
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جبر
هل لي أن أقترح إعادة النظر في أشياء وردت في نشرات كتب تراثية تبعث على تقليب وجوه القراءة للوصول إلى ما يمكن أن يصوِّب فهم ما رمى إليه المؤلفون ؟
هذا مثال حِرْتُ في توجيه قراءة كلمة وردت فيه فجعلت الجملة مرتبكة من حيث الصياغة النحوية والمعنى العام في سياق القضية .
في خزانة الأدب لعبد القادر البغدادي في نشراته جميعها : الطبعة البولاقية ونشرة هارون القديمة ونشرة محيي الدين ثم نشرة هارون المعاصرة أورد المؤلف آراء المؤيدين والمعارضين ومن توسطوا بين الوجهتين في قضية الاستشهاد بالحديث النبوي في النحو وكانت العبارة الغامضة من وجهة نظري ولستُ أدري أهي من كلامه أم من نقله :
" والصواب جواز الاحتجاج بالحديث للنحوى في ضبط ألفاظه "
فكلمة للنحوى هاهنا غير ذات فائدة تضاف إلى السياق ؛ فالكلام عن أهل النحو لا غيرهم ، وهي قلقة في تركيب الجملة وخصوصا مع ما بعده من حرف الجر في إذ لا تعلُّق له يُدرَك بشيء سابق في العبارة .
هذه العبارة في طبعة بولاق في ج 1 ص 5 في السطرين 5 ، 6
وهي في طبعة عيسى البابي الحلبي التي أشرف عليها ووضع فهارسها محمد محيي الدين عبد الحميد في ج 1 ص 6 في السطر 7
وهي في نشرة هارون الأخيرة في ج 1 ص 9 في السطر 15
فهل لنا أن نصنع كصنيع الشيخ الزين رحمه الله ونجد وجها من وجوه القراءة المحتملة يليق بالمعنى والنركيب !
تحياتي إلى أهل التدقيق الكرام .
انقضى زمان أحسبه كافيا لترقّب أن يُدليَ أصحاب المعرفة بآرائهم ولم أجد مَن يرى رأيه في المسألة ؛ لذلك أتقدّم باقتراح قراءة تقوم على تقليب صور الأحرف مكتوبة بشيء من العجلة حتى اشتبهت في عين من نظر في الطبعة الأميرية وتبعه مَن جاء بعده !
كلمة : للنحوي لا أراها مناسبة للسياق ولا تتلاءم مع تركيب العبارة من حيث النحو ، وحرف الجر : في لا مساغ له من حيث التعلق ، فأنا أقترح منذ خمس وعشرين سنة أن تكون القراءة :
" والصواب جواز الاحتجاج بالحديث المتحرَّى في ضبط ألفاظه "
لمست الميم طرف الألف الأسفل فبدا كأن لامين اتصلا ، وكبر حجم بداية الراء فأشبه رأس الواو وصحفت التاء إلى نون ، وخدعت العبارة القارئ الأول بسبب جري الكلام في النحو بصورة عامة .
وهذا يشبه ما فسّر به الأخ الواحدي حالة من التصحيف فقال في مشاركة 12 من ذي القعدة الحالي :
أحد نسّاخ "الأسرار" أغرى منقارَ الدّال بالانخفاض قليلا، فانغلق الحرفُ وشابَه الميم .
عرضتُ هذا الاقتراح على الدكتور الطناحي رحمه الله وقت عمله في مكة وطلبت أن يعرضه على الشيخ محمود شاكر رحمه الله في فترة عطلة نصف العام الدراسي ولما عاد نقل إليّ أن الشيخ قال إن هذا الاقتراح ممكن قبوله . وأحسب أن الشيخ فضّل إعادة النظر في المخطوط ، وقد سعيتُ لدى مركز تحقيق المخطوطات من أجل ذلك فلم أتمكن .
هلا تكرَّم أهل الخبرة ومن يستطيعون النظر في المخطوط بتقديم القول الذي يطمئن بال الباحث عن الصواب !