه بني آدم ؟
    فإذا لم تطلق العرب تشبيه وجوه بني آدم بوجوه ما ذكرنا من السباع، واسم الوجه قد يقع على جميع وجوهها كما يقع اسم الوجه على وجوه بني آدم، فكيف يلزم أن يقال لنا: أنتم مشبهة؟
    ووجوه بني آدم ووجوه ما ذكرنا من السباع والبهائم محدثة، كلها مخلوقة، قد قضى الله فناءها وهلاكها، وقد كانت عَدَمًا فكوّنها الله وخلقها وأحدثها. وجميع ما ذكرناه من السباع والبهائم لوجوهها أبصار، وخدود، وجباه، وأنوف، وألسنة، وأفواه، وأسنان، وشفاه؛ ولا يقول مركب فيه العقل لأحد من بني آدم: وجهك شبيه بوجه الخنزير، ولا عينك شبيهة بعين قرد، ولا فمك فم دب، ولا شفتاك كشفتي كلب، ولا خدك خد ذئب، إلا على المشاتمة كما يرمي الرامي الإنسان بما ليس فيه.
    فإذا كان ما ذكرنا على ما وصفنا، ثبت عند العقلاء وأهل التمييز أن من رمى أهل الآثار، القائلين بكتاب ربهم وسنة نبيهم، بالتشبيه، فقد قال الباطل والكذب والزور والبهتان، وخالف الكتاب والسنة، وخرج من لسان العرب»(13).


    للمزيد يُرجى مراجعة مقال: «ما هو التشبيه في صفات الله ؟» :
    http://as-salaf.com/article.php?aid=82



    مواضيع ذات صلة:
    هل صفات الله حقيقية أم غير حقيقية ؟



    _______
    (1) الحجة في بيان المحجة لاسماعيل الأصبهاني (ج2 ص186)
    (2) من أدلة صفة اليد لله عز وجل قوله تعالى { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [ص : 75]
    (3) رُوع القلب: ذِهنُه وخَلَدُه. يُقال: رجع إليه رُوعُه ورُواعُه إذا ذهب قلبه ثم تاب إليه. (كتاب العين للخليل الفراهيدي 2/242)
    (4) نقله ابن تيمية في تلبيس الجهمية (ج2 ص167-168)، وفي رسالته العرشية (ج1 ص20)؛ ورواه ابن بطة في الإبانة بسنده إلى الماجشون؛ وروى اللالكائي جزءًا من الرسالة في كتابه "شرح اعتقاد أصول أهل السنة" (ج3 ص502) من طريق ابن أبي حاتم الذي رواه بسنده إلى الماجشون في كتابه "الرد على الجهمية" .
    (5) الأسماء والصفات للبيهقي (ج2 ص415)؛ وتفسير عبد الرزاق الصنعاني (ج2 ص142)؛ ومعاني القرآن للفراء (ج2 ص384)
    (6) معاني القرآن للنحاس (ج6 ص16) تحقيق: محمد علي الصابوني.
    (7) رواه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه بسند رواته ثقات (ج11 ص423) تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي -الطبعة الأولى - منشورات المجلس العلمي؛ ورواه أيضا في تفسيره (ج2 ص239) . ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (ج1 ص339)
    (8) نقض الدارمي (ج2 ص688-689)
    (9) نقض الدارمي (ج2 ص909- 910)
    (10) فتح الباري لابن رجب الحنبلي (ج7 ص230-231)
    (11)الاستذكار لابن عبد البر (ج2 ص528)
    (12) أي وصفه بـ« ذو »
    (13) كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب لابن خزيمة (ج1 ص53)
    موقع عقيدة السلف الصالح:
    www.as-salaf.com
    .

  2. #2

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه، فكما لم يلزم من إثبات ذاتٍ حقيقية، وحياة حقيقية، وعلم حقيقي، تشبيه؛ فإنه لا يلزم التشبيه من إثبات باقي الصفات الثابتة في القرآن والسنة على الحقيقة؛ لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات يحذو حذوه."

    السلام عليكم

    الى الاخت الكريمة صاحبة المقال "أم عبد الله ش م"

    الصواب اختي الكريمة في عكس هذا الكلام وهو انه "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التمثيل "
    اما قولك "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه"
    بل يتلزم لان التشبيه اعم من التمثيل ولو لم يكن هناك نوع من التشبيه لما فهمنا صفات الله وميزنها عن بعضها ومدحناه غليها ولا فهمنا معنى وجوده ولا نفي النقص عنه

    والله اعلم

    والسلام عليكم


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    ليبيا (بالخارج)
    المشاركات
    53

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدرالدين الجزائري مشاهدة المشاركة
    الصواب اختي الكريمة في عكس هذا الكلام وهو انه "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التمثيل "
    اما قولك "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه"
    بل يتلزم لان التشبيه اعم من التمثيل ولو لم يكن هناك نوع من التشبيه لما فهمنا صفات الله وميزنها عن بعضها ومدحناه غليها ولا فهمنا معنى وجوده ولا نفي النقص عنه

    والله اعلم

    والسلام عليكم
    وعليكم السلام ورحمة الله

    اسمح لي أخي الكريم أن أختلف معك في هذا.

    أولا: السلف الصالح استخدموا لفظ التشبيه ولم يعترضوا عليه حسب علمي:
    روى الترمذي -رحمه الله- في سننه أن شيخه ابن راهويه -رحمه الله- قال: ((إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع. فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه...))

    وقد وردت آثار عن بعض السلف في تفسير قوله تعالى: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم : 65]؛ أي: شبها / شبيها.


    ثانيا: الاشتراك في أصل المعنى لا يُسمى تشبيها، فالتشبيه يكون في الكيفية وليس أصل المعنى. حتى الأشاعرة لا يختلفون في هذا، فهم يثبتون لله أصل المعنى لصفة الحياة والعلم والقدرة .. إلخ، ولا يرون ذلك تشبيها.
    ولو كان الاشتراك في أصل المعنى يُسمى تشبيها لجاز أن يُقال بأن وجوه بني آدم تشبه وجوه الخفافيش والأسماك والطيور والحشرات .. إلخ، وكذلك لجاز أن يقال بأن وجه كل إنسان يشبه وجه النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهذا كله ظاهر البطلان.

    وقد نقلت كلاما لابن خزيمة رحمه الله في مقالي فيه بيان أن الاشتراك في أصل المعنى لا يوجب تشبيها، فلعلك تراجعه.


    قال أبو عمر الطلمنكي رحمه الله في رده على الجهمية والعتزلة:
    ((قلنا: هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها لأن المعقول في اللغة أن الإشتباه في اللغة لا تحصل بالتسمية، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها أو بهيئات فيها كالبياض بالبياض، والسواد بالسواد، والطويل بالطويل، والقصير بالقصير، ولو كانت الأسماء توجب إشتباها لاشتبهت الأشياء كلها لشمول إسم الشيء لها، وعموم تسمية الأشياء به ... ))


    فالتشبيه يكون في الكيفية وليس أصل المعنى.

    للمزيد فيما يتعلق بالتشبيه انظر المقال التالي:

    (ليس كمثله شيء) ما هو التشبيه؟


    .
    موقع عقيدة السلف الصالح:
    www.as-salaf.com
    .

  4. #4

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الله ش م مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله

    اسمح لي أخي الكريم أن أختلف معك في هذا.

    أولا: السلف الصالح استخدموا لفظ التشبيه ولم يعترضوا عليه حسب علمي:
    روى الترمذي -رحمه الله- في سننه أن شيخه ابن راهويه -رحمه الله- قال: ((إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع. فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه...))

    وقد وردت آثار عن بعض السلف في تفسير قوله تعالى: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم : 65]؛ أي: شبها / شبيها.


    ثانيا: الاشتراك في أصل المعنى لا يُسمى تشبيها، فالتشبيه يكون في الكيفية وليس أصل المعنى. حتى الأشاعرة لا يختلفون في هذا، فهم يثبتون لله أصل المعنى لصفة الحياة والعلم والقدرة .. إلخ، ولا يرون ذلك تشبيها.
    ولو كان الاشتراك في أصل المعنى يُسمى تشبيها لجاز أن يُقال بأن وجوه بني آدم تشبه وجوه الخفافيش والأسماك والطيور والحشرات .. إلخ، وكذلك لجاز أن يقال بأن وجه كل إنسان يشبه وجه النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهذا كله ظاهر البطلان.

    وقد نقلت كلاما لابن خزيمة رحمه الله في مقالي فيه بيان أن الاشتراك في أصل المعنى لا يوجب تشبيها، فلعلك تراجعه.


    قال أبو عمر الطلمنكي رحمه الله في رده على الجهمية والعتزلة:
    ((قلنا: هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها لأن المعقول في اللغة أن الإشتباه في اللغة لا تحصل بالتسمية، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها أو بهيئات فيها كالبياض بالبياض، والسواد بالسواد، والطويل بالطويل، والقصير بالقصير، ولو كانت الأسماء توجب إشتباها لاشتبهت الأشياء كلها لشمول إسم الشيء لها، وعموم تسمية الأشياء به ... ))


    فالتشبيه يكون في الكيفية وليس أصل المعنى.

    للمزيد فيما يتعلق بالتشبيه انظر المقال التالي:

    (ليس كمثله شيء) ما هو التشبيه؟


    .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ذكر الشيخ صالح آل الشيخ في شرح العقيدة الواسطية:
    *هنا تنبيه : وهو أن التمثيل يختلف عن التشبيه ، التمثيل أن يُجعل الشيءُ مماثلا للشيء في صفة كاملة أو في الصفات كلها ، نقول : محمد مثل خالد إذا كان محمد مثل خالد في جميع الصفات أو في صفة كاملة ، محمد مثل خالد في الكرم يعني يماثله تماما .
    أما المشابهة فهي اشتراك في بعض الصفة أو في بعض الصفات .
    قال بعض العلماء أو في كل الصفات ، يعني جعلوا التشبيه أوسع من التمثيل .
    يعني بعض العلماء جعل التمثيل أوسع من التشبيه .
    ولهذا فإن نفي التشبيه ، إذا نُفِي في نصوص العلماء أهل السنة والجماعة فإنما يعنون به التشبيه الذي هو التمثيل .
    المماثلة في صفة كاملة أو المماثلة في الصفات .
    أما التشبيه الذي هو اشتراك في جزء المعنى فإن هذا ليس مرادا لهم لأنهم يثبتون الاشتراك ، فالله جل وعلا له سمع وللمخلوق سمع
    وهناك اشتراك في اللفظ وفي جزء المعنى .
    فالسمع معناه معروف في اللغة لكن من حيث تعلقه بالمخلوق يختلف عن جهة تعلقه بالخالق .
    ولهذا فإننا نقول في الصفات هنا كما قال ومن غير تكييف ولا تمثيل وإذا قيل من غير تشبيه فإنهم يريدون بالتشبيه التمثيل وهذا مستعمل عند العلماء أنهم ينفون التشبيه ويريدون به التمثيل .اه
    فالتشبيه قد يطلق ويراد به المماثلة فنقول المخلوق لايشبه الله في أسماءه وصفاته وأفعاله وقد يراد به المشابهة القاصره أي المشابهة في أصل المعنى أي(أن المخلوق مثلا له سمع والله له سمع وهكذا فهذا لااشكال فيه), والله أعلم.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    ليبيا (بالخارج)
    المشاركات
    53

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالعزيزالت ميمي مشاهدة المشاركة
    أما التشبيه الذي هو اشتراك في جزء المعنى فإن هذا ليس مرادا لهم لأنهم يثبتون الاشتراك ، فالله جل وعلا له سمع وللمخلوق سمع
    وهناك اشتراك في اللفظ وفي جزء المعنى .
    فالسمع معناه معروف في اللغة لكن من حيث تعلقه بالمخلوق يختلف عن جهة تعلقه بالخالق .
    بارك الله فيكم
    إذا كان الشيخ حفظه الله يقصد بـ" جزء المعنى" أصل المعنى، فأنا أخالفه في ذلك، ليس لأني أعلم منه، كلا، بل ليس لدي 0.0001 عمله -حفظه الله-، ولكن سبب مخالفتي هو للسبب الثاني الذي ذكرته في مشاركتي السابقة، وقد بيّن الإمام ابن خزيمة رحمه الله كيف أن العرب لا تفهم من التشبيه الإشتراك في أصل المعنى، وإلا لكان كل مخلوق له وجه مشابها للمخلوق الآخر الذي له وجه لأنها مشتركة في المعنى، ولا أحد يقول بذلك، فالتشبيه يكون في الكيفية الصفة، أو بتعبير آخر: صفة الصفة، سواءً في جزء منها أو فيها كلها.
    والله أعلم
    موقع عقيدة السلف الصالح:
    www.as-salaf.com
    .

  6. #6

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الله ش م مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم
    إذا كان الشيخ حفظه الله يقصد بـ" جزء المعنى" أصل المعنى، فأنا أخالفه في ذلك، ليس لأني أعلم منه، كلا، بل ليس لدي 0.0001 عمله -حفظه الله-، ولكن سبب مخالفتي هو للسبب الثاني الذي ذكرته في مشاركتي السابقة، وقد بيّن الإمام ابن خزيمة رحمه الله كيف أن العرب لا تفهم من التشبيه الإشتراك في أصل المعنى، وإلا لكان كل مخلوق له وجه مشابها للمخلوق الآخر الذي له وجه لأنها مشتركة في المعنى، ولا أحد يقول بذلك، فالتشبيه يكون في الكيفية الصفة، أو بتعبير آخر: صفة الصفة، سواءً في جزء منها أو فيها كلها.
    والله أعلم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الكلام في الصفات ينطلق من خلال ثلاثة محاور:
    1: أصل الصفة أي الاشتراك أو المشابهة في الأسم.
    2: كيفية الصفة.
    3: تمام معنى الصفة.
    فالمحور الأول لاخلاف في التشابه لأن الله سبحانه وتعالى خاطبنا بما نفهمه فعندما بين لنا أنه سميع عليم ووصف المخلوق بأنه سميع عليم فهمنا من ذلك أن الله له سمع وأن له علم وهذا هو التشابه وهو غير ماذكرت من أنه اذا قلت وجه الأنسان كوجه الفيل انما يقصد أن الأنسان والفيل لهما وجه في أصل المعنى ولكن كيفية الوجه وتمام معنى الوجه يختلف, كذلك الأمر بالنسبة لله فكل صفات الله تشابه صفات الأنسان في أصل المعنى لكن الكيفية وتمام المعنى لايعلمها الا الله سبحانه وتعالى, الأمر الآخر بارك الله فيك لانستعجل ونخالف كلام أهل العلم بل الأولى بك أن تقولي نرجع الى كلام أهل العلم المعاصرين المعروفين بالتأصيل للعقيدة كالشيخ العثيمين والشيخ صالح آل الشيخ, أما الرجوع مباشرة الى كلام المتقدمين فقد نقع في عدم فهم مرادهم بارك الله فيك

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    ليبيا (بالخارج)
    المشاركات
    53

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالعزيزالت ميمي مشاهدة المشاركة
    3: تمام معنى الصفة.
    هل تقصد بتمام معنى الصفة أي: أصل المعنى وكيفية معًا؟
    أم تقصد شيئًا آخر؟

    [size=5]فالمحور الأول لاخلاف في التشابه لأن الله سبحانه وتعالى خاطبنا بما نفهمه فعندما بين لنا أنه سميع عليم ووصف المخلوق بأنه سميع عليم فهمنا من ذلك أن الله له سمع وأن له علم وهذا هو التشابه[/quote]
    هل يصح أن يُقال بأن التلميذ المبتدئ يشبه العالم لأن التلميذ لديه علم، والعالم له علم؟
    أرجو أن توضح لي كيف يكون الاشتراك في بعض الصفات تشابها ؟ خاصة إذا كان الاختلاف في حقيقة تلك الصفة بين الاثنين كبيرًا.
    أحسن الله إليكم

    كذلك الأمر بالنسبة لله فكل صفات الله تشابه صفات الأنسان في أصل المعنى
    بارك الله فيكم
    أرجو ذكر الدليل على أن الاشتراك في أصل المعنى يُسمى تشبيهًا، لغةً أو شرعًا


    الأمر الآخر بارك الله فيك لانستعجل ونخالف كلام أهل العلم ...
    بارك الله فيكم
    صحيح
    كان علي أن أسأل عن الدليل وأستفسر أكثر ولا أخالف هكذا مباشرة.
    أرجو أن تعتبر نقاشي معكم نقاش مُتعلم.
    موقع عقيدة السلف الصالح:
    www.as-salaf.com
    .

  8. #8

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الله ش م مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم
    إذا كان الشيخ حفظه الله يقصد بـ" جزء المعنى" أصل المعنى، فأنا أخالفه في ذلك، ليس لأني أعلم منه، كلا، بل ليس لدي 0.0001 عمله -حفظه الله-، ولكن سبب مخالفتي هو للسبب الثاني الذي ذكرته في مشاركتي السابقة، وقد بيّن الإمام ابن خزيمة رحمه الله كيف أن العرب لا تفهم من التشبيه الإشتراك في أصل المعنى، وإلا لكان كل مخلوق له وجه مشابها للمخلوق الآخر الذي له وجه لأنها مشتركة في المعنى، ولا أحد يقول بذلك، فالتشبيه يكون في الكيفية الصفة، أو بتعبير آخر: صفة الصفة، سواءً في جزء منها أو فيها كلها.
    والله أعلم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أختنا أم عبدالله بارك الله فيك أحب أن أبين لك مسألة مهمة وهي:
    أن فهم كلام المتقدمين خصوصا في باب العقيدة نحتاج الى أن نرجع الى كلام أهل العلم المعاصرين المعروفين بأتقان مسائل العقيدة لكي نكون على بصيرة من أمرنا أما أن نرجع الى كتب المتقدمين دون الرجوع الى أهل العلم المعاصرين فهذا يوقعنا بالخطأ لاشك كما قالوا (من كان أكثر علمه من كتابه كان خطأه أكثر من صوابه), مسألة الصفات تدور في ثلاثة محاور هي:
    1: أصل المعنى أوأصل معنى الصفة.
    2: كيفية الصفة.
    3: تمام معنى الصفة.
    أما المحور الأول فان الله خاطبنا بكلام عربي مبين فبين لنا صفاته جل جلاله مثل السمع والبصر والحياة وغيرها ووصف الأنسان بهذه الصفات فما هو المقصود؟ أليس هو أن هناك اشتراك بين صفات الله وصفات الأنسان, فما هو القدر الذي يشترك فيه الأنسان مع خالقه؟ انه أصل معنى الصفة وليس تمامها ولا كيفيتها وهذا تمام ما قاله الأمام مالك رحمه الله (الأستواء غير مجهول والكيف غير معلوم والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة), غير مجهول أي معلوم المعنى أي أصله وليس تمامه ولا كيفيته مصداقا لقوله تعالى ( ولايحيطون به علما),
    كما قلت التشبيه والتمثيل قد يطلقهما السلف ويريدون نفس المعنى أي أن كل مشبه ممثل فيريدون من التشبيه المعنى الكلي وقد يكون التشبيه بمعنى المشابهة في أصل المعنى وهذا لايلزم المماثلة , مثل أن نقول للأنسان وجه وللفيل وجه فهما متشابهان في أصل المعنى ولكن الوجه لايماثل الوجه في كل شئ, وأليك كلام الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله قفي عنده وراجعي كلام أهل العلم فالتأني مطلوب بارك الله فيك, قال في شرح الفتوى الحموية :
    وهذا هو قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته «إنَّ الله خلق آدم على صورته» فالله جل وعلا خلق آدم على صورة الرحمن سبحانه وتعالى؛ يعني على صفاته سبحانه، فخصَّ آدم من بين المخلوقات بأنَّ له من الصفات من جنس صفات الحق سبحانه وتعالى؛ يعني أن الله سبحانه وتعالى له وجه وجعل لآدم وجها، وله سمع وجعل لآدم سمعا، وله بصر وجعل لآدم بصرا، وله أصابع سبحانه وجعل لآدم أصابعا، وله جل وعلا قدمان وجعل لآدم قدمين، وله سبحانه ساق وجعل لآدم ساقا، إلى آخر ذلك.
    فهذا اشتراك في الصفة، والاشتراك في الصفة لا يعني الاشتراك في الكيفية؛ لأن هذا باطل، فالله سبحانه وتعالى جعل لآدم من الصفات مثل الصفات التي ذكرنا؛ يعني الصفات سواء الذاتية أو الصفة القوة والغضب والرضا والكلام إلى آخره، هذه الصفات جعل صفات آدم على صفات الرحمن سبحانه وتعالى وكما جاء في الحديث هذا «خلق الله آدم على صورته» و(على) ليست
    للتمثيل وليست للتشبيه، وإنما هي في اللغة للاشتراك، وهذا الاشتراك حاصل بدلالة النصوص.
    فما فصل في هذا الموضع مما ينقله العلماء أجمل في قوله عليه الصلاة والسلام «خلق الله آدم على صورته» فقوله (على) يقتضي -كما ذكرت لك- الاشتراك ولا يقتضي المشابهة ولا المماثلة في الكيفية ولا في الصفة؛ يعني في غاية الصفة، وإنما هو اشتراك في جنس الصفة؛ في أصل معناها.اه
    أسأل الله أن يبصرني واياك لما هو صواب انه سميع قريب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    ليبيا (بالخارج)
    المشاركات
    53

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالعزيزالت ميمي مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أختنا أم عبدالله بارك الله فيك أحب أن أبين لك مسألة مهمة وهي:
    أن فهم كلام المتقدمين خصوصا في باب العقيدة نحتاج الى أن نرجع الى كلام أهل العلم المعاصرين المعروفين بأتقان مسائل العقيدة لكي نكون على بصيرة من أمرنا أما أن نرجع الى كتب المتقدمين دون الرجوع الى أهل العلم المعاصرين فهذا يوقعنا بالخطأ لاشك كما قالوا (من كان أكثر علمه من كتابه كان خطأه أكثر من صوابه),
    بارك الله فيكم
    أنا أتفق معك في هذا 100%
    وأحاول قدر المستطاع أن لا أخالف هذا، فأنا أرسل مقالاتي إلى مجموعةمن المشايخ ليقوموا بمراجعتها، ولكنهم لا يقومون جميعا بمراجعة كل مقال حيث أنهم مشغولين، ولكن يقوم على الأقل واحد أو اثنان منهم بمراجعة المقال.
    كما أنني لا أكتب في موضوع إلا بعد أن أدرسه دراسة مبدئية من كتب المعاصرين ثم أنتقل لآثار السلف في المسألة.
    ومقالي تطرق فقط لمعنى التشبيه في صفات الله، ولم يتطرق لـ: هل هناك أكثر من إطلاق للفظ التشبيه أم لا؟
    وهذا هو نقاشي معكم حفظكم الله.
    فنقاشي معكم هو : هل يصح إطلاق "التشبيه" على "أصل المعنى" في لغة العرب أم لا؟
    وليس نقاشي في المقصود بالتشبيه في صفات الله عز وجل، فنحن متفقان في ذلك.
    أما المحور الأول فان الله خاطبنا بكلام عربي مبين فبين لنا صفاته جل جلاله مثل السمع والبصر والحياة وغيرها ووصف الأنسان بهذه الصفات فما هو المقصود؟ أليس هو أن هناك اشتراك بين صفات الله وصفات الأنسان, فما هو القدر الذي يشترك فيه الأنسان مع خالقه؟ انه أصل معنى الصفة وليس تمامها ولا كيفيتها وهذا تمام ما قاله الأمام مالك رحمه الله (الأستواء غير مجهول والكيف غير معلوم والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة),
    بارك الله فيكم
    لا أختلف معكم في هذا
    أن هناك اشتراك بين الصفات وهو أصل المعنى، فهذا يشترك فيه كل من يتصف بالصفة.
    إشكالي في إطلاق لفظ "تشبيه" على ذلك الاشتراك.
    وهذا هو قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته «إنَّ الله خلق آدم على صورته» فالله جل وعلا خلق آدم على صورة الرحمن سبحانه وتعالى؛ يعني على صفاته سبحانه، فخصَّ آدم من بين المخلوقات بأنَّ له من الصفات من جنس صفات الحق سبحانه وتعالى؛ يعني أن الله سبحانه وتعالى له وجه وجعل لآدم وجها، وله سمع وجعل لآدم سمعا، وله بصر وجعل لآدم بصرا، وله أصابع سبحانه وجعل لآدم أصابعا، وله جل وعلا قدمان وجعل لآدم قدمين، وله سبحانه ساق وجعل لآدم ساقا، إلى آخر ذلك.
    فهذا اشتراك في الصفة، والاشتراك في الصفة لا يعني الاشتراك في الكيفية؛ لأن هذا باطل، فالله سبحانه وتعالى جعل لآدم من الصفات مثل الصفات التي ذكرنا؛ يعني الصفات سواء الذاتية أو الصفة القوة والغضب والرضا والكلام إلى آخره، هذه الصفات جعل صفات آدم على صفات الرحمن سبحانه وتعالى وكما جاء في الحديث هذا «خلق الله آدم على صورته» و(على) ليست
    للتمثيل وليست للتشبيه، وإنما هي في اللغة للاشتراك، وهذا الاشتراك حاصل بدلالة النصوص.
    فما فصل في هذا الموضع مما ينقله العلماء أجمل في قوله عليه الصلاة والسلام «خلق الله آدم على صورته» فقوله (على) يقتضي -كما ذكرت لك- الاشتراك ولا يقتضي المشابهة ولا المماثلة في الكيفية ولا في الصفة؛ يعني في غاية الصفة، وإنما هو اشتراك في جنس الصفة؛ في أصل معناها.اه
    أسأل الله أن يبصرني واياك لما هو صواب انه سميع قريب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    [/quote]
    جزاكم الله خيرا
    ما قاله الشيخ هو الصواب، ولكن كما قُلت، السؤال هو:
    هل يصح أن يُسمى هذا الإشتراك "تشبيها" في لغة العرب؟
    فما فهمته من كلام الإمام ابن خزيمة رحمه الله هو أن التشبيه في لغة العرب لا يُطلق على الاشتراك في أصل المعنى.
    لهذا أنا طلبت الدليل سواءً كان من النصوص الشرعية أو أقوال السلف والعلماء المتقدمين أو المعنى اللغوي للكلمة.
    موقع عقيدة السلف الصالح:
    www.as-salaf.com
    .

  10. #10

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الله ش م مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم
    أنا أتفق معك في هذا 100%
    وأحاول قدر المستطاع أن لا أخالف هذا، فأنا أرسل مقالاتي إلى مجموعةمن المشايخ ليقوموا بمراجعتها، ولكنهم لا يقومون جميعا بمراجعة كل مقال حيث أنهم مشغولين، ولكن يقوم على الأقل واحد أو اثنان منهم بمراجعة المقال.
    كما أنني لا أكتب في موضوع إلا بعد أن أدرسه دراسة مبدئية من كتب المعاصرين ثم أنتقل لآثار السلف في المسألة.
    ومقالي تطرق فقط لمعنى التشبيه في صفات الله، ولم يتطرق لـ: هل هناك أكثر من إطلاق للفظ التشبيه أم لا؟
    وهذا هو نقاشي معكم حفظكم الله.
    فنقاشي معكم هو : هل يصح إطلاق "التشبيه" على "أصل المعنى" في لغة العرب أم لا؟
    وليس نقاشي في المقصود بالتشبيه في صفات الله عز وجل، فنحن متفقان في ذلك.

    بارك الله فيكم
    لا أختلف معكم في هذا
    أن هناك اشتراك بين الصفات وهو أصل المعنى، فهذا يشترك فيه كل من يتصف بالصفة.
    إشكالي في إطلاق لفظ "تشبيه" على ذلك الاشتراك.
    جزاكم الله خيرا
    ما قاله الشيخ هو الصواب، ولكن كما قُلت، السؤال هو:
    هل يصح أن يُسمى هذا الإشتراك "تشبيها" في لغة العرب؟
    فما فهمته من كلام الإمام ابن خزيمة رحمه الله هو أن التشبيه في لغة العرب لا يُطلق على الاشتراك في أصل المعنى.
    لهذا أنا طلبت الدليل سواءً كان من النصوص الشرعية أو أقوال السلف والعلماء المتقدمين أو المعنى اللغوي للكلمة.[/quote]
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اليك كلام ابن خزيمة رحمه الله(إذا لم تطلق العرب تشبيه وجوه بني آدم بوجوه ما ذكرنا من السباع، واسم الوجه قد يقع على جميع وجوهها كما يقع اسم الوجه على وجوه بني آدم، فكيف يلزم أن يقال لنا: أنتم مشبهة؟
    لونظرنا في كلام ابن خزيمة رحمه الله لتبين لنا أنه يقصد التشبيه الذي يقابل التمثيل وليس التشبيه الذي يقابل أصل المعنى بدليل أنه استدل عليهم بمشابهة وجه الأنسان لوجوه السباع على سبيل أصل المعنى وهو أن لكل منها وجه وليس تماثل وجه الأنسان مع وجوه السباع. في الخلاصة التشبيه من وجه يقابل التمثيل فهذا ممنوع ومن وجه يقابل أصل الصفة فهذا لابأس به, ثم اني أسأل سؤالا وهو قول عائشة رضي الله عنها ( شبهتمونا بالكلاب والحمير) هل أرادت المماثلة أم غير ذلك بارك الله فيك, والله أعلم.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    الفلوجة
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قولك (( يعني أن الله سبحانه وتعالى له وجه وجعل لآدم وجها، وله سمع وجعل لآدم سمعا، وله بصر وجعل لآدم بصرا، وله أصابع سبحانه وجعل لآدم أصابعا، وله جل وعلا قدمان وجعل لآدم قدمين، وله سبحانه ساق وجعل لآدم ساقا، إلى آخر ذلك)).
    هل هذا شرحك وانك تعني ان لله جسم لكن غير جسمنا لانه يستلزم من كلامك ان لهذه الاعضاء والصفات جسم تقوم به فهل تقصد هذا؟

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    ليبيا (بالخارج)
    المشاركات
    53

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المفتقر لرحمة رب العالمين مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قولك (( يعني أن الله سبحانه وتعالى له وجه وجعل لآدم وجها، وله سمع وجعل لآدم سمعا، وله بصر وجعل لآدم بصرا، وله أصابع سبحانه وجعل لآدم أصابعا، وله جل وعلا قدمان وجعل لآدم قدمين، وله سبحانه ساق وجعل لآدم ساقا، إلى آخر ذلك)).
    هل هذا شرحك وانك تعني ان لله جسم لكن غير جسمنا لانه يستلزم من كلامك ان لهذه الاعضاء والصفات جسم تقوم به فهل تقصد هذا؟
    كل الصفات التي ذكرها الأخ الكريم ثابتة بالكتاب والسنة.
    فالله له ذات متصفة بتلك الصفات لا تشبه ذوات المخلوقين ولا صفاتهم، بل هي بصفة تليق بجلاله لا يعلمها إلا هو سبحانه.

    وقد أثبت هذه الصفات السلف الصالح، انظر مثلا قول الإمام الحافظ حماد بن زيد بن درهم (ت. 179 هـ) :
    «مَثَلُ الجهمية مثل رجل قيل له: أفي دارك نخلة؟ قال: نعم. قيل: فلها خوص؟ قال: لا. قيل: فلها سعف؟ قال: لا. قيل: فلها كرب؟ قال: لا. قيل: فلها جذع؟ قال: لا. قيل: فلها أصل؟ قال: لا. قيل: فلا نخلة في دارك. هؤلاء مِثل الجهمية قيل لهم:
    لكم ربّ؟ قالوا: نعم. قيل: يتكلم؟ قالوا: لا. قيل: فله يد(1)؟ قالوا: لا. قيل: فله قدم(2)؟ قالوا: لا. قيل: فله إصبع(4)؟ قالوا: لا. قيل: فيرضى ويغضب؟ قالوا: لا. قيل: فلا رب لكم! » (4) إسناده صحيح.


    _الهامش_________
    (1) من أدلة صفة اليد لله عز وجل قوله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص : 75]
    (2) دليل صفة القَدم لله عز وجل: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ”لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول: قط قط وعزتك. ويزوى بعضها إلى بعض.“ حديث صحيح مُتفق عليه [صحيح البخاري ومسلم].
    (3) من أدلة صفة الأصابع لله عز وجل الحديث المتفق عليه (رواه البخاري ومسلم): عن عبد الله بن مسعود -رضى الله عنه- قال: جاء حبر من اليهود فقال: "إنه إذا كان يوم القيامة جعل الله السموات على إصبع ، والأرضين على إصبع، والماء والثرى على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يهزهن، ثم يقول: أنا الملك أنا الملك." فلقد رأيت النبى صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه تعجبا وتصديقا لقوله؛ ثم قال النبى صلى الله عليه وسلم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر : 67]
    (4) رواه ابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة"، قال: "حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، حدثنا أبي، عن سليمان بن حرب، قال: قال حماد بن زيد: ..." وذكره. شرح مذاهب أهل السنة (ص34-35) تحقيق: عادل بن محمد.
    وأبو يعلى في "إبطال التأويلات" عن أبي القاسم عبد الكريم (ج1 ص55)؛ و أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني التيمي في "الحجة في بيان المحجة".
    موقع عقيدة السلف الصالح:
    www.as-salaf.com
    .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    الفلوجة
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاخت الكريمة انا لم اقصد ماقلتيه عن الجهمية ((وقد أثبت هذه الصفات السلف الصالح، انظر مثلا قول الإمام الحافظ حماد بن زيد بن درهم (ت. 179 هـ) :
    «مَثَلُ الجهمية مثل رجل قيل له: أفي دارك نخلة؟ قال: نعم. قيل: فلها خوص؟ قال: لا. قيل: فلها سعف؟ قال: لا. قيل: فلها كرب؟ قال: لا. قيل: فلها جذع؟ قال: لا. قيل: فلها أصل؟ قال: لا. قيل: فلا نخلة في دارك. هؤلاء مِثل الجهمية قيل لهم:
    لكم ربّ؟ قالوا: نعم. قيل: يتكلم؟ قالوا: لا. قيل: فله يد(1)؟ قالوا: لا. قيل: فله قدم(2)؟ قالوا: لا. قيل: فله إصبع(4)؟ قالوا: لا. قيل: فيرضى ويغضب؟ قالوا: لا. قيل: فلا رب لكم! ))
    قال الله تعالى ((وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} [هود : 37]
    {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} [الطور : 48]
    {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} [القمر : 14]
    وكذلك قال {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه : 39]
    ايعني ذلك ان لله اعين ؟
    وعنده كما روي كلتا يديه يمين ؟
    وانا اريد ان افهم هل لربنا جسم لكن غير جسمنا او لا ؟ولست جهميا والعياذ بالله

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    ليبيا (بالخارج)
    المشاركات
    53

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المفتقر لرحمة رب العالمين مشاهدة المشاركة
    قال الله تعالى ((وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} [هود : 37]
    {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} [الطور : 48]
    {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} [القمر : 14]
    وكذلك قال {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه : 39]
    ايعني ذلك ان لله اعين ؟
    روى ابن جرير الطبري في تفسيره -بسند صحيح- عن التابعي قتادة رحمه الله في قوله تعالى :(بأعيننا ووحينا) ، قال: بعين الله ووحيه. ا.هـ.
    أي: بمرأى من عين الله عز وجل.
    فهذه الآيات من أدلة صفة العين لله عز وجل.

    وانا اريد ان افهم هل لربنا جسم لكن غير جسمنا او لا ؟ولست جهميا والعياذ بالله
    نحن لا نثبت إلا ما أثبته الله عز وجل لنفسه، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولم يُثبت الله لنفسه جسما، ولم يثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، فنحن لا نثبته. ما نثبته هو: ذات تليق به سبحانه ليست كذواتنا.
    وكذلك نُثبت صفاته دون تمثيل بصفات المخلوقين.
    فحياة الله وعلمه ويده ورحمته وغضبه وعينه .. إلخ صفات له سبحانه لا تشبه حياة وعلم ويد ورحمة وغضب وعين المخلوقين، بل هي بصفة تليق بجلاله.
    موقع عقيدة السلف الصالح:
    www.as-salaf.com
    .

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    الفلوجة
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله على هذه العقيدة وجزاكم الله خيرا

  16. #16

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الله ش م مشاهدة المشاركة
    روى ابن جرير الطبري في تفسيره -بسند صحيح- عن التابعي قتادة رحمه الله في قوله تعالى :(بأعيننا ووحينا) ، قال: بعين الله ووحيه. ا.هـ.
    أي: بمرأى من عين الله عز وجل.
    فهذه الآيات من أدلة صفة العين لله عز وجل.


    نحن لا نثبت إلا ما أثبته الله عز وجل لنفسه، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولم يُثبت الله لنفسه جسما، ولم يثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، فنحن لا نثبته. ما نثبته هو: ذات تليق به سبحانه ليست كذواتنا.
    وكذلك نُثبت صفاته دون تمثيل بصفات المخلوقين.
    فحياة الله وعلمه ويده ورحمته وغضبه وعينه .. إلخ صفات له سبحانه لا تشبه حياة وعلم ويد ورحمة وغضب وعين المخلوقين، بل هي بصفة تليق بجلاله.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    بارك الله فيك أختنا الكريمة أم عبدالله على الرد وبيان عقيدة السلف, أرجو أن أكون قد بينت المسألة ووضحت لك أي (مسألة التشبيه والتمثيل), واذا كان هناك مزيد من الكلام في هذا الموضوع فأنا على استعداد لبحثه وبيانه, نسأل الله السداد في القول والعمل وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    لو أمكن من المخالف : أن يبرز لنا من أطلق من السلف الصالح ، لفظ التشبيه بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه ؟ سواء كان في أصل المعنى أو في غير ذلك ؟
    وأرجوا ذكر أقوال السلف فقط لا غير ، لأنني ترددت كثيرًا في رفع هذا الموضوع مرة أخرى ، لعظم الأمر فيه وخطورة الكلام عن رب العالمين .
    فرجـــاء خاص : من أراد أن يجاوب عن هذا الإستفسار يذكر لنا أقوال السلف الصالح فقط لاغير ،
    وجزاكم الله تعالى عنا كل خير .
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  18. #18

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وادي الذكريات مشاهدة المشاركة
    لو أمكن من المخالف : أن يبرز لنا من أطلق من السلف الصالح ، لفظ التشبيه بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه ؟ سواء كان في أصل المعنى أو في غير ذلك ؟
    وأرجوا ذكر أقوال السلف فقط لا غير ، لأنني ترددت كثيرًا في رفع هذا الموضوع مرة أخرى ، لعظم الأمر فيه وخطورة الكلام عن رب العالمين .
    فرجـــاء خاص : من أراد أن يجاوب عن هذا الإستفسار يذكر لنا أقوال السلف الصالح فقط لاغير ،
    وجزاكم الله تعالى عنا كل خير .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ابتداءا أخي الكريم الله أمرنا أن نسأل أهل الذكر ان كنا لانعلم فقال تعالى (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون), وأهل الذكر بارك الله فيك في عصرنا ولله الحمد موجودون وهذا مصداق قول النبي (لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق),لذلك لابد أن تجد جوابا مفصلا للمسائل المطروحة فان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بين هذه المسألة فقال :
    قوله : ( ولا تشبيه ) : يعني : أنهم لا يشبهون الله بخلقه,ومراد المؤلف بالتشبيه ( التمثيل ) ولهذا لو عبّر به لكان أولى من وجوه ثلاثة :
    الوجه الأول : أن الذي جاء به القرآن والسنة نفي التمثيل لا نفي التشبيه .
    كما قال الله تعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ( الشورى 11 ) ، { فلا تضربوا لله الأمثال } ( النحل 74 ) .
    ومعلوم أن المحافظة على لفظ النص لا سيما في هذه الأمور الدقيقة أولى من الإتيان بلفظ آخر ، ولو ادعى من أتى به أنه مرادفٌ للفظ الذي جاء به النص
    الوجه الثاني : أن نفي التشبيه فيه إجمال 122 ،لأنه إن أراد نفي التشبيه من كل وجه فهذا غلط ،وإن أراد نفي التشبيه في كل الصفات فهذا هو التمثيل ،
    يعني : إن أراد نفي التشبيه أي أنه لا يشابه الخلق في أي شيء وأي وجه من الوجوه فهذا خطأ ،وإن أراد نفي التشبيه يعني أنه مشابه للخلق في كل وجه وفي كل معنى ،فهذا يكفي عنه قوله : ( التمثيل ) ،فنفي التشبيه من كل وجه من الوجوه هذا خطأ ، لأن هناك تشابه واشتراك في بعض المعاني ،
    فمثلاً : الحياة ، يتصف بها الخالق ويتصف بها المخلوق ،فبينهما تشابه من حيث أصل الصفة وهي الحياة ،ولولا هذا التشابه المشترك بين صفات الله وصفات المخلوق ما عرفنا معاني صفات الله ،فلا بد أن يكون هناك اشتراك وتشابه من بعض الوجوه ؟لله علم وللمخلوق علم بين علم الله وعلم المخلوق تشابه من حيث أصل المعنى ، المخلوق يدرك ما يعلمه والخالق عز وجل كذلك
    فهناك اشتراك في أصل المعنى ، للمخلوق بصر وللخالق بصر ،البصر للخالق والمخلوق مشتركان في أصل الرؤية ،فبينهما تشابه من هذا الوجه ،
    لكنهما لا يتماثلان ،لأن المماثلة : ( التساوي من كل وجه ) ،
    والمشابهة : ( الاشتراك ولو في بعض الوجوه ) 123 ،
    الوجه الثالث : أن نفي التشبيه صار عند كثير من الناس يساوي نفي الصفات مطلقاً .وذلك عند من يقول : كل من اثبت لله صفة فهو مشبه ،
    فإذا قلنا : ( من غير تشبيه ) : صار معنى هذا الكلام عندهم أي من غير إثبات صفة ،فيوهم هذا بأن مذهب أهل السنة والجماعة هو مذهب أهل التعطيل لأنهم يرون أن معنى ( نفي التشبيه ) يعني نفي الصفات ،حيث يزعمون أن كل من أثبت لله صفة فهو مشبِّه ،
    فالحاصل : أن المؤلف رحمه الله تابع في قوله : ( ولا تشبيه ) : تابع عبارة كثير ممن كتبوا أو تكلموا في هذا الباب ،والصواب : أن نقول : ( من غير تمثيل ) ،ولهذا عبَّر شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية بذلك 124 ،
    فقال : ( من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل )اه (شرح العقيدة السفارينية),والل ه أعلم
    أعتذر أخي الكريم عن الاطالة بارك الله فيك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    ليتك أخي الكريم وضعت رجائي في حسبانك !
    ولا أدري ما علاقة ما كتبته بطلبي ؟
    ويبدوا والله تعالى أعلم إن ما في أحد من السلف الصالح أبدًا أثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه ، فلم يجد المخالف إلا نقل بعض الأقوال المتشابهة لبعض العلماء ليثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه !


    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  20. #20

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وادي الذكريات مشاهدة المشاركة
    ليتك أخي الكريم وضعت رجائي في حسبانك !


    ولا أدري ما علاقة ما كتبته بطلبي ؟
    ويبدوا والله تعالى أعلم إن ما في أحد من السلف الصالح أبدًا أثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه ، فلم يجد المخالف إلا نقل بعض الأقوال المتشابهة لبعض العلماء ليثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه !

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أخي الكريم هل تظن أن كل المسائل الجزئية قد تكلم فيها السلف, ما قال أحد من أهل العلم هذا الشئ فأهل العلم يذكرون المسائل عند الحاجة اليها ولا أظنك يخفى عليك هذا الأمر, فمثلا ابن المبارك قال (ان الله بائن من خلقه) هل قال ذلك أحد من السلف, وان لم يفعلوا هل نرد كلام ابن المبارك وهو يرد على المنحرفين, كذلك الشيخ العثيمين وغيره تكلموا بهذه المسائل للحاجة اليها ولبيان الحق في المسألة ونحن مأمورون بمتابعة أهل العلم الذين يبينون لنا دين الله قال الله تعالى (فسألوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون) وقد تكلم بهذه المسألة هو وغيره من أهل العلم المعروفين بتأصيلهم المتين لمسائل العقيدة ثم أذكرك بحديث النبي المشهور (عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين " . رواه البيهقي. قال الشيخ الألباني صحيح
    ولا شك أن الشيخ العثيمين والشيخ صالح الفوزان والشيخ صالح آل الشيخ وغيرهم كثيرنعم الخلف لخير سلف بشهادة أهل العلم لهم والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •