ما أجمل أن نتدبر كتاب الله و الأجمل من ذلك أن نعمل بما فيه !
نقف وقفة سريعة مع قول الله تعالى في سورة النحل
( وجادلهم باللتي هي أحسن )
بداية الآية هذه اختلف العلماء فيها هل هي منسوخة أم محكمة فمن العلماء من قال أنها منسوخة بآية السيف .

الجدال الأصل فيه أنه لا يؤدي إلى ثمرة في الدعوة، لأنه لا يكون إلا بين متخاصمين متنافرين لا يقبل أحدهما من الآخر !
فإذا تأملنا الآية نجد قوله تعالى ( باللتي هي أحسن ) و لم يقل سبحانه بالحسنة !!!
و تظل المقاصد البلاغية عظيمة الدلالة والإمتاع في الاسم الموصول وقف عندها القدماء كالزمخشري في (الكشاف) والسكاكي في (مفتاح العلوم) والقزويني في (الإيضاح، والتلخيص) وغيرهم !!
فمنها استعمال الاسم الموصول وجملة الصلة للتقرير والتأكيد والتفسير !!! وهذا الذي يعنينا في هذه الآية !
فالجدال باللتي هي أحسن درجة أعلى من مجرد أن تكون حسنة!!!
فعندما نكون في حالة جدال، يكون الاحتياط أكثر، والتدقيق في العبارات وفي المواقف وفي كل شيء يكون أكثر وأشد؛ لأنك مع خصم، ومع معارض ومخالف؛ فإن جئت بلفظة أو كلمة أو تصرف قد لا تكون قصدته ولا أردته فإنه يحسبه عليك ويعرض، ويكون في ذلك فتنة وصدُّ عن سبيل الله دون أن تشعر!!!
فصاحب الحق لا يهاب الحوار و لا يتلكأ عند إيراد الحجج لأنه صاحب الحق و صاحب الحق لا يهاب من الباطل و لا يلجأ إلا التهم و السباب والشتائم و التحجيم والتقزيم إلا مُفلس من الحجة !!! غير متأكد مما يقول يسعى إلى هذه الأسلوب للخروج من الحوار بأقصر طريق !!!
و لا يعني هذا التهاون بالبدع و أصحابها أو محبتهم و مجالستهم و لعل الله ييسر لأزيد الموضوع بسطا و قد يستوفي الإخوة من خلال مشاركاتهم ما أردنا قوله
ورحم الله امرءا و جد خللا فسده فهذا من التعاون على البر والتقوى
و بالله التوفيق !