.
تحقيق النظر في تخريج (( أحاديث انشقاق القمر))
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فقد كنت خرجت هذا الأحاديث أظنه قبل سنوات في موقع "ملتقى أهل الحديث" المبارك
ثم أحببت أن أضعها هنا أيضا وفي هذا الموقع العلمي "موقع الألوكة" المبارك أيضا
مع زيادات واختصارات واستدراكات جيدة إن شاء الله
فإليكم تخريجا علميا موسعا للأحاديث التي وردت في انشقاق القمر
فأرجوا منكم صالح الدعاء لي ولوالدي
أقول: مستعينا بالله
وردت أحاديث انشقاق القمر عن جماعة من الصحابة الكرام
وهم علي وابن مسعود وجبير بن مطعم و ابن عمر وحذيفة وأنس وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين وأرضاهم
ولنبدأ على بركة الله
تخريج حديث علي رضي الله عنه
قال الطحاوي في مشكل الآثار
595- عن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المخزومي الكوفي ثنا لوين حدثنا حديج بن معاوية الجعفي عن أبي إسحاق عن أبي حذيفة قال أبو جعفر وهو سلمة بن صهيب الأرحبي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال انشق القمر ونحن مع رسول الله عليه السلام
أقول: هذا الحديث ضعيف جدا
ولبيان ذلك أقول
في سنده حديج وهو صدوق لايقبل إلا في المتابعات
وهو هنا لامتابع له
قال النسائي عنه ضعيف وقال يحي بن معين ليس بشئ
وقال البخاري تكلموا في بعض حديثه
وقال الدارقطني يغب عليه الوهم عن أبي اسحاق _وروايته هذه عن أبي إسحاق_
وفي الكامل لبن عدي (سمعت أبا عروبة يقول زهير وحديج والرحيل اخوة وحديج ضعيف ثنا بن أبي عصمة ثنا أحمد بن أبي يحيى سمعت يحيى بن معين يقول حديج بن معاوية ضعيف ليس بشئ ذكر بن أبي بكر عن عباس عن يحيى قال حديج أخو زهير ليس بشئ سمعت بن حماد يقول قال البخاري حديج بن معاوية بن الرحيل أخو زهير يتكلمون في بعض حديثه)
وفيه(ولحديج بعد أحاديث غير ما ذكرته عن مشايخه وعامة أحاديثه ينفرد به عمن يروي عنه وأرجو أنه لا بأس به لأني لم أر له حديثا منكرا قد جاوز الحد)
]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]
أماحديث حذيفة رضي الله عنه
فقد قال عبد الرزاق في مصنفه
عن بن عيينة عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال سمعت حذيفة يوم الجمعة وهو على المنبر قرأ اقتربت الساعة وانشق القمر فقال قد اقتربت الساعة وقد انشق القمر فاليوم المضمار وغدا السباق
وزاد بعضهم في متنه أشياء
أقول :الحديث موقوف على حذيفة رضي الله عنه ولايصح مرفوعا
ولبيان ذلك أقول
الحديث رواه كل من
شعبة بن الحجاج
و سفيان بن عيينة
و أسماعيل بن علية
و شريك بن عبد الله النخعي
و همام بن يحى
جميعهم عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن حذيفة رضي الله عنه
وهو عنه صحيح
ويظهر أنه إنما هو تفسيره لقوله تعالى (اقتربت الساعة وانشق القمر)
فهو لم يقل بمشاهدته لانشقاقه رضي الله عنه ولارفع قوله (انشق القمر)
وليس فيه مثل (حَتَّى رَأَيْتُ الْجَبَلَ مِنْ بَيْنِ فُرْجَتَيْ الْقَمَرِ )
أو(وقد رأيناه)
أو( فقال لنا_رسول الله _ اشهدوا)
مما يشير إلى أنه مرفوع
]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]
أماحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
فقد رواه
شعبة ، عن الأعمش ، عن مجاهد عَنِ ابْنِ عُمَر
َ انْفَلَقَ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اشْهَدُوا
وهو في صحيح مسلم وغيره
أقول :الحديث ضعيف وعذر الإمام مسلم رحمه الله أنه أتى به في المتابعات
ولبيان ذلك أقول :
علة الحديث هي تدليس الأعمش
فالحديث رواه كل من
معاذ العنبري
ومحمد بن جعفر غندر
والنضر بن شميل المازني
وأبو داود الطيالسي
ومحمد بن إبراهيم السلمي
وعمرو ابن حكام
وروح بن عبادة
ووهب ابن جرير
جميعهم رووه عن الأعمش عن مجاهد بالعنعنة
وورد عن علي بن نصر في دلائل النبوة قول الأعمش أنه سمع مجاهدا
وهو بذلك خالف الجمع من كبار الثقاة وغيرهم والقول قولهم بلا شك ولا ريب
أما الأعمش فيقول عنه الذهبي في ميزان الإعتدال
هو يدلس وربما دلس عن ضعيف ولا يدرى به فمتى قال حدثنا فلا كلام ومتى قال عن تطرق اليه احتمال التدليس الا فى شيوخ اكثر عنهم كإبراهيم النخعى وابى وائل وابى صالح فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الإتصال
وقال ابن عدي في الكامل قال: قال: عبد الله ابن المبارك، قال: قلت لهشيم: مالك تدلس _في الأصل تدلك ولعله خطأ_، وقد سمعت ؟ قال: قد كان كبيراك يدلسان، فذكر سفيان الثوري والاعمش، وذكر أن الاعمش لم يسمع من مجاهد إلا أربعة أحاديث
وكنت في التخريج السابق حملت شعبة بعض الخطأ
فتبين لي الآن أن العلة إنما هي من تدليس الأعمش فقط
"فائدة "
لعل ابن حجر استشكل تعليق البخاري لرواية مجاهد عن ابي معمر
حيث قال
وقد أخرجه مسلم من طريق أخرى عن شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن بن عمر وسيأتي للمصنف معلقا ان مجاهدا رواه عن أبي معمر عن بن مسعود فالله أعلم هل عند مجاهد فيه اسنادان أو قول من قال بن عمر وهم من أبي معمر.
أقول: والذي يظهر أنها إنما هي مجرد تصحيف لروايتنا هذه وقد المح إلى ذلك هو رحمه الله
يتبع إن شاء الله
.