تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: تصحيح وتضعيف المرويات الأدبية

  1. #1

    افتراضي تصحيح وتضعيف المرويات الأدبية

    تصحيح وتضعيف المرويات الأدبية

    يُروى أن المهدي خرج للصيد ، فغار به فرسه حتى وقع في خباء أعرابي ، فقال : يا أعرابي هل من قِرَى ، فأخرج له قرص شعير ، فأكله ، ثم أخرج له فضلة من لبن فسقاه ، ثم أتاه بنبيذ في ركوة فسقاه ، فلما شرب قال: أتدري من أنا؟ ، قال: لا... ، قال : أنا من خدم أمير المؤمنين الخاصة ، قال : بارك الله لك في موضعك ، ثم سقاه مرة أخرى ، فشرب فقال : يا أعرابي: أتدري من أنا ؟ ، قال: زعمت أنك من خدم أمير المؤمنين الخاصة ، قال: لا أنا من قواد أمير المؤمنين ، قال: رحبت بلادك وطاب مرادك ، ثم سقاه الثالثة ، فلما فرغ قال يا أعرابي: أتدري من أنا ، قال: زعمت أنك من قواد أمير المؤمنين ، قال: لا ولكني أميرالمؤمنين.

    فأخذ الأعرابي الركوة ، فوكأها وقال : إليك عني ، فوالله لو شربت الرابعة لادعيت أنك رسول الله ، فضحك المهدي حتى غشي عليه ، ثم أحاطت به الخيل ، ونزلت إليه الملوك والأشراف ، فطار قلب الأعرابي ، فقال له المهدي: لا بأس عليك ، ولا خوف ، ثم أمر له بكسوة ومال جزيل.



    ـــــــــــــــ ـــ

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

    شرّف الله هذه الأمة بالإسناد ، حباهم بالاستيثاق ، اصطفاهم بالجرح والتعديل ، خصهم بجهابذة النقاد لخدمة حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فصانوه أيما صيانة ، إذ نقّحوا الصحيح من الضعيف ، ونقوا الجيد من الواهي وفضحوا الكذابين ، وكشفوا تخرصات الدجالين.
    والمرويات الأدبية أو الروايات الأدبية - كنص منقول - تخضع للصدق والكذب ، وفيها الصحيح والضعيف ، وكتب الأدب فيها حكمة وعظة وعبرة وبلاغة وفصاحة وحيلة و...
    وفيها أيضا كذب وبهتان وبدع وضلالات وخرافات و....

    ويزداد الأمر سوءًا إذا رُوي أثر مثل قصة المهدي آنفة الذكر ، فكيف نرمي أمير المؤمنين وخليفة المسلمين بكبيرة هي أم الخبائث ومذهبة العقل (الخمر)؟
    والقصة مُهلهلة لمن تدبرها : إذ لا يتم ولا يُتخيل أن ينفرد الخليفة وحده ويغور به فرسه لخيمة أعرابي ، أين الخدم والغلمان والجند والحراس والأمراء والأشراف؟ ، وهل يأكل ملك - ما بين الهند إلى المحيط الأطلنطي - عند أي أحد؟ وهل يحتاج الخليفة لقرص شعير وفضلة لبن وهو يعاف الفالوذج بدهن الفستق في قصره؟ ، وهل تتشوف نفسه لنبيذ الأعرابي الرديء؟ (وحاشا المهدي أن يشرب الخمر) ، وما حاجة أمير المؤمنين لهذه السخافات (من خدم أمير المؤمنين الخاصة بل من قواده بل هو)؟ ، وفجأة - عندما تنتهي المزحة السمجة – يأتي الحراس والأشراف والأمراء و... وكأنما انشقت عنهم الأرض!!!

    ألا هل من ناقد جهبذ يخدم الأدب الإسلامي والعربي بالتصحيح والتضعيف للمرويات؟

    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
    أبو مالك سامح عبد الحميد حمودة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    عضوالاتحادالعام للادباءوالكتاب العرب
    المشاركات
    800

    افتراضي رد: تصحيح وتضعيف المرويات الأدبية

    الشيخ الدرعمي تحية وسلاما

    كثيرة هي تلك القصص والحكايات التي كتبت عن الخلفاء وامراء المؤمنين في الدولة العباسية خاصة بدءا من المنصور الذي اتهم بالبخل وكذلك المهدي والرشيد وحيكت عليهم قصصا تظهرهم بالمظهر المتهاون والمتساهل مع الاحكام الاسلامية واعتقد ا ن اغلب هذه القصص والحكايا كان وراءها الحركة الشعوبية التي انتشرت في ذلك الوقت ورد عليها بعض ادباء وكتاب العصرامثال الجاحظ من جاء بعدهم
    مقترح طرح الموضوع للنقاش والعمل الجاد لتناول هذه القصص اينما وجدت في الكتب الادبية والثقافية وغيرها وتفنيد مزاعمها فما رايكم ؟؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: تصحيح وتضعيف المرويات الأدبية

    ومن كلام الرافعي حول الإسناد في الأدب قال : " لا يراد منه إلا توثيق الرواية وإثبات صحتها وضمان عهدتها ، لا أن يطلب الرواية بذكر الإسناد حكاية ما يرويه على أنه عن مُعَدَّل ، وإثبات ما يسنده على أنه إلى مقنع ، فإن اللغة ترجع إلى أقيسة معروفة ، وإن ما شذ عن هذه الأقيسة موضوع قطعًا ، إلا أن يحمل عن الثقة ، أو ينفرد به أهل الكفاية فيوردونه على أنه من الأفراد والنوادر "(*).
    ــــ
    (*) تاريخ آداب العرب للرافعي (1/ 233).
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  4. #4

    افتراضي رد: تصحيح وتضعيف المرويات الأدبية

    وكم نِيلَ بأمثال تلك الروايات الأدبية - عندهم - من أعراض صفوة من أئمة الإسلام في السابق واللاحق!
    انظر هذين المثالين:
    لغز طريف : أقدم من جمع أسماء الفقهاء السبعة في نظم ؟!
    وأسطورة الغرام.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: تصحيح وتضعيف المرويات الأدبية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك الدرعمي مشاهدة المشاركة
    ويزداد الأمر سوءًا إذا رُوي أثر مثل قصة المهدي آنفة الذكر ، فكيف نرمي أمير المؤمنين وخليفة المسلمين بكبيرة هي أم الخبائث ومذهبة العقل (الخمر)؟
    و كأنكَ تتكلّمُ عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ررر أو عن الخلفاء الراشدين المهديين..
    و كأنّ المهدي، وغيره من خلفاء بني العباس، أو من تقدّمهم من خلفاء بني أمية؛ معصومون من الكبائر ..
    ألم يأتوا كبائر أكبر من هذه الكبيرة = قتلوا و غصبوا أموال الناس .. ، بل فيهم من كان يشرب الخمر علانية و يستهزء بشرع الله ..
    غفر الله لمن ظلم نفْسَه منهم ، وعفا عنه ..وجزى الله خيرا من استقام منهم على الطريقة و لم يظلم نفسه أو الرعية شيئا..وتجاوز الله عمّن خلط منهم عملا صالحاً، و آخر سيئاً..
    وفي حسناتهم و أعمالهم الصّالحة ما نرجو لهم المغفرة والنجاة، وفي ظلمهم وسيئاتهم ما نخاف عليهم العقاب و الهلاك.

  6. #6

    افتراضي رد: تصحيح وتضعيف المرويات الأدبية

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    طيّب الله أوقاتكم أيها الفضلاء
    إنما عنيت تحقيق وخدمة الأسفار الأدبية ، وهو مشروع ضخم راودني منذ المراهقة ، وتبلور وتطور وتغير في عقلي مرات ، منذ علقت وشُغفت بالعقد الفريد والمستطرف في ميعة الصبا ، فتارة أنتوي أن يكون تحقيقا وتارة تهذيبا ، فأسميه مثلا (تهذيب المستطرف) ، فأعزم على تخريج الأحاديث المبثوثة في تضاعيفة ، وكذلك الموقوف (على الصحابة) ، والآثار للتابعين والعلماء من حكم وعظات ونحوه ، وكانت المشكلة في مرويات غير من أسلفت ، من أدباء وحكماء وشعراء وأدب مترجم ونحوه.
    ارتأيتُ أن أتتبع الكتاب وأزيل منه الشركيات والبدع والإشارات الإباحية ، والخرافات والأساطير الخطأ طبًّا أو خُلقًا أو ذوقًا أوما شابه.
    ويقينا لا أرنو أو أحلم بتقسيم الأدبيات إلى مرسل ومعضل ومنقطع و... ، ولكن نُسدد ونُقارب ، فما تيسر لنا فيه مثل هذا عاملناه بمنهج الأوائل ، وشبه هذا حدث في المعلقات وبعض الأشعار ، وعندنا ابن الأنباري وابن النحاس والزوزني والتبريزي والأصمعي وأبو زيد القرشي والمفضل الضبي و...
    ـــــــــــ
    في الأخير
    مبتغاي تناول المرويات الأدبية بالجرح والتعديل بصرامة في الحديث الشريف ، وبنوع حزم مع آثار الصحابة والتابعين ، وببعض تساهل مع الباقي ، ثم نحاكم الصنف الأخير شرعا فعقلا فعرفا فاستقراءً ، وكم من نصوص أدبية تُسقطها للخطأ الفاحش في التواريخ ، أو استحالة وقوعها وحدوثها لسبب أو لآخر ، وهكذا ننقي أدبنا فلا يصبح خارجا عن الأدب.
    وفقكم الله لكل خير.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •