بسم الله الرحمن الرحيم و صلي اللهم على محمد و على آله و صحبه تسليما كثيرا مباركا فيه
أردت أن أدلي بدلوي في موضوع سب أمنا عائشة رضي الله عنها و أرضاها من طرف غُمر من المخالفين، و الجديد في هذا هو الإعلان، و إلا فإن أبسط قارئ لمصنفات و خطب هؤلاء المنشقين يعرف أن الموضوع قديم قدم نطفهم في أصلاب أجدادهم.
إلا أنني أعتقد أن ما يقوم به بعض الفضلاء و الصادقين من أهل السنة و الجماعة في الشبكة من صور و تعاليق ، قد استغل -بل أحيانا تحول- إلى صراع خفي بين دولتين معروفتين باختلاف ولائهما السياسي ، فتحول ولاء أم المؤمنين إلى تكثير سواد حلف يعد لحرب دولة توصف- في الظاهر- بأنها مارقة عن الغرب. و مع مرور الوقت قد تستغل مثل هذه المسائل لمثل هذا الحال ،و يجد المثقف نفسه في معسكرين كان من الأجدر عليه كباحث أو دارس أن يكون حذرا من الاقتراب منه .
لعل المتعارف عليه هو أن دور المثقف عموما و الباحث خصوصا هو محاولة إحياء التراث و إعداد الدراسات التي تمكن الأمة من نهضة علمية رائدة أما الإغراق في المواقف السياسية و تغليفها بالدين فهذا أمر متعب للعقل و ما أدراك ما تعب العقل.