من كتاب عالمية الإسلام
د/شوقى ضيف
منتصف ص/37 و أول ص/38
فى الجزء الثانى من كتاب النجوم الزاهرة جاء فيه : (( كان يجتمع بالبصرة عشرة فى مجلس لا يُعرف مثلهم : الخليل بن أحمد صاحب العروض سُنى , والسيد بن محمد الحميرى الشاعر رافضى , وصالح بن عبد القدوس ثنوى , وسفيان بن مجاشع صُفرى , وبشار بن بُرد خليع ماجن , وحماد عجرد زنديق , وابن رأس الجالوت الشاعر يهودى , وابن نظير النصرانى متكلم , وعمرو ابن أخت الموبذ مجوسى , وابن سنان الحرانى الشاعر صابئى )) . والنص يشمل جميع أصحاب العقائد والنحل بالعراق , فالخليل بن أحمد واضع العروض وأوزانه مسلم سنى , يقول بخلافه أبى بكر وعمر عن استحقاق , والسيد بن محمد الحميرى رافضى أى شيعى متطرف يطعن فى أبى بكر وعمر والصحابة , وصالح بن عبد القدوس ثنوى أى مانوى يقول بأن للعالم إلهين : إله النور وإله الظلمة , وسفيان بن مجاشع من الخوارج الصُفرية الذين كانوا يؤثرون القعود عن جهاد الأمويين فى أول أمرهم , ثم حملوا السلاح لحربهم , وبشار بن برد خليع ماجن , وفات صاحب النجوم الزاهرة انه زنديق ,وحماد عجرد زنديق , وابن رأس الجالوت كبير أحبار اليهود ورئيسهم فى العراق , وابن نظير نصرانى , وعمرو بن أخت الموبذ مجوسى ,وابن سنان الحرانى الشاعر صابئى .وواضح ان كل شخص من هؤلاء الاشخاص العشرة كان يمثل عقيدة من العقائد فى العصر العباسى الأول ومنهم ثلاثة مسلمون : سنى , وشيعى , رافضى ,وصفرى من الخوارج , ومنهم زنديقان , ثم خمسة : مانوى , ويهودى , ونصرانى , ومجوسى , وصابئى , وكانوا يتجادلون ويتحاورون فى عقائدهم ويتناشد الشعراء منهم أشعارهم . ولا يمكن أن يجتمع هذا المجلس فى أمة من الأمم , إنما يجتمع فى الأمة الإسلامية فى أوج عزها وسلطان دولتها فى القرن الهجرى / الثامن الميلادى , لعالمية دينها ولما كفل لأهل الذمة من حرية فى العقيدة .