موقف عجيب للماوردي مع مؤلفاته
قال ابن خلكان في وفياته (3/282): قيل: إنه لم يظهر شيئًا من تصانيفه في حياته، وإنما جمع كلها في موضع، فلما دنت وفاته، قال لشخص يثق إليه: الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي، وإنما لم أظهرها؛ لأني لم أجد نية خالصة لله تعالى، لم يَشُبها كدرٌ، فإن عاينت الموتَ ووقعت في النزع فاجعل يدك في يديّ، فإن قبضتُ عليها وعصرتها، فاعلم أنه لم يُقبل منّي شيء منها، فاعمد إلى الكتب وألقها في دجلة ليلاً، وإن بسطتُ يدي، ولم أقبض على يدك فاعلم أنها قبلت، وأني قد ظفرتُ بما كنتُ أرجوه من النية الخالصة.
قال ذلك الشخص: فلما قارب الموتَ وضعتُ يدي في يده فبسطها، ولم يقبض على يدي، فعلمتُ أنها علامة القبول، فأظهرتُ كتبه بعده.