حتى الآن لم أرَ المحمل الآخر الذي زعمت وجوده!
أما عن التشنج الذي أراه ولم تره، فأقول لك أخي الفاضل: إنك لن تراه ولن تشمه!
أتدري لماذا؟
لأنك جعلت بينك وبينه حاجزاً، ألا وهو حمل كلام الشيخ البراك على أحسن المحامل، وهذا الحاجز جميل، ولكن الخطأ كل الخطأ: في اتخاذه في كل الأحوال؛ وهذا خلاف الأصل، فالأصل أن يقال للمصيب أصبت وللمخطيء أخطئت، ولا يتم إعمال هذا الحاجز إلا عند الحاجة، وبالتالي فهو الفرع لا الأصل، ولا يتم إعماله إلا إذا كان للكلام
أكثر من محمل.
عجيب!! حتى الآن لم أبرز ما يدلل على وجود اللغة التسلطية في رد الشيخ البراك!!
لعلي أعيدك إلى الرد رقم (5) من غير أمرٍ عليك.
وسأعود لأورد لك اللغة التسلطية التي هي أوضح من الشمس، وهي في قول الشيخ:
وتنشروا ذلك في الأسبوعين القادمين بلغة واضحة ورجوع صريح.
فهل هذه العبارة تصدر في سياق رد أو نقاش أو حوار أو تعقيب علمي!
ثم العبارة التي في العنوان والتي حاولت أن تعتذر للشيخ البراك عنها، بأحد أمرين:
1- أن العناوين غالباً ما تكون من تصرفات المحررين، وليس للشيخ البراك بها علاقة!
فإني وإن وافقتك في الأولى، إلا أني أخالفك في الثانية، وأنا وإن أبرزت لفظ العنوان؛ فإني قبل ذلك رجعت ونظرت فيها هل هي موجودة في كلام الشيخ البراك أم لا، ولما رأيتها بلفظه وبنفس المعنى، لم أبال هل أُدْرِج لفظ العنوان أم لفظ الشيخ، فكلاهما يرمي إلى هدف واحد.
2- أنها من لفظ ابن عقيل الظاهري، وبالتالي فلا تثريب على الشيخ البراك أن يصفه بها!
وهذه مع كل الود والتقدير لا تصلح للإعتذار للشيخ البراك، وذلك من جهتين:
أ- أن كلام الظاهري عن نفسه وإظهاره لنواقصها، ينبغي حمله على قصد التواضع وإظهار الضعف لله، وأما الضعف الفكري الذي وصف به نفسه-وهو محل النقاش-؛ فإن محمله واضحٌ جداً
ألا وهو عدم القدرة على التحليل والنقاش بنفس العمق والقوة التي كان يتمتع بها، ولا يصح حمله على التخريف والتخليط الذين يجعلان الظاهري لا يعرف عقيدته الصحيحة التي يدين الله بها!
ب- أنه لا يستقيم ذوقاً ولا أخلاقاً أن يستغل الراد صفة نقصٍ يعلمها في المردود عليه؛ ويجعلها هي السبب في أخطاءه وتخليطه، خصوصاً وإن كانت تلك الأقوال قديمة ومعروفة، وقال بها غير واحد من العلماء الذين لم يقروا بضعف قواهم الفكرية.
أما عن المواقف السابقة أو الصور النمطية فهذه لا أدري ما موقعها من الإعراب هنا! ولماذا حين ينتقد الواحد خطأ ما؛ فإنه يُتهم مباشرة بأنه كذلك! وبأنه لا يحق له النقد أو التعبير عن رأيه في ما يرى أنه خطأ؛ لأنه مجرد معرف شبكي لاقيمة له!
أخي الفاضل: أرجو التجرد، والمناقشة وفق المعطيات الموجودة، دون محاولة إيغار الصدور على صاحب المعرف الشبكي (تأبط خيراً)، وقبل أن أختم هذه النقطة وحتى ترتاح: فإني والله أقدر الشيخ الفاضل عبدالرحمن البراك، وأقدر الشيخ الفاضل ابن عقيل الظاهري، وهما عندي سواء في المنزلة والمكانة، مع التأكيد على أن كلاً يؤخذ من قوله ويرد، إلا محمد بن عبدالله
.
أخيراً: سردت لي تسلسل الأحداث التي سبقت رد الشيخ البراك، والتي تريد من خلالها إثبات إلتزام الشيخ البراك بأدب الرد العلمي، وأن أقرّ بها كلها، وطريقة الشيخ الإجمالية جميلة جداً، وهي الطريقة اللائقة به وبمكانته وعلمه، ولكن أنا يا أخي الفاضل مستحضر لهذا التسلسل، ولم أعارضه، ولكني عارضت أمرين لا ثالث لهما:
(1-اللغة التسلطية في في قول الشيخ :(وتنشروا ذلك في الأسبوعين القادمين بلغة واضحة ورجوع صريح).
2- جعل سبب خطأ ابن عقيل هو ضعف القوى الفكرية!)
لم أنعى على الشيخ البراك عدم محاججة الشيخ الظاهري بالحجة والبرهان والدليل، وإنما قلت بالتحديد: (وكان أحرى بالشيخ البراك أن يرد على قول الظاهري، ويبيّن خطأه، دون أن يملي عليه تلك الأوامر)، وكلامي واضح في أني استنكر الأوامر التي أصدرها الشيخ البراك للشيخ ابن عقيل فقط، فللشيخ البراك الحق في الأولى -وهي ما فعلها-، دون الثانية -وهي ما فعلها أيضاً-؛ وبالتالي فموقفي واضح جداً، فلم أتردد أو أتراجع، فادرِ.
تحيتي ومودتي