تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: أين الله ؟؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    30

    افتراضي أين الله ؟؟

    السلام عليكم ورحمة الله

    رأيت في المنتدى هذه الأيام عدد من الأعضاء يتحدث عن صفات الله ومنها صفة العلو أي بأن الله موجود في السماء !!!!

    أنا أعارض هذا وأقول: إن الله لا يحده زمان ولا يحويه مكان

    هل بإمكان أحد الإخوة الدخول معي في حوار على هذه الصفحة في هذا الشأن ليتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود ؟؟

    فالمسألة أثقل من الجبال ولابد لنا من البحث عن الحقيقة

    أي أخ بإمكانه الحوار معي فليتفضل .. فإما أقنعه بما أعتقد وإما يقنعني بما يعتقد

    والسلام عليكم ورحمة الله

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    72

    افتراضي رد: أين الله ؟؟

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    تفضل وهات ما عندك , وهذا الذي أعتقده .

    الله تبارك وتعالى مستوٍ على عرشه في السماء السابعة إستواءًا يليق بعظمته .

    قال تعالى : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطّيّبُ وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ )
    و قال : (أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ )

    وفي السنة النبوية :

    عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال : كانت لي جارية ترعى غنماً لي قِبَـلَ أحد و الجوانية ، فاطّـلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها ، و أنا رجل من بنى آدم آسف كما يأسفون ، لكني صككتها صكّـة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظّم ذلك عليّ . قلت : يا رسول الله أفلا أعتقها ؟
    قال : ائتني بها .
    فأتيته بها فقال لها : أين الله ؟
    قالت : في السماء .
    قال : من أنا ؟
    قالت : أنت رسول الله .
    قال : أعتقها ، فإنها مؤمنة . رواه مسلم .

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها, فتأبي عليه, إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها, حتى يرضى عنها ) رواه مسلم



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    الجزائر...بلد الإسلام والمسلمين
    المشاركات
    439

    افتراضي رد: أين الله ؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته................ .

    حديث الجارية : ( أين الله !؟ ) : هل هو جواب عن فرضية مكان أو فرضية مكانة !؟ المحرر : عبد الله بن زيد الخالدي - التاريخ : 2009-06-19 22:44:31 - مشاهدة ( 5760 ) فضيلة العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني : إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله . أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثةٍ بدعة ، وكل بدعةٍ ضلالة ، وكل ضلالةٍ في النار .
    إن الجواب ليس عن سؤال مكانة ولا عن مكان . أما أنه ليس سؤالاً عن المكانة ؛ فلأن مكانة الله المعنوية معروفة لدى كل المسلمين بل حتى الكافرين . وأما أنه ليس سؤالاً عن المكان فذلك ؛ لأن الله - عز وجل - ليس له مكان .
    وفي الواقع أنا أشعر أن هذا السؤال من أخ مسلم يعتبر محاضرة ، والسبب أنكم لا تسمعون هذه المحاضرات ، وإنما تسمعون محاضرات في السياسة والاقتصاد ، لدرجة أن كثيرًا منكم ملَّ من تكرارها ، أما محاضرات في صميم التوحيد ، كالمحاضرة التي ستسمعونها - الآن - ، مع أني مضطر إلى أن أختصر في الكلام ؛ لأنه حان وقت الانصراف ، لكن لابد مما لابد منه ، فهذا السؤال يحتاج إلى محاضرة ، لكن نقول : إن الله منزه عن المكان باتفاق جميع علماء الإسلام ، لماذا !؟
    لأن الله كان ولا شيء معه ، وهذا معروف في الحديث الذي في " صحيح البخاري " عن عمران بن حصين : ( كان الله ولا شيء معه ) ، ولا شك أن المكان هو شيء ، أي : هو شيء وجد بعد أن لم يكن ، وإذا قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( كان الله ولا شيء معه ) . معناه : كان ولا مكان له ؛ لأنه هو الغني عن العالمين ، هذه الحقيقة متفق عليها .
    لكن مع الأسف الشديد ، من جملة الانحرافات التي أصابت المسلمين ، بسبب بُعدهم عن هدي الكتاب والسنة في العقيدة في ذات الله - عز وجل - ، لو سألت - اليوم - جماهير المسلمين في كل بلاد الإسلام ، علماءً وطلاب علم وعامة ، إذا سألتهم هذا السؤال النبوي : أين الله !؟ ستجد أن المسلمين مختلفون أشد الاختلاف في الجواب عن هذا السؤال ، منهم من يكاد يتفتق غيظًا وغضبًا بمجرد أن طرق سمعه هذا السؤال ، ويقول : أعوذ بالله ما هذا السؤال !؟
    نقول له : رويدًا يا أخي ! هذا السؤال هل تعلم أول من قاله ؟ يقول : لا ما سمعنا به إلا الآن ، فنفتح له " صحيح مسلم " ونقول له : هذا " صحيح مسلم " ، الكتاب الثاني بعد " صحيح البخاري " ، والثالث بعد القرآن ؛ لأن أصح كتاب هو القرآن ، ثم " صحيح البخاري " ، ثم " صحيح مسلم " ، وهو الذي روى هذا الحديث : أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال للجارية يمتحنها : ( أين الله !؟ قالت : في السماء ، قال لها : من أنا !؟ قالت : أنت رسول الله ، فقال لسيدها : أعتقها فإنها مؤمنة ) ، يسمع الحديث وكأنه ليس عايشًا في بلاد الإسلام ، بل ليس عايشًا في بلاد العلم ، أو يمكن لم يمسك " صحيح مسلم " في زمانه مطلقًا ، هذا قسم من الناس ، بل من أهل العلم من لم يسمع هذا السؤال قط !
    أي : ما طرق سمعه هذا الحديث ، ولسان حاله يقول : أيعقل أن هناك أناسًا يقولون : أين الله !؟ ما هذا السؤال !؟ هل يجوز لأحد أن يسأل أين الله !؟ لا أعرف !! ما رأيك ؟! ويأخذ البحث مجراه فتقول له : أنت تؤمن بوجود الله !؟ سوف يقول : نعم ، نقول له : أكيد أن الله موجود !؟ فيجيب : نعم ، إذًا أين هو !؟ فيفكر ولا يستطيع الجواب !
    إن أقدس المقدسات هو الله ، فإذا سألته : أين هو !؟ فلا يعرف ، وهو مسلم ، ما معنى مسلم إذًا ؟ نعم هو مسلم ، وهذا أمر جميل ، لكن هل هو حقيقة أم لا ؟ ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾ . [ الأعراف : 187 ] . لا يعلم هذا أن الله يقول : ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ . أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ﴾ . [ الملك : 16 - 17 ] . كأنه ما قرأ هذه الآية أبدًا ، ويمكن أنه قرأها أكثر مني ، لماذا !؟ لأن هناك أناسًا متعبدين ، ربما يختم أحدهم القرآن في كل ليلة ، أو في كل ليلتين على خلاف السنة ، أما نحن فالواحد منا قد يختم ختمة واحدة في السنة ؛ لأن الله فتح له بابًا في العلم ، أما ذاك المخالف للسنة فهو يقرأ كثيرًا ، لكن هل فهم ما قرأ ؟ لا ، إذًا : ربنا عندما يقول له في القرآن : ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ . [ محمد : 24 ] . معنى ذلك أنه من القسم الثاني ﴿ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ .
    ثم إنَّا نذكره بحديث فنقول له : يا أخي ! هذا الحديث تعرفونه جميعًا لا ننفرد وحدنا بمعرفته ، هذا الحديث يقول : ( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) . هذا حديث بالتعبير العصري : حديث شعبي ، أي : كل الناس يعرفون هذا الحديث . إذًا ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) من هو الذي في السماء !؟ هل المقصود به غير الله ؟ لا ، إذًا : لماذا تستنكر السؤال : أين الله !؟ وأنت تقر بهذا الحديث ، أنا سألتك : هل الله موجود !؟ فقلت : نعم ، إذًا أين هو ؟ أجبت أنك لا تعرف ، لماذا لا تعرف ؟ لا تقرأ القرآن ولا تسمع الحديث !؟
    إن المشكلة هي دخول علم الكلام في الموضوع فأفسد العقول ، كل من قرأ : ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ . [ الملك : 16 ] . ليس عنده شك أن الله - عز وجل - في السماء ، كلنا سمع ذاك الحديث : ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) ، ليس هناك شك أن الله - عز وجل - في السماء ، لكن دخل علم الكلام فصرفهم عن هذا الإيمان ، ماذا قال لهم ؟ قال لهم : لا يجوز أن نقول : الله في السماء ، لماذا ؟ لأن الله ليس له مكان ، صحيح نحن نقول : ليس له مكان ، ولعلكم ما نسيتم بأننا بدأنا الكلام عن هذا السؤال ببيان أن الله - عز وجل - غني عن المكان ، وأن الله كان ولا مكان ، فادعى الجهلة من الناس أن معنى الآية والحديث هو إثبات المكان لله - عز وجل - ، وأن معنى حديث الجارية : ( الله في السماء ) أن الله له مكان في السماء ، هذا الجهل أدى بهم إلى جهل مطبق ، ولا يعني أن المسلم حينما يعتقد أن الله في السماء : أن الله مثل إنسان في الغرفة ، لماذا ؟ لأن هذا تشبيه ، وقد سمعتم من جملة خصال ومزايا الدعوة السلفية أنها وسط في كل شيء بين الإفراط والتفريط ، بين المشبهة الذين يشبهون الله بخلقه ، وبين المعطلة الذين ينكرون أشياء من صفات ربهم ، فـالسلف وسط يؤمنون بما جاء في الكتاب والسنة ، وينزهون الله : ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ . [ الشورى : 11 ] .
    فحينما يعتقد المسلم أن الله في السماء كما هو في النص القرآني والأحاديث كثيرة ، لا يعني أنه في السماء أنه كالإنسان في الغرفة ، وكدودة القز في الشرنقة محصورة بهذا البيت الطويل ، حاشاه - عز وجل - أن يكون كذلك !
    إذًا : ما المعنى الصحيح للفظة ( في السماء ) ؟ السماء لها معانٍ في اللغة لا نتفلسف كثيرًا بذكرها ، لكن من هذه المعاني : السماء الدنيا الأولى ، والثانية ، و ... إلخ ، ومن هذه المعاني : العلو المطلق ، كل ما علاك فهو سماء ، فالسماء الأولى والثانية هذه أجرام مخلوقة ، فإذا قلنا : الله في السماء ، معناه حصرناه في مكان ، وقد قلنا : إنه منزه عن المكان ، إذًا : كيف نفهم ؟
    الجواب من الناحية العلمية : ( في ) في اللغة ظرفية ، فإذا أبقيناها على بابها وقلنا : الله في السماء ، وجب تفسير السماء بالعلو المطلق ، أي : الله فوق المخلوقات كلها حيث لا مكان ، بهذه الطريقة آمنا بما وصف الله - عز وجل - به نفسه بدون تشبيه وبدون تعطيل . فإن التشبيه أن أقول : كما أنا في هذا المكان ، وحاشاه ! والتعطيل أن نقول كما تقول المعطلة : الله ليس في السماء ، وإذا كان ربك يقول : ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ . [ الملك : 16 ] . وأنت تقول : ليس في السماء ، هذا هو الكفر . هذا معنى الآية فيما إذا تركنا ( في ) على بابها .
    أحيانًا في اللغة العربية تقوم أحرف الجر بعضها مكان بعض ، فـ ( في ) هنا ممكن أن تكون بمعنى ( على ) ، فحينئذً : ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ . [ الملك : 16 ] . أي : من على السماء ، فتكون السماء في الآية بمعنى الأجرام التي خلقها ربنا - تعالى - ، فهو عليها وفوقها ، وليس في شيء منها ؛ لأنه منزه عن المكان ، هذه هي عقيدة السلف ، ومن أجل ذلك نحن ندعو المسلمين إلى أن يرجعوا إلى عقيدة السلف ، وإلى منهج السلف حتى يستقيموا على الجادة ، وحتى يصدق فيهم أنهم رجعوا إلى الوصفة الطبية النبوية ، التي جعلها المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - وصفة لخلاص المسلمين من الذل الذي ران ونزل عليهم ( ... حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، فالرجوع الرجوع معشر المسلمين جميعًا إلى الله ، وإلى كتابه ، وإلى حديث نبيه وعلى منهج السلف الصالح !

    http://www.sahab.net/home/index.php?Site=News&Show=701

    والله أعلى وأعلم.
    قال تعالى :{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    43

    افتراضي رد: أين الله ؟؟

    حياك الله يالغالي ..

    عن نفسي أعتقد أن الفطرة أثبتت العلو قبل أن يثبتها القران والسنة ..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    13

    افتراضي رد: أين الله ؟؟

    العقل السليم والفطرة تقول ان من قال ((اين)) فقد حيزه تعالى , ومن قال ((فيم)) فقد ضمنه تعالى , ومن قال ((علام)) فقد أخلى منه تعالى .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: أين الله ؟؟

    بارك الله فيكم جميعا

    لكني أريد حوارا مع أي عضو في المنتدى فهل بإمكان أحدكم الدخول معي في حوار ؟؟

    في انتظار ردودكم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي رد: أين الله ؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم أمة الله مشاهدة المشاركة
    [center].العلو المطلق ، كل ما علاك فهو سماء
    الحمد لله ..
    بارك الله في أختينا العارفة بالله و مريم أمة الله
    جواب الشيخ الألباني يغني عن أي زيادة كلام ... هو جواب كل أهل السنة والجماعة ...جواب مقنع مزيل للشك .... ليس بعده إلا شكٌ منهيٌ عنه ... أو جدالٌ الأولى الإعراض عنه
    والسلام

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: أين الله ؟؟

    لي تعقيبات على تعليقات الإخوة الكرام تثبت أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان سأستخلصها في مايلي:


    قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام: كان الله ولم يكن شىءٌ غيره وكان عرشه على الماء(1)، قال الحافظ ابن حجر (الفتح ج6/334): والمراد بكان في الأول الأزلية وفي الثاني الحدوث بعد العدم. انتهى، فالله لم يزل موجوداً في الأزل، ليس معه غيره، لا ماء ولا هواء ولا أرض ولا سماء ولا كرسي ولا عرش ولا إنس ولا جن ولا ملائكة ولا مكان ولا زمان، فهو تعالى موجود قبل المكان بلا مكان، وهو الذي خلق المكان، وخلق العرش، فليس بحاجة إلى أحد من خلقه.


    ونقل الإجماع أيضاً الإمام أبو المعالي الجويني في كتاب الإرشاد إلى قواطع الأدلة (ص39): ومذهب أهل الحق قاطبةً أن الله سبحانه وتعالى يتعالى عن التحيز والتخصص بالجهات.


    روى أبو نعيم بسنده في حلية الأولياء (ج1/72) في ترجمة علي بن أبي طالب أن النعمان بن سعد قال: كنت بالكوفة في دار الإمارة، دار علي بن أبي طالب، إذ دخل علينا نوف بن عبد الله فقال: يا أمير المؤمنين بالباب أربعون رجلاً من اليهود، فقال علي: عَلَيَّ بهم، فلما وقفوا بين يديه قالوا له: يا علي صف لنا ربك هذا الذي في السماء كيف هو؟ وكيف كان؟ ومتى كان؟ وعلى أي شىء هو؟ - اليهود سألوا مثل هذه الأسئلة لأنهم مشبهة، يعتقدون أن الله ساكن السماء، وأنه يقعد على العرش، تعالى الله عما يصفون - فاستوى عليٌّ جالساً وقال: معشر اليهود، اسمعوا مني ولا تبالوا أن لا تسألوا أحداً غيري، إن ربي عز وجل هو الأول لم يبدُ ممّا (ليس له بداية)، ولا ممازجٌ مَعْمَا (لا يحُلُّ في شىء)، ولا حالٌّ وهما (ليس كما يقتضي الوهم)، ولا شبحٌ يُتَقصَّى (ليس جسماً)، ولا محجوبٌ فيُحوى (لا يحويه مكان)، ولا كان بعد أن لم يكن، ثم قال: من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود. انتهى، فانظروا إلى هذا الكلام ما أعذبه وأصفاه.


    وقال الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في الصحيفة السجادية، التي رواها الحافظ مرتضى الزبيدي في إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين بالسند المتصل المسلسل بطريق آل البيت: سبحانك لا يحويك مكان.


    ونقل الشيخ ابن جهبل الحلبي عن الإمام جعفر الصادق (في رسالته المنقولة كاملة في طبقات الشافعية الكبرى (ج9/35) والتي رد بها على ابن تيمية في مسألة الجهة): من زعم أن الله في شىء أو من شىء أو على شىء فقد أشرك، إذ لو كان في شىء لكان محصوراً، ولو كان على شىء لكان محمولاً، ولو كان من شىء لكان مُحدثاً.


    وقال الإمام أبو حنيفة النعمان في كتابه الوصية: ونقر بأن الله تعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجةٌ واستقرار عليه، وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج، فلو كان محتاجاً لما قدِر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوقين، ولو كان محتاجاً للجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.


    وقال الإمام الشافعي: من انتهض لمعرفة مدبره فانتهى إلى موجود ينتهي إليه فكره فهو مشبه، وإن اطمأن إلىالعدم الصرف فهو معطل، وإن اطمأن إلى موجود واعترف بالعجز عن إدراكه فهو موحّد. ( هذا ما أشرت إليه سابقا .. فأنا أدعوكم إلى عدم التعمق والتدخل في ذات الله )


    وروى البيهقي في كتاب الأسماء والصفات (ص515) بإسناده عن عبد الله بن وهب ويحيى بن يحيى، قال عبد الله بن وهب: كنا عند مالك بن أنس فدخل عليه رجل فقال: يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استواؤه؟ قال: فأطرق مالك وأخذته الرُّحَضاء ثم رفع رأسه فقال: الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه، ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه، قال: فأُخرج الرجل. ( هذا دليل آخر للكف عن التدخل في ذات الله )


    وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي في العقيدة الطحاوية: تعالى (أي الله) عن الحدود (أي الكميات) والغايات (أي النهايات) والأركان (اي الجوانب) والأعضاء (أي الجوارح الكبيرة) والأدوات (أي الأجزاء الصغيرة كاللسان والأضراس)، لا تحويه الجهات الست (وهي فوق وتحت وأمام وخلف ويمين وشِمال) كسائر المبتدعات (أي المخلوقات).


    وأيضا روي عن
    الإمام البيهقي في كتاب الاعتقاد والهداية حيث قال: يجب أن يُعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى، ليس استواء اعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه.

    وقال في كتاب الأسماء والصفات (ص506): والذي رُوي في آخر هذا الحديث إشارة إلى نفي المكان عن الله تعالى، وأن العبد أينما كان فهو في القرب والبعد من الله سواء، وأنه الظاهر، فيصح إدراكه بالأدلة، الباطن فلا يصح إدراكه بالكون في مكان، واستدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنت الظاهر فليس فوقك شىء، وأنت الباطن فليس دونك شىء(2)، وإذا لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان.


    وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح (ج3/26-27): قوله (أي النبي صلى الله عليه وسلم) "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" استدل به من أثبت الجهة وقال: هي جهة العلو، وأنكر ذلك الجمهور لأن القول بذلك يُفضي إلى التحيز تعالى الله عن ذلك.
    وقال أيضاً في الفتح (ج6/158): ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محالٌ على الله أن لا يوصف بالعلو لأن وصفه بالعلو من جهةِ المعنى والمستحيل كون ذلك من جهة الحس، ولذلك ورد في صفته العالي والعلي والمتعالي ولم يرد ضد ذلك وإن كان قد أحاط بكل شىء علماً جل وعز. انتهى.


    وقال المفسر القرطبي في تفسيره (م9/ج18/200) في تفسير قوله تعالى: "ءَأَمِنتُمْ مَّن فِى السَّمَآءِ": ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان.


    وقال الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره (م11/ج22/6): إنه سبحانه وتعالى كان ولا عرش ولا مكان، ولما خلق المكان لم يحتج إلى المكان، بل كان غنياً عنه فهو بالصفة التي لم يزل عليها.


    وقال حجة الإسلام الغزالي في إحياء علوم الدين (م1/ج1/155): تعالى عن أن يحويه مكان، كما تقدس عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن يخلق الزمان والمكان، وهو الآن على ما عليه كان.


    وقال أبو حيان الأندلسي في تفسيره (ج1/662) النهر الماد: وفوق حقيقة في المكان، ولا يراد به حقيقة إذ البارىء سبحانه وتعالى منزه عن أن يحل في جهة.


    وقال إمام الحرمين الجويني في كتابه الإرشاد إلى قواطع الأدلة (ص33): والبارىء سبحانه وتعالى قائم بنفسه، متعال عن الافتقار إلى محل يحُلُّه أو مكان يُقِلُّه.


    وأقوال العلماء كثيرة جدا لا حاجة في ذكرها جميعا

    والآن إليكم الدليل العقلي على تنزيه الله عن المكان :-
    قال الله تعالى: "وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِى أَصْحَابِ السَّعِيرِ"، فالعقل عند علماء التوحيد شاهدٌ للشرع ليس أصلاً للدين، فعلماء التوحيد لا يتكلمون في حق الله اعتماداً على مجرد النظر بالعقل، بل يتكلمون بذلك من باب الاستشهاد بالعقل على صحة ما جاء عن رسول الله، فالنظر العقلي السليم لا يخرج عما جاء به الشرع ولا يتناقض معه، أما الدليل العقلي على أن الله منزه عن المكان فتقريره كما يلي:

    كما صحَّ وجود الله قبل خلق الأماكن بلا مكان صحَّ وجوده بعد خلق الأماكن بلا مكان ولا يكون ذلك نفياً لوجوده تعالى، فالله تعالى يستحيل عليه التغير من حال إلى حال، لأن التغير دليل الحدوث (أي المخلوقية) والحدوث ينافي الألوهية، وليس محور الاعتقاد على ما يقتضيه الوهم بل على ما يقتضيه العقل الصحيح السليم الذي هو شاهدٌ للشرع.



    أما بالنسبة لما قاله ابن تيمية في هذه الاعتقادات فقد تراجع عنه سنة 707هــ ، وهذا ما نقله الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة في ترجمة ابن تيمية رحمه الله وكل ما في كتبه _ أي ابن تيمية _ مما يخالف ذلك فهو إما كتبه قبل الرجوع ، وإما مزور ومدسوس في المتن أو التاريخ ، وهذا القول هو ما يقتضيه حسن الظن اللائق بالمؤمنين.


    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: أين الله ؟؟

    هل أنتم متفقون معي في هذا أم لا ؟؟

    للأسف هناك الكثير من الإخوة الكرام في الكثير من المنتديات لا يتفقون معي في هذا

  10. #10

    افتراضي رد: أين الله ؟؟

    هذا المنتدى ليس للحوار في قضايا قطعية متواترة عند أهل السنة والجماعة ولعلك لم تقرأ ضوابط المشاركة هنا.
    أنت تقرر ولا تحاور، ولو كنت مريدا للحوار كما تزعم لما نقلت كلاما كثيرا طويلا فيه ما فيه من التلبيس وليس فيه دليل شرعي، ما نقلته يحتاج لرد تفصيلي وهو يسير بإذن الله لكنه رد وليس حوارا، الحوار حبة حبة وفي منتديات الحوار ومنها غرفة الشيخ دمشقية على البالتوك وقد تحدى مشايخكم ولم يجرؤ أحد على قبول مناظرته إلى الآن، ولغرفته منتدى في شبكة صوفية حضرموت فهلم هناك تجد من يحوارك أنتظرك في شبكة صوفية حضرموت غداً.

  11. افتراضي رد: أين الله ؟؟

    سيأتيك الإخوة لنقض أدلتك واحدة تلو الأخرى , فلا تتعجل عليهم .
    وقبل أن يأتوا سأبدأ بأن أطرح عليك نقلاً فيه بعض مواضع تثبت إجماع أهل السنة والجماعة أن الله تعالى بائن من خلقه مستو على عرشه , ومعيته مع خلقه بالعلم والنصر والتأييد :
    1. الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
    قال أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل: «هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروقها، المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها، فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق».
    ثم ساق الإمام أحمد أقوالهم في العقيدة إلى أن قال: «وخلق سبع سموات بعضها فوق بعض، وسبع أراضين بعضها أسفل من بعض، وبين الأرض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام، والماء فوق السماء العليا السابعة، وعرش الرحمن عز وجل فوق الماء، والله عز وجل على العرش، والكرسي موضع قدميه، وهو يعلم ما في السموات والأرضين السبع وما بينهما، وما تحت الثرى، وما في قعر البحار، ومنبت كل شعرة وشجرة، وكل زرع وكل نبات، ومسقط كل ورقة، وعددكل كلمة، وعدد الحصى والرمل والتراب، ومثاقيل الجبال، وأعمال العباد وآثارهم وكلامهم وأنفاسهم، ويعلم كل شيء، وهو على العرش فوق السماء السابعة، ودونه حجب من نور ونار وظلمة وما هو أعلم به.
    فإن احتج مبتدع ومخالف بقول الله عز وجل: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)ق: ١٦, وبقوله:(وهو معكم أينما كنتم) الحديد: ٤, وبقوله:(ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم...), إلى قوله:(إلا هو معهم أينما كانوا) المجادلة: ٧, ونحو هذا من متشابه القرآن, فقل: إنما يعني بذلك العلم؛ لأن الله تعالى على العرش فوق السماء السابعة العليا, ويعلم ذلك كله وهو بائن من خلقه, لا يخلو من علمه مكان» طبقات الحنابلة 1/24.
    2. ابن بطة العكبري :
    قال الإمام الزاهد أبو عبد الله بن بطة العكبري، في كتاب "الإبانة":
    «باب الإيمان بأن الله على عرشه، بائن من خلقه، وعلمه محيط بخلقه - أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين، أن الله على عرشه، فوق سمواته، بائن من خلقه فأما قوله: (وهو معهم أينما كانوا) فهو كما قالت العلماء: علمه...)) الإبانة 3/136.
    3. الإمام أبو عمرو الطلمنكي.
    قال في كتابه "الوصول إلى علم الأصول":
    «وأجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى (وهو معكم أينما كنتم) ونحو ذلك من القرآن أن ذلك علمه، وأن الله فوق السموات بذاته, مستو على عرشه كيف شاء...» تلبيس الجهمية 2/38, درء تعارض العقل والنقل 6/250-251, العلو264.
    4.أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان.
    قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبا حاتم وأبا زرعة الرازيين رحمهما الله عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك، فقالا: «أدركنا العلماء في جميع الأمصار، حجازاً، وعراقاً، ومصراً، وشاماً، ويمناً، وكان من مذهبهم أن الله على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه بلا كيف، أحاط بكل شيء علماً» شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة, للالكائي 1/176. العلو للذهبي 137-138. وفي السير 13/84. وابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل 6/257. وقال الألباني في مختصر العلو: «هذا صحيح ثابت عن أبي زرعة وأبي حاتم))204-205.
    وغيرها .
    رجمت بشهب الحرف شيطانة الهوى..فخرت مواتا تشتـهـيها المقابـر
    ويممــت مجـدافاً تحـرك غيـلة..فحطمتـه هجـوا وإنـي لشـاعر
    أبوالليث

  12. #12

    افتراضي رد: أين الله ؟؟

    جزاك الله خيرا أخي أبا ليث إن كان الموضوع لن يحذف استعنت بالله في الرد عليه.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي رد: أين الله ؟؟

    الله أكبر

    (( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ))

  14. #14

    افتراضي رد: أين الله ؟؟

    في المجلس مواضيع كثيرة تناولت الشبهة بالتفصيل لمن أراد الحق وبحث عنه, وهذا أحدها:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32476
    تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ ... عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •