بسم الله الرحمان الرحيم
أحكام عيد الأضحى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين
أخي المسلم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، هذه بعض أحكام العيد المبارك وهي :
1/- يسن التكبير المطلق : ووقته في عيد الأضحي من صبح يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق .
أ - وقد صح عن علي رضي الله عنه أنه كان يكبر بعد صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ويكبر بعد العصر .
ب – أيام التشريق : هي ثلاثة أيام ، يوم العيد ويومان بعده .
ج – ويسن التكبير في العشر ذي الحجة
لما جاء عن إبن عمر وأبو هريرة كانا يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما " رواه البخاري "
د – قال الشوكاني رحمه الله : " والظاهر أن تكبير التشريق لا يختص إستحبابه بعقب الصلوات بل هو مستحب في كل وقت من تلك الأيام كما تدل على ذلك الآثار .
2/- صفة التكبير : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ويسن أن يجهر الرجال بالتكبير والتهليل في المساجد والبيوت والأسواق إعلانا وإظهارا لعبادته وشكره ، وتسر به النساء ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخرج في العيد رافعا صوته بالتهليل والتكبير " رواه البيهقي وصححه الألباني " .
تنبيه : التكبير الجماعي لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه والصواب أن يكبر كل واحد بتكبير منفرد .
3/- صلاة العيد : واجبة لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها وأمره الرجال والنساء أن يخرجو لها فعن أم عطية قالت : " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في العيد والأضحى : العواتق والحيض وذوات الخدور ، فأم الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين ، قالت يارسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب . قال تلبسها أختها من جلبابها " أخرجه البخاري ومسلم ( الموسوعة الفقهية ص399 ج2 حسين بن عودة لعوايشة ) .
تنبيه :
أ – لا توجد نافلة قبل صلاة العيد إذا أقيمت صلاة العيد في المصلى أما في المسجد فإنه يجب تحية المسجد قبل الجلوس .
ب – وتكون الخطبة بعد الصلاة والجلوس لسماع الخطبة ليس بواجب لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه : " قد قضينا الصلاة فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحب أن يذهب فليذهب " رواه إبن ماجة و صححه الألباني ) .
- تحريم أخذ الأضافر والشعر لمن أراد أن يضحي : ( وهذا خاص بالذي يذبح فقط ) .
ويجب على من كان له ذبح يذبحه أن لا يأخذ من شعره ولا من أظافره شيئا إذا دخل شهر ذي الحجة حتى يضحي . ( رواه مسلم ) .
فعن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان له ذبح يذبحه فإذا هل هلال ذي الحجة فلا يأخذ من شعره و لا من أظافره شيئا حتى يضحي " ( رواه مسلم ) .
تنبيه : من أخذ من شعره أو أظافره شيئا جاهلا فعليه أن يمسك عن ذلك ولا شيء عليه .
- الأكل من كبد الأضحية :
قال الشيخ إبن عثيمين : أما إختيار أن يكون الأكل من الكبد ( أي كبد الأضحية ) فإنما إختاره الفقهاء لأنها أخف وأسرع نضجا وليس من باب التعبد بذلك .
تنبيه : أما الحديث الذي رواه البيهقي الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل من كبد أضحيته .
فقد سألت الشيخ محمد عيسى الجزائري عن صحته من ضعفه فقال هذا حديث ضعيف .
تنبيه : من فاته صلاة العيد مع الجماعة :
قال البخاري في صحيحه باب إذا فاتته العيد يصلي ركعتين وكذلك النساء ومن كان في البيوت والقرى لقول النبي صلى الله عليه وسلم " هذا عيدنا أهل الإسلام " ، وأمر أنس بن مالك مولاهم ابن عتبة بالزاوية فجمع أهله وبنيه وصلى كصلاة أهل المصر وتكبيرهم وقال عكرمة أهل السواد في العيد يصلون ركعتين كما يصنع الإمام ، وقال عطاء : " إذا فاتته العيد صلى ركعتين " ( الموسوعة الفقهية حسين بن عودة العوايشة ص411 ج2 ) ، وأنظر الفتح ( 2/475 ) .
4/- يسن أن يغتسل للعيد : فقد أخرج الإمام مالك في الموطأ عن نافع أن إبن عمر رضي الله عنهما كان يغتسل قبل أن يغدو إلى المصلى .
قال إبن قيم : ثبت عن إبن عمر مع شدة إتباعه للسنة أنه كان يغتسل يوم العيد قبل خروجه .
تنبيه : ويكون هذا الغسل بعد صلاة الفجر ليوم العيد .
5/- يسن التجمل ولبس أحسن الثياب : قال إبن حجر روى إبن أبي الدنيا والبيهقي بإسناد صحيح أن إبن عمر كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين .
6/- تأخير الأكل يوم الأضحى حتى يأكل من أضحيته : عن بريدة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يأكل وكان لا يأكل يوم النحر حتى يرجع ( أخرجه إبن ماجة والترمذي ) .
تنبيه : سألت الشيخ محمد حاج عيسى الجزائري : هل هذا الصوم صبيحة عيد الأضحى لكل أسرة تضحي فقال نعم لكل من يضحي.
7/- يسن أن يخرج للصلاة ماشيا لا راكبا : لقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " من السنة أن يخرج إلى العيد ماشي "
8/- يسن إذا ذهب إلى الصلاة أن يذهب من طريق ويرجع من طريق آخر : لحديث جابر رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى المصلى خالف الطريق ( رواه البخاري ومسلم ) .
9/- يحرم صيام يوم العيد : لحديث أبي ذر رضي الله عنه مرفوعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يومين يوم الفطر ويوم الأضحى ( رواه البخاري ) .
10/- يحرم صيام أيام التشريق : عن نبيشة الهذلي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله " ( رواه مسلم ) .
11/- لا بأس بالتهنئة يوم العيد : وأن يقول الناس تقبل الله منا ومنكم وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول بعضهم لبعض : " تقبل الله منا ومنكم " ( الإمام أحمد إسناد جيد ) .
12/- إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة : فمن صلى العيد لم تجب عليه صلاة الجمعة وإنما يصليها ظهرا لحديث إبن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إجتمع عيدان في يومكم هذا فمن شاء أجزئه من الجمعة وإنا مجمعون إن شاء الله " ( رواه إبن ماجة بسند جيد ) .
13/- وجوب الإحسان في الذبح : لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنو القتلة وإذا ذبحتم فأحسنو الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته " .
14/- وأن لا يشحذ السكين أمام الأضحية : فعن إبن عباس رضي الله عنهما قال : ( مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته وهي تلحظ إليه ببصرها فقال : " أفلا قبل هذا ، أتريد أن تميتها موتتين هل حددت شفرتك قبل أن تضجعها " ) ( السلسلة الصحيحة رقم 24 ) .
تنبيه : سألت الشيخ محمد حاج عيسى الجزائري : " هل يفهم من هذا الحديث أن إظهار السكين للأضحية من غير القيام بشحذه غير جائز " فقال : " نعم هذا من باب أولى " .
15/- يسن وضع القدم على صفحة الشاة عند الذبح : من حديث أنس قال : " ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين فرأيته واضعا قدميه على صفاحها يسمي ويكبر فذبحها بيده " ( رواه الجماعة وأحمد عن عائشة رضي الله عنها نيل الأوطار ) . الصفحة : جانب العنق .
16/- يسن للمسلم أن يضحي بيده إن تيسر له : لحديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين ووضع رجله على صفاحهما وسمى وكبر ( متفق عليه ) .
17/- الدعاء عند الذبح : ويقول عند الذبح : " بسم الله والله أكبر إن هذا منك ولك اللهم تقبل مني " رواه مسلم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته