تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: (( الأبنية التي على القبور ليست من التراث الإسلامي)) لشيخنا العلامة عبد الله بن جبرين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي (( الأبنية التي على القبور ليست من التراث الإسلامي)) لشيخنا العلامة عبد الله بن جبرين

    [align=center]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [/align]

    الحمد لله الملك العلام، الذي شرع الشرائع وأوضح الأحكام، وأرسل محمدًا صلى الله عليه وسلم وكمل به دين الإسلام، ووفق صحابته الكرام لتلقي الدين القويم وبيان الحلال والحرام، وصلى الله وسلم على محمد خير الأنام، وعلى آله وصحبه البررة الكرام
    أما بعد...


    فقد جاء الإسلام بتحريم البناء على القبور، وتحريم تجصيصها، والأمر بهدم البناء عليها ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته"، والنهي عن البناء على القبور يقتضي تحريمها، وذلك لأنه ذريعة إلى عبادة الأموات، كما هو الواقع في كثير من البلاد الإسلامية التي وقع فيها الغلو في أصحاب القبور بسبب رفع تلك القبور والبناء عليها، وتجصيص تلك المباني وتلوينها، وكثرة الكتابة عليها وزخرفتها فيعتقد الجاهل أن أولئك الأموات لهم خصوصيات، ولهم فضل وشرف، مما يحمل الجهال على الطواف بتلك القبور والمتمسح بتلك الأبنية، واعتقاد أن أصحاب هذه الأضرحة من الأولياء والشهداء الذين لهم جاه عند الله، والذين ينفعون من تعلق بهم، ويشفعون لمن دعاهم ، ويجيبونه ويعطونه سُؤلَه، وذلك بلا شك شرك في العبادة، وتعظيم لهؤلاء الأموات، فالواجب هدم تلك الأبنية، حيث يقر أهلها بأن البناء محرم، ولا يسوغ بقاءها الناحية الفنية والجمالية في البناء، ولا أنها تراث إسلامي وعمارة إسلامية، ولا أن بقاءها مما يكسب الإنسان عبرة وموعظة بقوة الأوائل وقدرتهم على هذا التلوين وهذا الجمال، فإن ذلك وإن دل على ما أوتوه من قوة وإمكانيات، لا يدل على إباحة المحرمات وإقرار وسائل الشركيات، وهناك عبرة وموعظة غير هذه الأبنية على الأضرحة والقبور، وأما وصفها بأنها عمارة إسلامية فليس بصحيح، وإن كانت في بلاد المسلمين، ولا تسمى تراثاً إسلامياً، فإن الشرع لا يقرها، والإسلام يأمر بإزالتها، وأما تدريسها بعد إزالتها فلا مانع من ذلك، ويكون على وجه التحذير منها، وبيان ما يترتب على بقائها وعلى تعظيمها من المحاذير وذرائع الشرك وعبادة الأموات، فيكون تدريسها يشتمل على ذكر صفتها قبل هدمها وزمان بنائها، وكذلك سبب هدمها وإزالتها، ليكون الطلاب على معرفة بتأريخها ولسبب المنع من بقائها. والله أعلم.


    قاله وأملاه
    عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين



    http://www.ibn-jebreen.com/article2.php?id=9

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي شيخنا الفوزان رداً على الجفري : تسمية القبور بالآثار الاسلامية لا أصل لها في الشريعة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    صــاحب الفضيلة شيخنــا العلامـــة صـالح بن فوزان الفوزان ((عضو هيئة كبار العلماء و عضو اللجنة الدائمة للإفتاء )) - حفظه الله ورعاه - رداً على الجفري:
    (( تسمية القبور بالآثار الاسلامية لا أصل لها في الشريعة ))
    عكاظ (جدة)
    عقب عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء الدكتور صالح بن فوزان الفوزان على مقال الكاتب عبدالله الجفري في «عكاظ» الثلاثاء قبل الماضي بعنوان «الآثار الاسلامية والأوثان» وفيما يلي تعقيب فضيلته:
    تــعـقــيــباً عــلى ما كــتبه: عبدالله عبدالرحمن الجفري في جريدة «عـكـاظ» يــوم الثلاثاء 11/4/1427هـ بعنوان «الآثار الإسلامية والأوثان» حيث استنكر على مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة حيث قام بما يقتضيه عمله في هذا المركز ووجه أمانة العاصمة في مكة المكرمة بضرورة ازالة السيراميك الذي وضع في مقبرة المعلاة مقابل قبر أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها حيث قال الكاتب الجفري:

    أولا: بخ بخ لهذا الشيخ الذي اتهم أهل مكة الآن بعبادة القبور واتباع البدع والشرك-
    وأقول: هذا الكلام فيه اتهام لمدير المركز بأنه يكفر أهل مكة ومن أين أخذ الكاتب هذا الاتهام الخطير ومدير المركز إنما أمر بتنفيذ ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم من النهي عن تجصيص القبور واسراجها والكتابة عليها والصلاة عندها سداً لوسيلة الشرك والغلو في القبور سواءً في مكة أو في غيرها. ومكة شرفها الله، أهلها أولى بالعمل بالسنة.

    ثانياً: قال الكاتب: وبعد إلى متى ندور في هذه الحلقة المفرغة وأخطار عديدة تحيط بالمسلمين من كل جانب فيتكاثر أعداء الإسلام وبيننا المغالون والمتجنون والمشككون في إسلام أهل مكة المكرمة.

    أقول:
    أولاً- لم يكن من مدير المركز والحمد لله تشكيك في اسلام أهل مكة وإنما هذه زيادة من الكاتب لم يوفق فيها.

    ثانياً: مقاومة البدع عند القبور ومنع وسائل الشرك أولى من مقاومة الأخطار الخارجية لأن المسلمين لا يتمكنون من مقاومة عدوهم حتى يصلحوا داخلهم، قال تعالى{وأنذر عشيرتك الأقربين } ثالثاً: هل من دعا إلى العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في القبور يكون مغالياً ومتجنياً ومشككاً في اسلام المسلمين، أم أن هذه الأوصاف تنطبق على من يخالف السنة في مسألة القبور وغيرها.
    ثالثا: قال الكاتب: المطلوب من علماء مكة المكرمة وأركان أسرها العريقة أن يتصدوا لمثل هذا الابتلاء الذي يستهدف العبث بآثار مكة المكرمة الاسلامية
    - وأقول:
    أولا-ً علماء مكة وأسرها العريقة لا يتصدون لمنع تطبيق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في القبور ومن فعل ذلك ومن خالف فلا عبرة به
    ثانياً: أليس هذا الكلام من الكاتب فيه إثارة للنخوة المذمومة وتفريق بين المسلمين في هذه البلاد- بين أهل مكة وغيرهم- ثالثا: هل تسمية القبور بالآثار الاسلامية لها أصل في الكتاب والسنة وهدي السلف فالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وعموم المسلمين سموها قبوراً ولم يسموها آثاراً: وحث صلى الله عليه وسلم على زيارتها الشرعية للإعتبار والإتعاظ والدعاء لأموات المسلمين. قال صلى الله عليه وسلم ((زوروا القبور)) ولم يقل ((زوروا الآثار)). ومن العجيب أن هذا الكاتب يستنكر الغلو وهو واقع فيه في هذه المسألة.
    رابعاً: قال الكاتب: والسؤال هل ما يقوم به هؤلاء من غلاة في إصدار أحكامهم وفي تفسير التشريع وفي اتهام الناس بقلة عقولهم إلى درجة عبادة القبور.
    وأقول: نعم إن الغلو في القبور والبناء عليها وتبليط ما حولها بالسيراميك الذي أثار الأمر بإزالته حفيظتك وأشاط غضبك إن الغلو في القبور بصنيع هذه الأشياء التي ذكرتها حولها يصيرها ولو على المدى البعيد أوثاناً تعبد من دون الله كما هو الواقع الآن في بعض البلاد الأخرى. وما الذي أحدث الشرك في قوم نوح إلا الغلو في الصالحين وفي ضروحهم وقبورهم ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد)). وقال صلى الله عليه وسلم (( لاتجعلوا قبري عيداً. وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)) فيصلي المسلم على الرسول في أي مكان في الأرض ولا يحتاج إلى التردد على قبره لأجل الصلاة عليه ولما قال له صلى الله عليه وسلم جماعة حديثو عهد بالاسلام: ((اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط)) يعنون المشركين الذين يتبركون بشجرة قال صلى الله عليه وسلم ((قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى : { اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ })) فتعظيم الآثار والقبور والأشجار يجعلها آلهة كآلهة المشركين. وقبر أُمنا خديجة رضي الله عنها وأرضاها نزوره للسلام عليها والدعاء لها كسائر القبور دون ان نعمل حوله سيراميكاً وواجهات تجميل ودعايات ولسنا بأشد حرصاً على احترام أم المؤمنين ومحبتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة وسلف هذه الأمة ولم يعملوا حول قبرها هذا العمل الذي ذكرته ودافعت عنه أيها الكاتب. وكيف تستنكر الغلو وأنت تدعو إليه في قول كهذا.

    خامسا: قال الكاتب: العالم صعد إلى القمر واخترع المسافات وسرقته التكنولوجيا سريعة الخدمات ولكن يتبقى لدى المسلمين إيمانهم وعقيدتهم والتزامهم بالتشريع الذي حفل به القرآن الكريم والسنة الشريفة دون مساس بالعقيدة وأيضاً دون انجراف إلى المغالات.
    وأقول: الحمدلله هذا المطلوب وهو الذي ندعوا إليه وهو عدم المساس بالعقيدة بالغلو في القبور وإحداث شيء حولها لم يشرع في القرآن والسنة الشريفة وليس في هذا مغالاة وإنما فيه اتباع وامتثال واعتدال واتباع للكتاب والسنة.
    سادساً: ثم قال الكاتب الجفري: أليس لدى هؤلاء ذريعة لهدم ومحو آثار الإسلام في مكة المكرمة والمدينة المنورة سوى تهمة عبادة الأحجار حتى فقدنا أهم وأكثر آثار الإسلام الأساسية،
    نقول له: آثار الاسلام الحقيقية هي إقامة معالمه الشرعية وأحكامه العادلة والتمسك بالكتاب والسنة وهدي السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان. وعمارة بيوت الله التي أذن الله ان تُرفع ويُذكر فيها اسمه وفي مقدمتها المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى التي تشد الرحال للعبادة فيها. وأما القبور ومساكن السابقين ومنازلهم فلم يأمر الله ولا رسوله بتتبعها وأحيائها لأن ذلك وسيلة إلى الشرك فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البناء على القبور وأمر بإزالة ما بني عليها.
    قال صلى الله عليه وسلم لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه: (( لا تدع قبراً مشرفاً )) أي مرتفعاً (( إلا سويته )) أي أزلت ارتفاعه وجعلته كسائر القبور مرفوعة عن الأرض قدر شبر كما عليه العمل من عهده صلى الله عليه وسلم في قبور أصحابه وقبور عامة المسلمين إلى اليوم. ومن خالف هذه السنة فلا عبرة به ولا بعمله لقول النبي صلى الله عليه وسلم ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )).


    وأخيراً اسأل الله لي وللكاتب الجفري ولجميع المسلمين التوفيق للعلم النافع والعمل الصالح ومعرفة الحق والعمل به وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
    [align=center]http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2006...6051818162.htm

    (( دمتم بخير ))
    [/align]


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: (( الأبنية التي على القبور ليست من التراث الإسلامي)) لشيخنا العلامة عبد الله بن ج

    حفظ اللَّـه شيخاي العلَّامة عبد اللَّـه بن جبرين ،والعلَّامة صالح بن فوزان الفَوْزان.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    6

    افتراضي رد: (( الأبنية التي على القبور ليست من التراث الإسلامي)) لشيخنا العلامة عبد الله بن ج

    بسم الله الرحمن الرحيم:

    أعتقد أن وجهة نظر الشيخ الجبرين حفظه الله ورعاه تعم جميع المساجد دون تمييز بين تاريخ بنايتها وأصلها , ونحن عندنا في مصر أمثلة من العمارة الإسلامية في المساجد والزوايا القديمة التي لا يوجد لها مثيل في العالم ويجب الحفاظ عليها وحمايتها من الزوال والهدم وإذا طمسناها أو هدمناها سيأتي علينا يوما لا نعرف بالضبط أماكن هذه المساجد والزوايا.
    أما المساجد التي بها بها مدفون أو شيخ فهي حديثة بنيت في القرن العشرين كمسجد الحسين مسجد السيدة زينب ومسجد البدوي ومسجد إبراهيم الدسوقي, وهي لا تعتبر من التراث المعماري في مصر.
    فلا يجب ان نقارن هذه المساجد- في طرازها-:
    1- بمسجد الأزهر الشريف الذي يعتبر وصلة لجميع الطرز المعمارية في العصور الإسلامية المتوالية علي مصر.
    2 - مسجد بن طولون الذي به مئذنة لا يوجد لها مثيل في العالم بعد هدم مئذنة العراق, وهذا المسجد لا يتخذ ضريح ولا شيء.
    3- مسجد الظاهر بيبرس البندقداري. وجميع مساجد المماليك التي تنبء عن عبقرية هندسية لا توجد في العالم.
    4 - مساجد الأمراء الأيوبيين في مصر.
    - مسجد محمد علي باشا المبني علي غرار المسجد الأزرق في تركيا.
    وغيرها من المساجد الأثرية , فلنقرأ التاريخ قبل الكتابة.... وشكرا.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: (( الأبنية التي على القبور ليست من التراث الإسلامي)) لشيخنا العلامة عبد الله بن ج

    أخي البندقداري، يظهر لي أنك من هواة فنون العمارة، ولهذا ثقل عليك كلام أهل العلم في هذه المسألة..
    يا أخي إني أحذرك من الغلو في الطين والحجر، فوالله ما أهلك السابقين إلا الغلو!
    وأنا أسألك بالله، أيهما أحق بأن يعظم وأن يحفظ في الأرض وأن تدفع عنه سائر ذرائع إفساده أو التنقيص منه ولو حقرت:
    - دين الله وشرعة رسوله صلى الله عليه وسلم وهديه المبارك..
    - أم بقايا تلك المباني التي عظمها أصحابها وعظموا بها أنفسهم وموتاهم هدما لكثير من شرائع الدين الحكيم، وأكثرها لم يكن إلا من مساجد الضرار أصلا؟؟
    لا شك أنك ستقول دين الله. وأظنك ستستدرك قائلا: أنا لا أرفع شيئا فوق دين الله وشرعه ولكنني أريد أن أبين أن شرع الله لا يتعارض مع تعظيمنا لهذه البنايات لطرزها وأشكالها المعمارية.
    وأقول لك: هنا مكمن قصورك عن فهم دين الإسلام - يرحمك الله - وعن فهم المقاصد العليا لشرع الله تبارك وتعالى.
    فإن القصد الأعلى والأسمى لهذه الملة المباركة إنما هو التوحيد وإخلاص التوحيد في قلوب العباد لرب العباد جل وعلا، ودرء سائر ما من شأنه أن ينتقص من التوحيد أو يخدشه أو أن يكون ذريعة أو خطوة من خطوات الشيطان التي يفضي تتابعها على العباد إلى إفساد التوحيد وهدمه.. فما به يحفظ تمام الواجب فهو كذلك واجب، وما لا يتحقق القصد الأسمى إلا به فهو مثله! فمن أسمى مقاصد الدين، حفظ الدين وإهدار الاعتبار من كل ما يتهدده ولو من بعيد..!
    فما ضابط تحقيق هذا المقصد وبأي شيء يكون ذلك؟ إنما يكون ذلك بتحقيق أحكام الشرع على نحو ما جرى به عمل النبي عليه الصلاة والسلام والخلفاء والصحابة الكرام من بعده، رضي الله عنهم أجمعين.. فهم ومن قبلهم إمامهم الذي علمهم عن الله ما علمهم، أعلم الخلق بذلك وأحرصهم على صيانة سبيل النجاة طاهرا صافيا كما أنزل، حتى لا تزل قدم عبد عليه بعد ثبوتها، سلمنا الله وإياك والمسلمين من الزلل!
    فيا أخي الحبيب عندما تسمع حديثا عن النبي عليه السلام أنه كان يهدم القبب المشرفة، ما الذي يحملك على إخراج قبة قديمة من حكمها بدعوى أنها أثرية أو قديمة أو فيها جمال في الصنعة وعبقرية في كذا وكذا إلا الغلو فيها وفي مثلها؟؟
    هل جاء عن أحد من الصحابة أو أئمة دينك أنهم وضعوا هذا الأمر في اعتبارهم لما أطاعوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدم القباب المشرفة؟؟ هل جاء ما يدل على أنهم فرقوا في ذلك بين قديم وحديث، أو حجري وطيني، أو ملون وغير ملون أو منقوش وغير منقوش أو جميل وقبيح؟؟ كلا ما جاءنا عنهم هذا التفريق! ولو قيل بالتفريق بين ما هو "أثر قديم" وما هو حديث جديد في كل مصنوع يصنعه البشر، فنبقي على الأول لهذه العلة ونهدم الثاني، لما استقام لنا تغيير كثير من المنكرات في الأرص التي يجب علينا إزالتها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا!!
    بل جاءنا أن النبي عليه السلام قال "ما أمرت بتشييد المساجد" ، قال ابن عباس . "لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى" (أخرجه أبو داود وابن حبان بسند صحيح).. وجاء في الأثر عن عمر بن الخطاب أنه نهى الناس عن تزيين المساجد وقال (لا تحمروا ولا تصفروا).. فعلى أي شيء يدلك هذا النص الشرعي ونحوه في بابه يا أخي الحبيب؟ هذا زهد منهم وغلو؟؟ كلا معاذ الله! هذا إنما يدل - وبجلاء - على أن الشرع يهدر قيمة هذا الغلو في بنيان المساجد ويذمه ويجعله من التشبه باليهود والنصارى! وهذا - وتأمل - في شأن المساجد التي لم تُبنَ لتعظيم ميت مقبور، فكيف يا أخي بما بناه أصحابه داخلين به في اللعنة التي في قوله عليه السلام (لعنة الله على اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)؟؟ أي قيمة في شكل أو في لون أو في صنعة بناء أو فيما يفيده بقاء هذا الأثر أو ذاك من إخبار عن تاريخ القوم ومهارتهم في تلك الصناعة، ترقى في ميزان الشرع والعقل لمقابلة هذه الأحكام والمقاصد الشرعية الكبرى؟؟؟
    رجل كان ماهرا في صناعة شيء محرم لا اعتبار به في الشرع، بأي عقل يقول الموحدون المسلمون: احفظوا هذا الذي صنعه ليرى الناس كيف كان السابقون وكيف كانت مهارتهم في الصناعة؟؟ أولو كان محرما وذريعة إلى الشرك، الذي هو أهلك المهالك كلها؟ يا أخي فليتعلم الناس الخير من الخير، لا مما حرمه الله وأمر بهدمه وإزالته!!
    هذه هي المشكلة، عين المشكلة التي يعاني منها "المثقفون" في مجتمعاتنا في زماننا هذا! إنه الغلو في تعظيم الإبداع البشري أيا كانت صورته وصفته وأيا كان حكم الشرع والعقل فيه!! ينزل الرجل منهم إلى بلد كالهند - مثلا - حيث لا تزال تعبد الأوثان، فإذا به بدلا من أن ينكر على القوم ويدعو إلى الله أو على الأقل ينفر قلبه من صنيع هؤلاء المساكين ويبغض ذلك، (وهو أدنى درجات الإنكار الواجب، الإنكار بالقلب)، تراه يطوف معهم في طوافهم، يتأمل في دقة الصناعة في ذلك الوثن ويزور المعابد منبهرا مشدوها بفخامة البناء وجمال الزخارف والألوان والتحف في كل مكان، لا يريد أن يفوته ركن من أركان ذلك المكان العظيم في نفسه دون أن يصوره ويحفظ عنده أثره!! يريد أن يتأمل في كل صغيرة وكبيرة يفعلها الكهنة هناك ليتعلم "ثقافة القوم" ليرجع إلى أقرانه ويقول رأيت كذا ورأيت كذا!! كيف يفوته أن يتصور إلى جوار تمثال بوذا العظيم حتى يقول للناس أنظروا، لقد كنت في هذا المكان المهيب وسط هؤلاء، أتأمل في عظمة أجداد الهنود وصناعتهم!!
    تأمل يوم قام بعض المجاهدين بنسف تمثال بوذا، - وبغض النظر عن حكم الشرع في هذا العمل تحديدا - كيف قامت قائمة هؤلاء ولم تقعد يذمون ويلعنون في التطرف والتشدد وكذا، وما فكر أحدهم ولو للحظة في الخير الأخروي الذي جلبه زوال ذلك الوثن على تلك البقعة من الأرض وأهلها! الذي حملهم على الثورة والحنق الشديد والضيق بإخوانهم الذين فعلوا تلك الفعلة ليس اعتبار المصالح والمفاسد الشرعية والحرص على درء الفتنة وغير ذلك من ضوابط تغيير المنكر التي لم يراعوها، ولكن طارت عقولهم غضبا لأنهم يعظمون هذا الصنف من مخلفات المشركين ويعتبرونه إرثا ثقافيا يستحق التعظيم والمحافظة عليه وصيانته!! هذا أمر يعظمونه جدا ولا يتصورون أن ينتسب إلى دينهم من يدعو إلى إزالته وهدمه وصد الناس عما يصنعون به!!
    ترى ذلك المثقف الذي زار بلاد الوثنيين يحرص على ألا يرجع إلى بلده إلا ومعه تمثال شيفا صغير مما يعبده القوم، ليضعه كتحفة يزين بها بيته، حتى يرى الناس أنه ذهب إلى بلاد كذا وكذا وفعل كذا وكذا! فإن سألته قال لك أنا لا أعظمه ولا أعبده، ولكني أعظم الصنعة التي فيه!!! فبئس تلبيس الشياطين ولا حول ولا قوة إلا بالله!
    فيا أخي أنا أربأ بك وبقلبك الموحد أن يكون فيه من عوالق هؤلاء المرضى الغارقين في الشركيات والضلالات وهم يحسبون أنهم صفوة الصفوة، أهل الرقي و"الثقافة" وكذا!!!
    ملعونة تلك الثقافة التي تقلب الحق باطلا والباطل حقا! ملعون هذا السفه الذي يصير به الرجل عبدا لطين وحجر يعظم ما صنعه به قوم هلكوا وقبروا وهم الآن بصنيعهم هذا في قبورهم يعذبون!!! ملعونة والله تلك الثقافة وذاك التاريخ!!
    فيا أخي لا تطلب من العلماء قراءة التاريخ قبل الكتابة لأنهم لم يكتبوا أصلا في تاريخ العمارة والبنيان ولا يعنيهم ذلك، وإنما كتبوا في حكم الشرع فيما عليه حال ذلك البنيان! فهم وإن لم يكونوا ملمين بتاريخ "الطرز المعمارية" و"الزخارف الموسومة بالإسلامية" إلا أنهم على إلمام وعلم بدعوة الكتاب والسنة، والتي بها وبتحكيمها في كل شيء، تكون سعادة المسلمين في الدنيا والآخرة! لا ينقص العلماءَ عدمُ إلمامهم بتاريخ العمارة ولا يضيرهم لأن حكمهم في هذه المسألة ونحوها مبناه تصور ما عليه البنيان الآن في الواقع، واستنباط موقف الشرع منه، وهذا ما يظهر بوضوح أنك - يرحمك الله - قليل الإلمام به..
    تأمل قولك - غفر الله لك:
    لا يوجد لها مثيل في العالم ويجب الحفاظ عليها وحمايتها من الزوال والهدم وإذا طمسناها أو هدمناها سيأتي علينا يوما لا نعرف بالضبط أماكن هذه المساجد والزوايا
    من الذي أوجب هذا الوجوب الذي تتكلم به؟ ولنفرض يا أخي أنها زالت - كما زال غيرها كثير وانقلب به أصحابه إلى ما قدمت أيديهم - فما الضير في أن يأتي علينا يوم لا نعرف "بالضبط" أماكنها؟؟ ما النفع المتحصل من ذلك في الدنيا والآخرة؟ وإن وزناه بالتحريم والكراهة والمفاسد الشرعية، مع العلم بأن النفع الدنيوي أيا كان متحقق من غير ذلك كما منه، كيف يسوغ لنا أن نقول "يجب أن نبقي عليها ونحميها من الزوال و..."؟؟؟؟
    أخي الحبيب.. دعني أذكر لك بعضا مما في تعظيم تلك الآثار من مفاسد:
    1 - في الوقت الذي يأمرنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بألا ندخل آثار السابقين إلا باكين، معتبرين بهلاكهم دون تلك البقايا التي تركوها ولم تغن عنهم شيئا - أن يصيبنا مثل ما أصابهم، نحول نحن تلك الآثار التي أشرك أصحابها فيها بالله تعالى إلى مزارات يأتي أصحابها السفهاء ليرشدهم المرشد السياحي إلى مواطن عظمة الأجداد فيها وفي صناعتها ولا حول ولا قوة إلا بالله!
    2 - تشجيع المسلمين على الإسراف في الطين والحجر وهو ما كرهه الشارع في غير المساجد، فكيف به في المساجد التي خصت بمزيد من الذم في التشييد (الزخرفة) ونحوه؟
    3 - الضريح الذي يجب هدمه - وإن لم يكن فيه مقبور - أصبح يعظم ويفخم ويأتي الناس ليتأملوا في جمال صنعته!
    4 - كلما اتسع حظ الدنيا في قلب العبد ضاق حظ الدين والآخرة.. وكلما ازداد حبا للطين والحجر وإخلادا للأرض، زاد عن السماء بعدا!
    5 - هذه المساجد التي يعظمها المثقفون هؤلاء لا تجوز الصلاة في أكثرها لأنها بنيت من أجل المقبورين فيها - وإن لم تكن بقاياهم موجودة في القبور! وأكثرها مساجد ضرار، بناها ملك أو سلطان جاهل لا لشيء إلا ليعظم نفسه، ولينظر الناس إلى ما بناه هو مقارنة بما بناه سابقه فيعظم عندهم هذا الذي بناه! وكفى بها من مرثاة أن ترى طريقا في مصر القديمة مرصوصة فيه تلك المساجد رصا، كل مسجد إلى جوار الآخر منسوب إلى سلاطين ما بنوها إلا لتكون قبورا لهم، وليقال من بعدهم هذا ما خلفه السلطان فلان، أنظروا كيف أنه أرقى وأفخم مما خلفه سابقه!! فأي تفريق بين المؤمنين (وهو الضرار في بناء المساجد) فوق هذا؟؟ ثم هم يعظمونه ويقولون "آثار إسلامية"، يجب ألا تزال ... فإلى الله المشتكى!
    6 - كفى به من تلبيس أن يقال لهذا كله "إسلامي"! وأن هذا هو التراث الذي يجب الحفاظ عليه والأصالة التي ينبغي لأهل هذه الرقعة من خريطة العالم أن ينتموا إليه ويعيدوا إحياءه في وجه العولمة وتيارات التغيرب وكذا! نعم هذا ما يقولونه! يقولون أحيوا هذه الطرز وحافظوا عليها ففيها هويتكم التي يريد الغرب محوها! هذا صراع بين الأصالة والمعاصرة! صراع عالمي، أنتم فيه كغيركم من شعوب العالم سواء، كل أهل بقعة من الأرض بما خلفه فيها أسلافهم من مثل هذا! فثقافتكم هي تراثكم، تلك البقايا هي تراثكم وهي هويتكم، ولتكن هي دينكم كذلك! تماما كما أن الأشرم الهندوسي هو تراث الهنود وفيه هويتهم، والمعبد المجوسي هو تراث الفرس وفيه هويتهم، وهكذا!! فليحافظ كل على هويته هذه حتى لا تمحوها العولمة!
    إنها الثقافة، ألا تعظمون "ثقافة" الأجداد؟؟
    هكذا ينادون، وهكذا يريد الشيطان، وهكذا يريد لهم أعداؤهم "التغريبيون" هؤلاء الذين يَحذرون منهم، والله، لو كانوا يعقلون! فليكن تراثكم طوب وحجر وطين، حتى إذا ما فني - وهو فان لا محالة - فني معه ذلك وحل عندكم غيره في مكانه! نعم.. ما تشيدونه اليوم بعد مئة سنة يصبح هو الأثر المعظم والتراث المفخم ويأتي سفهة من ذريتكم يقولون هذا ما خلفه الأجداد وهو التراث وفيه هويتنا فليكن عندنا معظما ولنقابل به تيارات العولمة و ... والله المستعان!
    فمتى يفيق هؤلاء من غفوتهم، ويفطنوا لما يريده الأعداء لهم، ويرجعوا إلى حقيقة ما يريده الله منهم؟؟
    نسأل الله الهداية للمسلمين.
    والحمد لله رب العالمين.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي رد: (( الأبنية التي على القبور ليست من التراث الإسلامي)) لشيخنا العلامة عبد الله بن ج

    حفظ الله سماحة الشيخ العلامة الجبرين ونفع بعلمه ،
    وجزاك أخي الحبيب سلمان خير الجزاء وأوفاه وأجزله ،
    بمثلك تعتز المنتديات وتفخر ...
    « الحمد لله وحده »

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: (( الأبنية التي على القبور ليست من التراث الإسلامي)) لشيخنا العلامة عبد الله بن ج

    جزاكُم اللَّـهُ خَيْرًا ،وَباركَ فيكُم.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: (( الأبنية التي على القبور ليست من التراث الإسلامي)) لشيخنا العلامة عبد الله بن ج

    رَحِمَ اللَّـهُ شيخَنا ابْنَ جِبرينٍ.
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    587

    Lightbulb رد: (( الأبنية التي على القبور ليست من التراث الإسلامي)) لشيخنا العلامة عبد الله بن ج

    أصم بك الناعي وإن كان أسمعا***وأصبح مغنى الجود بعدك بلقعا

    رحم الله الشيخ ابن جبرين
    ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ

  10. #10

    افتراضي رد: (( الأبنية التي على القبور ليست من التراث الإسلامي)) لشيخنا العلامة عبد الله بن ج

    للرفع

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    امريكا
    المشاركات
    168

    افتراضي رد: (( الأبنية التي على القبور ليست من التراث الإسلامي)) لشيخنا العلامة عبد الله بن ج

    نسأله عزوجل أن يتقبل شيخنا وامامنا ووالدنا الشيخ ابن جبرين في عباده الصالحين ويُسبغَ عليه واسع رحمته , إنه سبحانه وتعالى وليُّ ذلك والقادر عليه, اللهم اجزه عنا وعن سائر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها خير الجزاءو واجمعنا به اللهم في مستقر رحمتك.
    وإنا لله وإنا إليه راجعون

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    322

    افتراضي رد: (( الأبنية التي على القبور ليست من التراث الإسلامي)) لشيخنا العلامة عبد الله بن ج

    سؤال لطلاب العلم فضلا لا أمرا..
    ما حكم شد الرحل لقبور الصالحين المبنية للسلام عليها فحسب لا لدعائها ولا للتبرك بها؟؟
    قال ابن المبارك:
    وجدت الدين لأهل الحديث،والكلام للمعتزلة، والكذب للرافضة، والحيل لأهل الرأي.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: (( الأبنية التي على القبور ليست من التراث الإسلامي)) لشيخنا العلامة عبد الله بن ج

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شذى الجنوب مشاهدة المشاركة
    سؤال لطلاب العلم فضلا لا أمرا..
    ما حكم شد الرحل لقبور الصالحين المبنية للسلام عليها فحسب لا لدعائها ولا للتبرك بها؟؟
    ذريعة!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: (( الأبنية التي على القبور ليست من التراث الإسلامي)) لشيخنا العلامة عبد الله بن ج

    جزاكم اللَّـهُ خَيرًا ،وباركَ فيكم.
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •