تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: النبر في القرآن الكريم

  1. #1

    افتراضي النبر في القرآن الكريم



    النبر في القرآن الكريم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد ...

    لاشك أن القرآن معجز في كل شئ من حيث ألفاظه ونظمه وبلاغته ، فالعلماء جميعا ينهلون من القرآن ، والكل يأخذ من القرآن ولم ينته عجائبه وحير البلغاء في دقة ألفاظه وتنوعه قال د/ فاضل السامرائي في كتابه (بلاغة الكلمة في التعبير القرآني):" ولا شك أن كل كل مفردة وضعت وضعا فنيا مقصودا في مكانها المناسب ، وأن الحذف من المفردة مقصود كما أن الذكر مقصود ،وأن الإبدال مقصود ،وكما أن الأصل مقود ، وكل تغيير في المفردة أو إقرار علي الأصل مقصود له غرضه ".صـ6 ، هذا من جهة البلاغة ،ولكننا سنتحدث عن أسلوب جديد في قراءة القرآن وهو طريقة إلقاء الكلمة ـ بعيدا عن علم التجويد المدود وغيرها ـ حسب ما تقتضيه المعاني ، والذي يشرع في تعلم علم التجويد له أربع مراحل:

    أولها : مرحلة الشكل(أي التشكيل) كيف يتعلم طريقة نطق الفتحة والضمة والكسرة،والذي يعبر هذه المرحلة يدخل بعدها مرحلة المخارج كيف ينطق الحرف وكيف يفخم ويرقق الحروف بحسب أحوالها ومن عبر تلك المرحلة دخل في الثالثة وهي المرحلة الحسابية حيث يتعلم مقادير المد الطبيعي ومقادير المنفصل والمتصل واللازم وحركتي الغنة وهكذا عن طريق العد أو بسط الأصبع وغيره حتي يتقنها سليقة وطبيعة دون عناء ، ومن انتهي من هذه المرحلة ــ ولا شك أنه سيكون مجيدا للقراءة ــ يدخل في المرحلة الأخيرة وهي مرحلة المهرة المتقنين وهي النبر.

    قد ينطق القارئ الكلمة بتشكيل صحيح ومخارج سليمة ثم يعطي معني مخالفا للمراد مثل قوله تعالي:" فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)" فيقرا كلمة " فقعوا " مثل كلمة " ذهبوا " مثلا فكأنها من فقع العين ، بل لا بد من تمييز حرف الفاء والصبر علي حركة القاف دون الإسراع فيكون حينئذ بمعني الإلقاء وهذا ما يعرف بالنبر،

    وكذا لو قرأ " فَسَقي لهما" بنفس إيقاع "جعلا له " فتصير كلمة " فسقي "وكأنها من الفسوق في حين أنها من "السّقي" .. وكذا لو نطق " وسعي لها " وكأنها من من السعة والاتساع في حين أنها من السعي الذي هو السير ، .. وكذا " فهدي " ليست من الفهد وإنما من الهدي ، وتجنب مثل هذا يكون بنبر المقطع الثاني ـ أي الصبر علي الحرف الثاني وحركته ـ ولو قرا مثل قوله تعالي: :" وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ " دون نبر "ما" فتقترب الكلمة من كلمة "كلما " التي تفيد التكرار وكذلك نطق " أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ " دون نبر "ما" يحول المعني من استفهام موجه للكافرين عن شركاهم إلي ظرف مكان عام أو اسم شرط وجزاء وكلاهما غير مناسب ،وكذا قوله تعالي :" وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ " دون نبر "ما" يجعل "أنما " كأنها أداة قصر وهذا غير مراد في الآية .


    فينبغي للقارئ أن ينتبه لمثل هذا ،ولنذهب سويا لكي نتعرف علي النبر.
    قال صاحب لسان العرب في النبر:" مصدر نَبَرَ الحَرْفَ يَنْبِرُه نَبْراً هَمَزَه وفي الحديث قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا نَبيءَ الله فقال لا تَنْبِر باسمي أَي لا تَهْمِزْ وفي رواية فقال إِنَّا معْشَرَ قريش لا نَنْبِرُ والنبْرُ هَمْزُ الحرْفِ ولم تكن قريش تَهْمِزُ في كلامها نَبَرَ الرجلُ نبْرَةً إِذا تكلم بكلمة فيها عُلُوٌّ وأَنشد إِنِّي لأَسمَعُ نبْرَةً من قَوْلِها فأَكادَ أَن يُغْشَى عليّ سُرُورا والنبْرُ صيحة الفَزَعِ ونبرة المغني رفع صوْتِه عن خَفْض ".

    وقال في المعجم الوجيز:" النبر في النطق :إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق ،والنبر :إظهار الهمزة مثل:دارأ في داري" والذي نحن بصدده: :"
    النبر في النطق :إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق " وهو ما يسميه بعض العلماء الضغط علي الحرف حتي تكمل حركته ,ويتميز عما قبله و بعده بارتفاع الصوت وهذا الشئ قديم وهو تميز المعني بطريقة الأداء فقد ذكر د/ جبل ود/ غانم قدوري ما قاله النسفي في سورة يوسف وقبل ذكرها أحب ان أضع هاتين الآتين معا حتي يتضح قول النسفي جيدا للقارئ :" قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ " وقوله تعالي:" فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) " لفظ الله مرفوع في الآتين ولكن في الأولي(المائدة) فاعل وفي (يوسف) مبتدأ ولنقرأ كلام النسفي في سورة يوسف : "{ فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ } قيل : حلفوا بالله رب محمد عليه السلام { قَالَ } بعضهم يسكت عليه لأن المعنى قال يعقوب { الله على مَا نَقُولُ } من طلب الموثق وإعطائه { وَكِيلٌ } رقيب مطلع غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول وذا لا يجوز ، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله ." ا.هـ

    فقول النسفي "، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله " يقصد إظهار لفظ الجلالة الله وإلقائه بطريقة تشعر بان القصد منه الابتداء لأن الفاعل في الآية هو يعقوب عليه السلام وكلمة وكيل خبر للفظ الجلالة فالتفريق بقوة النغمة رفع الصوت به إذ لا معني لقوة النغمة هنا إلا النبرلأنه رفع بضغط ،قد خصص هذا النبر بلفظ الجلالة بقوله (فيقصد ...) .انظر تحقيقات في التلقي والأداء د/ جبل وكتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري .

    ويتضح مما سبق أن المفسرين كانوا يهتمون بطريقة الإلقاء والنبر قديم المنبع وإن كانوا لا يسمونه نبرا كما هو معروف فالتسمية لا تضر .

    وقال د/ جبل في ترجمة : -محمد بن عيسى بن إبراهيم بن رزين أبو عبد الله التيمي الأصبهاني إمام في القراءات كبير مشهور له اختيار في القراءة أول وثان، أخذ القراءة عرضاً وسماعاً عن خلاد بن خالد والحسن بن عطية وداود بن أبي طيبة وخلف وأبي معمر وسليمان ابن داود الهاشمي وسليم بن عيسى ويونس بن عبد الأعلى ونصير بن يوسف النحوي وعبد الرحمن بن أبي حماد وحماد بن بحر ونوح ابن أنس والصباح بن محارب وأشعث بن عطاف وروى الحروف عن عبيد الله ابن موسى وإسحاق بن سليمان، روى القراءة عنه الفضل بن شاذان وهو أكبر أصحابه وأعلمهم، ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني وجعفر بن عبد الله بن الصباح وأحمد بن يحيى التارمي- والحسين بن إسماعيل الضرير أبو سهل حمدان بن المرزبان وأحمد بن الخليل بن أبي فراس ومحمد بن عصام وإبراهيم بن أحمد بن نوح ومحمد بن أحمد بن الحسن الشعيري ويعقوب بن إبراهيم بن الغزال ومحمد بن الهيثم الأصبهاني والقاسم بن عبد الله الفارسي والحسن بن العباس الرازي وعبد الله بن أحمد اللخمي وموسى بن عبد الرحمن ومحمد بن أحمد الرازي والهيثم بن إبراهيم البخاري، قال أبو حاتم صدوق وقال أبو نعيم الأصبهاني والهيثم بن إبراهيم البخاري، قال أبو حاتم صدوق وقال أبو نعيم الأصبهاني ما أعلم أحداً أعلم منه في وقته في فنه يعني القراءات، وصنف كتاب الجامع في القراءات وكتاباً في العدد وكتاباً في جواز قراءة القرآن على طريق المخاطبة وكتاباً في الرسم وكان إماماً
    في النحو أستاذاً في القراءات، مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين وقيل سنة اثنتين وأربعين ومائتين.) غاية النهاية 2/350 .

    وقال السمرقندي في قوله تعالي:" وَإِذَا كَالُوهُم وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)" { وَإِذَا كَالُوهُمْ } يعني : إذا باعوا من غيرهم ينقصون الكيل { أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } يعني : ينقصون الكيل وقال بعضهم كالوهم حرفان يعني : كالوا ثم قال : هم وكذلك وزنوا ثم قال : هم يخسرون وذكر عن حمزة الزيات أنه قال هكذا ومعناه هم إذا كالوا أو وزنوا ينقصون وكان الكسائي يجعلها حرفاً واحداً كالوهم أي : كالوا لهم وكذلك وزنوا لهم وقال أبو عبيدة وهذه هي القراءة لأنهم كتبوها في المصاحف بغير ألف ولو كان مقطوعاً لكتبوا كالواهم بالألف " 587

    ٍولفظ حرفين في كلام أبي عبيد معناه كلمتين ذلك أن لفظ(هم)علي هذه القراءة مؤكد لضمير الفاعل ،واللفظ التوكيدي كالزائد عن بناء الجملة لأنه ينصب علي مفردة فيها لا علي مبناها كله في حين أن المفعول هو من تمام بناء الجملة الفعلية في الفعل المتعدي لأن الكلام يتطلبه ومن هنا عدُّوا قراءة (كالوهم)في حالة تنغيم (هم)مفعولا كلمة واحدة وفي حالة تنغيمها توكيدا =حرفين أي كلمتين وكذلك الأمر في (وزنوهم).والنبر هنا يتمثل في ضغط النطق بالضمير ضغطا يشعر يتميزه عما قبله ويرتفع به صوته عما قبله وبعده في كل من القراءتين وكذلك الأمر في جعل الضمير (هم)في (هم يخسرون)مبتدأ وهذا الضمير يعد لغويا كلمة ويعد صوتيا مقطعا،وأبو عبيد عبّر عن ذلك التميز بالوقف فإن وقفا حقيقا فهو سريع جدا (كسكتات حفص)وهناك احتمال أن يكون قصد بالوقف ذلك التمييز النبريّ الذي ذكرناه "ينظر..تحقيقات في التلقي د/جبل


    وقال الزمخشري:" { والذين يَجْتَنِبُونَ } عطف على الذين آمنوا ، وكذلك ما بعده . ومعنى { كبائر الإثم } الكبائر من هذا الجنس . وقرىء «كبير الإثم» عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه : كبير الإثم هو الشرك { هُمْ يَغْفِرُونَ } أي هم الأخصاء بالغفران في حال الغضب ، لا يغول الغضب أحلامهم كما يغول حلوم الناس ، والمجيء بهم وإيقاعه مبتدأ ، وإسناد { يَغْفِرُونَ } إليه لهذه الفائدة ، ومثله : { هُمْ يَنتَصِرُونَ } [ الشورى : 39 ] .يقصد:" وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) " الذي برز كون (هم)المنفصلة في هذه الآيات هي رأس جملة أي مبتدأ هو نبرها بحيث تبرز ابتدائيتها وكونها ليست مضافة إلي اليوم في آيتي غافر بخلاف آيات الزخرف والمعارج والطور والذاريات ـ وكذلك الأمر وإن كان أقل حدة في آيتي الشوري فالنبر هو الذي يبرز التخصيص الذي ذكره الزمخشري" المصدر السابق


    ولابد أن نعرف ليس الأمر مطلقا ولكن يكون النبر فيما له أثر في المعني ،اما مالا يؤثر في معني نحو النبر في (يعظكم ـ يعدُكم) أي الحرف الثاني منهما فهذا خطأ لا يجوز لأنه يؤدي إلي اختلاس حركة الحرف الثاني وهذا خطأ لأن هذه الحركة كاملة وليست مختلسة ، وكما يفعله البعض في (أفلا تعقلون) يسرع بحركة الفاء ليستفهم كما يظن فإن سألته لما هذا؟ قال للتفرقة بينها وبين (أفل) الفعل (سورة الأنعام) في حالة تثنيتها أي(أفلا) ويظن أنه يفرق بينهما ، وهذا خطأ لأن حركة الفاء كاملة وليست مختلسة وليست من الكلمات التي وردت مختلسة ، ولكي يستفهم ينبر ـ أي يضغط ـ علي (لا) أو يلقي الكلمة التي بعدها ـ هنا (تعقلون) ـ بطريقة تشعر بالاستفهام ،أما ما نسمعه من بعض الكبار باختلاسها فهذا خطأ مما لاشك فيه ـ كما بينا ـ .

    والسؤال :ما هي التركيبات التي يدخل فيها النبر؟؟؟

    قال د/ جبل :" 1. التركيب المكون من ثلاثة مقاطع ..مثل :( فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) تنبر القاف ، (فَسَقَى لَهُمَا) تنبر السين ، (فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) تنبر النون (وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) تنبر القاف (وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً) تنبر التاء (وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) تنبر القاف (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ) تنبر الهمزة (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) تنبر العين (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا)تنبر الكاف (وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا) تنبر الكاف
    ونري أن الأساس النفسي العلمي لهذا النوع من النبر أن اللغة العربية تغلب فيها الجذور الثلاثية علي غيرها....


    زيادة توضيح:
    إن هذه الأفعال الثلاثية الماضية التي لم ينتقص منها حرف مثل (كفروا ـ ختم ـ قتل) وكذا الأفعال المضارعة مثل ( يقول ) والأفعال الماضية غير الثلاثية مثل( أنزل ـ آمن) والثلاثية التي حذف منها حرف ولكن لم يدخل عليها حرف مثل (لقوا ـ خلوا) والتي دخل عليها حرف ولكن تخلف نظمها المقطعي عما قلنا مثل(فزادهم) كل هذه لا تحتاج إلي نبر لأن نطقها متميز المكونات .

    2. حروف عطف أحادية تليها حروف جر أحادية داخلة علي ضمائر مثل ( ولهم ـ فلهم ـ ولكم ـ فلكم ـ ألكم ـ فبما ) والنبر فيها يكون علي حرف الجرـ أي علي المقطع الثاني أيضا ـ ومما يلحق بذلك ما يكون حرف الجر فيها بداية شبه جملة هي خبر مقدم لمبتدأ بعده مثل (وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) بل إن أهمية إبراز كون حرف الجر بداية شبه جملة خبرا تجعل نبره مفيدا حتي لو لم يسبق بعاطف (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ )وهذا النوع كثير أيضا منتشر في القرآن والمهم أنه لا ينبغي أن يغيب عنا أن النبر الذي نهتم به أو ينبغي أن نهتم به هو ما يبرز معني الكلام أو يساعد علي إبرازه بأن ينبه إلي ان المقطع الثاني مثلا هو بداية لحرف أو لفعل أو إلي أن المقطع بداية بشبه الجملة لجملة مستقلة .


    3.النبر في الحرف المقطعة .
    أولا:( إن +ما ،أن +ما) التراكيب المكونة من أن المشددة مكسورة الهمزة او مفتوحتها +"ما " موصولة أو غير موصولة ،والقاعدة التي أطمئن إليها في هذه التراكيب هي نبر (ما)التي ليست اسم موصول سواء رسمت متصلة بما قبلها أو رسمت منفصلة عنه :أ ـ ما تنبر فيه(ما) بعد (إنّ) (إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِين) الأنعام 134(َ إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) النحل 95( إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ) طه 69 (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ) الذاريات (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)) المرسلات. وقدر رسمت "ما" في هذه المواضع متصلة بأن عدا موضع الأنعام ،، وباقي ما جاء في القرىن وهو 141 مرة ـ حسب ما في معجم حروف المعاني ـ فغن ما فيه كافة فلا تنبر... فالذي ينبر من (إنّ + ما) هو خمة مواضع فقط

    ثانيا: ( أنّ + ما) لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ ..(178) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ ...(41) أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى ... (19) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ... (62) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ ...(30) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ ... (27) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ ...ر (43) ( وقد رسمت آيتا الحج ولقمان 30 مفصولتين)

    وأما قوله تعالي:" فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ...(49) و" فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92) فالراجح ان "ما" فيهما كافة فلا تنبر وقد رسمتا بالاتصال .

    الخلاصة : أن الذي ينبر من (أن + ما) هو ثماني آياتٍ الأولي وما عداهما ـ اثنان المائدة 49،92 وأحد عشر موضعا آخر( الأنفال 28 ـ هود 14ـ إبراهيم 52 ـ الكهف 10ـ الأنبياء108ـ المؤمنون 115ـ القصص 50 ـ ص24 ، 70 ـ فصلت 6 ـ الحديد 20 )= لانبر فيه
    ثالثا: (كل + ما) ينبر في هذا التركيب موضع واحد وهو اسم يعود عليه ضمير وهو قوله تعالي :" وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ... (34)" وما عدا هذا الموضع لا ينبر مثل : ...كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا ... (91) "كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ ... (44) والمواضع الثلاثة رسمت في المصحف بقطعى "كل" عن "ما " ثم إن المواضع الباقية في القرآن وعددها سبعة عشر لا تنبر فيها "ما" فالنبر في هذا التركيب في آية واحدة (إبراهيم 34)

    رابعا:( بئس +ما)هنا عدة آيات "ما" فيها واضحة الموصولية هي قوله تعالي: "بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ" "قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ
    Øوَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْØ وقد رسمت الأوليان باتصال "ما" .
    وعدة آيات أخري "ما" راجحة الموصولية هي : وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) آل عمران " لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) "لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63) "لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) "لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ ...(80)"قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي ...(150) المائدة. فهذه كلها تنبر (وقد رسمت هذه المجموعة بانفصال "ما")
    قوله تعالي:" بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي " ف"ما" نكرة موصوفة فلا تنبر وقد رسمت متصلة .

    فالخلاصة: أن كل( بئس+ما) تنبر ماعدا " بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي "

    4.(أين +ما) ورد هذا (التركيب" ثنتي عشرة مرة منها ثلاث مرات "ما" فيها موصول فتنبر وهي:"قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ...(37)الأعراف "وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92)الشعراء "ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73)غافر وهذه الثلاثة رسمت مفصولة وسائرها "أينما " فيه اسم شرط أو ظرف مكان مجرد من الشرط لاتنبر فيه "ما" وهي "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا ...(115) "أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ ...(148) البقرة "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا ... (112)آل عمران "أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ ... (78)النساء "أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ... (76)النحل "وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْت (31)مريم ُ
    "مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا ... (61) الأحزاب "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)الحديد "إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ...(7)المجادلة

    قال د/غانم قدوري :"قال بعض المحققين ينبغي أن يقرأ القرآن علي سبعة نغمات : فما جاء من أسمائه تعالي وصفاته فبالتعظيم والتوقير.
    وما جاء من المفتريات عليه فبالإخفاء والترقيق.
    وما جاء من ذكر الجنة فبالشوق والطرب.
    وما جاء من ذكر النار والعذاب فبالخوف والرهب .
    وما جاء من الأومر والنواهي فبالطاعة والرغبة .
    وما جاء من ذكر المناهي فبالإبانة والرهبة.انتهي خلاصة العجالة صـ213..) الدراسات الصوتية 480


    وهذا شئ يسير ويفتح الباب لإخواني حتي يدلوا كل واحد بدلوه وحتي تفهم معاني القرآن من قراءة القارئ ويكون تفسيرا أوّليّا للسامع .
    هذا ما من الله به علينا ،ونسأله الإخلاص فيما قلنا وعملنا وأن يتقبلها منا ويجعلها لنا نجاة وزخرا يوم القيامة .آآآمين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أبو عمر عبد الحكيم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    100

    افتراضي رد: النبر في القرآن الكريم

    جزيت خيراً شيخنا عبد الحكيم عبد الرازق على هذه الدرر التي تنثرها هنا وهناك، وأريد أن أشارك بالآتي:
    كان شيخي إسماعيل عبد العال أحمد حفظه الله تعالى كثيراً ما ينبهنا أثناء قراءتنا عليه القراءات العشر للنبر في بعض الكلمات، مع أن الشيخ كان لا يسمي هذا التغيير اليسير في الصوت بأي اسم، وإنما يلقننا له تلقيناً، وأذكر أنه أوقفني كثيراً في قوله تعالى: (إذا ما غضبوا هم يغفرون)، وكان يقول لي: لا بد أن تبين في قراءتك انفصال (غضبوا) عن (هم)، حتى يكون الصوت مختلفاً عن مثل: (كالوهم).
    وكذلك شيخي طاهر عبد الرحمن شيخ النجارين حفظه الله تعالى الذي عرضت عليه ختمتين كاملتين، الأولى بقراءة عاصم براوييه، والأخرى بقراءة ابن عامر براوييه أيضاً، فمن ما أوقفني عنده كثيراً لفظي: (يعدكم)، و(يعظكم).
    وهذا العمل جيِّد لما فيه من التوضيح والتبيين، ولكن من وجهة نظري أرى أنه غير لازم، والذي لا يطبقه لا يؤدي إلى معنى مخالفٍ للمعنى المراد؛ إذ إن سياق الآية يفهم من خلاله المعنى الذي يدل عليه اللفظ، والله تعالى أعلم.
    مع التنبيه إلى أن بعض القراء ربما يبالغ في النبر إلى أن يسمع له سكتاً واضحاً بين الكلمات حرصاً منه على تأدية المعنى المراد، وهذا لا شك في تخطئته؛ لإتيانه بأحكام في غير موضعها.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: النبر في القرآن الكريم

    جزى الله الشيخين خير الجزاء.
    واسمحا لي أن أضع هذا الرابط ... استكمالاً للموضوع:
    موضوع للنقاش في علم التجويد
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  4. #4

    افتراضي رد: النبر في القرآن الكريم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو تميم الأهدل مشاهدة المشاركة
    وهذا العمل جيِّد لما فيه من التوضيح والتبيين، ولكن من وجهة نظري أرى أنه غير لازم، والذي لا يطبقه لا يؤدي إلى معنى مخالفٍ للمعنى المراد؛ إذ إن سياق الآية يفهم من خلاله المعنى الذي يدل عليه اللفظ، والله تعالى أعلم.
    مع التنبيه إلى أن بعض القراء ربما يبالغ في النبر إلى أن يسمع له سكتاً واضحاً بين الكلمات حرصاً منه على تأدية المعنى المراد، وهذا لا شك في تخطئته؛ لإتيانه بأحكام في غير موضعها.
    السلام عليكم
    بارك الله فيكم شيخنا الكريم .
    في الحقيقة هذا مضرّ للشيوخ .. فمثلا منذ يومين وجدت أخا يقرأ ووقف علي " أحد " فبالغ في القلقلة فكأنه شدد الدال .. فوجدتُ المعني وكأنه يقول " أحدّ " كمن يقول : "أحدُّ من السيف " فصارت من الحدة ، فهذه الأشياء لا يطيقه الشيوخ .
    وقولكم " إذ إن سياق الآية يفهم من خلاله المعنى الذي يدل عليه اللفظ، والله تعالى أعلم."
    شيخنا فهناك من الطلبة يفهم معني الآية إلا أنه يعبر عنها بطريقة خاطئة ، ففهمه للمعني لا يواري خطئه .
    فلو عكسنا الأمر وقلنا : نطق اللفظ بقواعد سليمة ولا يفهم المعني لا شئ فيه لأنه يبلغه لغيره بلفظ صحيح فقد ينتفع به غيره .

    ثم قضية " يعظكم .يعدكم " الخطأ فيه واضح لأنه يختلس حركة الحرف الثاني ، والاختلاس لابد معه نص . فهناك فرق بين الحركة الكاملة والحركة الناقصة .. وضحت فكرتي ؟
    والسلام عليكم


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    100

    افتراضي رد: النبر في القرآن الكريم

    شيخنا أكرمك الله:
    أنا لا أقصد أن الوقوع في الخطأ التجويدي يبرر له بأن المعنى متضح فلا إشكال فيه، فهذا مما لا يمكن أن يوافق عليه أحد.
    ثم قضية " يعظكم .يعدكم " الخطأ فيه واضح لأنه يختلس حركة الحرف الثاني ، والاختلاس لابد معه نص . فهناك فرق بين الحركة الكاملة والحركة الناقصة .. وضحت فكرتي ؟
    ايضاً ليس الخلاف في لزوم إتمام الحركات، ويمكن أن تتم الحركة بدون نبر، والله أعلم.

  6. #6

    افتراضي رد: النبر في القرآن الكريم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو تميم الأهدل مشاهدة المشاركة
    ايضاً ليس الخلاف في لزوم إتمام الحركات، ويمكن أن تتم الحركة بدون نبر، والله أعلم.
    السلام عليكم
    شيخنا نحن اتفقنا في الأساس والخلاف في التسمية ، فالضغط علي الحركة نسميها نبر . لأن هذا الضغط يؤدي إلي إتمام الحركة حتما .
    وفضيلتكم لا تضعون لها اسما .
    مثلا "فسقي " لو قرئت خطأ وكانت بمعني الفسوق ستنكرها لا شك وستأمره بإتمام الحركة ،وأنا سأقول له انبر الحرف . فالنتيجة واحدة .
    جزاكم الله خيرا .
    والسلام عليكم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: النبر في القرآن الكريم

    نحن اتفقنا في الأساس والخلاف في التسمية ، فالضغط على الحركة نسميها نبر . لأن هذا الضغط يؤدي إلى إتمام الحركة حتما .
    - - -
    مثلا "فسقى" لو قرئت خطأ وكانت بمعنى الفسوق ستنكرها لا شك وستأمره بإتمام الحركة، وأنا سأقول له انبر الحرف . فالنتيجة واحدة .

    شيخنا الفاضل عبد الحكيم.
    هل النبر المراد ليس فيه شيء زائد على إتمام الحركة؟
    فما المراد بالضَّغط، وتحديد كلمات معينة للتنبيه عليها؟
    أسأل للاستفسار.
    = = = =
    مع أني ألاحظ في هذا الموضوع من المتحمِّسين للنبر كلامًا فيه غرابة وطرافة.
    فمَن يذهب وهمه إلى (فَسَقَ) فيمن ترك النبر - لكن أتم الحركات - في (فَسقَى) ... مع وضوح التبايُن.
    ومن يذهب وهمه إلى (الفعْص) في قراءة (فعصى فرعون الرسول)، وأيضًا التَّبايُن واضح مع وجود الألف اللينة التي هي لام الفعل.
    ونعوذ بالله من مثل هذه الأوهام أثناء تلاوة وسماع القرآن.
    لأنَّ من ينشغل بها لن يقف عند حد.
    فمن غرائب المعاني المترتبة على الوقوف؛ نحو: (وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله) ... وإصلاحها يكون بِحُسن الوقف والابتداء.
    إلى غرائب المعاني الناتجة عن سوء التفسير، نحو: (فأرسل معنا أخانا نكتل)، (وجد عندها رزقًا).
    إلى غرائبَ ليْس لها حلّ مطلقًا؛ إلاَّ أن يمضي القارئ والسامع دون التفات لتلك الهواجس والوساوس.
    فالأحسن صرف الهم عن مثل هذه المعاني، التي لا تتبادر - عند التحقيق - إلا لقليلين.
    ويُكتفى إذا سمَّع عليك واحد ممن لم يُتم الحركات أن تُنبهه إلى النطق الصحيح الذي ليس فيه زيادة على إعطاء كل حرف حقه ومستحقه، دون الإشارة إلى تلك المعاني التي لم تتولَّد عند ذلك الطالب أصلاً.
    والله أعلم.
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •