أخرج ابن سعد بسند حسن عن عبد الرحمن بن رزين أنه قال : ( أتينا سلمة بن الأكوع ررر بالربذة ، فأخرج إلينا يدا ضخمة ، كأنها خف البعير ، فقال : بايعت بيدي هذه رسول الله قال : فأخذنا يده فقبلناها ! ) .
نعم إنها يد كريمة تستحق التقبيل والتكريم ؛ بايعت رسول الله على الموت في الحديبة ، وغزا صاحبها مع رسول الله سبع غزوات ، وكان في يوم ذي قرد أشهر أبطالها ، حتى قال رسول الله يومها : خير فرساننا أبو قتادة ، وخير رجالتنا سلمة ، ومن قرأ خبر هذا اليوم عجب وعجب من بطولة هذا الصحابي ، وسرعته ، ونجدته ، وتصديه وحده لأولئك المعتدين !! فرضي الله عنه ، وعن سائر أصحاب رسوله الذين هم حقا كما قال تعالى : أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ به الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما .