تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 71

الموضوع: طلب تخريج حديث (يا أيها الناس ما يحملكم أن تتابعوا على الكذب كتتابع الفراش في النار).

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث رجاء

    5- عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الراسبي الغبري،أبو عثمان البصري :

    * رواهُ الطبري في: "تهذيب الآثار"- مسند علي بن أبي طالب، ص125/ رقم (206):
    حدّثني عمرو بن مالك النُّكْري (هكذا) ، قال : حدثنا مسلمة بن علقمة المازني ، عن داود بن أبي هند ، عن شهر بن حوشب ، عن الزبرقان ، عن النواس بن سمعان الكلابي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مالي أراكم تتهافتون في الكذب كما يتهافت الفراش في النار،ألا إن كل كذب مكتوب على ابن آدم إلا في ثلاث : كذب الرجل امرأته ليرضيها ، وكذب الرجل في الحرب ، فإن الحرب خدعة ، وكذب الرجل في الإصلاح بين الرجلين ، فإن الله يقول : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة ، أو معروف أو إصلاح بين الناس)[النساء:114]."

    * قلتُ: لم تذكر هذه الآية إلا في هذا الطّريق؛ وهي فائدة. ولم أرَ المفسرين-حسب اطلاعي- ذكروا هذا الحديث في تفسيرها.
    وعمرو بن مالك النُّكري-بضم النون- أبو يحي، ويقال أبو مالك، البصري :قديم من الطّبقة السّابعة ، توفي سنة 129هـ ، يروي عن طبقة التابعين : كأَبِي الجوزاء أوس بْن عَبْد اللَّه الربعي (ت83هـ)
    فلا يمكن للطبريِّ أن يرويَ عنه.!!..هو لا يصل إليه إلا بثلاث وسائط ؛ انظر: تفسير الطبري 3/507 رقم (2977)،و(2978).
    وبعيدٌ أيضاً أن يرويَ النكريُّ عن مسلمة بن علقمة المازني المتأخر عنه وهو من الطّبقة الثامنة وهي الطبقة الوسطى من أتباع التابعين من طبقة سفيان بن عيينة و ابن علية.
    فهو بلا شك مقحمٌ هنا .. ولعله تصحف عن اسم آخر، هو شيخٌ للطبري. و يروي عن مسلمة ..
    * ثم وجدتُ محقق آثار الطبري:الشيخ محمود شاكر عليه رحمة الله علق على أثرٍ [ص129/ رقم(213)] جاء فيه رواية المصنف عن هذا الشيخ قائلاً :
    ( "عمرو بن مالك النكري"، شيخ الطبري، هكذا في الأصل، و هو محال، لأن هذا قديم مات سنة 129. أما الذي يروي عنه أبو جعفر فهو " عمرو بن مالك الراسبي الغبري أبو عثمان البصري"، روى عنه في التّفسير رقم:14355 (2/327، 328) ، وهو منكر الحديث عن الثقات، ويسرق الحديث، كما قال ابن عدي و مات بعد سنة 240هـ) انتهى
    * قلت: وهو من رجال التهذيب روى عنه الترمذي. لم يذكر المزي في شيوخه: مسلمة بن علقمة. وذكر الطبري فيمن روى عنه. وقد أكثر عنه البزار في مسنده ، وروى عنه أبو يعلى ..ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح" وابن عدي في "الضعفاء" والذهبي في "الميزان" و ابن حجر في "اللسان"
    فالنكري تصحيف للغبري أو للبصري.و الله أعلم.
    ____________
    فليصحح اسمه فيما كتبته هنا:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    1- رواه مسلمةُ بن علقمة المازني، واخْتُلِفَ عليه:

    أ- رواه قيسُ بن حفص الدارمي ، ومحمد بن جامع العطّار، وعمرو بن مالك النكري عنه، عن داود، عن شهر، عن الزّبرقان، عن النّواس بن سمعان.(4)

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث رجاء

    خالفَ هؤلاء الجماعة (= قيس بن حفص، ومحمّد بن جامع، وسليمان الشّاذكوني، وعبد الرحمن بن واقد، وعمرو بن مالك الراسبي): أحمدُ بْنُ أيّوب بن راشد الضبي الشعيري البصري؛ فرواه:

    عن مسلمة، عن داود، عن شهر، عن النّواس.لا يذكر: "الزبرقان" = وهو الوجه الخامس


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    ب- ورواه َأَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ رَاشِد الضبي عنه عن داود عن شهر عن النّواس. دون ذكر الزّبرقان.(5)
    * رواه أبو يعلى في "مسنده الكبير"
    زوائده: "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري 4/541 رقم (4332)،
    و"المطالب العالية" لابن حجر 11/615 رقم (2628-[3]):
    ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ الضَّبِّيُّ ، ثنا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ النُّوَاسِ بْنِ سَمْعَانِ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً ، فَمَرُّوا بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ ، فَقَالُوا : يَا أَعْرَابِيُّ ، اجْزُرْ لَنَا شَاةً . قَالَ : فَأَتَاهُمْ بِعَتُودٍ مِنْ غَنَمِهِ ، فَقَالَ : اذْبَحُوا هَذَا ، فَقَالُوا : مَا يُغْنِي هَذَا عَنَّا شَيْئًا . قَالَ : فَاعْتَمَدُوا شَاةً مِنْ خِيَارِ غَنَمِهِ فَذَبَحُوهَا . قَالَ : فَظَلُّوا يَطْبُخُونَ وَيَشْوُونَ ، قَالَ : حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ ، وَأَظَلَّ مَظَلَّةً ، قَالُوا : يَا أَعْرَابِيُّ ، أَخْرِجْ غَنَمَكَ حَتَّى نَقِيلَ فِي الْمُظْلِمَةِ . قَالَ : أُنْشِدُكُمُ اللَّهَ فَإِنَّهَا وُلَّدٌ . فَإِنْ أَنَا أَخْرَجْتُهَا فَضَرَبْهَا السَّمُومُ ، طُرِّحَتْ . قَالُوا : أَنْفُسُنَا أَعَزُّ عَلَيْنَا مِنْ غَنَمِكَ . قَالَ : فَأَخْرَجُوهَا ، فَضَرَبَهَا السَّمُومُ ، فَطُرِّحَتْ . قَالَ : ثُمَّ رَاحُوا مِنْ عِنْدِهِ ، وَتَرَكُوهُ حَتَّى أَتُوا الْمَدِينَةَ ، قَالَ : فَسَبَقَهُمُ الْأَعْرَابِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ ، فَلَمَّا جَاءُوا سَأَلَهُمْ عَنْ مَا ذَكَرُوا ، فَأَنْكَرُوا ، فَاعْتَمَدَ رَجُلٌ مِنْهُمْ ، فَقَالَ : " يَا فُلَانُ ، إِنْ كَانَ لَكَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِكَ خَيْرٌ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ . أَصْدِقْنِي " . فَقَالَ : صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْأَعْرَابِيُّ ، الْخَبَرُ مِثْلُ مَا قَالَ ، فَقَالَ : " أَتَهَافَتُونَ فِي الْكَذِبِ تَهَافُتَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ ، كُلُّ كَذِبٍ مَكْتُوبٌ كَذِبًا لَا مَحَالَةَ ، إِلَّا أَنْ يَكْذِبَ رَجُلٌ فِي الْحَرْبِ ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ ، أَوْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ ، لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا ، أَوْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ امْرَأَةً ، لِيُرْضِيَهَا "
    قال البوصيري: هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ .

    قلتُ: هكذا سياق الحديث عند البوصيري ، وعند الحافظ اختلاف في بعض حروفه.

    - وعنه رواه ابنُ السّني في "عمل اليوم والليلة" ص288/رقم (612):
    أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ رَاشِدٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ ، ثنا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الزِّبْرِقَانِ ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"كُلُّ الْكَذِبِ مَكْتُوبٌ لا مَحَالَةَ كَذِبًا ، إِلا أَنْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ فِي الْحَرْبِ ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ ، أَوْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا ، أَوْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيَرْضَاهَا بِذَلِكَ".

    * قلتُ:
    - هكذا رواه عن أبي يعلى،-مختصراً-، وجمعَ في إسناده بين حديث أحمد بن أيوب، وحديث محمّد بن جامع.. وقد رأيتَ كيف رواه أبو يعلى عن أحمد بن أيوب ..و كيف رواه عن محمد بن جامع ..راجع التنبيه على ذلك تحت رواية: محمد بن جامع ..
    - ولعلّ الحافظَ الكبيرَ ابنَ السّني-رحمه الله- عقّبَ على إخراجه للحديث مجموعاً عن شيخي أبي يعلى، بمثل ما عقب به أبو الشيخ الأصبهاني لما خرّج الحديث مجموعا عن أحمد و قيس ..كأنْ يقول في آخره :"ليس في حديث أيوب :"الزبرقان". أو: " هذا حديث محمد بن جامع و ليس في حديث أيوب ذكر"الزبرقان"..أو ما في معناه.. فلا يحكم بتخطئته و الفرح بتوهيمه، إلاّ بعد الوقوف على النّسخ الخطّية لكتابه "اليوم والليلة".. أما تعقبه بمجرد الاعتماد على مطبوعةٍ واحدةٍ للكتاب؛ فمن التهافت في تخطئة الأئمة و التتايع في توهميهم دون حجة .

    * ورواه أبو الشّيخ الأصبهاني في "الأمثال" ص 212-213/ رقم (288):
    حدثنا محمد بن الحسن حدثنا أحمد بن أيوب حدثنا مسلمة بن علقمة حدثنا داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب .

    * قلتُ : لم يسقْ متنَه، حيثُ أردفه بحديث قيس بن حفص المتقدّم في الوجه السابق..، وعقّبه بقوله :"ليس في حديث أحمد بن أيوب: "الزبرقان".

    * وابن أبي حاتم في "العلل" ج3/437 مسألة (991):
    حَدَّثنا أبو زرعة عن أحمدَ بن راشد البصري ، عن مَسْلَمة بن عَلْقَمة، عن داود بن أبي هند، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن النَّوَّاس بن سَمْعان؛ قال:بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَريَّة فقال:" تَهَافَتُونَ في الكَذِبِ تَهَافُتَ الفَرَاش في النّار؛ إِنَّ كُلَّ كَذِبٍ مَكْتُوبٌ كَذِباً لاَ مَحَالَةَ، إِلاَّ أَنْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ في الحَرْبِ؛ فَإِنَّ الحَرْبَ خَدْعَةٌ."

    قلت: وقد اختصره ابن أبي حاتم.

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث رجاء

    أعجبتني مثابرتك أبا عبد الإله جداً.. وهذا هو المطلوب.. وفقك الله أخي الكريم
    محبك في الله
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث رجاء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    أعجبتني مثابرتك أبا عبد الإله جداً.. وهذا هو المطلوب.. وفقك الله أخي الكريم

    محبك في الله
    الشيخ أبو عصام التميمي:
    أحبك لثلاث: محبة لله ، ومحبة للحديث ، ومحبة لبلاد الحرمين ..
    ويعلمُ الله؛ كم اغتبطُ بكتابك ، وأفرح بتشجيعك ، وأهفو إلى ملاحظاتك..
    بارك الله فيك، ومتّعنا بمعارفك.

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث رجاء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    2 – ورواه عبّادُ بن العوام، وابنُ أبي زائدة ، ومعتمرُ بن سليمان ،[وأبو معاوية الضرير] عن داود ، عن شهر، عن النّبي صلّى الله عليه وسلم، مرسلاً
    = وهو الوجه السادس في هذا الحديث
    خالفَ مسلمةَ بن علقمة في رواية هذا الحديث عن داود،عن شهر، عن النواس بن سمعان، مسنداً جماعةٌ ؛ فرووه عن داود، عن شهر، مرسلاً ، لم يذكروا النواس بن السمعان ولا أسماء و لا أبا الطفيل وهو المحفوظ عن شهر كما سيأتي :وهذه أسماؤُهم متبوعةٌ بأحاديثهم، ومن خرّجها:

    1- يحي بن زكريا بن أبي زائدة، الهمداني، الكوفي، أبو سعيد: (ثقة متقن/ع)
    رواه عنه أبو كريب محمد بن العلاء:
    * أخرجهُ عنه الترمذي في جامعه رقم[1939(م)]
    - مُعِلاًّ به حديثَ ابنِ خُثَيْمٍ،عن شهر، عن أسماء، المتقدم في الوجه الأول قال-بعد أن خرّجه- :
    ( هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، لا نعرفُه من حديثِ أسماء إلاّ من حديثِ ابن خثيم.
    وروى داودُ بن أبي هند هذا الحديث عن شهر بن حوشب عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر فيه عن أسماء.
    حدّثنا بذلك: محمّدُ بن العلاء، قال: حدّثنا ابن أبي زائدة، عن داود.) انتهى

    قلتُ: مثلُ الإمام أبي عيسى -رحمه الله- لا تخفى عليه رواية من رواه عن داود عن شهر عن النواس- مسندا بالواسطة وبدونها-.. لكنه لما نَصَبَ الخلافَ بين ابن خثيم -الذي استغرب منه ذكر أسماء في حديثه عن شهر-.. وداود بن أبي هند -الذي لم يذكرها- ..اعتمد -لله دره- على ما رواه الثقات عن داود.. ولم يعتبر برواية مسلمة بن علقمة لضعف رواتها واضطرابهم..فقال : 'وروى ابن أبي هند هذا الحديث'..هكذا بصيغة الجزم
    ففي هذا التعليل تضعيف ضمني لرواية من رواه عن داود عن شهر عن النواس (بذكر الزبرقان أو بدونه) ،..والله أعلم.

    2- عبّاد بن العوام الكلابي، أبو سهل الواسطي: (ثقة مجمع عليه/ع)
    رواه عنه أحمد بن منيع:
    * أخرجه عنه ابن أبي الدنيا في "الصّمت": ص246/ رقم(502):
    حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ كَذِبٍ مَكْتُوبٌ كَذِبٌ لا مَحَالَةَ إِلا الْكَذِبَ فِي ثَلاثٍ ؛ الْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ فإنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ ، وَكَذِبُ الرَّجُلِ فِيمَا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا ، وَكَذِبُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ."
    قَالَ دَاوُدُ : يُمَنِّيهَا.

    قلتُ":لم يذكرْ الحافظان: ابن حجر والبوصيري هذا الحديث في زوائدهما على "مسند" أحمد بن منيع؛ فالظاهر أنه خارج عنه .

    3- عبدُ الأعلى بن عبد الأعلى، السامي، القرشي، البصري:
    كنيته :"أبو محمد"، ولقبه :"أبو همام"، وكان يغضب إذا قيل له: "أبو همام" (ثقة مجمع عليه/ع)
    رواه عنــه :
    أ/ إسحاق بن راهويه :
    * أخرجه في "المسند" 5/171 رقم (2294):
    أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَعْلَى أَبُو هَمَّامٍ ، نا دَاوُدُ وَهُوَ ابْنُ أَبِي هِنْدَ , عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَسَرِيَّةً ، فَمَرُّوا بِرَجُلٍ أَعْرَابِيٍّ فِي غَنِيمَةٍ لَهُ ، فَقَالُوا لَهُ : اذْبَحْ لَنَا فَجَاءَهُمْ بَعِيرَهُ ، فَقَالُوا : هَذِهِ مَهْزُولَةٌ ، فَجَاءَهُمْ بِآخَرَ ، فَقَالُوا: هَذَا مَهْزُولٌ ، فَأَخَذُوا شَاةً سَمِينَةً ، فَذَبَحُوهَا ، وَأَكَلُوا ، فَلَمَّا اشْتَدَّ الْحَرُّ وَكَانَ لَهُ غَنِيمَةٌ فِي ظِلٍّ لَهُ ، فَقَالُوا لَهُ : أَخْرِجْ غَنَمَكَ حَتَّى نَسْتَظِلَّ فِي هَذَا الظِّلِّ، فَقَالَ : إِنَّ غَنَمِي وَلِدُوا ، وَإِنِّي مَتَى مَا أَخْرَجْتُهَا ، فَيُصِيبُهَا السَّمُومُ تَخْدُجُ ، فَقَالُوا : أَنْفُسُنَا أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ غَنَمِكَ ، فَأَخْرَجُوهَا ، فَخَرَجَتْ ، فَانْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرَهُ ، فَانْتَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَتِ السَّرِيَّةُ ، فَسَأَلَهُمْ ، فَجَعَلُوا يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا فَعَلُوا ، فَقَالَ:وَاللَّ ِ لَقَدْ فَعَلُوا الَّذِي أَخْبَرْتُكَ بِهِ ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنَ الْقَوْمِ ، فَقَالَ : " إِنْ يَكُ فِي الْقَوْمِ خَيْرٌ فَعِنْدَ هَذَا " ، فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : مِثْلُ مَا قَالَ الأَعْرَابِيُّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَتَهَافَتُونَ فِي الْكَذِبِ تَهَافُتَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ ، وَإِنَّ كُلَّ كَذِبٍ مَكْتُوبٌ لا مَحَالَةَ كَذِبًا إِلا ثَلاثَةً : الْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ وَالْحَرْبُ خُدْعَةٌ ، وَالْكَذِبُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا ، وَكَذِبُ الرَّجُلِ عَلَى امْرَأَتِهِ يُمَنِّيهَا " .
    ب/ محمد بن المثنى :
    * أخرجه عنه الطّبري في "تهذيب الآثار- مسند عليّ بن أبي طالب" ص126/رقم (208):
    حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الأَعْلَى، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى نَزَلُوا عَلَى أَعْرَابِيٍّ مَعَهُ غُنَيْمَةٌ لَهُ ، فَقَالُوا : اذْبَحْ لَنَا . فَأَتَاهُمْ بِعَتُودٍ لَهُ ، قَالَ : فَقَالُوا : هَذَا مَهْزُولٌ ! قَالَ : ثُمَّ أَتَاهُمْ بِآخَرَ فَقَالُوا : هَذَا مَهْزُولٌ . قَالَ : فَأَخَذُوا شَاةً سَمِينَةً فَذَبَحُوهَا فَأَكَلُوا ، قَالَ : فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ ، وَاشْتَدَّ الْحَرُّ ، قَالَ : وَلَهُ غُنَيْمَةٌ لَهُ فِي ظُلَّةٍ لَهُ ، فَقَالُوا : أَخْرِجْ غَنَمَكَ حَتَّى نَسْتَظِلَّ فِي هَذَا الظِّلِّ ، فَقَالَ : إِنَّ غَنَمِي وُلْدٌ ، وَإِنِّي مَتَى مَا أُخْرِجْهَا فَنَفَسَتْهَا السَّمُومُ تَخْدِجُ ، فَقَالُوا : أَنْفُسُنَا أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ غَنَمِكَ , قَالَ : فَأَخْرَجَهَا فَخَدَجَتْ ، قَالَ : وَأَتَى جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا فَأَخْبَرَهُ بِأَمْرِهِمْ ، فَانْتَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَتِ السَّرِيَّةُ ، فَسَأَلَهُمْ ، فَجَعَلُوا يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا فَعَلْنَا قَالَ : وَقَالَ الأَعْرَابِيُّ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ فَعَلُوا الَّذِي أَخْبَرْتُكَ , فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إِنْسَانٍ مِنْهُمْ ، وَقَالَ : " إِنْ يَكُ فِي الْقَوْمِ خَيْرٌ فَعِنْدَ هَذَا " ، فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ ، فَأَخْبَرَهُ مِثْلَ الَّذِي قَالَ الأَعْرَابِيُّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَتَهَافَتُونَ فِي الْكَذِبِ تَهَافُتَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ ، إِنَّ كُلَّ كَذِبٍ مَكْتُوبٌ كَذِبًا لا مَحَالَةَ ، إِلا ثَلاثَةٌ : الرَّجُلُ يَكْذِبُ فِي الْحَرْبِ ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ ، وَالرَّجُلُ يَكْذِبُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا ، وَالرَّجُلُ يَكْذِبُ امْرَأَتَهُ لِيُمَنِّيَهَا ".

    قلتُ: تقدم في رواية عباد بن العوام -عند ابن أبي الدنيا- تفسير:"كذب الرجل امرأته" بـ:"يمنيها" من قول داود بن أبي هند راوي هذا الحديث.

    4- أبو معاوية الضرير:محمد بن خازم:(ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره/ع)
    رواه عنـه :
    أ/ هناد بن السري:
    * أخرجه في "الزهد" ص634/رقم(1374) :
    حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ , قَالَ : بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فَمَرُّوا بِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ وَالسَّمُومِ وَلَهُ غُنَيْمَةٌ عِجَافٌ فِي خَيْمَةٍ لَهُ , فَقَالُوا : أَخْرِجْ غَنَمَكَ هَذِهِ حَتَّى نُدْخِلَهَا خُيُولَنَا ، فَقَالَ : إِنَّهَا عِجَافٌ وَأَخَافُ إِنْ أَصَابَتْهَا السَّمُومُ أَنْ تَمُوتَ فَأَخْرَجُوهَا , فَلَمْ تَلْبَثْ غَنَمُهُ أَنْ هَلَكَتْ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَشَكَاهُمْ , فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : " فَعَلْتُمْ مَا يَقُولُ هَذَا " ؟ فَحَلَفُوا بِاللَّهِ مَا فَعَلُوا ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : بَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ , لَقَدْ فَعَلُوا مَا قَالَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلا أَرَاكُمْ تَتَهَافَتُونَ فِي الْكَذِبِ كَمَا تَتَهَافَتُ الْفَرَاشُ فِي النَّارِ ، أَلا إِنَّ كُلَّ كَذِبٍ مَكْتُوبٌ كَذِبًا لا مَحَالَةَ إِلا فِي ثَلاثٍ : كَذِبُ الرَّجُلِ فِي الشَّيْءِ يُرْضِي بِهِ أَهْلَهُ ، وَالْكَذِبُ فِي الشَّيْءِ يُصْلَحُ بِهِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ ، وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ "
    ب/ وإسحاق بن راهويه :
    * أخرجه في "مسنده"5/172 رقم (2295):
    أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، نا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَرِيَّةٍ ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ ، وَقَالَ : غَنِيمَةٌ فِي خَيْمَةٍ لَهُ ، فَأَدْخَلُوا خُيُولَهُمْ .

    قلتٌ: يعني نحو حديثه عن أبي همام عبد الأعلى -المتقدم قريبا- حيثُ أردفه بحديث أبي معاوية هذا.

    5- معتمر بن سليمان بن طرخان، التيمي، أَبُو مُحَمَّد، البصري:(ثقة مجمع على توثيقه إلا عن يحي القطان:سيئ الحفظ/ع)
    رواه عنه محمد بن عبد الأعلى الصنعاني:
    * أخرجه الطّبري في "تهذيب الآثار- مسند عليّ بن أبي طالب" ص126/رقم (207):
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ ، قَالَ :حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ دَاوُدَ ، عَنْ شَهْرٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً ، فَنَزَلُوا عَلَى رَجُلٍ ، فَأَتَاهُمْ بَعَتُودٍ ، أَوْ شَاةٍ لِيَذْبَحُوهَا ، فَقَالُوا : مَهْزُولَةٌ ! فَأَبَوْا أَنْ يَذْبَحُوهَا ، وَلَهُ ظُلَّةٌ فِيهَا غَنَمٌ لَهُ ، قَالَ : فَقَالُوا : أَخْرِجِ الْغَنَمَ حَتَّى نَكُونَ فِي الظِّلِّ ، فَقَالَ : أَخْشَى عَلَى غَنَمِي ، أَرْضٌ فِيهَا السَّمُومُ ، أَنْ تُخْدَجَ ، فَقَالُوا : أَنْفُسُنَا أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ غَنَمِكَ ! فَأَخْرَجُوا الْغَنَمَ ، وَكَانُوا فِي الظُّلَّةِ ، فَأَخْدَجَتْ غَنَمُهُ ، قَالَ : فَانْطَلَقَ فَأَخْبَرَ بِصَنِيعِهِمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا جَاءُوا ، ذَكَرَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي قَالَ لَهُ الرَّجُلُ ، فَقَالُوا : كَذَبَ وَأَثِمَ ، مَا كَانَ مِمَّا يَقُولُ شَيْءٌ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنْهُمْ : " إِنْ يَكُنْ فِي أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِكَ خَيْرٌ ، فَعَسَى أَنْ تَكُونَ أَنْتَ تَصْدُقُنِي " ، فَأَخْبَرَهُ كَمَا أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَتَهَافَتُونَ فِي الْكَذِبِ تَهَافُتَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ " ، ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ الْكَذِبَ يُكْتَبُ كُلُّهُ ، لا مَحَالَةَ كَذِبًا ، إِلا أَنْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ فِي الْحَرْبِ ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ أَوْ قَالَ : خَدْعَةٌ وَأَنْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا ، وَأَنْ يَكْذِبَ أَهْلَهُ "يَعْنِي امْرَأَتَهُ.
    * وعلقه عنه ابن أبي حاتم في "العلل" 3/438 المسألة رقم (991):
    ( ورواه مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عن دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عن شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ،أن النّبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "الحرب خدعة."
    قال أبو زرعة : حديث المعتمر أصح.) اهـ

    قلتُ: وقدْ تقدّمَ قولُ الحافظِ ابن حجر في "المطالب العالية"، -تحت حديث مسلمة بن علقمة عن داود عن شهر مسندا-: " خالفَه يحي بن أبي زائدة فرواه عن داود عن شهر مرسلاً، وهو المحفوظ " اهـ
    قلتُ: الجماعةُ الذين رووه عن داود عن شهر مرسلا من رجال الجماعة ، ليس فيهم إلاّ ثقة حافظ.. ، ومسلمةُ بن علقمة المازني -وإن كان من رجال مسلم وقد وُثِّقَ-.. ولكن لو برز لواحدٍ منهم أينْ كان يقع منه !فكيف لو برز لجميعهم !!
    و سيأتي قريبا نقل أقوالهم في مسلمة بن علقمة و روايته عن داود بن أبي هند..عندما نعقد فصلا في الكلام عن علة هذا الحديث و ترجيح إرساله. وفقني الله و أعانني على إتمامه.

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث رجاء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    * تابعَ ابنَ خثيم على الوجه الأول (= عن شهر عن أسماء مسنداً): ابنُ أبي الحسين، و ليثُ بن أبي سليم ..و قد خرّجنا حديثَهما في بداية هذا المجموع ..
    وأشرتُ هناك أن حديثَ ابن أبي حسين:
    - رُوي عنه مسندا:
    * أخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" - بسند رجاله ثقات - عن عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ، قَالَ : نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ. به. وقد سُقتُ سند المصنف ومتن الحديث في موضعه .
    - وروي عنه مرسلاً ؛ رواه: إسحاق بن إسماعيل الأيلي، عن سفيان بن عيينة عنه عن النبي ، وهو:

    الوجه الثالث في الحديث: من حديث ابن أبي حسين عن النبي مرسلاً.

    * أخرجه ابن عبد البر في "التّمهيد" 16/247-248، ط.المغربية. وفي "الاستذكار" 27/348 رقم (41412) ط.قلعجي :

    - حدّثنا محمّد بن إبراهيم [بن سعيد] ، حدّثنا أحمد بن مطرف، حدثنا سعيد بن عثمان، حدّثنا إسحاق بن إسماعيل الأيلي، قال حدّثنا سفيان بن عيينة، عن صفوان بن سُليم [المدني]، عن عطاء بن يسار، قال:( قال رجلٌ: "يا رسولَ اللهِ، هلْ عَليَّ جُناحٌ أنْ أكذِبَ امْرَأَتِي ؟ ". قال: "لا يحُبُّ اللهُ الكذبَ".[فأعادها ، فقال: "لا يحُبُّ اللهُ الكذبَ"]. فقال: "يا رسُولَ اللهِ،اسْتَصْلِ حُها وَأسْتَطِيبُ نَفْسَهاَ".فقال: "لا جُناحَ عليك".)
    - قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ ، قَالَ: قَالَ النبيُّ صلى الله عليه و سلم: "لاَ يَصْلُحُ الْكَذِبُ إِلاَّ فِي ثَلاَثٍ: يُصْلِحُ الرَّجُلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، وَالحْرْبُ خُِدْعَةٌ، والرَّجُلُ يَسْتَصْلِحُ امْرَأَتَهُ."
    قال أبو عمر: "هذا الحديث يفسر الأول، ولهذا أردفه ابن عيينة به، والله أعلم.". انتهى
    قلتُ:وهذا يعني أن إسناد ابن عبد البر الأول إلى ابن عيينة، في حديث عطاء، رجع إليه في حديثه عن ابن حسين..فتنبه.
    * ورواه أبو اللّيث السّمرقندي في "تنبيه الغافلين" ص 59- [ط.مصطفى البابي الحلبي وأولاده.سنة 1331هـ ]:

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ،[عن] ابْنِ أَبِي[حُسَيْنٍ](*) , يَبْلُغُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " الْكَذِبُ لَا يَصْلُحُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ . فِي الْحَرْبِ ، لِأَنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ ، وَالرَّجُلُ يُصْلِحُ بِهِ بَيْنَ اثْنَيْنِ ، وَالرَّجُلُ يُصْلِحُ بِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ ".

    قلتُ: جاء في المطبوع، وفي الشّبكة: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ أَبِي حُصَيْنٍ " .وهو تصحيف وتحريف.
    و في مخطوطة الأزهر رقم (307071)، الورقة 50/أ : " ثنا محمد بن جعفر عن إبراهيم بن يوسف عن علي بن حسن" . وهو تصحيف أيضاً
    وفي مخطوطة جامعة "لايبزيك" بألمانيا، تحت رقم (Ms. or. 380)،الورقة 48/ب: "حدّثنا سفيان عن أبي حسين" .وهو قريب من الصواب.
    والصّواب : "سفيان عن ابن أبي حسين" كما تقدّم عند ابن البر في "التمهيد" و "الاستذكار".
    ***
    - و إبراهيم بن يوسف، الرواي عن سفيان عيينة، هو:
    أبو إسحاق البلخي المعروف بالماكياني صاحب الرأي، أخو: عصام بن يوسف، ومحمد بن يوسف، كبيرُ المحل عند أصحاب أبي حنيفة .
    روى عنه النسائي في "سننه" ووثقه ، وقال أبو حاتم: "لايشتغل به" وهذا -كما قال الذهبي- منه تحامل لأجل الإرجاء الذي فيه، وقد قال فيه ابن حبان :ظاهره الإرجاء و اعتقاده في الباطن السنة .
    - و "محمد بن جعفر" الراوي عنه هنا :
    هو الكرابيسي، و ليس هو الإمام الحافظ أبو عبد الله البصري الملقب بـ: "غُنْدر" صاحب شعبة فهذا قديم ، وإنما اشترك معه في الاسم و اسم الأب والنسبة إلى بيع الكرابيس .. ذكره المزي في الرواة عن إبراهيم بن يوسف البلخي ، ولم أقف على ترجمته بعد ؟؟
    - و شيخ المصنف: محمد بن الفضل:
    كنّاه في "تفسيره:بحر العلوم" 1/71 بـ"أبي جعفر" و في أول حديث من كتابه "تنبيه الغافلين" ص3 زاد في نسبه "ابن أخنف" هكذا، وهو تصحيف صوابه: "أُنيْف" كما في "السّير" في ترجمة السمرقندي، وكذلك جاء في مخطوطة ألمانيا فهو :" أبو جعفر محمد بن الفضل بن أنيف البخاري": لم أقف له على ترجمة.؟؟ ويغلبُ على ظني أنه: محمد بن الفضل البلخي المُفَسِّر، صاحب كتاب "الاعتقاد"، فإنه من شيوخ أبي الليث .. ترجمته في الجواهر المضية للقرشي 3/308 و طبقات المفسرين للداودي 2/22 وتاج التراجم لقطلوبغا 2/270 رقم(251) والطبقات السنية للغزي رقم(2216).
    - هذا.. و المصنف:
    هو الإمام الفقيه المحدّث الزاهد أبو الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي الحنفيّ المتوفى سنة 375هـ ، صاحب المصنفات كالتفسير و غيره .. تروج عليه الأحاديث الموضوعة.وفي كتابه "تنبيه الغافلين"موضوعات كثيرة .. وفيه خبايا و طبعاته تعوزها التحقيق .ليت المشتغلين بالحديث يجمعوا نسخه ويقابلونها و يخرجوه في طبعة موثوق بها.

