تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: تفريغ اللقاء الثاني للشيخ ابي إسحاق الحويني بالمدينة المنورة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    Lightbulb تفريغ اللقاء الثاني للشيخ ابي إسحاق الحويني بالمدينة المنورة

    إِنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ تَعَالَىْ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُ بِهِ وَنَسْتَغْفِرُه ُ وَنَعُوْذُ بِاللَّهِ تَعَالَىْ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِىَ الْلَّهُ تَعَالَىْ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا الَلّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ
    أَمَّا بَعْــــدُ .........
    فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيْثِ كِتَابُ الْلَّهِ تَعَالَي وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرِّ الْأُمُورَ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِهِ وَكُلْ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِيْ الْنَّارِ ، الْلَّهُمَّ صَلّىِ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ ، وَبَارِكْ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ .
    هناك سؤالٌ يتألف من كلمتين اثنتين، ومع ذلك أخفق معظم أهل الأرض في الإجابة عنه والذي يوفق للإجابة يجيب إجابة مجملة نظرية لا يشهد لها الواقع،.
    هذا السؤال هو: لماذا خُلِقنا؟
    العالم الآن في حدود سبعة مليار، أغلب أهل الأرض كفرة، المسلمون أو الذين ينتسبون لدين الإسلام، على عُجرهم وبُجرهم، مليار وأربعمائة مليون، أنا لا أتكلم عن غير المسلمين، لكن أتكلم عن المسلمين مليار وأربعمائة مليون، لو أنك سألت أي مسلم ، لماذا خلقت؟ سيكون جوابه المباشر، قول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ جميل.
    ما معنى العبادة؟ هنا يخفق كثير من الناس في الإجابة عمليًّا عن هذا السؤال.
    ولذلك فضلت أن أبدأ بهذا السؤال لأن هذا هو الأساس، أي رجل يريد أن يبني بناءًا ضخمًا لابد أن يضع أساسا في مقابل هذا الارتفاع، أطول طفولة في الكائنات هي طفولة الإنسان، تمتد الطفولة إلى ثنتي عشرة سنة، يعني لابد أن يكون ضارب الجذور لأنه كُلف تكاليف صعبة، كم أنك ترفع عمارة عشرة أدوار ، تضع أساس يوازن هذا الارتفاع، وعشرين دور الأثاث يختلف، يعني كلما صعدت إلى فوق نزلت إلى تحت ابتداءً، يعني كل ارتفاع في مقابلة نزول.
    لما تعد طفولة الإنسان أطول طفولة في الكائنات كلها، ؟ لأن الله U حمَّلَهُ أمانة، فلنبدأ الحديث من أوله فنقول:
    أقدم ميثاقٍ أخذه الله U علينا هو ميثاق العبودية، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا﴾ أي لئلا تقولوا ﴿يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ قال r كما في حديث أبي هريرة وابن عباس وغيرهما رضي الله عن الجميع: «لما خلق الله U آدم مسح ظهره بيده، فاستخرج من ظهره كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، وخاطبهم -وهم في عالم الذر وقال لهم:- ألست بربكم، قالوا جميعاً: بلى، فقال لهم: أن تقولوا -أي إنما أشهدتكم على هذا لئلا تقولوا يوم القيامة - إنا كنا عن هذا غافلين».
    ولم يجعل الله U الحساب على هذا الميثاق؛ لأنه لا أحد منا يذكر هذا الميثاق إطلاقًا، إنما بعث الرسل ليذكروا بهذا الميثاق وما يجب لله تبارك وتعالى من الأسماء الحسنى والصفات العلى، وما ينبغي للعبد أن يفعله تجاه ربه تبارك وتعالى، وجعل العذاب معلقًا بوصول البلاغ، كما قال تعالى: ﴿لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ﴾ لينذركم بالقرآن ومن بلغه القرآن، فمن لم يبلغه لا يحاسب، وقال تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾.
    فأقدم ميثاق إذن هو ميثاق العبودية، فما هي العبودية؟
    ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ بعض الناس يقصر العبودية على بعض مظاهر الإسلام من أركانه مثل الصلاة مثل الزكاة مثل الحج، لا، العبودية: شهيق وزفير، العبودية: ألا تحرك ساكنًا، ولا تسكن متحركًا إلا إذا أذن لك سيدك، هذه هي العبودية، لو أنك وأنت بشر عندك عبد، حتى أضرب المثل بحديث نبوي أفضل من ضرب المثل الذي كنت سأذكره.
    في حديث أبي مالك الأشعري، عن النبي r الذي أوله : «إن الله U أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات، أن يعمل بهن وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، وإن يحيى أبطأ فقال له عيسى: إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعلموا بهن، وإني أخشى إن تأخرت أن يخسف بنا، فقال يحيى: لا، أنا أخشى إن تأخرت أن يخسف بي، جمع بني إسرائيل في بيت المقدس حتى غص المسجد بأهله وامتلأت الشرف » -فكان من جملة الخمس كلمات يقول يحيى بن زكريا: «إن الله خلقكم ورزقكم وأمركم ألا تشركوا به شيئاً، وإن مثل من يشرك بالله كمثل رجل -هذا الرجل له تجارة - فقال لعبده : اعمل وأدي إلي -يعني تبيع وحصيلة البيع تأتي بها لصاحب التجارة - فكان يعمل ويؤدي إلى غير صاحبه، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك ، وإن الله خلقكم ورزقكم ، وأمركم ألا تشركوا به شيئاً »
    فالعبد إذا أشرك بالله تبارك وتعالى يصبح مثل هذا العبد :، أنت لديك محل مليء بالبضاعة من حر مالك، قلت له: اشتغل وأتي بالحصيلة آخر النهار، يعمل ويعطي الحصيلة لجارك، من الذي يصبر على عبد يفعل فيه هذا؟
    لا يجوز لك أن تفعل شيئاً إلا إذا كان مأذونًا لك فيه: نحن في موسم الحج، أكثر الناس لا يعرف كيف يحج، ولا خطر بباله أن يذهب إلى عالم ليقول له كيف أحج، لكن يعرف فروق التذاكر، ويعرف الشركات، ويعرف أن هذا يذهب بك إلى الحج بخمسين، وبخمسة وخمسين وبثلاثين، وهذا الكلام، ويعرف سعر البري وسعر الفنادق، لكن لا يعرف لماذا جاء، يمشي مع الناس، الناس تمشي يمين يمشي يمين، تمشي شمال يمشي شمال، هل يُتصور هذا؟ رجل اغترب عن أهله وربما يموت، ربما لا يرجع إلى أهله مرة أخرى، ولا يعرف لماذا أتى؟هذا صورة مصغرة للفوضى التي يعيشها المسلمون، التي هي خلع مِسلاخ العبودية، كل واحد يتحرك بمزاجه.
    عاقبة التعامل مع البنوك: كثير من الناس مثلاً يأتيني لما يأخذ قرض من البنك ويقيم مشاريع، وبعد ذلك يفلس، ما تعامل أحد قط مع البنك إلا لابد أن يفلس قبل أن يموت، أنا ما رأيت أبدًا رجلاً مات مستورًا تعامل مع البنك أبداً، فلما يقع في الورطة يأتيني، يقول أنا وقعت في ورطة وعليّ ديون، وهذا الكلام فماذا أفعل؟ أنت عندما ذهبت إلى البنك أتيتني، لا، هو انطلق من تلقاء نفسه.
    كثير من الناس ينطلقون في الحياة من تلقاء أنفسهم،: مع إن أي طريق جديد فيه منازل كثيرة، لما يكون طريق دائري أو صحراوي ، تجد فيه مخارج، أنا عندما أنشأوا عملوا طريق جديد في مصر، الذي يذهب إلى حلوان، كان لي درس في حلوان، من حوالي ثلاثة عشر أو أربعة عشر سنة، وكان الطريق جديد، وفيه منازل، ولا أعرف أي منزل يؤدي بي إلى حلوان، فأخذت أمشي أمشي إلى أن وصلت إلى آخر الرصف وعلمت أني مخطئ فرجعت مرة أخرى، طيب الطريق لما رُصف بهذه الملايين، كان من الصعب أن أضع لافتة بعشرة جنيهات، أقول هنا حلوان، هنا البساتين، أنا عندما أمشي في هذا الطريق وليس لي مرشد، أتوه أم لا؟
    طيب، اليوم التجار الكبار ، تجد له مستشار قانوني، وتجد له محاسب، وليس له مفتي. مع أن الأصل في البيوع الحل وليس الحرمة، لكن من المنتج؟ الكافرون، من السوق الذي يستوعب هذا الإنتاج؟ ديار المسلمين، فنحن عالة عليهم، وهذا رجل كافر لا يهمه حلال وحرام، فلأن الأصل في البيوع الحل يمكن أن يضعوا شروطًا تخالف ديننا، المستشار القانوني يأخذ فلوس، والمحاسب يأخذ فلوس، والمفتي يعمل مجانًا، يمكن أن تعطله وتجلس تستفتيه ساعة، وتأتي به أيضًا، لماذا هان عليك أن تدفع راتب للمستشار القانوني، وللمحاسب، والمفتي الذي لا يأخذ شيئاً لماذا لم يخطر ببالك أن يكون لك مفتيًا، حتى على الأقل لتضمن أن هذا الذي جمعته في حياتك يصير حلالا.
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ اللقاء الثاني للشيخ ابي إسحاق الحويني بالمدينة المنورة

    ما تركه والد الإمام البخاري لابنه: الإمام البخاري رحمة الله عليه ، كان والده رجلاً تاجراً، وكان تاجراً ناجحاً، لما كان على فراش الموت، دعا ابنه الإمام البخاري ، وقال له: ( يا بني لقد تركت ألف ألف، أي مليون، درهم، وطبعًا مليون في ذلك الزمان كان شيء ضخماً، لقد تركت لك ألف ألف درهم_ ما أعلم درهمًا فيه شبهة،) ليس حلال وحرام، قال: (ما أعلم درهمًا فيه شبهة،) هل كان والد الإمام البخاري عالماً، لا، لكن كان يصاحب العلماء، كان يصاحب مالكًا ، كان يصاحب حماد بن زيد، كان يصاحب عبد الله بن المبارك.
    فاليوم لما يكون واحد ليس بعالم، يجد له عالماً يسأله، أي مريض بالقلب مثلاً يكون له دكتور مستشار، إذا وجد أي أعراض غريبة على الجسم يتصل به ، يقول له : أن إصبعي تحرك من نفسه، أو عيني ترف، أو أي شيء، هل هذا له علاقة بالقلب، يقول له : له علاقة أو ليس له ,فلما يكون الأصل في البيوع الحل ، كما قلت لكم، والرجل المنتج رجل كافر، ومسألة حلال وحرام لا تعنيه.
    أنت كمسلم لماذا لا تحقق العبودية في هذا، ويكون لك مفتي لترى هل هذا حرام أم حلال، تجمع المال لمن؟ والله العظيم فيه ناس يجمعون المال لمن لا يستحقون شربة الماء أولادهم لا يستحقون شربة الماء، ويجمع كل هذا من حِل ومن حرام، ويحاسب عن كل مليم، لماذا سقط الإنسان هذه السقطة؟
    لأنه لا يفهم معنى العبودية.
    المراد بالعبودية : أي لك سيدٌ آمر، لأنه هو عبد يجب أن يكون له سيد، والله عز وجل من أسمائه السيد، «إن الله هو السيد» فسيدك رب العالمين تبارك وتعالى، له أوامر ونواهي، قبل أن ترفع قدمك وتحركها، أين ستضعها؟
    الأول: لما رفعت قدمك من الذي أمرك أن ترفعها؟ إذن المفترض قبل أن أحرك أسأل هل هذا جائز أم لا؟ قال لك: جائز، طيب جائز إلى أي مدى؟ أين أضع قدمي هنا أم هنا أم هنا، أين سيدك؟لهذا أن قلت:
    العبودية: شهيق وزفير، والعبودية متعددة، ليست شيئاً واحداً، كل طرفة عين لها عبودية، كل شيء وضده له عبودية، الفرح له عبودية، والحزن له عبودية، اليقظة لها عبودية، والنوم له عبودية، الشبع له عبودية والجوع له عبودية، العطش له عبودية ، والري له عبودية.
    كل شيء له عبودية،: ومطلوب من العبد أن يحقق هذه العبودية في كل شيء، يعني في الفرح له عبودية، نأخذ شريحة مثلاً من الفرح، رجل يتزوج، ماذا يفعل؟ أول درجة في السُلَّم يركب المعاصي، يأتي بالموسيقى ويقيم حفل بالنادي، وعلى حسب، يمكن قرأت في الجرائد أن فيه واحد من الجماعة من رجال الأعمال الجدد تزوج واحدة ممثلة مغنية ويوم الفرح كلف تسعة ملايين دولار، يعني حوالي خمسين مليون تقريباً، أنا لا أستطيع أن أتصور أن رجل يدفع مثل ذلك، وهناك فرح آخر لأحد رجال الأعمال الجدد، لماذا أقول الجدد؟ لأن رجل الأعمال الحقيقي الذي أتى بها من الصفر، لكن اليوم رجل الأعمال يستطيع أن يأخذ شقة في عمارة فخمة، ويذهب للبنك ويأخذ أي مبلغ بضمان ميدان التحرير، ويعمل سكرتارية وحرس خاص، ويسافر باريس وإيطاليا وأمريكا، وكل هذا الكلام، هؤلاء هم رجال الأعمال الجدد.
    لكن تجد رجال الأعمال الناجحين الذين لهم بصمة على أي اقتصاد في أي دولة، تجده أتى من الصفر، لا يمكن أن يصرف نقوده بهذه الطريقة، فواحد يزوج ابنته أتى بتسعة من الفلبين لكي يحملوا ذيل الفستان للعروسة، هذا شيء عجيب.
    للفرح عبودية:أريد أن أقول : لما يبدأ الإنسان حياته بهذا، فما الذي تتصوره أن تكون حياته، الفرح له عبودية، هذه العبودية أن تنظر ماذا أمرك الله عز وجل في هذا اليوم، السنة زاخرة، ولا أريد أن أدخل في تفاصيل حتى لا أخرج عن الموضوع.
    للحزن عبودية:الحزن الذي هو الضد، الحزن له عبودية، إذا أصاب الإنسان الحزن ماذا يفعل؟ بعض الناس تخرج عن العبودية ويتهمون رب العالمين، ولا يرضون بقضائه.
    انظر إلى النبي r في الحزن مثلاً ، ماذا قال؟
    قال : « إن القلب ليحزن ، وإن العين لتدمع ، ولا نقول ما يغضب الرب ، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون » وبكى ، النبي عليه الصلاة والسلام، فأدى عبودية الرحمة والرأفة، لأنه بكى على ابنه، وأدى عبودية الرضا ، يقول: « ولا نقول ما يغضب الرب »
    الفضيل بن عياض رحمه الله: كان له ولد اسمه علي ، وكان علي هذا مع صغر سنه من كبار الأولياء، وكان قلبه رقيقا إذا سمع القرآن يُغشى عليه، فكانت امرأة الفضيل -أم علي - تقول للفضيل إذا تقدمت في الصلاة ووجدت عليا خلفك لا تقرأ بآيات العذاب، لماذا، كي لا يغمى عليه، في يوم من الأيام الفضيل تقدم للصلاة ، نظر في الصفوف لم يجد علياً، فبدأ يقرأ فمر بقوله تعالى: ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ سورة الطور، فأُغشي على علي ثلاثة أيام، وهذه كلها أخبار صحيحة، وليست من التي لا خطام ولا زمام.
    فالفضل بن عياض كان يحب علياً غاية الحب، وكان يقول كان يعينني على الحزن، مات علي، هذا الولد الأثير لدى أبيه، مات علي، والفضيل يمشي في جنازة علي ، جعل يضحك، مع أنه من المفترض أن يكتئب ويبكي، فبعض الناس تعجب من هذا وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؟
    كيف يضحك الفضيل في جنازة ابنه، ويبكي النبي rفي جنازة إبراهيم هل الفضيل أكثر رضا من النبي عليه الصلاة والسلام؟
    فكانت إجابة شيخ الإسلام إجابة مبهرة، وجميلة، قال: (هدي نبينا أكمل، لماذا؟ قال: لأنه أدى عبودية الرأفة والرحمة فبكى على الولد، وأدى عبودية الرضا فقال : « ولا نقول ما يغضب الرب » لكن قلب الفضيل ضاق عن اشتمال العبوديتين جميعاً، فقدم عبودية الرضا على عبودية الرأفة والرحمة.)إذن قلب نبينا أكمل، وهديه أكمل.
    فهذه عبودية، الإنسان يصاب بمصيبة فيه عبودية، الأحمق يقول بعد شهر ما يقوله العاقل الصابر في التو واللحظة، يعني واحد أتى له خبر ابنك مات، الولد الوحيد مثلاً، الصابر حقاً هو الذي يستقبل الخبر ويقول : (إنا لله وإنا إليه راجعون) هذا هو الصابر حقًا الذي نسميه صابرا.
    الإنسان الذي ليس عنده هذا المعنى، ماذا يفعل؟ يشق الثياب، ويلطم الخدود، ويحمل التراب ويضعه على رأسه، ويتلفظ بألفاظ كثيرة، وهو قد ملأ الأرض سيئات، وبعد أسبوع أو عشرة أيام تأتيه، يقول: رضا الحمد لله.
    لماذا؟ لأنه استوعب المصيبة ، ولأنه لا يستطيع أن يفعل أكثر من ذلك، لكن أنظر إلى الفرق بين هذا الذي استقبل الخبر فقال: ( إنا لله وإنا له لراجعون)، وهذا الذي قال: (إنا لله وإنا إليه راجعون )بعد خمسة عشرة يوماً.
    لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام : « إنما الصبر عند الصدمة الأولى ».
    إذن هناك عبودية للحزن، وعبودية للفقر، وعبودية للغنى ، كل شيء في الكون وضده له عبودية.
    إذن العبودية تستغرق الحياة كلها: وليس كمثل بعض الناس متصور أن العبودية أن تؤدي بعض الشعائر لا هذا الكلام غير صحيح، فعندما أقرأ قوله تعالى ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ أي أن تكون حياتهم جميعاً على وفق القانون الذي أنزله الله U على نبيه r . لهذا قال الله U : ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
    أنت تريد أن تزن نفسك ، أنت مسلم فعلاً كما أراد الله U، زن نفسك على هذه الآية، ﴿فَاتَّبِعُونِي.
    النبي rجاء كما قال أبو ذر، ما من طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وعندنا منه علم عن النبي r.
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ اللقاء الثاني للشيخ ابي إسحاق الحويني بالمدينة المنورة

    نبينا rنُقل عنه كل شيء: أنا أريد أحد يقول لي : إبراهيم كيف كان يأكل، كيف كان يشرب، كيف كان ينام، نوح u ، موسى u ، عيسى u كل الأنبياء تعرفون عنهم شيء، نحن نعرف عن نبينا كل شيء، يعني الصحابة أنفسهم .
    ما يدل علي أنَّ النبي rكان هو محور الارتكاز بالنسبة للصحابة: مثل جابر بن سَمُرة خرج من بيته يوما كما في صحيح مسلم، لشيء عجيب خرج ليعقد مقارنة بين وجه النبي والقمر، خرج من بيته لهذا السبب فقط، وهو يراه كل يوم، لكن أتى في رأسه في ليلة قمراء إضحيان فقط ليعقد مقارنة بين القمر وبين النبي، قال: ( فجعلت أنظر غلى القمر مرة، وإلى وجهه rمرة، فلكان في عيني أجمل من القمر)
    أبو حُميد ألساعدي : صاحب صفة الصلاة المشهورة، قال: قلت يوماً لأخرجن فلأرمقن صلاة النبي rسائر اليوم، وهو يصلي خلفه، لكن قال مهمتي اليوم أخرج لأعرف كيف يصلي؟ فينقل لنا كيف كان يرفع يديه، هل يفرج بين أصابعه أم يضمها، أطراف أصابع القدمين وهو ساجد، كانت للخلف أم متجه للقبلة، القبض والوضع في الصلاة، نقل كل شيء.
    خباب بن الأرَّت: ( قيل له، أكان النبي rيقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم،_ لكن الظهر والعصر صلاة سرية، قال له سائله: ( كيف عرفت ذلك؟، قال: باضطراب لحيته.)
    أنس بن مالك : قال: ( ما شاب النبي rوما كان في لحيته غير سبعة عشر شعرة بيضاء)، يعني يعد الشعر الأبيض في لحيته، يعني وصل الاهتمام بالنبي عليه الصلاة والسلام أن يعد الشعر ، سبعة عشرة في لحيته فقط هي التي شابت.
    الصحابة هؤلاء الذي كان النبي rكان هو محور الارتكاز بالنسبة لهم، كل شيء يأمر به النبي rيبتدرون أمره،.
    ما يدل علي تواضع النبي r: حتى إن الرسول rما كان يحب هذا ، يعني مثلاً كان ينهاهم عن القيام له، وكان يكره ذلك، ويقول أنس بن مالك : كنا نعرف ذلك في وجهه.
    لماذا؟ لأن القيام إنما كان لكسرى وقيصر وهؤلاء الجبابرة، حتى في الصلاة، صلى بهم مرة وهو جالس، والصحابة وقوف، فأمرهم أن يصلوا جلوسا، وقال : « إن كدتم لتفعلون الآن كما تفعل فارس بعظمائها » .
    يكون قيصر جالس، وهم واقفون، كان يكره ذلك، بل كان يكره أن يتقدم الناس، كما يفعل الأكابر اليوم، تجد الكبراء في الأمام، والناس كلهم يلهثون خلفهم، النبي rلم يكن هكذا أبداً.
    بل كان يكون في أخريات الناس، وكان يقول لهم تقدموا وخلوا ظهري للملائكة، وكانوا يكتنفونه من كل أطرافه.
    حديث جابر بن عبد الله الأنصاري في البخاري ومسلم ، وهو حديث جميل، يقول جابر: « أنه كان في غزوة من الغزوات، وبعد ذلك أعيى جملي - يعني تعب- فبرك الجمل -وطبعاً الناس وهي راجعة من الغزو مثل الذين يرجعون من السفر، كل الناس يريد أن يرجع لأهله والكل في عجلة ولا أحد ينظر لأحد - فماذا عن جابر الذي برك به جمله في الظلام، وجلس وحده، فجعل يضرب الجمل ليستنفره ليقوم، وهو يقول : والهف أمياه ، ما زال لنا ناضح سوء، - يعني أنا موعود بهذا الجمل البليد هذا ، ويبرك لي في هذا الوقت وأنا وحيد - قال: « فإذا بي أسمع صوت النبي r، يقول : « من ؟ ، قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، أنا جابر، قال: « ماذا بك ؟ ، قلت يا رسول الله: أعى جملي، قال: أمعك عصى ؟ قلت : نعم، قال: فأخذ العصى وضربه مرتين، فقام الجمل، جابر يركب الجمل والنبي راكب الناقة، قال: فجعل جملي يسبق ناقته_ماذا حدث للجمل، كان يستاك هزالا، كان راقدا في الأرض، والنبي rراحلته ما كانت تُلحق، فالجمل يتقدم، يقول: أشد خطامه ليكون مقابل النبي r، قال: فجعل يسامرني، قال: ما أعجلك يا جابر؟ قلت: يا رسول الله إني حديث عهد بعرس، قال: « بمن تزوجت » ، فقلت له: بأيم كانت بالمدينة، (المرأة الأيم )هي التي فقدت زوجها، فقال: هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحك _، بدل من أن تتزوج امرأة متزوجة قبل ذلك، كنت تزوجت بكرا، فقلت: يا رسول الله إن عبد الله -والده وقد قتل في أحد - ترك لي تسعة نسوة خُرق_ إخوته البنات كانوا صغيرات في السن،_ فكرهت أن آتيهن بخرقاء مثلهن_، آتي بامرأة بكر صغيرة، فقلت آتي بامرأة عاقلة لتكون أم ولا تكون زوجة، أنظر إلى الوفاء، لأن عبد الله والده ليلة أحد قبل أن يموت ، قال : « يا بني قال إنني أرى أنني سأقتل في أول من يقتل، من أصحاب النبي r، فاستوصي بأخواتك خيرا » فقام يضحي برغبته الشخصية بسبب إخوته البنات فكان عبد الله عليه دين، انظر إلى النبي r.
    لماذا كان النبي rمحور ارتكاز الصحابة كلهم؟ عبد الله مات وعليه دين، فالنبي r،أراد أن يساعد جابرا، يساعده في قضاء دين عبد الله ، فقال له : « بعني جملك يا جابر فقال: هو لك يا رسول الله، قال: لا ، بعنيه ، قال: هو لك، قال : لا، بعنيه » ، واتفقوا على سعر معين، اثني عشر أوقية، والثمن مختلف فيه كثيرا في الحديث، قال له: أنا بعته لك لكن سأركبه إلى أن أصل بيتي، فبعد أن وصل البيت، جابر قال لخاله أنا بعت الجمل، فلامه خاله، قال له: هذا الجمل هو كل شيء بالنسبة لنا، نستقي عليه، كيف عليه، فإذا بالنبي rيرسل ثمن البعير إلى جابر ويعطيه الجمل.أعطاه الجمل وسعر الجمل.
    فالشاهد هنا، يقول جابر: «وكان النبي rيكون في أخريات الناس يُزجي الضعيف ويساعد المحتاج. »
    لو كان النبي rفي أوائل الصفوف، وسقط رجل، من يدركه، من يعرف أنه سقط؟ فكان النبي آخر الناس حتى لا يبقى أحد خلفه، لا يترك أحداً خلفه إطلاقاً ، يكون مطمئن دائماً، ولم يكن يفعل كما يفعل الناس الآن، لا، لكن إنما كان يقيس قدرة المجتمع كله بأضعفهم.
    كان النبيrيقيس قدرة المجتمع كله بأضعفهم:قال له عثمان بن أبي العاص يوماً، يا رسول الله : اجعلني إمام قومي - يؤمهم في الصلاة - قال: أنت إمامهم واقتدي بأضعفهم » لأنني عندما أدخل في الإمامة وأقرأ مثلاً سورة البقرة، فماذا يفعل الضعيف؟ سيقع، لكن عندما أقرأ بـ قل هو الله أحد، لن يضر القوي ، والضعيف أيضا سيؤدي الصلاة.
    فيقول « اقتدي بأضعفهم » فكان يضبط المجتمع كله على الأضعف حتى لا يضيع فكان النبي rمحور ارتكاز الصحابة جميعاً، كل شيء ينظرون إليه ماذا يريد، ماذا قال؟ ولا يقدمون على كلامه كلام أحد كائنا من كان، أنا أريدك اليوم أن تأخذ هذا المثل:
    أكيد أن هناك في الحجاج من يلبس ذهبًا، والنبي rحرم الذهب على الرجال، فلو أنا لقيته وقلت له : لو لقيك النبي rفي الطريق، وأنت تلبس الذهب، وقال لك: اخلعه، بالله عليك لا تكذب ، ماذا ستفعل؟
    لو قال لك : اخلع الذهب، لا تستطيع أبداً أن تقول له : لا، لا تستطيع، إذن ما هو الفرق أن يقول لك النبي مباشرة اخلع الذهب، وبين أن ينقل كلامه لك إنسان مثلي، ما الفرق؟
    إذا كانت القصة متوقفة على وجوده r، إذن الإسلام انتهى بعد وفاته، لكن له وكلاء، ألست توكل أي واحد في قضية لك، ويفعل بك ما يشاء بالتوكيل الذي عملته له، وأنت تنام مطمئن ، وتعرف أن هذا سيقوم به، وأمام المحاكم الشرعية والعرفية التوكيل كأن صاحب الشيء هو الموجود، طيب أنا الآن معي توكيل أن أتكلم عن النبي rوأقول لك أنه يقول لك : كذا وكذا.
    إذن لما ترد الكلام ، أنت لا ترد كلامي، أنت ترد كلامه هو، r، إذن أنت الآن أي حد مبتلى بهذا ، قام خالع الدبلة هنا حالاً، إذن هذا متبع، انتظر قليلاً إلى أن ينتهي المجلس ويخلعها بالخارج، إذن فهو غير متبع.
    انظر إلى الصحابة ش ، لما كان أحدهم لابس خاتم من ذهب، وجالس في مجلس النبي r، فنزعه نزعا شديداً وألقاه على الأرض، وقال: « أيعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده » فالنبي rما قام من المجلس ، الصحابي قام وترك الخاتم، قالوا له: خذ خاتمك، لا تلبسه ولكن بعه أو ادخره أو شيء من هذا، قال: والله ما كنت لآخذه وقد طرحه رسول الله.
    مع أنه مأذون له أن يكون عنده الذهب كنز، يكنز الذهب ويؤدي زكاته، ليس هناك مشكلة في ذلك.
    كذلك اللحية بعض الناس متصور أن اللحية سنة ، لا ، اللحية فرض ، أنا لا أريد إخواننا الذين ابتلوا بهذا يأخذ في نفسه ،ويقول أني أتحدث عنه، لا ، أنا مهمتي الآن ونحن في زمن إيماني فيه ناس بدأت رحلة التزامها، ورحلة العبودية من موسم مثل موسم الحج، أو شهر مثل شهر رمضان، ابتدأ مسيرته، وهو محب لدينه ، لكن القضية عنده ليست صحيحة، سمع آراء كثيرة، وأناس قال أنها سنة، وأناس قالوا أنها لا أصل لها، لا، أنا أستطيع أن أضع لك النقاط على الحروف ببساطة دون أي تعقيدات، لو أن النبي rلقي رجلا حالق اللحية، فقال له: اعف لحيتك، ماذا سيقول له: سمعاً وطاعة، وأم يقول له لا، لو قال له : لا إذن فقد فسخ عقد الإيمان، وأنا لا أتصور مسلما أبدا يقول للنبي لا ، إذا قال له النبي افعل.
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ اللقاء الثاني للشيخ ابي إسحاق الحويني بالمدينة المنورة

    ما يدل علي وجوب إعفاء أللحي:عندنا في اللحية أحاديث، أنظر إلى ألفاظها، « أعفوا اللحى » « أرخوا اللحى » « وفروا اللحى »، أعفوا من الإعفاء وهو الترك ، كما قال تعالى ﴿ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا أي كثر، وأرخوا من الإرخاء ووفروا معروف.
    فأنا عندي هنا ثلاثة ألفاظ ، كلها تدل على أن تفعل، فعل الأمر عندما يأتي من جهة سيادية عليا إلى جهة دنيا يفيد الوجوب.
    تعريف الواجب في علم الأصول: (ما طُلب فعله من المكلف على سبيل الحتم والإلزام ) يعني لا اختيار لك أن تقول لا، يجب أن تفعله إلا أن يكون لك عذر فقط، لكن الأصل في الواجب أنك يجب أن تفعله.
    مثلاً : الرئيس قال لك افعل كذا، هل ممكن تقول له : هذا الأمر أنا أفهمه على أفعل أو لا أفعل، ممكن تقول له هذا الكلام، لكن إذا قال لك : افعل كذا وعلى مهل، كلمة على مهل هي التي أعطتك الفرصة أن تترك أو تسترخي، أو تتراخى لا تباشر العمل.
    عندنا جهات الأوامر ثلاثة : 1-من أعلي لأسفل، هذا واجب، 2- ومن أسفل لأعلي، هذا توسل ، 3-ومن النظير إلى النظير, هذا طلب.
    بمعنى الجهة السيادية العليا - أريد أن أقرب المسألة - أعلى كلمة عندنا هي كلام الله U ثم كلام رسوله r، هذه الجهة العليا، يأمر الذي بأسفل.
    إذن الأصل في أمره الوجوب: الوجوب أي لا يحل لك أن تقول لا، ولا أن تتراخى في التنفيذ، ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴿وَآتُوا الزَّكَاةَ﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ كل هذه أفعال أوامر، أنا الجهة التي بأسفل، فلما أقول : رب اغفر لي، اغفر هذا أليس فعل أمر؟ لكنه يفيد التوسل، طيب هذا فعل أمر ﴿أَقِيمُوا الصَّلَاةَ أقيموا فعل أمر، واغفر فعل أمر كذلك، فما الذي جعل فعل الأمر أقيموا يفيد الوجوب؟، وجعل فعل الأمر اغفر يفيد التوسل: الجهة.
    فالجهة التي بأسفل عندما تأمر فيكون هذا توسل، بخلاف الجهة العليا فأمرها يفيد الوجوب، مثل الرئيس لما يأمر المرؤوس افعل كذا، لا يستطيع أن يقول له لا أفعل، سيطرده، أو يطبق عليه عقوبة.
    الجهة التي تستوي مع أخواتها، التي هي الطلب، مثلي ومثلك، أقران ليس لي عليك أمر ولا أنت لك علي أمر، ولا أنا رئيسك، ولا أنت رئيسي، لكن أطلب منك.
    وقد أشار علي بن أبي طالب إلى هذا المعنى بقوله:
    (أحسن إلى من شئت تكن أميره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره.)طالما أنت تحتاج ستصبح أسير هذا الإحسان.
    فهذه هي الجهات، فالنبي rعندما يقول : « أعفوا » فعل أمر « أرخوا » « وفروا » إذن فعل الأمر المجرد ، الذي يأتي من فوق ، لا ينفع أن تقول له لا، طيب هل خيرك في هذه المسألة ، في أنك تحلق أو لا تحلق، ننظر إلى النصوص.
    هل أتى له شخص حالق لحيته فسكت ولم يقل له شيئاً، فنقول : رآه لم يلمه فنعتبر هذا إقرار، لم يحدث,ولا في أي حديث من الأحاديث، الذي رواه الترمذي الذي فيه أن النبي rأخذ من طولها وعرضها، كذب ، موضوع ، لا يصح.
    بالإضافة إلى أن اللحية نفسها تترتب عليها أحكام، مثلاً اليوم بعد الهزائم المتتالية للمسلمين، والهزيمة النفسية ، اختلطت أزياؤنا بأزياء أعدائنا، لم تعد تستطيع أن تميز المسلم وهو يمشي في الشارع، أبداً، إلا أن يكون في وجهه علامة صلاة، لكن نفس الملابس ، كلنا أصبحنا نلبس كبعض، لكن هناك حقوق للمسلم على أخيه، لا تجوز أن تصرف لغير المسلم، لكن هذه الحقوق هكذا تعطلت، النبي rقال: « لا تبدأوا اليهود والنصارى بسلام » هذا أمر ، لكن ممكن تبتديه وتقول له صباح الخير صباح الفل ، أي شيء، لكن لا تقل له السلام عليكم.
    السلام الذي هو اسم الله U المطلوب إفشاؤه في الأرض:، انظر النبي rكما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة يقول: « والله لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم ».
    شيء بسيط، لكن أنا الآن كيف أفشي السلام، وقد اختلطت الدنيا ببعضها، ولا أعرف هل هذا مسلم أو غير مسلم، فتعطلت هذه المسألة.
    العاطس مثلاً، لو إنسان عطس الأصل أن نشتمته، التشميت شيء ليس سهلاً، عندما يعطس يقول: الحمد لله، فيشتمه فيقول: يرحمك الله، فيقول له: يهديكم الله ويصلح بالكم، وبعض الناس يقول: يرحمنا ويرحمكم الله، لكن الصحيح : يهديكم الله ويصلح بالكم.
    اليهود كانوا يأتون للنبي rويصطنعوا العطاس، رجاء أن يقول لهم يرحمكم الله، لكن النبي يفطن لهم، فكان يقول لهم : يهديكم الله ويصلح بالكم، لأن الدعاء بالهداية جائز لكن بالرحمة لا، تدعو الله أن يهدي الله الكفار جميعاً نعم، لكن تدعو له بالرحمة مع كفره لا يجوز.
    فكان يتجاوز rيرحمكم الله، ويقول لهم يهديكم الله ويصلح بالكم. فهذه علامة تمييز للمسلم، لا يختلف اثنان علي وأنا أمشي في الشارع، لذلك ممكن آخذ حقوقي.
    فهذه نوع من العزة أن أكون مميز ومعروف، فاليوم عندما يقول أو يأمر أمراً، فأنا ابتدر أمره.
    فبعض الناس يقول: هذا رأيك أنت، فيه علماء آخرون يقولون بآراء مختلفة، فأنا سأتبع العلماء الآخرين، لماذا اتبعك وأنت ستسبب لي في مشاكل، وتفتيش أمني وهكذا، فهكذا أكون أكثر راحة بدون لحية، فلماذا تريد أن تميزني..
    أنا سأحل لك هذه المشكلة، فكثير من الناس يسألونني عنها خاصة بعد انتشار الفضائيات وأصبح فيه فتاوى متضاربة، تجد في السؤال الواحد أكثر من قول : حرام، وحلال، ومكروه، ومستحب ....فيقول الناس : لم نعد من نتبع؟
    أقول لك شيء بسيط يسهل عليك الأمر: لما يكون هناك إنسان وعنده مرض معين، ورجل مقتدر مادياً، ترتيب الأطباء المهرة في هذا المرض ، يكون موجود عنده، فلان رقم واحد، فلم تجد إذن فلان، لم تجده ففلان، فعنده ترتيب ، إذا فاته هذا فهذا بعده، أمهر واحد، وهكذا..
    أنتم مثلاً خطر ببالكم أن ترتب العلماء على حسب علمهم ومحبتك لهم ، وإحساس بصدقهم، أنا أعتقد أن هذه القضية لم ترد كثيرًا، يمكن أن وردت على أذهان بعض الناس.
    لكن بهذا الترتيب أنا أعتقد أنه لا يوجد أحد أجهد ذهنه ورتب العلماء ، لدرجة أني لو أخذت عينة عشوائية ، فقلت لك: أنت من علماءك قل لي؟ لو عددتهم ، إذن فأنت مستعد، لكن تجلس تفكر ، تقول فلان، ثم فلان ، فإذا لم أجده لا أعلم من ...
    فأنا أقول لك : العالم باشتهار عدالته، وباشتهار علمه ، وثناء الناس عليه ، هذه ضوابط تعرف بها العلام بصورة إجمالية.
    العلماء يقولون : ( العامي مقلد في كل شيء إلا في اختيار من يقلده فإنه مجتهد) .
    يعني العالم يقول له : افعل كذا، يقول له : حاضر، إلا في اختيار العالم الذي يقلده، فهنا يكون مجتهد.
    فاليوم اجعل أحد من الناس هو العالم الأول عندك، فأنت تتبع فتواه، لا يجوز لك أن تخالفه إلا إذا حاك في صدرك شيء من فتواه، ليس بالهوى ولا بالتشهي، إنما حاك في صدرك شيء.
    أنا يأتيني أناس وكنت دائماً أرسل الطلقة الثالثة للجنة الفتوى، لماذا؟ لأني لو ذللت فأكون أرجعتها للرجل وهي تكون طالق بائن، فسأحملها أنا على كتفي، ولماذا، لا أحملها، أفتي في الأولى والثانية، في الثالثة فعليه أن يسأل آخر.
    فلما رأيت أن هناك تساهل شديد في اللجنة، ووجدت طلاق صريح، أنت طالق، هذه الكلمة كل الدنيا تعرف أنها أتت لمعنى واحد فقط، وليس لها معنيان، وهو فك الرابطة الزوجية بين الرجل والمرأة.. إذن معناها ضيق، تشغل المحل كله، لا تستطيع أن تضع معنى آخر بجواره، غير : عليّ الطلاق، وعلي الطلاق له معنى واسع، ممكن يقصد الطلاق وممكن يقصد الحلف، فأقول له: ماذا تقصد، هذه أم هذه؟لكن لما يأتي ويقول أنا قلت لها: أنت طالق، أقول له: هي طالق.غير لما يقول أنا قلت لها : علي الطلاق، فأسأله : لماذا، لأن المحل واسع يمكن أن يأخذ معنى واثنين
    فأنت طالق هذه لا تقع في حالة، لو أنه أحب أن يطردها من أمامه، فذل لسانه، يريد أن يقول لها اخرجي ، فانقلب لسانه فقال لها أنت طالق، وقلبه أجنبي تماماً عن المعنى لا يقصد المعنى ولا خطر بباله، هذه أقول له لا تقطع الطلقة ، حتى وإن كانت الطلقة صريحة.
    فلما يذهب ويقول قلت لها: أنت كذا وأنت كذا، ومع ذلك لا يوقع الطلاق، فيعود لي ثانية، ويقول : أنا لست مطمئناً، لو سمحت قل رأيك، أقول له : يا بني أنا لا أفتي في الطلقة الثالثة. فيقول لا: أنا أريد رأيك، وسأنفذه.
    فما الذي جعله يرجع ، مع أنني ممكن أفكك له بيتك، أقول له : قد وقعت الطلقة، لماذا يرجع لي أنا؟
    لذلك أقول لك إتباع الهوى المستفتي هو المسئول عنه، هو من يبحث عن فتوى معينة هو يريدها، هو حر، ليس لي علاقة بهذه المسألة، عنده مفتين، سأل الأول قال له طالق، سأل الثاني: فقال له : هي طالق، قال : نسأل الثالث، فهو يبحث عن شخص يعطيه الفتوى التي يبحث عنها، مثل الطلاق في الحيض ، وهذا حصل ، وكل الوقائع التي أتحدث عنها وقعت، الطلاق في الحيض مثلا، رجل طلق امرأته في الحيض، هل يقع الطلاق أم لا؟ الجمهور يقول يقع، ابن تيمية يقول: لا يقع.
    فبعض الناس المفتين يفطن المستفتي كيف يلعب، فيقول له: أنظر الجمهور يوقع الطلاق في الحيض، لكن ابن تيمية لا يوقع الطلاق في الحيض، إذن هو أعطاه المعلومة ولا لا، إذن فعرف أن هناك عالم لا يوقع الطلاق في الحيض، فقام أحدهم وذهب إلى لجنة الفتوى، فوجد سبعة من المفتين، فيقول له: من الذي يطلق في الحيض في هؤلاء؟
    هو يريد الذي لا يطلق في الحيض، يريد من يتبنى قول ابن تيمية، هذا المستفتي هو المسئول عن هذه القضية، الذي أفتى حتى لو أفتى خطأ وأداه اجتهاده إلى أن يقول بهذا القول، هو بريء ، لكن المستفتي إذا اتبع هواه في هذه المسألة يتحمل هو المسئولية، ولا تقول (ضعها في رقبة عالم واطلع سالم) هذا الكلام غير صحيح، إلا بالضابط الذي قلته: ألا يكون متبعا لهواه في هذه المسألة.
    فلما يكون لديك أكثر من فتوى ، وهذا يقول حرام، وهذا يقول حلال، وهذا يقول يجب ، وهذا يقول مستحب، أنت لديك ترتيب علماء، أسأل العالم الأول الذي أفضله فإذا قال لي كذا ، فأنا أتبع فتواه إذا لم يحك في صدري شيء من فتوى الأول ، بشرط عدم إتباع الهوى.
    أنا أحسست أني قلق من الفتوى، أسأل الثاني، فوجدت قولهم ضد بعض، أسأل ثالث ليرجح الكفة، لأن الثالث إما أن ينضم إلى القول الأول أو ينضم إلى القول الثاني، إذن صار عندي مرجحا,إذن العامي لا يحتار في شيء، فيقول أنا محتار من أتبع، هذا هو حلها.
    كان الصحابة يبتدرون أمره، r: أرجع وأقول الرسول rعندما يأمر بأمر، كان الصحابة يبتدرون أمره، ولا يخالفه أحد قط، عبد الله بن عمر كان مريضاً وكان له ابن، أولاده كلهم جلوس حوله، فقال لهم: سمعت رسول الله rيقول : « إذا استأذنت أمة أحدكم أن تذهب إلى المسجد فلا يمنعها » فابنه قال له : « والله لنمنعهن، يتخذنه دغلا ، - الدغل الأشجار والغابات - يريد أن يقول له أن امرأتي تذهب إلى المسجد ويكون لها مأرب آخر، فبحجة المسجد تخرج لتذهب إلى ما تريده، بدعوى أنها ذاهبة للمسجد، فيقول : لا أنا سأمنعها,ابن عمر تناول حصيات من الأرض وحصبه بهذه، وقال له: « أقول لك قال رسول الله لا تمنعوا وأنت تقول : لمنعهن، فطرده وما دخل عليه إلى أن مات. »
    كلما استشفعوا ، رفض، وقال: أبداً، لا يدخل، كيف يقول النبي rقولاً وهو يعارض قول النبي rالجيل الأول عاش هكذا ، حياته كلها كانت هكذا، ﴿ لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ لا تفعلوا حتى يأمركم، ولا تقولوا حتى يقول، ولا ترفعوا أصواتكم عليه.
    ورفع الصوت ليس في حياته فقط: لا، ولكن حتى بعد مماته، كما في البخاري من حديث ؟؟؟ بن يزيد t وهو صحابي صغير، قال: بينما أنا مضطجع في المسجد إذ حصبني رجل، فالتفت فإذا عمر بن الخطاب، فناداني فقال ائتني بهذين، كان هناك اثنين يتكلموا في مسجد النبي r_قال: فجئت بهما، قال: من أين أنتما، فقالا: نحن من الطائف، قال: أما لو كنتما من أهل البلد، لأوجعتكما، أترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله r.
    حكم رفه الصوت علي النبي rبعد وفاته:يعني رفع الصوت حتى عليه وهو ميت rومدفون لا يجوز، فكيف إذا قدمت قول غيره على قوله، هذا ليس مجرد رفع صوت، لأن مجرد أن ترفع صوتك فقط على صوته rوإن لم تخالفه هذه جريمة، ممكن يحبط العمل بسببها، مثل ما حدث لثابت بن قيس، عندما نزلت هذه الآية، كان ثابت بن قيس رجلا صييتاً، يعني صوته عالي بطبعه فكان عندما يتكلم يرفع صوته على النبي r، لما نزلت الآية اعتزل في بيته يبكي فسأل سعد بن عبادة ، أين ثابت بن قيس، قال له : هو جاري، ولا أعلم له شكاة، يعني غير مريض، فذهب يدق عليه الباب، فوجده يبكي ، قال: مالك؟ قال: إني من أهل النار إني قد حبط عملي، قال: لماذا؟ قال: إني كنت أرفع صوتي على صوت النبي r.فرجع سعد بن عبادة للنبي rوقال إنه يقول كذا وكذا ، قال له: « لا بل هو من أهل الجنة ».قال أنس فكان يمشي بيننا ونحن نعلم أنه من أهل الجنة، لمجرد رفع الصوت، فكيف إذا انصرفت عن قوله إلى قول غيره، r.
    فالصحابة شإنما سعدوا بهذا ، حققوا العبودية على رسمها كما أمروا، ولم يغادروا حرفاً :قاله النبي rولهم في ذلك أعاجيب، أشياء كثيرة.
    إن شاء الله ونحن في الحج سأقص عليكم كثيرًا من أحوالهم رضي الله تبارك وتعالى عنهم، وأقص عليكم أيضًا أشياء كثيرة من أحوال النبي r، عسى ربنا أن يفتح قلوبنا لمثل هذا الكلام، ونسعد كما سعد الجيل الأول.
    الجيل الأول استطاع أن يبني دولة في عشر سنوات، عشر سنوات فقط كان لهم دولة، وكانوا كما قال الله U﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ والنبي عليه rترجم هذا الذل، ويوم بدر قال: « اللهم إنهم عالة فاحملهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم، اللهم إنهم جياع فأطعمهم، اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض » .
    أنظر كانوا جياعا وكانوا عراة ومع ذلك مكنهم الله تبارك وتعالى.
    فلنا بإذن الله تبارك وتعالى مع بعض أحاديث كثيرة، وأسأل الله U أن يغفر لي ولكم ، وأن يهبنا غنم ما نقول ، وأن يتجاوز ...
    انتهي اللقاء نسألكم الدعاء.( أختكم أم محمد الظن)
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ اللقاء الثاني للشيخ ابي إسحاق الحويني بالمدينة المنورة

    http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=11072
    الرابط الصوتي
    ورابط التحميل
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •