بسم الله والصلاه والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه.

احباب رسول الله

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

هذه نبذه مختصره عن موضوع مهم وذل فيه بعض الاخوه واقحم نفسه فيه بلا علم او قول صحيح وعسى ان نبين فى هذا الموضوع او نوضح حقيقته من خلال هذه المشاركه المتواضعه ومن خلال تعقبات وردود الاخوه المشايخ وطلاب العلم بما يحقق الهدف الاسمى والاغلى وهو تجريد الحق وتبيانه ودحض الباطل وشبهاته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من رأنى فى المنام فسيرانى فى اليقظه ولا يتمثل الشيطان بى)متفق عليه.
اخذ بعض الاخوه من هذا الحديث الشبهه فى رؤيه النبى صلى الله عليه وسلم يقظه.
ولم يراجعوا اقوال العلماء فى ذلك وانما تبعوا اقوال بعضهم او اهوائهم _ والحق ان هذا الحديث ليس فيه متمسك لهم .
اقتطف بعض كلام الائمه رحمهم الله
قال الامام النووى :قوله صلى الله عليه وسلم:(من رأنى فى المنام فسيرانى فى اليقظه او لكأنما رأنى فى اليقظه):
قال العلماء ان كان الواقع فى نفس الامر فكأنما رأنى فهو كقوله صلى الله عليه وسلم فكأنما رأنى او فقد رأى الحق وان كان سيرانى فى اليقظه ففيه اقوال.
احدها:المراد به اهل عصره .ومعناه ان من رأه فى النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله تعالى للهجره ورؤيته فى اليقظه عيانا.
والثانى :معناه انه يرى تصديق تلك الرؤيا فى اليقظه فى الدار الاخره لانه يراه فى الاخره جميع امته من رأه فى الدنيا ومن لم يره.
والثالث:يراه فى الاخره رؤيه خاصه فى القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك والله اعلم.
وقد ذكر الحافظ نحوه فى الفتح ثم قال:
وشذ بعض الصالحين فزعم انها تقع بعينى الرأس حقيقه . ثم نقل عن القرطبى قوله:قال القرطبى: اختلف فى معنى الحديث فقال قوم هو على ظاهره فمن رأه فى النوم رأى حقيقته كمن رأه فى اليقظه سواء قال: وهذا قول يدرك فساده بأوائل العقول . ويلزم عليه ان لا يراه احد الا على صورته التى مات عليها وان لا يراه رائيان فى ان واحد فى مكانيين وان يحيا الان ويخرج من قبره ويمشى فى الاسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه . ويلزم من ذلك ان يخلو قبره من جسده فلا يبقى من قبره فيه شيئ فيزار مجرد القبر . ويسلم على غائب لانه جائز ان يرى فى الليل والنهار مع اتصال الاوقات على حقيقته فى غير قبر. وهذه جهالات لايلتزم بها من له ادنى مسكه من عقل.اه.

قال صاحب كتاب التجانيه
ويستحيل شرعا رؤيه النبى صلى الله عليه وسلم يقظه . ووجه ذلك:
ان النبى صلى الله عليه وسلم قد مات فادعاء حياته بعد موته صلى الله عليه وسلم قبل يوم القيامه مستحيل شرعا لما يلزم منه مخالفته لقوله تعالى :(انك ميت وانهم ميتون) ولا يتأتى ذلك ان الانبياء احياء فى قبورهم . وكذلك الشهداء . ولا ما ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم فان تلك الحياه برزخيه تختلف عن هذه الحياه ولذا يقتصر فى شأنها على ما ورد فى النصوص.
ثم انه يلزم من ذلك ان يطالبوا بالتكاليف وان يخرجوا ليجاهدوا اعداء الله واللازم باطل واذا بطل اللازم بطل الملزوم.
- ان حمله على رؤيه النبى صلى الله عليه وسلم يقظه فى الدنيا بعد وفاته يلزم منه ادعاء الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك مستحيل.
لان النبى صلى الله عليه وسلم معصوم عن الكذب وبيان ذلك : ان النبى صلى الله عليه وسلم قال:(من رأنى فى المنام فسيرانى فى اليقظه) فعلق الجواب على الشرط.
ومن المعلوم ان جمعا كثيرا من سلف الامه وخلفها قد رأوه فى المنام ولم يذكر احدمنهم انه رأه فى اليقظه. وخبر الصادق صلى الله عليه وسلم لا يختلف. اه مختصرا.