الشيخ الألباني يحذر
قـال الشـيخ الألبانـي ـ رحمه الله تعالى - :
.............................. ...... .........،
مـن البديهـي بعـد هـذا أن نقـول إن السـنة
التـي لهـا هـذه الأهميـة فـي التشـريع ، إنمـا هـي
السـنة الثابتـة عـن النبـي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ بالطـرق العلميـة والأسـانيد
الصحيحـة المعروفـة عنـد
أهـل العلـم بالحديـث ورجالـه
وليسـت هـي التـي فـي بطـون مختلـف
الكتـب مـن التفسـير والفقـه والترغيـب
والترهيـب والرقائـق
والمواعـظ وغيرهـا ، فـإن فيهـا كثيـرًا
مـن الأحاديـث الضعيفـة والمنكـرة
والموضوعـة وبعضهـا ممـا
يتبـرأ منـه الإسـلام
وقبـل أن أنهـي كلمتـي هـذه أرى أنـه
لابـد لـي مـن أن ألفـت انتبـاه الإخـوة
الحاضريـن إلـى حديـث مشـهور - لغة -
قَلَّمَـا يخلـو منـه كتـاب مـن كتـب أصـول
الفقـه أو غيرهـم ، لضعفـه مـن حيـث
إسـناده ، ولتعارضـه مـع مـا انتهينـا
إليـه فـي هـذه الكلمـة مـن عـدم جـواز
التفريـق فـي التشـريع بيـن
الكتـاب والسـنة ـ الصحيحـة ـ ،
ووجـوب الأخـذ بهمـا
معـًا ألا وهـو : " حديـث معـاذ " :
* عـن أنـاس مـن أهـل حمـص مـن أصحـاب
معـاذ بـن جبـل ، أن رسـول الله ـ صلى الله
عليه وعلى آله وسلم ـ لمـا أراد
أن يبعـث معـاذًا إلى اليمـن قـال :
" كيـف تقضـي إذا عـرض لـك قضـاء ؟ "
قـال : أقضـي بكتـاب الله
قــال : " فـإن لـم تجــد فـي كتـاب الله ؟ "
قـال : فبسـنة رســول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ
قـال : " فـإن لـم تجـد فـي سـنة رســول
الله ولا فـي كتـاب الله ؟ "
قـال : أجتهـد برأيـي ولا آلـو ،
فضـرب رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
صـدره فقـال :
" الحمـد لله الـذي وفـق رسـولَ رسـولِ الله
لمـا يُرْضـي رسـولَ اللهِ "
أبو داود / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب القضاء ( 18 ) / باب
( 11 ) اجتهاد الرأي في القضاء / حديث رقم : 3592 /
ص : 644 / وضعفه الألباني . وهذه رواية أبي داود .
ورواه الترمذي /13- كتاب الأحكام / 3- باب / حديثرقم :
1327 / ص : 313 / التحقيق:حديث ضعيف
أمـا ضعـف إسـناده : فـلا مجـال لبيانـه الآن .
وقـد بينـتُ ذلـك بيانـًا شـافيًا ربمـا لـم
أسـبق إليـه ، فـي :
" سـلسـلة الأحاديـث الضعيفـة والموضوعـة
وأثرهـا السـئ علـى الأمـة " .
وحسـبي الآن أن أذكــر أن أميـر المؤمنيـن فـي
الحديـث ، الإمــام البخــاري ـ رحمه الله ـ ،
قــال فيـه : ( حديـث منكـر ) .
وبعـد هـذا ، يجـوز لـي أن أشـرع فـي بيـان
التعـارض الـذي أشـرتُ إليـه فأقـول :
إن حديـث معـاذ هـذا يضـع للحاكـم منهجـًا فـي
الحكـم ،علـى ثـلاث مراحـل ، لا يجـوز
أن يبحـث عـن الحكـم فـي الـرأي
إلا بعـد أن لا يجـده فـي السـنة ،
ولا فـي السـنة إلا بعـد أن لا يجـده فـي القـرآن
وهـو بالنسـبة للـرأي منهـج صحيـح
لـدى كافـة العلمـاء ،
وكذلـك قالـوا : إذا ورد الأثـر بَطُـل النظـر .
ولكنـه بالنسـبة للسـنة ليـس صحيحـًا ،
لأن السـنة حاكمـة علـى كتـاب الله
ومُبَيِّنـة لـه ، فيجـب أن يبحـث عـن
الحكـم فـي السـنة ولـو ظـن وجـوده
فـي الكتـاب لِمَـا ذكرنـا .
فليسـت السـنة مـع القـرآن ، كالـرأي مـع السـنة
كـلا ! ثـم كـلا ! . بـل يجـب اعتبـار
الكتـاب والسـنة
مصـدرًا واحـدًا لا فصـل بينهمـا أبـدًا
كمـا أشـار إلـى ذلـك قولـه ـ صلـى الله
عليـه وسلـم ـ :
* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال
رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" تركـت فيكـم شـيئين ، لـن تضلـوا بعدهمـا :
كتـاب الله ،وسـنتي
ولـن يتفرقـا حتـى يـردا علـيَّ الحـوضَ "
أخرجه الحاكم / صحيح . صحيح الجامع الصغير
وزيادته / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم :
2937 / ص : 566
* وعـن المقـدام بـن مَعْدِيكـرب قـال : قـال
رسـول الله ـ صلى الله وسلم ـ :
" ألا إنـي أوتيـت الكتـاب ومثلـه معـه ، ... "
رواه أبو داود / كتاب السنة ( 34 ) / باب ( 6 ) /
حديث رقم : 4604 / ص : 831 / صحيح
رسالة : منزلة السنة في الإسلام / للشيخ الألباني /
بتصرف