تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: الحوارُ الناجح ضرورةٌ، وليس ترفاً تربوياً

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي الحوارُ الناجح ضرورةٌ، وليس ترفاً تربوياً



    الحوارُ الناجحُ ضرورةٌ وليس ترفاً تربوياً
    للأستاذة، سحر شعير



    إذا كانت أفكار الأولاد تختلف عن أفكار
    آبائهم فكيف يلتقون معاً حتى تتمَّ التربيةُ حسب أصولها الصحيحة التي لابدَّ فيها
    من مساحة كبيرة للحوار؟

    ثم من سيتحمل مسئولية إنشاء الحوار الهادئ البنّاء؛ الأولاد أم الآباء؟

    خصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار الصعوبة التي يجدها الطفل -غالباً- في
    استيعاب وهضم أفكار الكبار، تماماً كما يجد صعوبة في حمل مقدار الوزن
    الذي يستطيع والده أن يحمله.

    ثم إنَّ الأولاد غير مؤهلين لكي ينهلوا من أفكار آبائهم؛ لأنَّ قدرات الآباء غير
    متكافئة مع قدرات الأولاد، فالأب مثلاً يستطيع أن يحمل حمولة ابنه جسمياً
    وفكرياً بينما الابن لا يستطيع أن يحمل حمولة أبيه، كالطالب بالصفوف الثانوية
    قادر على استيعاب المنهج الابتدائي بسهولة بينما العكس غير وارد.

    من هنا نجد أنَّ الواقع يفرض نزولَ كل أب إلى مستوى أبنائه حتى يلتقي معهم
    وحتى تثمرَ جهودُ الآباء في تحقيق التقارب وسهولة الالتقاء بأبنائهم في حوار
    ناجح= يتطلب ذلك إلقاء الضوء على بعض الخطوات المهمة التي يجب مراعاتها وصولاً إلى هذا الهدف، مثل:

    1- النزول بالفهم والحوار إلى مستوى الأولاد، مع بذل جهود متواصلة لرفع
    كفاءة التفكير لديهم، واستيعاب الحياة بصورة تدريجية.

    2- احترام مشاعر وأفكار الأولاد مهما كانت متواضعة، والانطلاق منها إلى
    تنميتها وتحسين اتجاهها.

    3- تقدير رغبات الأولاد وهواياتهم، والحرص على مشاركتهم في أنشطتهم
    وأحاديثهم وأفكارهم.

    4- الاهتمام الشديد ببناء جسور الثقة المتبادلة بين الآباء والأبناء التي تعتمد
    على غرس انطباع إيجابي عندهم يفضي إلى تعريفهم حجمَ المحبة والعواطف
    التي يكنُّها لهم آباؤهم، فلابد أن يحس الأولاد بأننا نحبهم ونسعى لمساعدتهم
    ونضحي من أجلهم.

    5- حسن الإصغاء للأبناء وحسن الاستماع لمشاكلهم لأنَّ ذلك يتيح للآباء معرفة
    المعوقات التي تحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم، ومن ثمَّ نستطيع مساعدتهم
    بطريقة سهلة وواضحة.

    6- إنَّ معالجة مشاكل الأبناء بطريقة سليمة تقتضي ألا يغفلَ الآباءُ أنَّ كل
    إنسان معرض للخطأ ووضوح ذلك أثناء الحوار، وذلك حتى لا يمتنع الأبناء
    عن نقل مشاكلهم إلى الأهل ثم يتعرضون لمشاكل أكبر أو للضياع، بل يتم
    مناقشة المشكلة التي يتعرض لها الابن بشكل موضوعي هادئ يتيح له قبول
    والاعتراف بمواطن خطأه، وبالتالي تجنب الوقوع فيها مرة أخرى.

    7- يجب ألا نلوم الأبناء على أخطائهم في نفس موقف المصارحة حتى لا نخسرَ
    صدقَهم وصراحتهم في المستقبل، بل علينا الانتظار لوقتٍ آخر، ويكون ذلك
    بأسلوب غير مباشر.

    8- تهيئة الأبناء -من خلال الأساليب السابقة- لحل مشاكلهم المتوقع تعرُّضهم
    لها مستقبلاً في ظل تعريفهم بأسس الحماية والوقاية.

    9- عدم التقليل من قدرات الأبناء وشأنهم أو مقارنتهم بمن هم أفضل منهم في
    جانب معين، لأن هذا الأسلوب يزرع في نفوسهم الكراهية والبعد، ويولد النفور،
    ويغلق الأبواب التي يسعى الآباءُ إلى فتحها معهم.

    10- إشعار الأبناء بأهميتهم ومنحهم الثقة بأنفسهم من خلال إسناد بعض
    الأعمال والمسئوليات لهم بما يتناسب مع أعمارهم وإمكانياتهم، مع استشارتهم
    في بعض التحسينات المنزلية، أو المفاضلة بين عدة طلبات للمنزل، ثم عدم
    التقليل من جهود الأبناء لمجرد تواضع المردود عن المتوقع منهم، لأنَّ ذلك
    قد يخلق تراجعاً في عطائهم، وينمي فيهم الخمولَ والإحباط مستقبلاً.

    11- الاهتمام بالموضوعات والأحاديث التي يحبها الأبناء ويسعدون بها
    وتناولها بين الحين والآخر، إنَّ ذلك يجعلهم يشعرون بمشاركة الأهل لهم
    في كل شيء، وأنهم يريدون إسعادهم وإدخال السرور على نفوسهم.

    12- يراعى أثناء الجلسات العائلية والمناقشات أن تُقَابل اقتراحات الأبناء
    وآراؤهم باحترام وقبول طالما أنها لا تخلُّ بالأخلاق، ولا تنافي تعاليم الإسلام.




    وأخـــــيراً...

    فلنعلم أنَّ أعمال الأبناء وأفكارهم وقدراتهم مهما كانت متقدمة فلن تسير على نهج
    أفكار الكبار، أو ربما لا تدخل في مجال اهتماماتهم ونظرتهم للحياة، لوجود فارق
    زمني وثقافي ومكتسبات مختلفة وموروثات متنوعة تجعل الاتفاق على كل شيء
    أمراً صعباً.

    وإذا كان الآباء يعرفون جيداً كيف يجاملون أصدقاءهم، وينصتون إليهم، ويحترمون
    أحاديثهم التي تتناول أشياء وموضوعات قد لا يعرفونها، أو لا يحبونها، وقد
    يتظاهرون بالاهتمام والتفاعل إكراماً لمحدثهم، وربما بادروا بالحديث حول تلك
    الموضوعات لإشعار محدِّثهم بحجم الاهتمام به، أفلا نتَّفق على أنَّ أبناءنا أوْلى
    بهذا النوع من الرعاية!

    نعم؛ إنهم أحقُّ وأولى بالاهتمام والرعاية والاحترام لأحاديثهم وأفكارهم وهواياتهم
    التي غالباً ما تدور حول دراستهم وآرائهم الاجتماعية والرياضية وأمانيهم
    للأيام القادمة.

    إننا بذلك نستطيع أن ندخل إلى عقولهم، ونسكن قلوبهم الخضراء الصغيرة بسهولة
    ويسر، ونكون قد بنينا جسورَ الالتقاء معهم، لنقودَهم إلى ما فيه خيرُهم ورشادهم
    في الدنيا والآخرة.




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    8

    افتراضي الحوار الناجح ضرورة وليس ترفا فكريا

    الشيخ الفاضل الحمادي:
    جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم
    ولعلي أشير هنا لي كتاب ممتع وجيد في أنواع الحوار مع الطفل ومتى نستعمل كل نوع وهو كتاب الحوار مع الطفل للدكتور فهد الثويني

    لك كل التقدير

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jood
    الشيخ الفاضل الحمادي:
    جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم
    ولعلي أشير هنا لي كتاب ممتع وجيد في أنواع الحوار مع الطفل ومتى نستعمل كل نوع وهو كتاب الحوار مع الطفل للدكتور فهد الثويني

    لك كل التقدير


    وجزاك خيراً ونفع بك
    ومن الكتب الجيدة في هذا الباب (الحوار وبناء شخصية الطفل) لسلمان خلف الله

    والحوار مع الأطفال يحتاج إلى ترويض للنفس، مع إيمان بآثار ذلك الحوار في بناء شخصياتهم



  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحمادي مشاهدة المشاركة

    ....مع إيمان بآثار ذلك الحوار في بناء شخصياتهم
    بارك الله في علمك وعملك ، ويعجبني أن يطرق المشايخ وطلبة العلم مثل هذه المواضيع التي باتت حديث الساعة ، ويطّلعوا على الجديد في ذلك و مواكبة الأساليب التربوية الحديثة ، ليس لأنه لا يوجد في جعبة الشريعة شيء ، وإنما لأن النصوص والأصول الشرعية تحث على ذلك في الجملة.
    أما عبارتك أعلاه ، فهي من أسس نجاح أي مهمة يقوم بها ابن آدم ، بشرط أن تكون من المقدورات ، فإن من يحاور و في قرارة ذهنه أن ابنه أو غيره (لايستحق الحوار) أو (لا رجاء في استماعه) أو (إن استمع لم يستجب) ، لو صار هذا المعتقد حاضراً في بال من يريد التأثير ، فإن أول المُوقعين الجالبين لهذه المحذورات هو مريد التأثير نفسه ، وقد قال الله تعالى انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطعيون سبيلا ، وكثير من المربين اليوم يضرب الأمثال لنفسه أو لمن حوله ثم يستجيب لها ، ولا وجود لها إلا في ذهنه ، فيضِل في العملية التربوية بسبب ذلك. نسأل الله أن ينير بصائرنا.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي

    الأخ الحبيب / عبدالله الحمادي ..وفقه الله
    جزاك الله خيرا ،ونفع بك
    وأفيدكم رعاكم الله وليس ذلك لكثرة ما عندي ولكن لطبيعة عملي
    هناك البعض من الأبناء يقع في كثير من السلوكيات المشينة وحينما
    نتحدث معه عن عظم ما وقع فيه ...
    ونسأله لما لم تخبر والدك بالمشكلة قبل أن تكبر
    يقول أبي يصعب النقاش معه ومحاورته في بعض مانراه ....
    ويعلم الله لو حدثتكم عن بعضها لذرفت أعينكم من هولها
    فإذا لم نحاورهم ونستمع لهم هناك من يقوم بهذا الدور ولكن
    في غير ما ..............
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي


    الأخوان الكريمان أبا شهد ومحمد آل عامر نفع بهما
    أشكر لكما مروركما وما أفدتما به

    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر المسلمة
    المشاركات
    301

    افتراضي رد: الحوارُ الناجح ضرورةٌ، وليس ترفاً تربوياً

    للرفع
    جزاك الله خيرا
    عن عبد الله بن مطرف أنه قال فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة قيل لم يا أبا جَزْء قال إنه أورعهما عن محارم الله

  8. #8

    افتراضي رد: الحوارُ الناجح ضرورةٌ، وليس ترفاً تربوياً

    وشريط قاضى الاولاد شنق نفسه سلسلة محو الامية التربوية للشيخ محمد اسماعيل المقدم

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •