تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الدَّرقة اللمطية

  1. افتراضي الدَّرقة اللمطية

    هذه دراسة علمية بعنوان "الدرقة اللمطية" لصاحبنا الأستاذ موسى هواري أستاذ تاريخ المغرب الإسلامي بمعهد التاريخ بجامعة الجزائر 2 بوزريعة أنقلها لكم كما وصلتني في بريدي الخاص ومرفقة كذلك.. في انتظار تعليقاتكم ونقاشاتكم لإثراء الموضوع


    جــــامعة الجــزائــر
    2
    كليـــة العـلوم الإنسانية والاجتماعية

    قــسم التاريخ بالتنسيق مع إتحاد المؤرخين الجزائريين



    الملتقى الوطني الأول حول:
    دراسات تاريخية تخليداً لروح
    الأستاذ موسى لقبال وطالبته الأستاذة المرحومة سامية سليماني
    ليومي 29-30 أفريل 2009









    الدَّرقة اللمطية
    تعتبر الدَّرَقُ اللمطية من أكثر أسلحة بلاد المغرب شهرةً، حيث كانت من عوامل قوة جيوش المنطقة، خاصةً خلال فترتي المرابطين والموحدين، لكنَّها مازالت إلى الآن لم تحظ بدراسةٍ كافيةٍ - حسب علمي-، رغم أنَّ المصادر أشارت إلى جودتها وفعاليتها في الحروب، وأشادت بخفة وزنها ومقاومتها لضربات السيوف والرِّماح، وسأحاول في هذا البحث، التعريف بها، وتسليط الضوء على صناعتها، وأهم المناطق التي اختصت بذلك، كما سأتعرض إلى حيوان اللَّمط الذي قدَّم المادة الأولية الأساسية لهذه الصناعة.
    إسمها ونسبتها:
    الدَّرَقُ ضربٌ من التِّرَسةِ، الواحدة دَرَقةٌ وهي الحَجَفة، تُتَّخذ من الجلود ليس فيها خشبٌ ولا عَقَب، وجمعها دَرَقٌ وأَدْراق ودِراقٌ([1])، وتكون في الغالب بيضاوية الشكل([2])، تُنْسَب إلى لَمْطة من قبائل المغرب([3])،يقول اليعقوبي(ت.274هـ/888م):"... وبين زويلة ومدينة كوار وما يلي زويلة إلى طريق أوجلة وأجدابية قومٌ يقال لهم لمطة، أشبه شيء بالبربر، وهم أصحاب الدَّرق اللَّمْطية البيض"([4]).
    ولَمْطَة بالفتح ثم السكون وطاءٍ مهملةٍ([5])،إسم قبيلةٍ من قبائل صنهاجة الجنوب([6])، لكنَّ هذا الإسم يطلق على القبيلة وعلى الأرض التي تسكنها([7])، فقد سميت الأرض باسم القبائل التي نزلت بها([8])، وهذا ما جعل البعض يرى أنَّ الدَّرقة تنسب إلى الأرض لا إلى الشعب([9]).
    وارتبطت الدَّرق اللمطية عند بعض الجغرافيين بمدينة نول لمطة([10])، وهي بُلَيْدَة عند السوس الأقصى، بينها وبين سجلماسة عشرون يوماً([11])، وبينها وبين البحر ثلاثة أيام، وهي مدينةٌ كبيرةٌ عامرةٌ على نهرٍ يأتي إليها من جهة المشرق وعليه قبائل لمتونة ولمطة([12])، واسم هذه المدينة مشتقٌ أيضاً من قبيلة لمطة التي تسكنها([13])، ولأنَّ المادة الأولية لصناعة الدرق هي جلد حيوانٍ عُرِف بـ "اللمط"، فقد ارتبط اسم الدرقة بهذا الحيوان.


    حيوان اللَّمط:
    يعيش هذا الحيوان في صحراء بلاد المغرب([14])، وهو يكثر بضواحي مدينة أودغشت([15])،ويعتبره كل من ابن خلدون وابن أبي زرع من وحوش الصحراء([16])، وقد وصفه أبو عبيد البكري(ق.5هـ/11م) بأنَّه :"دابةٌ دون البقر لها قرونٌ دقاقٌ حادةٌ لذكرانها وإناثها، وكلَّما كبر منها الواحد طال قرنه حتى يكون أكثر من أربعة أشبارٍ، وأجود الدَّرق وأغلاها ثمناً ما صُنع من جلود العواتق منها وهي التي طال قرناها لكبر سنها فمُنِع الفحل عُلُوها..."([17])، وذكر ياقوت الحموي(ت.626هـ/1229م)، أنَّه"... من جنس الظباءِ إلا أنه أعظم خلقاً أبيض اللون"([18])، وأفاد ابن سعيد المغربي أنَّ اللَّمط "... صابرٌ على العطش وهو على شبه الغزال لكنه أغلظ منه"([19])، ويقول النويري(ت.733هـ/1333م):"اللَّمط حيوانٌ وحشيٌ يكون ببلاد الغرب الجَوّاني، في قدر المهر اللطيف، له قرونٌ غير متشعبةٍ، ولا مفاصلَ لرُكبه..."([20])، أمَّا الحسن الوزان(ق.10هـ/16م)، فيُشبِّهه بالثور في شكله، "... لكنَّه أصغر منه وحافره وقرونه أدق، يميل لون جلده إلى البياض، إلاَّ أنَّ أظلافه شديدة السَّواد"([21]).
    وقد أشار محقق كتاب "وصف إفريقيا" للحسن الوزان أنَّ اللَّمط هو حيوان "المها"([22])، لكن الأوصاف التي ذكرتها المصادر تنطبق على الآرام (مفردها رِئْمٌ) وهي ضربٌ من الظباء البيض الخالصة البياض، تسكن الرِّمال([23]).
    ويتمُّ صيد هذا الحيوان بطرق مختلفةٍ، منها استعمال المصايد كما كان يفعل أهل منطقة "ودان"([24])، أو مطاردته بالخيل، حيث يذكر الحسن الوزان أنَّ بعضهم كان يختبر سرعة الخيل في صيده لشِدَّة سرعته، فإذا أدرك الجواد أو الفرس هذا الحيوان، قُدِّر ثمنه بألف مثقالٍ ومائة بعيرٍ([25])، لكنَّه يُصطاد بسهولةٍ في الصيف لأنَّه يفقد أظلافه بسبب الحرارة وسرعة عدوه، فيتألم، ويمنعه الألم من العدو([26]).
    وينفرد النويري بقوله: إنَّ اللمط لا يملك مفاصل لركبه، لذلك فهو "لا يستطيع النوم إلا مستنداً إلى شجرة أو جدار، فإذا أُرِيدَ صيده عمد من يريد ذلك إلى تلك الشجرة التي هي في محلّ مظانّ نومه، فينشر أكثرها، ويترك منها يسيراً ليحمله، فإذا استند إليها سقطت وسقط بسقوطها، فيؤخذ ويُذبح..."([27]).
    مناطق صناعة الدرقة اللمطية:
    اختصت مدينة نول لمطة، بصناعة الدَّرق([28])، فسمَّاها البعض "معدن الدَّرق"([29])، وقد وجدت مدن أخرى عرفت هذا النوع من الصناعة، مثل مدينة كَاكُدَم؛ وهي مدينةٌ بأقصى المغرب، جنوبي البحر متاخمة لبلاد السودان([30])، التي عرفت صناعة مختلف أنواع السِّلاح، بما فيها الدَّرَق اللَّمطية([31])، كما اشتهرت مدينة أودغشت بالدَّرق الجيدة لكثرة حيوان اللَّمط بها([32])، ويذكر الجغرافي ابن الفقيه(ق.4هـ/10م)، أنَّ أهل بلاد أنبية، من السوس الأقصى على مسيرة سبعين ليلة في براري ومفاوز، مثل أهل لمطة، معروفون بصناعة الدَّرق([33]).
    وقد نسبت بعض المناطق في بلاد المغرب إلى الدَّرق، ومنها منطقة قصر الدَّرق الواقعة بين طرابلس وقابس([34])، وجبل "الدّرقة" الذي يقع بالقرب من مدينة تطوان([35])، ولا يُستبعد وجود صناعة الدَّرق بهذه النواحي، رغم أنَّ المصادر لم تشر إلى ذلك.


    طريقة صناعتها:
    تصنع الدَّرق، غالباً، من الجلود ولا يستعمل فيها خشبٌ ولا معدنٌ([36])، والدَّرقة اللَّمطية تُتَّخذ من جلد حيوان اللَّمط، ويفيد ابن خلدون أنَّها مُحكمة الدّباغ دون أن يُبيِّن المادة المستعملة في دباغتها([37])، ومن المعروف أنَّ دباغة الجلود ببلاد المغرب تكون بنقعها في الماء فترةً تزيد أو تنقص بقدم الجلد أو حداثته([38])، مع استعمال بعض النباتات مثل شجر القَرَظ([39])، أو شجر "التاكوت"، النَّابت بوادي درعة([40])، لكنَّ معالجة جلود اللَّمط كانت تتمُّ بنقعها في اللبن الحليب حولاً كاملاً([41])، ويشير كلٌ من ياقوت الحموي(ت.626هـ/1229م) وزكريا القزويني(ت.682هـ/1283م)، إلى استخدام قشر بيض النعام مع اللَّبن([42])، ويبدو أنَّ استخدام هذا الأخير كان مكلِّفاً جداً، فنقع عددٍ كبيرٍ من الجلود قد يحتاج إلى ملأ أحواضٍ كبيرةٍ من اللبن، ولعلَّ هذا ما ساهم في ارتفاع أسعارها، حيث بلغ ثمن الجيد منها -حسب ياقوت الحموي- ثلاثين ديناراً مؤمنية([43])، وذكر الوزان أن ثمن جلد اللَّمط بمدينة فاس -على أيامه- بلغ ثمانية مثاقيلٍ([44]).
    ولا تذكر المصادر شيئاً عن الجلود بعد أن يحول عليها الحول، وتُخرَج من اللَّبن، ولا عن طريقة تزينها وتحليتها بالذَّهب، مع أنَّ بعضها تشير إلى وجود دَرقٍ لمطيةٍ مرصعةٍ بالجوهر([45])، وأخرى بأغشية ديباج([46]).
    شهرتهــا:
    ينفرد المسعودي(ت.345هـ/956م)بتفضيل الدَّرق المصنوعة من جلود الفيلة على الدَّرقة اللمطية([47])، بينما تتفق أغلب المصادر على جودتها، حيث يذكر ابن الفقيه الهمذاني(ق.4هـ/10م) أنَّ "الدرقة اللمطية ليس عليها قياس"([48])، ويقول عنها الإدريسي(ت548هـ/ 1154م):"... لا شيء أبدع منها ولا أصلب ... ظهراً ولا أحسن ... صنعاً وبها يقاتل أهل المغرب لحصانتها وخفة محملها"([49])،ويفيد ياقوت الحموي(ت.626هـ/1229م) أنَّ المحاربين لم يتحصنوا قط بأوقى منها([50]).
    ولا شك أنَّ النويري قد بالغ في مدحها عندما ذكر أنَّها"...تردُّ طعنة الرُّمح ورشقة السَّهم، ومهما أصابها من الحديد انطوى، فإن تمكن منها ونُزع وبقي أثره، التحم في اليوم الثاني وخفي أثره"([51])، وهو نفس ما فعله القزويني الذي أفاد بأنَّ جلدها "...إن ضرب بالسيوف نَبَتْ عنه، وإن أصابه خدش أو بترٌ يُبل بالماء ويُمسح باليد فيزول عنه"([52]).
    واستمرَّت قوة الدَّرق اللَّمطية وفعاليتها حتى زمن الحسن الوزان (ق.10هـ/16هـ)، الذي ذكر أنَّ طلقات البنادق أصبحت تخترقها([53]).
    انتشارها:
    لا تشير المصادر إلى الأسلحة التي كانت تتجهز بها الجيوش إلا نادراً، ولكنَّ هذه الإشارات، تؤكِّد أنَّ الدَّرقة اللَّمطية كانت مستعملةً بكثرةٍ في بلاد المغرب، حيث أنَّ باديس بن المنصور بن بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي، الملقب بـ نصير الدولة(374-406هـ/ 984-1016م)، غَنِمَ من جيش عمه حماد بن بلكين بن زيري (ت.419هـ/ 1029م) في الحرب التي دارت بينهما سنة 406هـ/1016م، في جملة ما غنم منه، "عشرة آلاف درقةٍ مختارة لمط" كما عبَّر عن ذلك ابن عذاري([54]).
    وكانت قبائل البربر تتسلَّح بها في حربها وسِلمِها، مثلما هو حال القبيلة المستقرة قرب حصن "بني زنديوي"، الواقع على الطريق من قسنطينة إلى بجاية، والتي أخبر الإدريسي(ق.6هـ/ 12م) أنَّ:"...من عوائدهم التي هُمْ عليها أنَّ صغيرهم وكبيرهم لا يمشي من موضعه إلى موضع غيره إلا وهو شاكي السلاح بالسيف والرمح والدَّرَقة اللَّمْطية"([55]).
    الدرقة اللمطية في الأندلس:
    عرف أهل الأندلس الدَّرقة اللَّمطية، ففضَّلوها على غيرها، لذا كان أمراء المغرب يجعلونها ضمن هداياهم إلى ملوكها وأمرائها، من ذلك أنَّ الأمير المغراوي الزناتي زيري بن عطيّة (ت391هـ/ 1000م)([56])، أهدى إلى الحاجب المنصور بن أبي عامر سنة 381هـ/991م، في جملة هداياه، ألفاً من الدَّرق اللَّمْطية وأصنافاً من وحوش اللَّمط فجدَّدَ له عهده على المغرب([57])، ويروي ابن عذاري، أن عبد الملك بن المنصور بن أبي عامر الملقب بـ المظفر، حين تولَّى الحجابة لـ "هشام بن الحكم" بعد أبيه، عقد للمعزَّ بن زيري بن عطية على فاس سنة397هـ/1007م، وقبض على ابنه المسمّى "معنصر" رهينةً([58])، واشترط عليه "....أن يعطيه في كل سنةٍ خيلاً ودرقاً ومالاً معلوماً يوصله إلى قرطبة ..."([59])، واستمرَّ المعز في إرسال الدَّرق بعد موت "المظفر"، وتقديم أخيه عبد الرحمن(ت400هـ/1010م)([60]) لحجابة الخليفة الأموي، هشام المؤيد، فبعث إليه عند تقليده بهديةٍ عظيمةٍ ضمَّت سبعمائة من الخيل وأحمالاً كثيرةً من درق اللَّمط([61])، فسُرَّ بذلك عبد الرحمن، وشكر المعز، وسرَّح ابنيه إليه بعد أن كساهما وأرضاهما، وكتب للمعز عهده بتجديد ولاية المغرب كلِّه إلا مدينة سجلماسة، فإنَّه ولاَّها "وانودين بن خزرون اليفرني" وابن عمه "زيري بن فلفل"، على ما ضَمِناه إليه من الخيل والدَّرق وجملة من المال في كل سنةٍ، ورهنه كل واحد منهما ابنه([62])، ويتبين من هذا أنَّ أمراء الأندلس كانوا حريصين على امتلاك الدَّرق اللَّمطية المغربية، حيث استغلوا ولاء أمراء المغرب للحصول عليها.
    ويعتبر عصر المرابطين العصر الذي زاد فيه استعمال الدَّرقة اللَّمطية بالأندلس([63])، حيث كَنَى بها المعتمد بن عباد عن المرابطين([64])، عندما أراد أن يهدِّد الأذفونش([65])، بجيوشهم، وذلك بعد ما أرسل إليه هذا الأخير مهدداً ومستهزئاً، طالباً مراوح ليروح بها عن نفسه ويطرد بها الذُّباب، فكتب المعتمد بخط يده في ظهر الرقعة : "قرأت كتابك وفهمت خيلاءك وإعجابك وسأنظر لك في مراوح من جلود اللَّمط تروح منك لا عليك إن شاء الله"، فلما وصلت رسالة ابن عبادٍ الأذفونشَ، وقُرِئت عليه وفهم مقتضاها، "أطْرَقَ إِطْراقَ من لم يخطر له ذلك ببالٍ"([66])، ويُستنتج من هذا، أنَّ الدرقة اللمطية ارتبطت في هذه الفترة بجيوش المرابطين، حتى أصبحت تطلق للدلالة عليهم، وكان هذا الأمر معروفاً عند النصارى في شمال الأندلس.
    وعندما استغاث أهل الأندلس بأمير المسلمين يوسف بن تاشفين، أرفق ردَّه إليهم، بـ درقٍ لمطية "... مِمَّا لا يكون إلا في بلاده"([67])، وكان إرسالها إيذاناً بإرسال الجيوش، التي عبرت إليهم لتشارك في معركة الزلاَّقة الشهيرة سنة479هـ/1086م، "... بدَرق اللَّمط وسيوف الهند ومزاريق الران..." ([68])، وكان النصر من نصيبها.
    وقد أشاد شعراء الأندلس بالدرقة اللمطية، فقال عنها إدريس بن اليمان أبو علي اليابسى:
    إلى مُوَقَّحَة الأَبْشَارِ من دَرَقٍ ... يَكَادُ منْها صَفَا الفُوَلَاذِ يَنْفَطِرُ
    مُؤَنَّثَاتٍ ولَكِنْ كُلَّمَا قُرِعَتْ ... تَأَنَّثَ الرُّمْحُ والصَّمْصامةَ الذَّكَرُ([69]).
    وقال آخر في وصفها أيضاً:
    جَاءَتْكَ فَادِيَة الكُماةِ بِنَفْسِهَا بَيْضَاَء يَغْمُرُهَا العَجَاجُ فتَسْطَعُ
    فَتَظَلُّ تَقْصِدُهَا الحُتُوفُ كَأَنَّمَا فِيهَا لِكُلِّ شَبَا وحَدٍ مَوْضِعُ
    فإذا تَعَاوَرَت الظُّبا صَفَحَاتِهَا وَرَمَتْ جَوَانِبَهَا الرِّمَاحُ الشُّرَّعُ
    وَرَدَتْ وُرُودَ الإِبِل وهي رَوِيَّةٌ تُدْنِي السُّقَاةَ من الْحِيَاضِ وترجع([70]).


    الدرقة اللمطية في المشرق:
    عُرِفت الدَّرقة اللمطية في المشرق الإسلامي، وخاصةً في مصر التي وصلتها أسلحة مغربية كثيرة بعد رحيل الفاطميين إليها، وكان خلفاؤهم في بلاد المغرب من زيريين وحماديين يرسلون إليهم هدايا، تضمُّ أحياناً كثيرةً درقاً لمطيةً، حيث بعث المعز بن المنصور بن بلكين بن زيرى سنة 420هـ/1029م، هديةً إلى الظاهر الفاطمي(395-427هـ/1005-1036م)، فيها خمسون درقةً بأغشية ديباجٍ([71])، كما أنَّ المعز بن باديس، أهدى المستنصر الفاطمي(420-487هـ/1029-1094م)، سنة 452هـ/1060م، هديةً قُوِّمت بأربعين ألف دينارٍ، فيها درقةٌ مرصعةٌ بالجوهر كانت للمهدي([72])، ويُعتَقَد أنَّ درقة المهدي هذه، كانت من جلود اللَّمط، مع أنَّ المقريزي لم يصرح بذلك.
    وكانت الدّرق اللمطية من ذخائر الخلفاء الفاطمين، وممَّا احتوته مخازن أسلحتهم، حيث وُجد في خزانة البنود التابعة للخليفة المستنصر الفاطمي سنة461هـ/1069م، ألفٌ وتسعمائة درقةٍ([73]).
    واستمر إهداء الدَّرق اللَّمطية إلى خلفاء وملوك وأمراء المشرق حتى فترةٍ متأخرةٍ، حيث يروي ابن خلدون أنَّ السلطان أبا الحسن المنصور المريني(697-752هـ/1297-1351م)، أرسل إلى الملك الناصر محمد بن قلاوون صاحب مصر والشام(684-741هـ/1285-1341م)، هديةً كبيرةً ضمَّنها الكثير من درق اللَّمط([74]).
    وفي الأخير، يمكن اعتبار الدرق اللَّمطية من المصنوعات التي اختصت بها بلاد المغرب خلال فترة العصر الوسيط، والتي فاقت شهرتها الآفاق، وقد انتشرت في مناطق كثيرةٍ من العالم الإسلامي، حيث تهافت ملوك مصر والأندلس على اقتنائها، وقد ساعدت الصحراء الشاسعة على وجود حيوان اللَّمط، فوفرت جلوده المادة الأولية لصناعتها، باستعمال الحليب وقشر بيض النعام الذي تنقع فيه هذه الجلود سنة كاملةً.
    وكانت الدَّرق اللَّمطية من عوامل قوة جيوش المنطقة في مختلف الفترات، حتى أصبح المغاربة يهددون بها غيرهم، واستمرت فعاليتها في الحرب مدةً طويلةً، حتى ظهرت البنادق وتمكنَّت العيارات النارية من اختراقها، ويبدو أنَّ اختراق الدَّرق اللمطية كان بدايةً لتراجع قوة الجيوش المغربية، وتمهيداً لاختراق المنطقة من قبل المستعمر الأجنبي فيما بعد.



    ([1]) ابن منظور: لسان العرب المحيط، تصنيف يوسف خياط، دار لسان العرب، بيروت، لبنان، د.ت.ط.مج.1، ص.971 ؛ والعَقَبُ العَصَبُ الذي تُعْمَلُ منه الأَوتار الواحدة عَقَبَةٌ العَقَبُ من كل شيءٍ عَصَبُ المَتْنَيْنِ والسّاقين والوَظِيفَين(نفسه ، مج.2، ص.834.)

    ([2])حسن إبراهيم حسن: تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي، دار الجيل، بيروت، لبنان- مكتبة النهضة المصرية القاهرة، الطبعة14، 1416هـ/1996م، ج.4، ص.379، هامش4.

    ([3]) المقري التلمساني أحمد بن محمد بن أحمد: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق : إحسان عباس، دار صادر، بيروت لبنان، طبعة 1997. ج.6، ص.461.

    ([4]) كتاب صفة المغرب المأخوذ من كتاب البلدان، صححه ونشره "هنري بيرس"، مكتبة الدروس العليا الإسلامية، الجزائر، 1370هـ/1960م، ص.6.

    ([5]) ياقوت الحموي: معجم البلدان، دار صادر، بيروت لبنان، الطبعة الثانية1995م، مج.5، ص.23.

    ([6]) عـن قبيلة لمطة أنظـر ابن أبي زرع الفاسي: الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، منشورات المنصور للطباعة والنشر، الرباط المملكة المغربية، طبعة1972م، ص.120 ؛ ابن خلدون عبد الرحمن: تاريخ ابن خلدون المسمى ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، مج.6، ص.241 ؛ ص.270.

    ([7]) ياقوت الحموي : المصدر السابق، مج.5، ص.23.

    ([8]) الزبيدي مرتضى محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض: تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق عبد الكريم الغرباوي، وزارة الإعلام الكويتية، مطبعة حكومة الكويت، 1403هـ/1983م، ج.20، ص.83.

    ([9])الفيروزآبادي الشيرازي مجد الدين: القاموس المحيط، دار العلم للجميع، بيروت، لبنان، د.ت.ط، مج.2ص.384.

    ([10])ابن حوقل أبو القاسم النصيبي: كتاب صورة الأرض، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان، طبعة 1979م، ص.91.

    ([11]) ابن حوقل: المصدر السابق، ص.91 ؛ ابن خلكان أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق إحسان عباس، دار صادر بيروت لبنان، د.ت.ط، مج.7، ص.115.

    ([12]) الإدريسي: كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، مطبوعات عالم الكتب، بيروت لبنان، الطبعة الأولى، مج.1، ص.224 ؛ الحميريمحمد بن عبد المنعم: الروض المعطار في خبر الأقطار، تحقيق: إحسان عباس، مؤسسة ناصر للثقافة، مطابع دار السراج، بيروت لبنان، الطبعة الثانية، 1980م، ص.584.

    ([13]) الحميري:نفس المصدر، ص.584.

    (1) البكري أبو عبيد: المغرب في ذكر بلاد إفريقية و المغرب، و هو جزء من كتاب المسالك و الممالك، نشره البارون دوسلان، الجزائر 1857، ص.171. وهو نفس ما يذكره صاحب الاستبصار(مراكش مجهول:كتاب الإستبصار في عجائب الأمصار،نشره مع ترجمة فرنسية لقسم منه وعلق عليه سعد زغلول عبد الحميد، مطبعة جامعة الإسكندرية1958م، ص.214، أعاد نشره: فؤاد سيزكين ضمن سلسلة الجغرافية الإسلامية،منشورات معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، في إطار جامعة فرانكفورت، جمهورية ألمانيا1418هـ/1997م، مج.266. )

    ([15])البكري: المصدر السابق، ص.162 ؛ كتاب الإستبصار، ص.214، الحميري :المصدر السابق، ص.64.

    ([16])ابن أبي زرعٍ: المصدر السابق، ص.103 ؛ ابن خلدون: المصدر السابق، مج.7، ص.43.

    (4) المصدر السابق، ص.171 ؛ قارن بـ (كتاب الإستبصار، ص.214 ؛ الحميري:المصدر السابق، ص.584.)

    ([18]) المصدر السابق، مج.4، ص.431-432. قارن بـ(القزويني زكرياء بن محمد: كتاب آثار البلاد وأخبار العباد، نشره فردناند قستنفلد، جوتنجن 1884م، ص.38، نشر في فؤاد سيزكين: سلسلة الجغرافية الإسلامية، منشورات معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، في إطار جامعة فرانكفورت، جمهورية ألمانيا الاتحادية، 1414هـ/1994م.)

    ([19]) المصدر السابق، ص.113.

    ([20]) النويري شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب: نهاية الأرب في فنون الأدب، تحقيق مفيد قمحية وآخرون، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1424هـ/ 2004 م، ج.9، ص.202.

    ([21]) وصـف إفريـقيـا، ترجمه عن الفرنسية محمد حجي ومحمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي، بيروت لبنان، الطبعة الثانية، 1983م، ج.2، ص.263.

    ([22]) نفس المصدر، ج.1، ص.174. (عن أوصاف المها أنظر: القلقشندي أحمد بن علي: صبح الأعشى في صناعة الإنشا، تحقيق يوسف علي طويل، دار الفكر، دمشق، الطبعة الأولى 1987م، ج.2،.47.)

    ([23]) القلقشندي : نفس المصدر، ج.2، ص.48 ؛ ابن منظور:المصدر السابق: مج.1، ص.1092.

    ([24]) الوزان: المصدر السابق، ج.2، ص.116

    ([25]) نفس المصدر، ج.2، ص.262.

    ([26]) نفس المصدر، ج.2، ص.263.

    ([27]) المصدر السابق، ج.9، ص.202.

    ([28]) الإدريسي: المصدر السابق، مج.1، ص.224 ؛ الحميري : المصدر السابق، ص.584.

    ([29]) الإدريسي: المصدر السابق، مج.1، ص.224 ؛ الحميري : المصدر السابق، ص.584

    ([30])ياقوت الحموي: المصدر السابق، مج.4، ص.431.

    ([31]) نفس المصدر، مج.4، ص.431-432 ؛ القزويني: المصدر السابق، ص.38؛ ابن سعيد: المصدر السابق، ص.112.

    ([32]) مجهول: المصدر السابق، ص.112 ؛ الحميري: المصدر السابق، ص.64.

    ([33]) ابن الفقيهأبو عبد الله احمد بن محمد بن إسحاق الهمذاني: كتاب البلدان، تحقيق يوسف الهادي، عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت لبنان، الطبعة الأولى1416هـ/1996م، ص.133.

    ([34]) ابن خرداذبه أبو القاسمعبيد الله بن أحمد: المسالك والممالك، حققه ونشره مع ترجمة فرنسية م.ي.دي خوية، طبعة مدينة ليدن 1889م، ص.89، و ص.224-225، نشر في فؤاد سيزكين: سلسلة الجغرافية الإسلامية، منشورات معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، في إطار جامعة فرانكفورت، جمهورية ألمانيا الاتحادية، 1413هـ/1992م ؛ الإدريسي: المصدر السابق، مج.1، ص.297.

    ([35]) البكري: المصدر السابق، ص.107.

    ([36]) ابن منظور:المصدر السابق، مج.1، ص.971.

    ([37])ابن خلدون:المصدر السابق، مج.7، ص.351.

    ([38]) عن دباغة الجلود ببلاد المغرب أنـظر موسى هواري: تربية الحيوانات ببلاد المغرب من الفتح الإسلامي إلى سقوط دولة الموحدين، مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير في التاريخ الوسيط، جامعة الجزائر، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، قسم التاريخ، السنة الجامعية:2008/2009، ص.159.

    ([39])ابن حوقل: المصدر السابق، ص.72 ؛ والقَرَظُ شجرٌ عِظامٌ لها سُوقٌ غِلاظٌ أَمثال شجر الجَوْز وورقه أَصغر من ورق التفّاح وهو يَنْبُتُ في القِيعان، تُدْبَغُ الجلود بورقه وثمره، وهو أَجودُ ما يُدبَغُ به.(ابن منظور:المصدر السابق: مج.3.، ص.63.)

    ([40]) البكري: المصدر السابق، ص.152 ؛ مجهول: الاستبصار، ص.207 ؛ابن سعيد: المصدر السابق، ص.127 ؛ الحميري: المصدر السابق، ص.235-236.

    ([41])ابن الفقيه الهمذاني: المصدر السابق، ص.133 ؛ أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي:مروج الذهب ومعادن الجوهر، طبعة بربيه دي مينا و بافيه دي كريتاي، تنقيح وتصحيح شارل بلا، منشورات الجامعة اللبنانية، قسم الدراسات التاريخية، بيروت، لبنان، طبعة 1966م، ج.2، ص.119 ؛ ياقوت الحموي: المصدر السابق، مج.5، ص.23 ؛ الزبيدي : المصدر السابق، ج.20، ص.83.

    ([42]) ياقوت الحموي: المصدر السابق، مج.4، ص.431-432 ؛ القزويني: المصدر السابق، ص.38.

    ([43])ياقوت: المصدر السابق، مج.4، ص.431-432.(الدنانير المؤمنية نسبةً إلى الخليفة الموحدي عبد المؤمن ابن علي)

    ([44]) المصدر السابق، ج.1، ص.174 ؛ ( هو المثقال السوسي، وهو الدينار الرائج آنذاك، يزن بالتقريب 3غرام و 853 سنتيغرام.نفسه، ج.1، ص.24.)

    ([45]) المقريزي:اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء، تحقيق محمد عبد القادر أحمد العطا، منشورات علي بيضون لنشر كتب السنة، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى2001.

    ([46]) المقريزي: نفس المصدر، ج.2، ص.42.

    ([47]) المصدر السابق، ج.2، ص.119.

    ([48]) المصدر السابق، ص.133.

    ([49]) المصدر السابق، مج.1، ص.224 ؛ قارن بـ الحميري: المصدر السابق، ص.584.

    ([50]) المصدر السابق، مج.4، ص.431-432.

    ([51]) المصدر السابق، ج.9، ص.202.

    ([52])المصدر السابق، ص.38.

    ([53])المصدر السابق، ج.2، ص.263.

    ([54]) البيان المغرب في أخبار الأندلس و المغرب، تحقيق ج.س.كولان و إ.ليفي بروفنسال، دار الثقافة، بيروت لبنان، الطبعة الثانية1400هـ/1980م، ج.2 ، ص.263.

    ([55])المصدر السابق، مج.1، ص.267-268.

    ([56]) أنظرالزركلي خير الدين: الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، دار العلم للملايين، بيروت لبنان، الطبعة الخامسة1980م، ج.3، ص.63.

    ([57])ابن أبي زرعٍ : المصدر السابق، ص.103. ؛ ابن خلدون: المصدر السابق، مج.7، ص.43.

    ([58])المصدر السابق، مج.1، ص.253.

    ([59])ابن أبي زرعٍ :المصدر السابق، ص.108.

    ([60])أنظـر الزركلي: المصدر السابق، ج.3، ص.325.

    ([61])ابن عذاري : المصدر السابق، مج.1، ص.253.

    ([62])ابن عذاري : نفس المصدر، مج.1، ص.254.

    ([63]) عز الدين أحمد موسى: النشاط الإقتصادي في المغرب الإسلامي خلال القرن السادس الهجري، دار الشروق،القاهرة، بيروت، الطبعة الأولى1413هـ/1983م، ص.230.

    ([64])كَنَى عن الأَمر بغيره يَكني كِنايةً يعني إِذا تكلم بغيره مما يستدل عليه.(ابن منظور: المصدر السابق، مج.3، ص.306.)

    ([65]) الأذفونش؛ تسمية أطلقها العرب على ألفونس السادس("Alphonse VI") ابن فرديناند الاول، ملك قشتالة تولى الملك سنة 1065م/457هـ، احتل طليطلة واتخذها عاصمة له سنة 1085م/478هـ وانهزم أمام المرابطين في (موقعة الزلاقة) سنة 1086/479هـ، ثم في وقعة أقليش "ucles" سنة1108م/501هـ، حيث مات ابنه الوحيد (سانشو) ومات ألفونس على أثره سنة 1109م/502 هـ.(الزركلي: المصدر السابق، ج.6، ص.181.)

    ([66]) المقري : المصدر السابق، ج.4، ص.358 ؛ الحميري: المصدر السابق، ص.288 ؛ السلاوي أحمد بن خالد بن محمد الناصري: الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، تحقيق جعفر الناصري ومحمد الناصري، دار الكتاب، الدار البيضاء، المملكة المغربية، 1418هـ/ 1997م، ج.2، ص.38.

    ([67]) ابن خلكان:المصدر السابق، ، مج.7، ص.115.

    ([68]) المقري: المصدر السابق، ج.4، ص.368.

    ([69])الحميديمحمد بن فتوح: جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس، قدم له وضبطه ووضع حواشيه صلاح الدين الهواري، المكتبة العصرية صيدا بيروت، لبنان الطبعة الأولى 1425هـ/2004م، ص.168-169 ج.1، ص.61

    ([70]) الشنترينيأبو الحسن علي بن بسام: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، تحقيق إحسان عباس الدار العربية للكتاب، ليبيا-تونس، الطبعة الثانية 1981م، مج.6. ص.881 ؛ والظُبا جمع الظُّبَة حدّ السيف والسِّنانِ والنِّصْل والخَنجر وما أَشْبه ذلك(ابن منظور:المصدر السابق، مج.2، ص.640.)

    ([71]) المقريزي: المصدر السابق، ج.2، ص.42.

    ([72]) المقريزي: نفس المصدر، ج.2، ص.101.

    ([73]) نفس المصدر، ج.2، ص.114.

    ([74]) ابن خلدون: المصدر السابق، ج.7، ص.351.
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    8

    افتراضي رد: الدَّرقة اللمطية

    موضوع تشكر عليه ورحم الله الدكتور لقبال موسى

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •