السلام عليكم.
في قوله تعالى:
((وشرَوه بثمن بخس دراهم معدودة)) سورة يوسف.
إلام يعود الضمير ... الذي هو واو الجماعة؟
السلام عليكم.
في قوله تعالى:
((وشرَوه بثمن بخس دراهم معدودة)) سورة يوسف.
إلام يعود الضمير ... الذي هو واو الجماعة؟
قيل عائدٌ على إخوة يوسف َ ، وقيل عائدٌ على السيّارة .. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الضَّمِيرُ فِي وَأَسَرُّوهُ وَشَرَوْهُ لِإِخْوَةِ يُوسُفَ. حكاه أبوحيان .
وأخرج الطبري عن قتادةَ قال : (وشروه بثمن بخس) وهم السيارة الذين باعوه .
وشَرَوْه بمعنى بَاعُوه . وبمعنى اشتروه .أَيْ بِعْتُ بُرْدًا، وَبرد غلامه.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ مُفَرَّعٍ الْحِمْيَرِيُّ:
وَشَرَيْتُ بُرْدًا لَيْتَنِي ... مِنْ بَعْدِ بُرْدٍ كُنْتُ هَامَهْ
وقال آخر :
وَلَوْ أَنَّ هَذَا الْمَوْتَ يَقْبَلُ فِدْيَةً ... شَرَيْتُ أَبَا زَيْدٍ بِمَا مَلَكَتْ يَدِيأَيِ اشْتَرَيْتُ أَبَا زَيْدٍ.
قال أبوحيان َالأندلسيُّ الحبرُ صاحبُ البحرِ :
وَالظَّاهِرُ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي (وَشَرَوْهُ )عَائِدٌ عَلَى السَّيَّارَةِ، أَيْ: وَبَاعُوا يُوسُفَ. وَمَنْ قَالَ: إِنَّ الضَّمِيرَ فِي (وَأَسَرُّوهُ) عَائِدٌ عَلَى إِخْوَةِ يُوسُفَ جَعَلَهُ عَائِدًا عَلَيْهِمْ أَيْ: بَاعُوا أَخَاهُمْ يُوسُفَ بِثَمَنٍ بَخْسٍ اهـــ. البحر المحيط (5/291) .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بالتأكيد اطلعتم على هذا ولكن أنقله للفائدة
وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)
نقلا عن تفسير ابن كثير:
"{ وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) }
يقول تعالى مخبرًا عما جرى ليوسف، عليه السلام، حين ألقاه إخوته، وتركوه في ذلك الجب فريدا وحيدًا، فمكث في البئر ثلاثة أيام، فيما قاله أبو بكر بن عياش
وقال محمد بن إسحاق: لما ألقاه إخوته جلسوا حول البئر يومهم ذلك، ينظرون ما يصنع وما يُصنع به، فساق الله له سَيَّارة، فنزلوا قريبًا من تلك (2) البئر، وأرسلوا واردهم -وهو الذي يتطلب لهم الماء -فلما جاء تلك (3) البئر، وأدلى دلوه فيها، تشبث يوسف، عليه السلام، فيها، فأخرجه واستبشر به، وقال: { يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ }
(...)
وقوله: { وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً } أي: وأسره الواردون من بقية السيارة وقالوا: اشتريناه وتبضّعناه من أصحاب الماء مخافة أن يشاركوهم فيه إذا علموا خبره. قاله مجاهد، والسدي، وابن جرير. هذا قول.
وقال العوفي، عن ابن عباس قوله: { وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً } يعني: إخوة يوسف، أسروا شأنه، وكتموا أن يكون أخاهم وكتم يوسف شأنه مخافة أن يقتله إخوته، واختار البيع. فذكره إخوته لوارد القوم، فنادى أصحابه: { يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ } يباع، فباعه إخوته.
وقوله: { وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } أي: يعلم ما يفعله إخوة يوسف ومشتروه، وهو قادر على تغيير ذلك ودفعه، ولكن له حكمة وقَدرَ سابق، فترك ذلك ليمضي ما قدره وقضاه، ألا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين.
وقوله: { وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ } يقول تعالى: وباعه إخوته بثمن قليل، قاله مجاهد وعِكْرِمة.
والبخس: هو النقص ، كما (1) قال تعالى: { فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا } [الجن: 13] أي: اعتاض عنه إخوته بثمن دُونٍ قليل، وكانوا مع ذلك فيه من الزاهدين، أي: ليس لهم رغبة فيه، بل لو سألوه (2) بلا شيء لأجابوا.
قال ابن عباس، ومجاهد، والضحاك: إن الضمير في قوله: { وَشَرَوْهُ } عائد على إخوة يوسف.
وقال قتادة: بل هو عائد على السيارة.
والأول أقوى؛ لأن قوله: { وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ } إنما أراد إخوته، لا أولئك السيارة؛ لأن السيارة استبشروا به وأسروه بضاعة، ولو كانوا فيه زاهدين لما اشتروه، فيرجح من هذا أن الضمير في { وَشَرَوْهُ } إنما هو لإخوته." اهـ تفسير ابن كثير
والله أعلم
وجزاكم الله خيرا
تفسير الطبري .
قال أبو جعفر: وأولى القولين في ذلك بالصواب، قول من قال: تأويل ذلك: وشَرى إخوةُ يوسف يوسف بثمن بخس وذلك أن الله عز وجل قد أخبر عن الذين اشتروه أنهم أسرُّوا شراء يوسف من أصحابهم، خيفة أن يستشركوهم، بادّعائهم أنَّه بضاعة. ولم يقولوا ذلك إلا رغبة فيه أن يخلُص لهم دونهم، واسترخاصًا لثمنه الذي ابتاعوه به , لأنهم ابتاعوه كما قال جل ثناؤه (بثمن بخس) . ولو كان مبتاعوه من إخوته فيه من الزاهدين، لم يكن لقيلهم لرفقائهم: " هو بضاعة "، معنى = ولا كان لشرائهم إياه، وهم فيه من الزاهدين وجهٌ , إلا أن يكونوا كانوا مغلوبًا على عقولهم ; لأنه محال أن يشتري صحيح العقل ما هو فيه زاهدٌ من غير إكراهِ مكرِهٍ له عليه , ثم يكذب في أمرِه الناس بأن يقول: " هو بضاعة لم أشتره "، مع زهده فيه. بل هذا القولُ من قول من هو بسلعته ضنينٌ لنفاستها عنده , ولما يرجُو من نفيس الثَّمن لها وفضلِ الربح.
ذكر إخوة يوسف قد انقطع في السياق القرآني عندما رجعوا الى أبيهم باكين مدعين أن يوسف قد أكله الذئب ، ثم انتقل القرآن الى مشهد آخر وهو قدوم السيارة على البئر واكتشافهم وجود يوسف فيه ، فأين هاهنا إخوة يوسف ؟؟
ثم اتصل الكلام بعد ذلك جاءت سيارة ، أرسلوا واردهم ، أدلى دلوه ، قال يا بشرى ، وأسروه بضاعة ، وشروه بثمن بخس فالكلام بين في أن الذي فعل كل ذلك هؤلاء السيارة .
ولا يقال أن فرحهم بيوسف يعارض بيعه بثمن بخس لأنهم باعوه بثمن بخس لسببين :
الأول : أنهم لم يدفعوا في شرائه ثمناً لا قليلاً ولا كثيراً ، فهو غنيمة باردة وثمنه ربح صاف .
ثانياً : أنهم في عجلة من أمر بيعه حتى لا ينكشف أمره أو يجده أهله .
وعندنا في مصر إذا عرض مشتر على بائع ثمناً بخساً لبضاعته فإنه - أي البائع - يعترض عليه ويقول " ليه هو أنا لاقيها "
الأخ الفاضل شريف
ما ذكرتَه بارك الله فيك هو عين ما كنتُ أفهمه،
وبارك الله في الأخ الفاضل على سؤاله فرجعنا للتفسير وها هو النقل من ابن كثير والطبري كما تفضلت الأخت محبة الفضيلة ولعل الأخ أبا بكر كذلك له مرجع في التفسير ، وبمراجعة تفسير السعدي أيضا نفس الترجيح
فلعلك تنشط معنا في العودة للتفاسير لعلنا نفهم الآية على الوجه الصحيح المليح.
ما دام التفسير لا يستند الى قول المعصوم صلى الله عليه وسلم ، وطالما فيه أكثر من قول لعلماء التفسير ، فلا بد من النظر والترجيح ، والنظر في السياق والتحقق مما هو أقرب للصواب ، فليس قول أحد حجة على قول غيره إلا ببرهان .
ولئن كان الطبري وابن كثير قد رجحا عكس ما أقول ، فان الألوسي والرازي والزمخشري قد حكيا القولين دون ترجيح ، أما المحقق ابن عاشور فلم يذكر سوى قولاً واحداً وهو أنهم السيارة وانتصر له لغوياً ، وكذلك رجح صاحب المنار من قبله هذا القول .....والله أعلم
الشيخ ( القارئ ) يعني بالضمير ( الواو ) لا ( الهاء ) .
فتنبهوا لذلك!
يا أبا الهمام.
الإخوة جميعًا منتبهون جيّدًا ويتحفوننا بالفوائد تترى.
فدعك من هذا الظن![]()
قال العلَّامة محمد الطاهر بن عاشور - رحمه الله - في تفسيره التحرير ولتنوير ( 12 / 244 ) الطبعة التونسية :
ضمائر الجمع [ يقصد الواو في : أسروه ، وشروه ] كلها للسيَّارة على أصحِّ التفاسير . اهـ .
شكرَ الله لكم جميعًا.
ووجدتُ اليوم هذا الموضوع:
http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=20092