بسم الله الرحمن الرحيم ...
أكرمك الله أخي الحبيب لست الا ناقل مع بعض المعلومات البسيطة و ان شاء الله افيد ولو بالقليل, أنقل هنا كلام الشيخ عمر بن سليمان الاشقر من كتابه الماتع العقيدة في الله, قال اكرمه الله و بارك الله في عمره:
نظرية دارون :
حاول أصحاب هذه النظرية أن يعللوا بها وجود الأحياء ، وقد شاعت هذه النظرية ، وعمل كثيرون على نشرها بحسن نية ، لظنّهم أنّها حقيقة علمية ، وعمل آخرون على نشرها بسوء نية ، لأنّها وافقت أهواءهم ، فهي تكذب بالأديان التي وصفت خلق الإنسان ، وبذلك يجد الطاعنون في الدِّين دليلاً من العلم يرتكزون عليه ، ويدلِّسون على النَّاس به .
ماذا تقول هذه النظرية ؟
تزعم هذه النظرية أنّ أصل المخلوقات حيوان صغير ، نشأ من الماء ، ثم أخذت البيئة تفرض عليه من التغييرات في تكوينه ممّا أدّى إلى نشوء صفات جديدة في هذا الكائن ، أخذت هذه الصفات المكتسبة تورث في الأبناء حتى تحولت مجموع هذه الصفات الصغيرة الناشئة من البيئة عبر ملايين السنين إلى نشوء صفات كثيرة راقية جعلت ذلك المخلوق البدائي مخلوقاً أرقى ، واستمر ذلك النشوء للصفات بفعل البيئة والارتقاء في المخلوقات ، حتى وصل إلى هذه المخلوقات التي انتهت بالإنسان .
أساس النظرية :
1- تعتمد النظرية على أساس ما شوهد في زمن (( دارون )) من الحفريات الأرضية ، فقد وجدوا أنّ الطبقات القديمة تحتوي على كائنات أولية ، وأنّ الطبقات التي تليها تحتوي على كائنات أرقى فأرقى . فقال (( دارون )) : " إنّ تلك الحيوانات الراقية قد جاءت نتيجة للنشوء والارتقاء من الحيوانات والكائنات الأولى " .
2- وتعتمد أيضاً على ما كان معروفاً في زمن (( دارون )) من تشابه جميع أجنّة الحيوانات في أدوارها الأولى ، فهو يوحي بأنّ أصل الكائنات واحد ، كما أنّ الجنين واحد ، وحدث التطور على الأرض كما يحدث في أرحام الكائنات الحيّة .
3- كما تعتمد النظرية على وجود الزائدة الدودية في الإنسان التي هي المساعد في هضم النباتات ، وليس لها الآن عمل في الإنسان مما يوحي بأنّها أثر بقي من القرود لم يتطور ؛ لأنها تقوم بدورها في حياة القرود .
شرح (( دارون )) لعملية التطور وكيف تمّت :
- الانتخاب الطبيعي : تقوم عوامل الفناء بإهلاك الكائنات الضعيفة الهزيلة ، والإبقاء على الكائنات القوية ، وذلك ما يسمّى بزعمهم بقانون (( البقاء للأصلح )) ، فيبقى الكائن القوي السليم الذي يورث صفاته القوية لذريته ، وتتجمع الصفات القوية مع مرور الزمن مكونة صفة جديدة في الكائن ، وذلك هو (( النشوء )) الذي يجعل الكائن يرتقي بتلك الصفات الناشئة إلى كائن أعلى ، وهكذا يستمر التطور ، وذلك هو الارتقاء .
2- الانتخاب الجنسي : وذلك بوساطة ميل الذكر والأنثى إلى التزوج بالأقوى والأصلح ، فتورث بهذا صفات الأصلح ، وتنعدم صفات الحيوان الضعيف لعدم الميل إلى التزاوج بينه وبين غيره .
3- كلما تكونت صفة جديدة ، ورثت في النسل .
تفنيد الأساس الذي قامت عليه النظرية :
علم الحفريات لا يزال ناقصاً ، فلا يدّعي أحد أنّه قد كمل التنقيب في جميع طبقات الأرض وتحت الجبال والبحار ، فلم يجد شيئاً جديداً ينقض المقررات السابقة .
وعلى فرض ثبات مقررات هذا العلم فإنّ وجود الكائنات الأولى البدائية أولاً ، ثم الأرقى ليس دليلاً على تطور الكائنات الراقية من الكائنات الأدنى ، بل هو دليل على ترتيب وجود هذه الكائنات فقط عند ملاءمة البيئة لوجودها على أي صورة كان هذا الوجود ، وإذا كانت الحفريات في زمن (( دارون )) تقول : إنّ أقدم عمر للإنسان هو ستمائة ألف سنة ، فإنّ الاكتشافات الجديدة في علم الحفريات قد قدّرت أنّ عمر الإنسان يصل إلى عشرة ملايين من السنين .
أليس هذا أكبر دليل على أنّ علم الحفريات متغيّر لا يبنى عليه دليل قطعيّ ، وأنّه قد ينكشف في الغد من الحقائق عكس ما كنّا نؤمل ؟
أن شاء الله تعالى يتبع مع بعض التعليقات و قليل من المقالات من الاخوة المختصين في منتدى التوحيد أرجوا ان افيدكم ...
الكلام من( صـ15ى الى الى صـ17ى )من كتاب العقيدة في الله للشيخ عمر بن سليمان الاشقر ,,,,