  7. #27

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث رجاء

    ما شاء الله كان
    فعلا دراسة هادئة، مفصلة, رائعة سعدت جدا بقراءتها
    لك الخير أيها المسعودي

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث رجاء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة من أقصى المدينة مشاهدة المشاركة
    ما شاء الله كان
    فعلا دراسة هادئة، مفصلة, رائعة سعدت جدا بقراءتها
    لك الخير أيها المسعودي
    ولك مثله أخي الكريم ، و أنا أيضاً سعيدٌ جدا بقراءتك للموضوع ..
    واسمح لي أن أسألك عن اسم المدينة التي أنتَ من أقصاها هل هي "طيبة" مدينة الرسول ؟؟ التي تهفو إليها الجوانح والقلوب، والنفس من شوق زورتها تكاد تذوب ؟

  9. #29

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث رجاء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    ولك مثله أخي الكريم ، و أنا أيضاً سعيدٌ جدا بقراءتك للموضوع ..
    واسمح لي أن أسألك عن اسم المدينة التي أنتَ من أقصاها هل هي "طيبة" مدينة الرسول ؟؟ التي تهفو إليها الجوانح والقلوب، والنفس من شوق زورتها تكاد تذوب ؟
    أستاذنا ـ حبيبنا ـ هذي ربوع أحبتي
    يا ليتني أقضي حياتي كلها في طيبة
    لا أنثني مباعدا حتى تكون أوبتي
    يا ليتني فراشة تحوم حول القبةِ

    عبد الإله إنني أحيا بذكرى طيبة
    آه وآه ثم آآ متى تكون عزتي ي ي

    مودتي أهديك يا أحلى أخ مودتي

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث رجاء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    3 - ورواه أبو عاصم عبيدُ الله بن عامر عن داود عن شهر عن أبي هريرة. (7)
    جاء أبو عاصم عبيدُ الله بن عامر للحديث، وجعله من مسند أبي هريرة ؛ فرواه عن داود عن شهر عن أبي هريرة عن النبي .. مُخالفاً هؤلاء الجُلّة الذين أرسلوه ، ومُخالفا مسلمةَ بن علقمة صاحب مسجد داود بن أبي هند الذي جعله من مسند النواس، ومخالفا ابن خثيم الذي رواه عن شهر عن أسماء = وهو
    الوجه السّابع في هذا الحديث

    رواه عن أبي عاصم؛ أبو الحسن محمد بن سنان القزّاز:

    * أخرجه عنه الطّبري في "تهذيب الآثار"- مسند عليّ بن أبي طالب- ص128/رقم (211) :
    حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَناَ عُبَيْدُ اللهِ بْنِ عَامِرٍ أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ شَهْرٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَبِيِّ ، قَالَ: "كُلُّ كَذِبٍ مَكْتُوبٌ عَلىَ صَاحِبِهِ لاَ مَحَالَةَ ، إِلاَّ أَنْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ يُصْلِحُ بَيْنَهُمَا ، وَرَجُلٌ يَعِدُ اِمْرَأَتَهُ ، وَرَجُلٌ يَكْذِبُ فيِ الحَرْبِ، وَالحَرْبُ خُِدْعَةٌ."

    قال محمود شاكر رحمة الله عليه في "تعليقه على التهذيب":
    "عبيد الله بن عامر، أبو عاصم الرّاوي عن داود بن أبي هند ، لم أعرفه. ولم أجدْ خبرَ شهرٍ عن أبي هريرة" .انتهى

    قلتُ: ذكرَ هذا الوجهِ ابنُ عديِّ في "الكامل".. لم يذكرْهُ غيرُه، وقد تقدّم نقلَ كلامِه بتمامِهِ في بدايةِ هذا التّخريج، مع كلام غيره من النُّقاد.
    وشيخُ الطّبري: محمّد بن سنان القزّاز، أبو بكر البصري، نزيل بغداد، هو:
    أخو يزيد بن سنان،أبي خالد القزّاز.. ذكرهُ المزيُّ في "تهذيبه" للتمييز.
    كذّبه أبو داود، وابن خراش، وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وكان الدّارقطني حسن الرأي فيه؛ قال الحاكم أبو عبد الله عن أبي الحسن الدارقطني: "محمّد بن سنان؛ أصله من البصرة، سكن بغداد، لابأس به." أمّا معاصره؛ الحافظ أبو العباس بن عقدة فقال: "في أمره نظر،سمعتُ عبد الرحمن بن يوسف يذكره، فقال: ليس عندي بثقة."اهـ
    وإنما تكلموا فيه من أجل حديث واحد و الحق أنه لابأس به كما قال الدّارقطني..انظر كلام ابن حبان فيه فهو مهم في بابه.
    أمّا شيخُ شيخِه: عبيدُ الله بن عامر أبو عاصم !! هكذا في المطبوع..فقد جففّ - غفر الله له لمن نسخه هكذا- ماءَ عيني وقوس عمود ظهري ..ولقد سهرت معه 3 ليالي أمام جهازي (=مكتبتي الرقمية) لا أبرحه إلا مع آذان الفجر الأول ..
    نعم ..شيخُ الطّبري ؛ محمّد بن سنان القزاز، ذكروا في ترجمته روايته عن أبي عاصم النّبيل ؛ الضحّاك بن مخلد (*). وقد وقع للطبري في "تهذيبه"، و"تفسيره" آثارٌ بهذه التّرجمة (**) ، لكن ما أبعد الشبه بين الاسمين في رسم حروفهما، فلا يعقل أن يتصحّف "الضحاك بن مخلد" إلى "عبيد الله بن عامر" ؟!فكيف أُقحم هذا الاسم مع هذه الكنية هنا.. فهل انتقل نظر النّاسخ فكتبه هنا أم ماذا ؟؟
    وأبو عاصم النّبيل ؛ لم يذكر المزّي في شيوخه: داود بن أبي هند ، ولم يذكر كذلك في الرواة عن داود: أبا عاصم ..لكن -كما هو معلوم- الحافظ المزيَّ لم يقصدْ بصنيعه في الترجمة: استيعابَ جميع من روى عنهم صاحب الترجمة، واستيفاءَ كلِّ من رووا عنه ؛ فإنّ الإحاطةَ بذلكِ متعذرةٌ، ولا سبيل إليها، وكم استدرك عليه الحافظُ مُغلطاي في "إكماله"..
    وجهدتُ أنْ أجدَ لأبي عاصم النّبيل روايةً عن داود بن أبي هند، لكني لم أفلح .. ولا يبعد أن يرويَ أبو عاصم النّبيل، عن داود بن أبي هند ؛ فهو بلديُّه و قد أدركه (***).
    لكن لم تطمئنْ نفسي للجزم بأنه المقصود في هذا السّند ، لأمور:
    أولاً: لو رواه أبو عاصم؛ وهو حافظ كبير،كثير الحديث، والشيوخ .. وحديثه مما يُجمع و يُخرّج؛ لجودته و صحته ، فكيف يفوت الناس حديثه هذا و ينفرد به ابن سنان ومن بعده الطبري ..
    ثانياً: لو رواه أبو عاصم النّبيل لرواه موافقا للجماعة الثّقات الذين رووه عن داود عن شهر مرسلا ، ولما وسعه مخالفتهم فهو من بابتهم بل إنه لا يقارن بهم؟
    ثالثاً: لو رواه أبو عاصم عن داود على هذا الوجه، لما غفل النّقاد الذين ذكروا أوجه الخلاف من ذكر اسمه فيه، و لكان لهم معه فيما رجّحوه، شأناً آخرا.
    رابعاً: لو رواه أبو عاصم ..فأين حديثه الآخر عن داود بن أبي هند - وهو المكثر كما تقدم- وداود ما أوثقه و أجوده وما أكثر حديثه أيضا ..ألا يجيء عن أبي عاصم عنه إلا مثل هذا الحديث المختلف فيه ..
    خامسا: أبو عاصم اسمه الضحاك بن مخلد ورسمه يبعد جدا أن يلتبس برسم عبيد الله بن عامر المذكور في هذا السند؛ حتى يصحفه النساخ و يشتبه عليهم به .
    كل هذه القرائن مفترقة و مجتمعة؛ نغصّت على قلبي ما ارتاح إليه أولا.. وأحالت على عقلي ما جوّزه من رواية أبي عاصم عن داود للبلدية والمعاصرة فإنما هو جواز عقلي تأبي مثل هذه القرائن التي احتفت به أن يخرج للواقع.

    ______
    (*) انظر ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ، وابن حبان:الثقات ، والمزي: تهذيب الكمال
    (**) في "مسند عليّ " : ص64/رقم (130) ، ص179/رقم (282) ، ص218/رقم (353) ، ص249/رقم (388) ، وفي "مسند ابن عباس"؛ السّفر الأول: ص177/رقم (279) ، ص252/رقم (417) ، ص534/رقم (844). السّفر الثاني: ص728/رقم (1101)، وفي كل هذه المواضع، يحدّث عن شيخه عن أبي عاصم؛ يكنيه.
    وفي "تفسيره"-ط.التركي: ج1/145 ، 392 ، 541 - ج4/350 - ج5/399 ، 611 - ج7/29 - ج13/509 - ج15/647 - ج16/6 - ج19/594 - ج22/100 - 632 - ج23/384 ، 599 – ج24/118،431 ، 559 ، 562 ، 569
    (***) داود بن أبي هند بصري و قد توفي في سنة 139، أو في التي تلتها، و أبو عاصم بصري و قد ولد في سنة 121، أو في التي تلتها .
    وللحديث بقية

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث رجاء

    ومما يدلّ على أنَّ حديثَ هذا الرّاوي بهذا الإسنادِ، واللّفظ (= الوجه السابع) ؛ حديثٌ خطأٌ؛ لمْ يحدّثْ بهِ أبُو هريرةَ عن النّبي ، ولاَ حدّثَ بهِ شهرٌ عنهُ، و لاَ رواهُ داودُ عن شهرٍ =
    ما رواهُ مَعْمَرٌ، عنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهِ، عنْ أبي هريرةَ قالَ: " سمَّى النبيُّ الحرَبَ خُِدعةً "، وفي لفظٍ:"الحربُ خُِدعةٌ".

    و ليسَ هوَ مختصرٌ لحديثِ شهرٍ، المتضمِّنِ للمعاني الثّلاثةِ التي يُرخّصُ فيها الكذبُ، بلْ هوَ حديثٌ آخر، لهُ قصّةٌ أخرى، غيرَ القصّةِ الواردةِ في حديثِ شهرٍ؛ فقد رواهُ البخاريُّ مطوّلاً برقم (3027-3028) ثم رواه مختصرا برقم (3029). ولفظ المطوّل: قال النّبيُّ صلى الله عليه وسلم :"هلك كسرى ثم لا يكون كسرى بعده، وقيصرٌ ليهلكنَّ، ثم لا يكون قيصر بعده، ولتقسمنَّ كنوزهما في سبيل الله.وسمّى الحربَ خدعةً ".
    وكذلك رواه أحمد في المسند برقم(8097) مختصراً، دونَ ذكرِ كسرى، وقيصر، ثم رواه مطوَّلاً، لكن فرّقه برقم (8127) و(8130م)، وهو ضمن صحيفة همّام بن منبه رقم(29) غير مفرق. ورواه مسلم في "صحيحه"(1740) مختصرا ، والبيهقيُّ في "سننه"(18453) مختصرا.

    وقدْ ثبتَ عن النَّبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قوله: "الحربُ خدعةٌ" في حوادث أخر، من غير وجهٍ ..نأتي على ذكرِها في فصلِ: "الشَّواهدِ"، إنْ كانَ في الوقتِ فُسْحةٌ، وفي العُمُرِ بقيّةٌ. وفقّنا اللهُ و أعاننَا على إتمامِ ما بدأنا فيه.
    و بعدْ أن أتينا على الوجوه السّبعة التي رُوي بها هذا الحديث، نعقبه إن شاء الله تعالى بفصلٍ في:
    تفسير علته، وبيان الرّاجح من اختلاف وجوهه
    والحمدُ لله الذي بنعمته تتمُّ الصّالحات.

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث (يا أيها الناس ما يحملكم أن تتابعوا على الكذب كتتابع الفراش في الن

    تفسير علته، وبيان الرّاجح من اختلاف وجوهه

    هذا الحديثُ يرجعُ إلى شهرٍ بْنِ حوشبٍ، و هو على ضَعْفِهِ، وكثرةِ اضْطِرابِه في الحديث، لا يبلغُ إلى أنْ يَضْطَرِبَ فيهِ على الوجوهِ الخمسةِ المرويّةِ عنهُ في هذا الحديث..
    فلا يُقالُ أنْ شهراً اضطربَ في حديثِهِ هذا:

    - فمرّةً يرويهِ عنْ أسماءَ بنتِ يزيدٍ.
    - ومرّةً عن الزبرقان عن النّوّاس.
    - ومرّة عن النواس دون ذكر الزبرقان.

    - و مرَّةً عن أبي هريرة.
    - و مرَّةً لا يُسمّي من حدّثه ويرسله عن النبي ..



    لأنّ شهراً وإنْ اختُلِفَ عنهُ .. لكنْ قدْ اختُلِفَ عَمَّنْ رواهُ عنْ شهرٍ .. واخْتُلِفَ عَمَّنْ رواهُ عَمَّنْ رواهُ عَنْ شَهْرٍ أيضاً. وهكذا بلغَ الاختلافُ إلى هذهِ الوجوهِ المذكورةِ.

    فلمّا نَظَرْنَا في الْمُخْتَلِفِين َ عَنْ شَهْرٍ، وَجَدْنَاهُمْ رَجُلَيْنِ مِنَ الثِّقَاتِ؛ يُحْتَجُّ بحديثِ كُلِّ واحدٍ مِنْهُمَا على حِدَا، ولم يُعْرَفَا أنهما يَضْطَرِبَانِ في أَحَادِيثِهِمَا .. لكن يتفاوتان فيما بينهما في الضّبطِ و الحفظ والاتقان:

    أحدُهما: ابنُ خثيمٍِ ؛ فَنَظَرْنَا في رِوَايَتِهِ فَوَجَدْناَ المحفوظَ عنهُ هُوَ: مَا رَوَاهُ الجمَاعَةُ عَنْهُ:(داودُ بن عبد الرحمن ، و سفيانُ الثوري ، و أبو خيثمة زهير بن معاوية، و إسماعيل بن عياش، و عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، ويَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِي ، والْفَضْلُ بْنُ الْعَلاءِ).رووه عنه عن شهر عن أسماء عن النبي .
    وقد تابعه ابن أبي حسين، وليث بن أبي سليم.فروياه عن شهر عن أسماء مما يدل على أنه محفوظ عن شهر.
    وخالفهم عبدُ اللهِ بْنُ واقدٍ أبو رجاء الهرويُّ، فرواهُ عنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عنْ أبي الطُّفيل عامر بن واثلة. وهو غريبٌ منْ حديثِ أبي الطّفيل تَفَرَّدَ بِهِ أبُو رَجَاءٍ –كما قال الدَّارَقُطْنِي ُّ-

    والآخر: ابنُ أبي هندٍ؛ فنظرنا في روايته وفي اختلاف الرواة عنه؛ فوجدنا المحفوظ عنه هو ما رواه الثّقات عنه:(ابن أبي زائدة، وعباد بن العوام، وأبو معاوية الضرير، وعبد الأعلى السّامي، ومعتمر بن سليمان)؛ رووه عنه عن شهر، مرسلاً.
    أمَّا مَنْ رواهُ عنه، فأسندهُ؛ فلم يصنعْ شيئاً.

    فعادَ الحديثُ إلى شهرٍ على وجهين اثنين:

    - ابن خثيم عن شهر عن أسماء مسنداً
    - وداود بن أبي هند عن شهر عن النبي مرسلاً .

    ولله در الإمام التّرمذي ما أفقهه في العلل ؛ فإنه لما ذكره من رواية ابن خثيم عن أسماء، أَتْبَعَهُ برواية داود بن أبي هند المرسلة؛ كأنه-ررر- يشيرُ إلى: أنَّ الحديثَ قديمٌ عن شهرٍ على الوجهين، وما جاء عنه من الوجوه الأخرى لا تثبتُ عنه، وإنما هي من اختلاف الرواة بعده وأخطائهم عليه.. فنصبَ الخلافَ بينَ ابن خثيم، وداود بن أبي هند ، واستغرب حديثَ ابن خثيمٍ لتفرّده عنده عن شهر.
    أمّا منْ ذكرَ الوجوهَ الأخرى؛كأبي زرعة، وابن عدي، فإنما ذكروها لبيان اختلاف الرواة في إسناد الحديث، وكيفية وصوله إليهم.. و لا يُستفاد منه أن شهراً كان يضطربُ فيه على كل تلك الوجوه..
    ألا ترى قول أبي زرعة : "حديث المعتمر أصح" فهو إنما كان يرجح بين الوجوه المختلفة عن داود ، ولا ذِكر لحديث ابن خثيم في المسألة.
    وعند الترجيح بين رواية ابن خثيم، وداود؛ تترجحُ رواية داود المرسلة، لزيادة ضبطه وحفظه..

    وهو ما سيأتي في المرة القادمة

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,491

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث (يا أيها الناس ما يحملكم أن تتابعوا على الكذب كتتابع الفراش في الن

    جزاك الله خيرا أبا عبد الإله وزاد توفيقا وسداد
    كنت قد خرجت في ملتقى أهل الحديث رواية شهر عن أسماء تحت هذا الرابط فلك أن تنظر فيها
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=53567
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=206134

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,491

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث رجاء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    الوجه الأول: من حديث ابن خثيم عن شهر عن أسماء بنت يزيد الأنصارية مسنداً

    قال الترمذي في "جامعه" بعد أن خرّج حديثَها من طريق سفيان الثوري عن ابن خُثَيْم عن شهر بن حوشب عنها:( ، لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ خُثَيْمٍ ) ا.هـ
    قلتُ: وجدتُ حديثَ أسماء يرويه غيرُ ابن خثيم عن شهر .. لكنْ الهيبةَ من الترمذي، و قصور فهمي لعبارات القوم، وتصرفاتهم.. تمنعاني من التبجح بتعقبه ، بأبي هو، وأمي :

    * وليث بن أبي سليم -من الضعفاء-؛ رواه عنه سفيان الثوري: أخرجه الطّبري في تهذيب الآثار رقم (209)-بإسناد جيّد عنه-
    حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُقْبَةَ السُّوَائِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ شَهْرٍ ، عَنْ أَسْمَاءَ
    قلت : رواية ليث وجه اختلف فيه على سفيان وليس بالمحفوظ فيذكر فيمن رواه عن ابن خثيم على الوجه الذي أشرت إليه وكنت قلت في تخريجي لهذا الحديث :
    فهؤلاء سبعة الزبيري وقبيصة ومحمد بن عبد الله والفريابي وعباد بن موسى وعبد الرزاق رووه عن سفيان الثوري عن ابن خثيم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد


    وخالف هؤلاء سفيان بن عقبة فرواه عن سفيان الثوري عن ليث عن شهر عن أسماء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار ثنا أبو كريب محمد بن العلاء ثنا سفيان بن عقبة السوائي عن سفيان الثوري به

    سفيان بن عقبة السوائي لا بأس به غير أن رواية الجماعة عن سفيان أصح فإنهم أثبت منه في سفيان وأكثر

    ورواه يحيى بن خليف بن عقبة عن سفيان الثوري عن طلحة بن يحيى بن طلحة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار
    وأخرجه ابن عدي في الكامل نا عمر بن سنان قالا ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا يحيى بن خليف بن عقبة عن سفيان به

    وهذا إسناد منكر
    قال ابن عدي : وهذا الحدديث غريب من حديث الثوري ولا أعلم يرويه عن الثوري إلا يحيى بن خليف وعن يحيى إبراهيم بن سعيد.

    وذكر ابن عدي أيضا هذا الحديث في مناكير يحيى وقال وهذا الحديث عن الثوري بهذا الإسناد غير محفوظ فلا أعلم يرويه عن الثوري غير يحيى بن خليف

    وقال ابن عدي في ختام ترجمته : يحيى بن خليف له أحاديث غير هذا والمنكر في حديثه حديث الثوري عن طلحة بن يحيى

    فالمحفوظ ما رواه الجماعة عن سفيان الثوري عن ابن خثيم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,491

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث رجاء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة

    ملاحظة:
    هذا "الجزء" للسري بن يحي، وهو ابنُ أخي هناد بن السري، صاحب "كتاب الزهد".. لم أقف عليه إلا بواسطة "موسوعة الحديث". و سمعت بجزء مطبوع بعنوان: "من حديث الإمام سفيان الثوري، رواية السري بن يحيى، ورواية محمد بن يوسف الفريابي.ويليه :سنن أبي بكر الأثرم" ، تحقيق د. عامر صبري، دار البشائر.سنة 1425هـ ، فهل هو هو ؟ أفيدونا بارك الله فيكم.

    نعم بارك الله فيك هو هو وقد بيع عندنا في المعرض مذ أعوام قليلة ولي منه نسخة بحمد الله تعالى

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,491

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث رجاء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    وقد تابع ابنَ خثيم ابنُ أبي حسين -في رواية عنه -، وليث، و تقدم تخريج روايتهما في صدر الكلام.

    القول فيه ما تقدم

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث (يا أيها الناس ما يحملكم أن تتابعوا على الكذب كتتابع الفراش في الن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدلان الجزائري مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا أبا عبد الإله وزاد توفيقا وسداد
    كنت قد خرجت في ملتقى أهل الحديث رواية شهر عن أسماء تحت هذا الرابط فلك أن تنظر فيها
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=53567
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=206134
    بارك الله فيك وغفر الله لك، أخي أبا صهيب الجزائري
    قرأت تخريجك الآن !! ..فسبّحتُ وكبّرتُ
    فما فعلتُه أنا هنا مع الأخ السّائل عن هذا الحديث..
    إلا كمن سُئل أين أذنك ؟؟ فأدار يده اليمنى على رأسه، وأمسك بأذنِه اليسرى
    لو اطلعت على تخريجك قبل أن أكتبَ ما كتبتُ ..ما سطرت هنا كلمة ولأحلت السائل عليه.
    و هي حوالة على مليء يجب أن تتبع.
    بارك الله فيك و كثر من أمثالك.
    هذا.. ولما لم يبق على إتمام تخريجي الشيء الكثير ..فأستأذنك في إتمامه، مع ضمّ زوائد تخريجك إليه و تصويب بعض الأخطاء و الأوهام التي وقعت لي أثناءه ..
    و أحب أيضا إن خالفتك في شيء منه أن نتناقش فيه، لتبين لي وجه الصواب فيه فأرجع إليه

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث (يا أيها الناس ما يحملكم أن تتابعوا على الكذب كتتابع الفراش في الن

    نعم ..نعم .. أبا صهيب
    هو كما تفضلت الصواب عن الثوري هو ما رواه الجماعة عنه ..
    فرواية الليث خطأ ولا نعدّها متابعة لابن خثيم ..
    بارك الله فيك ..واصل أخي العزيز رفع الله قدرك ومتعنا بحياتك.

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,491

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث (يا أيها الناس ما يحملكم أن تتابعوا على الكذب كتتابع الفراش في الن

    سددك الله أخي الكريم سبحان الله تعجبت لما قرأت تخريجي للحديث عقب قراءة تخريجك فالأمر بينهما قريب جدا كأنما يصدران عن كاتب واحد فالحمد لله
    وقد وقع لي بعض الفوات في التخريج ذكر بعضه أخونا الكريم محمد بن عبد الله ورأيت بعضه في تخريجك أيضا فبارك الله فيكما جميعا وقد وقع لي أخيرا بوسطة تتبعي للكتب في النت كتب حديثية كثيرة لو تتبعتها لربما وقفت أيضا على شيء ذي بال فاللهم سدد وبارك وأعن

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,491

    افتراضي رد: طلب تخريج حديث رجاء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    جاء أبو عاصم عبيدُ الله بن عامر للحديث، وجعله من مسند أبي هريرة ؛ فرواه عن داود عن شهر عن أبي هريرة عن النبي .. مُخالفاً هؤلاء الجُلّة الذين أرسلوه ، ومُخالفا مسلمةَ بن علقمة صاحب مسجد داود بن أبي هند الذي جعله من مسند النواس، ومخالفا ابن خثيم الذي رواه عن شهر عن أسماء = وهو
    الوجه السّابع في هذا الحديث

    رواه عن أبي عاصم؛ أبو الحسن محمد بن سنان القزّاز:

    * أخرجه عنه الطّبري في "تهذيب الآثار"- مسند عليّ بن أبي طالب- ص128/رقم (211) :
    حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَناَ عُبَيْدُ اللهِ بْنِ عَامِرٍ أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ شَهْرٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَبِيِّ ، قَالَ: "كُلُّ كَذِبٍ مَكْتُوبٌ عَلىَ صَاحِبِهِ لاَ مَحَالَةَ ، إِلاَّ أَنْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ يُصْلِحُ بَيْنَهُمَا ، وَرَجُلٌ يَعِدُ اِمْرَأَتَهُ ، وَرَجُلٌ يَكْذِبُ فيِ الحَرْبِ، وَالحَرْبُ خُِدْعَةٌ."

    قال محمود شاكر رحمة الله عليه في "تعليقه على التهذيب":
    "عبيد الله بن عامر، أبو عاصم الرّاوي عن داود بن أبي هند ، لم أعرفه. ولم أجدْ خبرَ شهرٍ عن أبي هريرة" .انتهى

    قلتُ: ذكرَ هذا الوجهِ ابنُ عديِّ في "الكامل".. لم يذكرْهُ غيرُه، وقد تقدّم نقلَ كلامِه بتمامِهِ في بدايةِ هذا التّخريج، مع كلام غيره من النُّقاد.
    وشيخُ الطّبري: محمّد بن سنان القزّاز، أبو بكر البصري، نزيل بغداد، هو:
    أخو يزيد بن سنان،أبي خالد القزّاز.. ذكرهُ المزيُّ في "تهذيبه" للتمييز.
    كذّبه أبو داود، وابن خراش، وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وكان الدّارقطني حسن الرأي فيه؛ قال الحاكم أبو عبد الله عن أبي الحسن الدارقطني: "محمّد بن سنان؛ أصله من البصرة، سكن بغداد، لابأس به." أمّا معاصره؛ الحافظ أبو العباس بن عقدة فقال: "في أمره نظر،سمعتُ عبد الرحمن بن يوسف يذكره، فقال: ليس عندي بثقة."اهـ
    وإنما تكلموا فيه من أجل حديث واحد و الحق أنه لابأس به كما قال الدّارقطني..انظر كلام ابن حبان فيه فهو مهم في بابه.
    أمّا شيخُ شيخِه: عبيدُ الله بن عامر أبو عاصم !! هكذا في المطبوع..فقد جففّ - غفر الله له لمن نسخه هكذا- ماءَ عيني وقوس عمود ظهري ..ولقد سهرت معه 3 ليالي أمام جهازي (=مكتبتي الرقمية) لا أبرحه إلا مع آذان الفجر الأول ..
    نعم ..شيخُ الطّبري ؛ محمّد بن سنان القزاز، ذكروا في ترجمته روايته عن أبي عاصم النّبيل ؛ الضحّاك بن مخلد (*). وقد وقع للطبري في "تهذيبه"، و"تفسيره" آثارٌ بهذه التّرجمة (**) ، لكن ما أبعد الشبه بين الاسمين في رسم حروفهما، فلا يعقل أن يتصحّف "الضحاك بن مخلد" إلى "عبيد الله بن عامر" ؟!فكيف أُقحم هذا الاسم مع هذه الكنية هنا.. فهل انتقل نظر النّاسخ فكتبه هنا أم ماذا ؟؟
    وأبو عاصم النّبيل ؛ لم يذكر المزّي في شيوخه: داود بن أبي هند ، ولم يذكر كذلك في الرواة عن داود: أبا عاصم ..لكن -كما هو معلوم- الحافظ المزيَّ لم يقصدْ بصنيعه في الترجمة: استيعابَ جميع من روى عنهم صاحب الترجمة، واستيفاءَ كلِّ من رووا عنه ؛ فإنّ الإحاطةَ بذلكِ متعذرةٌ، ولا سبيل إليها، وكم استدرك عليه الحافظُ مُغلطاي في "إكماله"..
    وجهدتُ أنْ أجدَ لأبي عاصم النّبيل روايةً عن داود بن أبي هند، لكني لم أفلح .. ولا يبعد أن يرويَ أبو عاصم النّبيل، عن داود بن أبي هند ؛ فهو بلديُّه و قد أدركه (***).
    لكن لم تطمئنْ نفسي للجزم بأنه المقصود في هذا السّند ، لأمور:
    أولاً: لو رواه أبو عاصم؛ وهو حافظ كبير،كثير الحديث، والشيوخ .. وحديثه مما يُجمع و يُخرّج؛ لجودته و صحته ، فكيف يفوت الناس حديثه هذا و ينفرد به ابن سنان ومن بعده الطبري ..
    ثانياً: لو رواه أبو عاصم النّبيل لرواه موافقا للجماعة الثّقات الذين رووه عن داود عن شهر مرسلا ، ولما وسعه مخالفتهم فهو من بابتهم بل إنه لا يقارن بهم؟
    ثالثاً: لو رواه أبو عاصم عن داود على هذا الوجه، لما غفل النّقاد الذين ذكروا أوجه الخلاف من ذكر اسمه فيه، و لكان لهم معه فيما رجّحوه، شأناً آخرا.
    رابعاً: لو رواه أبو عاصم ..فأين حديثه الآخر عن داود بن أبي هند - وهو المكثر كما تقدم- وداود ما أوثقه و أجوده وما أكثر حديثه أيضا ..ألا يجيء عن أبي عاصم عنه إلا مثل هذا الحديث المختلف فيه ..
    خامسا: أبو عاصم اسمه الضحاك بن مخلد ورسمه يبعد جدا أن يلتبس برسم عبيد الله بن عامر المذكور في هذا السند؛ حتى يصحفه النساخ و يشتبه عليهم به .
    كل هذه القرائن مفترقة و مجتمعة؛ نغصّت على قلبي ما ارتاح إليه أولا.. وأحالت على عقلي ما جوّزه من رواية أبي عاصم عن داود للبلدية والمعاصرة فإنما هو جواز عقلي تأبي مثل هذه القرائن التي احتفت به أن يخرج للواقع.

    ______
    (*) انظر ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ، وابن حبان:الثقات ، والمزي: تهذيب الكمال
    (**) في "مسند عليّ " : ص64/رقم (130) ، ص179/رقم (282) ، ص218/رقم (353) ، ص249/رقم (388) ، وفي "مسند ابن عباس"؛ السّفر الأول: ص177/رقم (279) ، ص252/رقم (417) ، ص534/رقم (844). السّفر الثاني: ص728/رقم (1101)، وفي كل هذه المواضع، يحدّث عن شيخه عن أبي عاصم؛ يكنيه.
    وفي "تفسيره"-ط.التركي: ج1/145 ، 392 ، 541 - ج4/350 - ج5/399 ، 611 - ج7/29 - ج13/509 - ج15/647 - ج16/6 - ج19/594 - ج22/100 - 632 - ج23/384 ، 599 – ج24/118،431 ، 559 ، 562 ، 569
    (***) داود بن أبي هند بصري و قد توفي في سنة 139، أو في التي تلتها، و أبو عاصم بصري و قد ولد في سنة 121، أو في التي تلتها .
    وللحديث بقية
    قلت : ورواه عبيد الله بن تمام عن داود بن أبي هند عن شهر عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مختصرا
    أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار
    وأخرجه ابن سمعون في أماليه ثنا محمد بن جعفر قالا ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا عبيد الله بن تمام عن داود به

    وهذا إسناد منكر
    عبيد الله بن تمام هو السلمي أبو عاصم واهي الحديث له مناكير عن داود وهذا منها

    تنبيهان نبيهان :
    1/ تصحف اسم أبي عبيد الله تمام في تهذيب الآثار إلى عامر
    2/ قال محققو المسند طبعة الرسالة في تخريج الحديث : ورواه أبو عاصم (غير مسمى) فيما أخرجه الطبري (211) ...


    أقول : بل هو مسمى فيه عبيد الله بن عامر ؟

    تنبيه : ما أهم كتب الحديث لطالب هذا العلم فرب كتاب كأمالي ابن سمعون يكفيك جهد أيام فقد قال أخي الكريم أبو عبد الإله " أمّا شيخُ شيخِه: عبيدُ الله بن عامر أبو عاصم !! هكذا في المطبوع..فقد جففّ - غفر الله له لمن نسخه هكذا- ماءَ عيني وقوس عمود ظهري ..ولقد سهرت معه 3 ليالي أمام جهازي (=مكتبتي الرقمية) لا أبرحه إلا مع آذان الفجر الأول ..
    لله درك أخي الكريم بارك الله لك في هذا الجهد وكتب لك الأجر على قدر نصبك وزادك من واسع فضله إنه بر كريم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •